الفيتامينات (Vitamins) :ـ هي مواد عضوية يلتزم وجودها في الغذاء ولو بكميات قليلة لأنها ضرورية للنمو والحياة الصحية وتشير الدراسات الحديثة الى ان بعض الفيتامينات تكون مهمة من حيث وظيفيتها المثلى لجهاز المناعة. ويؤدي غيابها أو وجودها بكميات غير كافية إلى تأخير في النمو وحدوث اضطرابات في حياة الإنسان ينتج عنها ظهور أعراض بعض الأمراض وقد يؤدي بعضها إلى الوفاة . وأن دور الفيتامينات دقيق في العمليات الوظيفية للجسم فهي تعمل كوسيط كيميائي في أثناء عمليات التمثيل الغذائي لأنها هامة في العمليات الكيميائية العديدة التي تحدث داخل الجسم ، ومن المعلوم ان الفيتامينات لا تنتج الطاقة ولكنها ضرورية لحيوية الجسم ، لأنها تدخل في تركيب الهرمونات والأنزيمات (حيث يعد بناء الانزيمات ضرورياً للأيض الخلوي). وتؤثر بعض الفيتامينات على تركيب البروتينات وتكوين الدم ونمو العظام والخلايا ونشاط الغدد الصماء ، ورغم انها ليست مصدر للطاقة ولكنها تهيمن على عمليات الأكسدة وتوليد الطاقة من خلال المساعدة في توجيه التفاعلات التي تتم داخل الجسم ودون أن تكون طرفاً فيها. يحتاج جسم الإنسان إلى كميات قليلة جداً من الفيتامينات ، فالنقص البسيط في مستوى الفيتامينات سيؤدي إلى خفض في مستوى الكفاءة الوظيفية وضعف عام وفرط التهيج وقلة مناعة الجسم ، كما أن للفيتامينات تفاعلات مختلفة داخل جسم الإنسان ، فوجود أحدهما أساس للعمل الوظيفي للأخر ، ولا يستطيع الجسم تصنيعها لذلك فمصدرها الوحيد هو الغذاء الذي نتناوله ، ولقد أثبتت الدراسات أن الفيتامينات الموجودة بداخل الأطعمة تكون أكثر فاعلية عن تلك الفيتامينات المضافة اذ لاينبغي تناول الفيتامينات الا عند الحاجه اليها في حال نقصها في الجسم او عند اداء التشاطات التي تؤثر على نسبتها وذلك من اجل خفض ضغط الأكسدة الناتج عن الأداء البدني. علما ان المجموعات الكبيرة التي تزيد عن المتطلبات اليومية لا تحسن الوظيفة او الأداء، وقد تكون سامة . وعموما تقسم الفيتامينات من حيث قابليتها للذوبان الى صنفين رئيسين وهما :ـ
1. الفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل فيتامين (A,D,E, k) . ولكونها تذوب في الدهون فإنها تختزن في الجسم، ولذلك فهي لا تحتاج إلى إمداد الجسم بها ثانية كل يوم، و أن الكميات الزائدة المتراكمة في الجسم من هذه الفيتامينات يمكن ان تكون سامة .
2. الفيتامينات التي تذوب في الماء مثل مجموعة فيتامينات B المركب (B complex ) وفيتامين C . وهذه الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء لا تختزن في الجسم ، ولكنها تطرد في البول، ونظراً لأن وجودها يتناقص باستمرار من الجسم فأنه ينبغي الإمداد بها ثانية. وهنا نؤكد الى انه من الأفضل دائماً تناول الفيتامينات الموجودة في الأطعمة بدلاً من تناولها كاقراص، كما انه لايجوزتناول جرعات كبيرة من الفيتامينات القابلة للذوبان سواء في الماء أو في الدهن . وتؤكد الدراسات بأن المواد الأساسية التي تسهل التفاعلات الكيميائية هي التغذية الجيدة الحاوية على الفيتامينات التي تدخل كعامل مساعد في تركيب الأنزيمات والتي تهيمن على جميع العمليات الفسيولوجية في الجسم خصوصاً عند انطلاق الطاقة من المواد السكرية (الجلوكوز) والمواد الدهنية التي تختص بهذه العمليات هي فيتامين ( C .E) . احياناً يكون الإمداد بالفيتامينات لازماً. فبالنسبة للأفراد والرياضيين الذين يؤدون نشاطاً عالياً يحتاجون الى مزيد من الفيتامينات عندما يحرقون طاقة أكبر، وهذه الحاجة للزيادة ينبغي ان تقابل بزيادة تناول الأطعمة ذات السعرات العالية لمقابلة احتياجات الطاقة ومتطلبات المغذيات, علما ان أداء التمارين الرياضية خلال الوحدات التدريبية يزيد الطلب بكميات عالية عند الرياضيين على فيتامين (C.E) كونهما يعدان نظاماً دفاعياً نتيجة اشتراكهما بعمليات كيميائية تحدث داخل الجسم وذلك لمنع تلف وتمزق أغشية الخلايا من الجذور الحرة ، إلى جانب أغشية الخلايا والأنسجة من الإصابات والأمراض التي تظهر على الرياضيين خلال فترات التدريب المستمر , وحيث ان انواعاً محددة من الفيتامينات ترفع استجابة المناعة والمحافظة على جهاز مناعة صحي فإنه يجب ان تتضمن الحمية المتوازنة على الإمداد بها مما قد يساعد في تقليل خطورة التعرض الى المرض الذي عادة ما يصاحب الإنهاك والتدريب الزائد , كما يمكن أيضاً للفيتامينات المضادة للأكسدة ان تقلل من احتمال حدوث تلف عضلي أثناء النشاط العنيف. وسنواصل تباعا محاضرت عن الفيتامينات والرياضه ……