يندرج التوحد تحت مظلة صعوبات التعلم مع امراض اخرى اذا جاز لنا استخدام كلمة مرض بدل كلمة اعاقة مثل صعوبة تعلم القراءة والكتابة Dyslexia وصعوبة التذكر الآلي وتحقيق سلسة الحركات المطلوبة في كتابة الحروف والارقام Dysgraphia وصعوبة التعامل مع العمليات الحسابية Dyscalculia وصعوبات التوافق الحركي العصبي وقد يعانون من صعوبات في لفظ الكلمات Dysphasia ويوضع الداون سندروم Down’s Syndrome ايضا تحت هذه المظلة مع فراجايل اكس سندروم Fragile X Syndrome وسيربرال بالسي Cerebral Palsy وهي حالة اصابة الدماغ اثناء النمو وتحدث غالبا في الولادات المبكرة مما ينتج عنه صعوبة في نقل النبضات العصبية من الدماغ الى العضلات لانجاز الحركات التوافقية التوحد كما عرفه عبد الحليم محمد عبد الحليم4 هو إضطرابات معقدة في النمو تؤثر في قدرات الفرد المُصاب وبالتالي تؤثر أيضا على الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه وذلك لما يفرضه هذا الاضطراب على المصاب من خلل وظيفي يظهر في معظم جوانب النمو” التواصل , اللغة , التفاعل الاجتماعي ، الإدراك الحسي و الانفعالي” التوحد جزء من مجموعة اظطرابات النمو التي يمكن ان تؤدي الى مشاكل وصعوبات في تبادل المعلومات بين الفرد المصاب ومحيطه الخارجي وبالتالي فقدان او ضعف المهارات الاجتماعية التي تقود الى العزلة وانعكاساتها التوحد هو اضطراب في النمو الحسي العصبي يؤثر بشكل حاد على التفاعل بين الفرد وبيئته الخارجية التي هي مصدر خبراته . يمكن ان يبدو العالم بالنسبة للتوحديين عبارة عن فوضى بلا حدود واضحة او نظام وبلا معنى. تختلف هذه الاضطرابات من بسيطة جدا والتي يعاني منها الكثير دون ان تسبب لهم مشاكل جدية في التواصل مع الاخرين وقد نعزيها الى تركيبته الشخصية وبيئته او الى العوامل الوراثية لذا لايتم تشخيصهم على انهم حالات مرضية او اضطراب وانما اختلاف طبيعي . الى حادة جدا بحيث يكون المصاب غير قادر تماما على المشاركة والتفاعل في المجتمع السوي. التوحديون تكون عادة اعاقتهم اكثر شدة من المصابين باضطرابات النمو الاخرى بسبب التباين في شدة الاعراض ومدى التأثراطلق المختصون على الحالات مجتمعة طيف اضطرابات التوحد وهم يشكلون اكثر من نصف مليون فرد في بريطانيا4
يمكن تلخيص اعراض التوحد التي تظهر خلال نمو الطفل : 1- تكرار السلوك ومقاومة التغيير في الروتين اليومي 2- هواجس وقلق اتجاه اشياء او اجراءات محددة 3- ضعف التنسيق والتوافق عند الاداء 4- صعوبات في السيطرة على الحركات الدقيقة مثل جفن العين او اللسان 5- غياب تعبيرات الوجه الطبيعية ولغة الجسم وضعف في التواصل بالعين 6- ميل الى العزلة وقضاء وقته وحيدا او مع عدد محدود جدا من الاصدقاء 7- ضعف في القدرة على التخيل 8- فشل في تكوين عبارات بسيطة ويصاحبها غالبا صعوبات في التعلم
اسلوب العلاج الحركي ( بالتمرينات البدنية واللعب) للتوحديين
