قد يكون المشي أكثر صحة من التدريب مرتفع الشدة

الشدة التدريبية المرتفعة لها بعض المخاطر الصحية الحقيقية التي لا يتحدث عنها أحد أو يخفيها. أنا مدربة للياقة البدنية، ومدربة لياقة جماعية معتمدة، ومدونة صحية, ومن بين كل الأشياء التي تعلمتها عن التمارين واللياقة، هذا هو الشيء الذي أتمنى أن يعرفه الناس أكثر.
من الواضح، إذا مشيت لمدة 30 دقيقة، فلن تحرق الكثير من السعرات الحرارية مثل 30 دقيقة من التدريب المتقطع أي الفتري مرتفع الشدة (HIIT). ولكن إليك المفهوم المجنون التالي: ربما إذا كنا نبحث عن الفوائد الصحية المثلى، فلا ينبغي أن نركز فقط على حرق السعرات الحرارية. لن يؤدي المشي بالضرورة إلى فقدان وزنك أكثر من التدريب الفتري الشديد (HIIT), لذا لا يمكننا أن نوعد الأفراد بذلك. لكنه في الواقع خيار صحي أكثر فائدة. أقول لك هذا بصفتي شخصًا يشارك في تمارين مختلفة مرتفعة القوة والشدة في معظم الأيام. أنا لا أستخدم الفتري المرتفع الشدة (HIIT) من أجل تحسين الصحة العامة: ولا أفعل ذلك من أجل حرق السعرات الحرارية أو فقدان الوزن. أفعل ذلك لأنني يعجبني القيام به, ولكن هذا هو السبب في أنه ليس أفضل شيء بالنسبة لي.
أن عيوب التدريب الفتري المرتفع الشدة (HIIT) لا أحد يتحدث عنها كثيراً, هو بالضبط ما يبدو عليه من التمارين عالية الشدة, يتم إجراؤه على فترات زمنية قصيرة. أن الحركات عالية الشدة هي حركات متعبة جداً وتجعلك تتنفس بشدة بسرعة وشدة لكي تبحث عن الهواء. وغالبًا ما تتضمن تلك التمارين القفز والركض وأداء حركات الجسم بالكامل المركبة التي لا يمكن تحملها على مدى فترة طويلة من الزمن.
مثل هذه الحركات والتمارين السريعة مرهقة للجسم وترفع مستوى التوتر بطبيعته، كما تضر الجسم إذا كانت فوق مستوى لياقة وتحمل الفرد وخاصة كبار السن. كما يمكن أن يؤدي ضغط هذه التمارين إلى زيادة الكورتيزول (هرمون التوتر في الجسم) وإرهاق الجسم بمرور الوقت. بالنسبة للعديد من المتدربين، ينتج عن التأثير الجماعي إجهاد وألم وحتى إصابات محتملة. وكمدرب، رأيت ذلك يحدث عدة مرات كالكدمات، وتمزق الرباط الصليبي الأمامي، وكسور الإجهادات, وكلها شائعة جدًا لدى رواد الصالة الرياضية بشكل متكرر.
ومن المعروف للجميع فإن الإصابات الرياضية المتكررة ليست حالة صحية. حتى لو تمكنت من تفادي تلك الإصابة، فإن التمارين مرتفعة الشدة لها بعض العيوب الصحية الكبيرة للذين غير مستعدين بدنياً ونفسياً لها. حيث يتراكم كل هذا التأثير وغالبًا ما لا يدرك الأفراد مقدار تأثير تلك الحركات الشديدة التي تزيد من حدتها وسمعوا وقرأوا بأن التدريب الفتري المرتفع الشدة (HIIT) أفضل لحرق السعرات الحرارية، وزيادة التمثيل الغذائي، وتحسين الكفاءة، وما إلى ذلك من فوائد وبدأوا في القيام بذلك طوال الوقت. دون أن يدركوا ذلك جيداً وهم محاصرون في وعود عالية بحرق السعرات الحرارية وفقدان الدهون أكثر وسوف يقعون في فخ مغر ولكنه خطير جداً وهو الإفراط في التدريب.
