التحمل الهوائي والتشعب الشعيري الدموي Aerobic Endurance and Capillarization

يطلق على ظاهرة التشعب الشعري الدموي داخل جسم الإنسان مصطلح Capillarization باللغة الإنكليزية, ومصطلح Kapillarisierung باللغة الألمانية. وهذه الظاهرة الفسيولوجية مهمة وضرورية ومؤثرة على حجم القدرة الهوائية القصوى (VO2max) لجسم الرياضي لكي يتحسن ويرتفع مستوى الأداء والإنجاز أو العطاء كما أثبتته لنا كثير من الدراسات والبحوث الفسيولوجية. حيث يعد التشعب الشعيري الدموي إحدى التكيفات الوظيفية التي تطرأ على الجهاز العضلي وجهاز الدوران نتيجة تدريبات التحمل الهوائي (Aerobic Training)! لقد قمنا بالإجابة على أحد الأسئلة المطروحة في المنتدى حول هذه الظاهرة الفسيولوجية, وإستكمالاً لتلك المداخلة والإجابة على ذلك السؤال حول تشعب الشعيرات الدموية, وما تم من إضافة حول هذا الموضوع الذي بينًا فيه بأن هذه الظاهرة الفسيولوجية والفعالية التكيفية الحاصلة بزيادة عدد الشعيرات الدموية داخل العضلات العاملة, لا زالت عرضة للجدل والنقاش ولم تثبت الدراسات والبحوث الطريقة أو الكيفية التي تحصل خلالها هذه الزيادة في عدد الشعيرات الدموية, وبمعنى آخر هل يزداد عددها نتيجة بناء شعيرات دموية جديدة؟ أو يزداد عددها نتيجة تشعبات للشعيرات الأصلية الموجودة؟ أو زيادة عددها نتيجة تفتح شعيرات نائمة موجودة ولكن غير عاملة؟
ونتيجة لعدم التوصل إلى إجابة علمية واضحة لحد الآن, قمنا بالبحث في بعض المصادر العلمية الأجنبية المتوفرة لدينا لأجل إيجاد الجواب العلمي الصحيح, ولكن إستطعنا أن نتوصل إلى بعض المعلومات الحديثة حول هذا الموضوع لأجل إستكمال ما بدأنا به من معلومات, ووضع بعض إستنتاجاتنا العلمية عليها والتي تفيد القاريء والأستاذ والباحث والزائر لهذا الموقع والمنتدى العلمي للإستناد عليها كمرجع أو مصدر من المصادر الأجنبية المهمة في هذا الموضوع الفسيولوجي.
لقد ذكر لنا هينريكسون (Henriksson : 1993) بأنه يمكن لعدد الشعيرات الدموية أن تتضاعف نسبة لوزن كل كيلوغرام من عضلات جسم الرياضي نتيجة تدريبات التحمل. وفي عضلات الرياضيين الأبطال مقارنة بعضلات الرجال من غير الرياضيين, لقد أظهرت البحوث العلمية زيادة التشعبات الدموية الشعيرية أكثر من 3 أضعاف عددها داخل العضلات نفسها.

ومما تقدم نستطيع وضع رأينا الخاص حول الموضوع بأنه من المستبعد أن تكون هناك شعيرات دموية نائمة أو غير مستخدمة يبلغ عددها 3 أضعاف العدد في عضلات الرياضيين المتقدمين من الأبطال مقارنة بغير الرياضيين, بل أن تلك الزيادة والمضاعفة بالعدد هي نتيجة لعملية تفرع التشعبات للشعيرات الدموية أو نتيجة الإبتناء الجديد للشعيرات كنتيجة للتكيفات النسيجية ولحاجة العضلات أو الأعضاء الداخلية الأخرى كعضلة القلب والعضلات التنفسية والحويصلات الهوائية للمواد الغذائية والأوكسجين لسد النقص الخاصل داخلها وإستمرار العمل العضلي.