يرى أنصار هذا البرنامج ان الاثارة العضلية النشطة لعدة ساعات يومية يمكن أن تصلح الشبكة العصبية المعطلة وظيفياً ويفترضون أن التدريب البدني العنيف له تأثيرات ايجابية على المشكلات السلوكية. يتفاعل الطفل في الانشطة الحركية مع البيئة المحيطة بحواسه المختلفة التي تمثل له المنبه الأول لاستقبال المثيرات والتفاعل معها من أداة وزميل ومساحة (ملعب) وزمن ومسافة وارتفاع وعوائق وغيرها من مشبعات الغرائز الحركية عنده. تؤدى القدرة على التركيز والاستخدام الصحيح للمستقبلات الحسية دوراً أساسيا في نجاح أغلب المهارات الحركية، فالمثيرات القادمة عن طريق الأعصاب الحسية من الحواس التي تعمل كأجهزة التقاط مثل العين والأذن واللمس للمثيرات التي تحيط بعملية الأداء تعتبر ضرورة لممارسة الأنشطة الحركية. أن عملية التحكم الذاتي في التصرف تتم من خلال قدرة الطفل على ضبط تأدية حركاته بنفسه بما يتوافق مع ظروف التنفيذ الحالية. ويتحقق التحكم الذاتي الإدراكي عن طريق قشرة المخ ويتضمن العمليات العقلية المرتبطة بتحديد الهدف، تقدير الوضع، برمجة التنفيذ، اتخاذ القرار والتنفيذ ومتابعة التنفيذ. التمارين البدنية واحد من أكثر العلاجات فعالية بالنسبة للأفراد الذين يعانون من التوحد ولكنها غير مستثمرة حتى الآن. ومن البديهي أن ممارسة التمارين البدنية مهمة بالنسبة للجميع . يقول دانيال هاوثورن 7عن طريق الملاحظة في حياتي الخاصة لقد شعرت بقوة ومنذ فترة طويلة بأن التمارين الهوائية المختلفة لعبت دورا هاما في مقدرتي على الاداء بمستوى عال نسبيا كطفل مصاب بالتوحد، والآن ايضا. أظهرت العديد من الدراسات ان ممارسة الانشطة الحركية الحماسية والشديدة ترتبط غالبا مع انخفاض في اعراض السلوك النموذجي المصاحبة للتوحد كالتحفيز اللاارادي ، النشاط الزائد والعدوانية وايذاء النفس، وتحطيمها. هذه الفوائد لوحظت ايضا في عدد من المصابين بالاكتئاب والمعاقين عقليا. يعمل التمرين على خفض التوتر والقلق فضلا عن تحسين النوم، زمن رد الفعل، والذاكرة. بالاضافة الى فوائدها المعروفة في تقليل الوزن حيث يعاني العديد من الأفراد التوحديون من زيادة في الوزن بسبب اسلوب حياتهم غير النشط. اللعب له أهميته بالنسبة للأطفال التوحديين لأنه المعيار النموذجي للسلوك في الطفولة المبكرة وانعدام مهارات اللعب لديهم قد يضاعف من عزلتهم الاجتماعية ويزيد اختلافهم عن بقية الأطفال (بوشر 1999م). وتضيف بوشر أن اللعب لهؤلاء الأطفال يجب أن يكون نوعاً من التسلية والاستمتاع لأن تطوير مهارات اللعب لدى لأطفال ذوي التوحد يعطيهم إحساساً بالتميز والإتقان مما يزيد من سعادتهم وتحفيزهم لمزيدٍ من اللعب وهذا بحد ذاته هدفاً مطلوبا حيث أن الطفل ذو التوحد الذي يجد صعوبة في التعبير عن أحاسيسه وأفكاره من خلال الكلام قد يجد الفرصة للتعبير عنها من خلال اللعب. بشكل عام ، فان النشاطات الحركية مهمة لكلا من الصحة البدنية والعقلية لكل فرد. عندما نقول النشاطات الحركية للجميع نعني به مزاولة منتظمة لمجوعة متكاملة وظيفيا من التمارين الهوائية تتكرر اربع الى خمس أيام اسبوعيا لمدة 30 دقيقة أو أطول حيث ان ممارسة التمارين البسيطة والمتباعدة وبشكل غير منتظم لها تأثير ضعيف في السلوك الذي يتطلب تكرارا لتثبيت استجابة المتعلم الصحيحة ونسيان الممارسات الخاطئة في تحقيق هدف السلوك. يعزز الاداء المستمر للتمارين جميع قدرات الجسم ، بما في ذلك القدرة على التخلص من السموم والفضلات . بالطبع ، زيادة النشاط البدني يعني الحصول على المزيد من الأوكسجين إلى الخلايا التي في أشد الحاجة إليه ، وهي الخلايا الموجودة في الدماغ. أقر نسبة من أباء الاطفال التوحديون بأن هناك تحسناً ناتجاً عن التمارين الرياضية عامة وفي الهواء الطلق خاصة حيث أنها تحسن مستوى الانتباه والمهارات الاجتماعية وتقلل من سلوكيات إثارة الذات وتؤدي إلى زيادة الاداء الأكاديمى.