إنه ليس مجرد شيء يفعله الرياضيون بانفسهم, ففي كثير من الأحيان يقع الأشخاص العاديون ضحية للجهد الشديد في صالة الألعاب الرياضية، وفي كثير من الأحيان تتراوح عواقب الإفراط في ممارسة الرياضة من التعب وسرعة الانفعال إلى انخفاض معدل ضربات القلب وسحب عملية الأيض. يمكن أن يسبب لك في الواقع التمسك بالخلايا الدهنية. لا يوجد شيء يتعلق بالتدريب الشديد طوال الوقت وهذا مفيد لك على الرغم من السعرات الحرارية التي يحرقها. هذا لا يعني استبعاد فوائد ممارسة الرياضة بشكل شديد في بعض الأحيان. تزداد قوة ، وتتطور القدرة على التحمل، وتسريع عملية التمثيل الغذائي، وتشعر بمزيد من النشاط يوميًا, ما لم تكن بالطبع بطريقة مبالغ بها جداً.
فوائد المشي كثيرة: بغض النظر عن الإبتعاد عن خطر الإفراط في التدريب، لا يستمتع الكثير من الأشخاص بالتمارين عالية الشدة بأي صفة أكثر من المشي بالهواء الطلق أو بالصالة نفسها. إنه أمر صعب وإذا لم يكن لديك رغبة حقيقية به، فقد يصبح من المؤسف جر نفسك إلى صالة الألعاب الرياضية يومًا بعد يوم للخوض في تمرين شاق.
أنا أستمتع به لذلك أفعل ذلك لأنه مناسب لقدراتي وأقوم به كثيرًا. وإذا كنت سأحاول رفع الأثقال باستمرار فلن أحقق الكثير من النجاح. أنا لا أستمتع برفع الأثقال الثقيلة، وبالتالي سأواجه صعوبة في جر نفسي إلى رف تمرين القرفصاء. أفضل نظام تمرين جديد والنوع الوحيد الذي ثبت أنه يعمل بالفعل بمرور الوقت هو النظام الذي تستمتع به أكثر.
العلم واضح جدًا فيما يتعلق بالتمارين الرياضية: فوائد صحية مماثلة (تقاس بالوقاية من الأمراض وطول العمر) تنتج عن أي قدر من التمارين التي تتجاوز 150 دقيقة من النشاط منخفض الشدة كل أسبوع. لذلك إذا كنت تستمتع بالذهاب في نزهة مسائية ربما بمفردك، ربما مع حيوانك الأليف، أو ربما مع بعض الأصدقاء- فإنك تجني نفس الفوائد الصحية التي ستجنيها إذا كنت تمارس تمارين رياضية عالية الشدة. الفرق هو أنك ستتجنب كل تلك المخاطر الحقيقية للتدريبات المكثفة.
قد يبدو هذا أمراً محيرا لك. بعد كل شيء، رغب بعض الناس في حب التدريب الفتري الشديد HIIT)) لبعض الوقت الآن، مشيدًا به كحل سريع لفقدان الوزن. وهذا هو بالضبط المكان الذي تشوشت فيه الأمور.
لقد حدث الاختلاط بسبب تركيز المجتمع على فقدان الوزن. غالبًا ما يتم ربط الوزن المنخفض بجسم أكثر صحة بينما في الواقع لا علاقة للوزن بالصحة الفعلية للشخص المعني. بالنسبة للعديد من الأشخاص، يؤدي الوزن الأعلى إلى نتائج صحية أفضل. بالنسبة للآخرين فإن الإجراءات التي يتعين عليهم اتخاذها للحفاظ على وزن أقل يمكن أن تلحق أضرارًا بالغة بصحتهم على المدى الطويل.