كذلك ذكر هوهمان ومساعدوه (Hohmann et. al. :2007) تأثيرات تدريبات التحمل الهوائي على الأجهزة الداخلية بإستخدام طريقة الحمل الدائم أو الطريقة المستمرة, وطريقة الحمل المتقطع أو الطريقة الفترية منخفضة الشدة:

  • على القلب ..(إنخفاض بمعدل القلب أثناء الراحة أو الحمل, زيادة الطرح القلبي, الإقتصاد في فعالية عمل القلب, زيادة تغذية العضلة القلبية بالدم والأوكسجين ومواد الطاقة, زيادة حجم تجاويف القلب وتكيفها أفضل).
  • على الرئتين …(الإقتصادية في عملية تبادل الغازات بالحويصلات, زيادة نسبة إمتصاص الأوكسجين, زيادة السعة الحيوية, زيادة الحجوم التنفسية).
  • على الدم …(زيادة تأثيرات مكونات الدم على إستخدام الكليسرايد الثلاثي بالدم, رفع مستوى وسرعة إرتباط عنصر الأوكسجين, رفع مستوى وحجم كميات الأوكسجين المنقول بالكريات الحمراء بالدم).
  • الأوعية الدموية …(تقليل مقاومة جدران الأوعية الدموية لسرعة سريان الدم ورفع درجة مطاطيتها).
  • العضلات …(زيادة حجوم وأعداد بيوت الطاقة المايتوكوندريا, زيادة وتحسين التشعب الشعيري الدموي).
  • جهاز المناعة …(تحسين عمل الجهاز المناعي للجسم).
  • الغدد الهورمونية…(تقليل فرز هورمونات الإجهاد أثناء التحميل والتدريبات المتعبة).

أما كروسر ومساعدوه (Grosser et. al.: 2008) لقد تناولوا التأثيرات الفسيولوجية التي تتركها تدريبات التحمل الهوائي لفترات زمنية طويلة على الأجهزة الداخلية لجسم الرياضي, وتقود إلى رفع وتحسن وزيادة قيم القدرة الهوائية القصوى لجسم الرياضي (VO2max) وأهمها:

  • زيادة كميات المواد الغذائية والأوكسجين المنقول بالدم إلى العضلات العاملة.
  • سرعة نقل مخلفات عمليات الإحتراق وثاني أوكسيد الكربون بالدم من العضلات العاملة إلى مناطق طرحها.
  • زيادة التشعب الشعيري الدموي داخل العضلات العاملة والأعضاء المشاركة.
  • زيادة كميات مادة المايكلوبين داخل العضلات.
  • زيادة أعداد وأحجام بيوت الطاقة ( المايتوكوندريا ) داخل العضلات.
  • زيادة نشاط الفعاليات الإنزيمية المصاحبة للتحللات البايوكيميائية لتجهيز الطاقة الضرورية واللازمة للنشاط العضلي.

هذا ومما تقدم نستطيع وضع إستنتاجنا العلمي والشخصي الذي بنيناه على ما جاء أعلاه بأن المفهوم العلمي الأقرب بين مفهومي زيادة عدد الشعيرات الدموية الدقيقة للإبتناء الشعيري أو التشعب الشعيري هو (التشعب الشعيري الدموي), ويبقى الموضوع قائماً للمناقشة والرأي المعزز بالمراجع والمصادر العلمية الرصينة!؟


  • Grosser, M. ; Starischka, S,; Zimmermann, E. ( 2008 ) : Das Konditionstraining . BLV Buchverlag Gmbh & Co KG, München.
  • Henriksson, J. (1993): Zellulärer Stofwechsel und Ausdauer . In R. J. Shepard , P. O. Astrand ( Eds ) , Ausdauer im Sport ( S. 59-72 ) Köln Deutscher Ärzte-Verlag.
  • Hohmann, A. ; Lames, M.; Letzelter, M. ( 2007 ) : Einführung in die Trainingswissenschaft . Limpert Verlag Wiebelsheim.

اعداد: أ. د. أثير محمد صبري الجميلي / المشرف العلمي

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،