ان برنامج التمارين البدنية المنتظم هو امثل طريقة للكشف عن الكثير من سلوكيات المشارك وامكانية تعديلها وتوجيهها في بيئة مادية وتربوية مرحة وايجابية بعيدا عن النقد المباشر للسلوك نفسه. فبالاضافة الى توفيرها للعديد من المواقف فانها تتطلب بالمقابل العديد من الاستجابات المتباينة مما تعمل على تحسن نمو القدرات الذهنية والمستقبلات الحسحركية. تلعب مراكز الحس الموجودة في العضلات والاوتار والمفاصل دورها في توجيه الحركات او الانقباضات المطلوبة بالقدر المطلوب والمدى والتوقيت المطلوب. لذا يجب على الآباء والمعلمين النظر بجدية في تضمين برنامج التعليم الفردي (المقنن لحالة كل فرد) وحدات كافية للانشطة حركية. وينبغي للمربي أن لا يعتمد على فرضية أن الطالب يتلقى كمية كافية من التمارين الحركية خلال اوقات الفراغ اثناء الحركات غير المبرمجة. مادامت ممارسة الرياضة البدنية او النشاطات الحركية بسيطة التكاليف وآمنة وصحية، فمن المنطقي أكثر ان يجرب برنامج حركي ما للتقليل من المشكلات السلوكية في الفصل الدراسي وداخل البيت بدلا من استخدام العلاجات باهضة التكلفة والضارة ، مثل العقاقير. لقد كان وسيبقى دائما اللعب جزءاً هاماً ومفيداً من المنهج المدرسي للأطفال من فئة التوحد وهو يساعد على تيسير كافة جوانب النمو لديهم.
العلاج الحركي مظلة تحوي أنواعا عديدة منها: العلاج بالحركات الدرامية، العلاج بالرقص والعلاج بالتمارين الحركية الرياضية. مازال هذا النوع من العلاج موضع بحث وعلى المختصين في التربية البدنية التوجه الى البحث في هذا المجال الحيوي بالتعاون مع المختصين لايجاد البرامج التأهيلية البدنية والتربوية المناسبة في علاج او تخفيف اعراض اضطرابات النمو المتزايدة والمتنوعة. وجهة نظري هو ان الأطفال المصابين بالتوحد بحاجة النشاط البدني لمساعدتهم على النمو وكذلك لمساعدتهم على التعامل والتكيف مع مستويات عالية من الإحباط نتيجة للصعوبات الحسية كما ان اجسامهم تتوق لها وسوف يبحثون عن اية وسيلة لتلبية حاجتهم للحركة و قد تكون غير مناسبة وتؤثر سلبا على نموهم إذا ماتم حرمانهم من ممارسة النشاط البدني. وليس بالضرورة أن يكون النشاط الحركي منظما جدا أو يتطلب الكثير من القواعد فمجرد رفس كرة القدم أو ركوب الدراجات باستمرار تكفي لتحقيق الهدف. مما تقدم نرى ان اغلب مدارس العلاج والتأهيل واساليبها المتنوعة تعتمد على نقاط رئيسة هي الاكثر توافقا والحاحا مع حالة اظطرابات طيف التوحد وهي: 1-التركيز على تطوير المهارات وخفض المظاهر السلوكية غير المناسبة. 2- تلبية الاحتياجات الفردية للطفل باستخدام اساليب التعليم التي تنسجم وطبيعة الاعراض والسلوكيات من جهة وقابلياته من جهة اخرى ومتابعة تأثير ذلك في تأهيل الفرد بطرق الملاحظة والاختبارات للعمل على تحديد سرعة التقدم في التعلم. 3- تنوع التدريب يكون تارة بشكل فردى واخرى ضمن مجموعة صغيرة. 4- الاستمرارية في العلاج وبشكل يومي ولساعات وذلك لقصر الذاكرة عند التوحديين وضعف الترابط العصبي بين الاحداث. 5- تنوع بيئة التعليم ليتحقق مبدأ نقل التعلم بعد تثبيته. 6- يكون الوالدين جزءً من القائمين بالتدخل العلاجي التاهيلي.
المصادر والمراجع:
1- Sally Raymond: Helping children cope with Dyslexia, London, 2002 2- Helen Sonnet & Ann Taylor: Activities for adults with learning disabilities, London, 2009 3- Ruth Birnbaum: Choosing a school for a child with special needs, Jessica Kingsley Publishers, London & Philadelphia, 2010 Websites: 4) www.bbc.co.uk/health 5) www.nas.org.uk 6) www.technpost.com www.kayanegypt.com/foruml(7 DanielHawthorne(8: www.autismtoday.com www.aljobran.net (9