لأجل التخطيط والبرمجة المناسبة والمثالية لعمليات تدريب مراحل الأطفال والصغار يجب أن تتوفر لدينا المعلومات الكافية حول الخصائص النفسية والتربوية لكل مرحلة من هذه المراحل العمرية والولادية وعوامل الإرتقاء والتطور الخاصة بها . ولدى إلقاء نظرة سريعة على محتويات جدول النمو والتطور المرحلي أعلاه, نجد بأن مرحلة الأطفال تمر بعدة مستويات نمو وتطورمتدرجة:
المراحل العمرية |
الاعمار الولادية السنوية |
الاطفال الرضع الحديثي الولادة |
0 – 1 سنة |
الاطفال الصغار |
1 – 3 سنة |
الاطفال ما قبل المدرسة |
3 – 6/7 سنة |
الاطفال بمرحلة الدراسة المبكرة |
6/7 – 10 سنة |
الاطفال بمرحلة الدراسة المتأخرة |
10 – بداية مرحلة المراهقة (بنات 11/12 ، بنين 12/13) |
الصغار بمرحلة المراهقة الاولى |
البنات 11/12 – 13/14 البنين 12/13 – 14/15 |
الصغار بمرحلة المراهقة الثانية |
البنات 13/14 – 17/18 البنين 14/15 – 18/19 |
مرحلة البلوغ والشباب |
للجنسين من 17/18 – 18-19 |
أولاً: مراحل نمو وتطور الأطفال:
تتعلق القدرة والكفاءة الإنجازية البدنية للأطفال بمستوى مراحل النمو والتطور المرحلي , وبعد المرور بمرحلة الأطفال الرضع والحديثي الولادة كما نشاهد بالجدول أعلاه , والمرور كذلك بمرحلة الأطفال الصغار بعدها والتي سوف تستمر إلى مرحلة الأطفال ماقبل المدرسة والتي تصبح فيها أعمار الأطفال من 3-6/7 سنوات أي تمتد إلى مرحلة دخول المدرسة, وخلال هذه السنوات من النمو والتطور المرحلي البدني وإلى عمر 9 سنوات لا توجد خصائص ومتغيرات مرحلية معينة كبيرة فيها , وتظهر أجسام الأطفال فيها نمواً متدرجاً ومتكافئاً وكما في النقاط التالية:
- الزيادة في نمو طول الأطراف أسرع من نمو الجذع.
- تبدأ أجزاء الجسم بالنمو المعتدل المشابه لنمو البالغين (قبل ذلك كان نمو حجم الرأس أكبر من الجسم).
- يرتفع مركز ثقل جسم الطفل أكثر ليصبح في مستوى حزام وسط الحوض.
- تكبر أجهزة الجسم بنفس الوقت كجهاز القلب والدوران وجهاز التنفس وبذلك تزداد معها القدرة الأوكسجينية القصوى وقدرة التحمل الهوائي.
أما البرامج التدريبية في هذه المرحلة العمرية يجب أن تتجه نحو طابع اللعب بالغالب , ولا يتعلم الأطفال فيها كثيراً الحركات المعقدة والصعبة , ولكنهم يميلون إلى تعلم طرائق اللعب المبسطة والجماعية في الغالب.
ومن المهم جداً في هذه المراحل العمرية المبكرة أن يتجه التطور الهادف نحو نمو طبيعي ومعتدل بالقوام وبتقوية المجاميع العضلية المسؤولة عن إعتدال الجسم (كالعضلات الظهرية , عضلات الرجلين). كما يجب أن يتجه التدريب نحو تنمية قدرات التحمل بإستخدام طرائق التدريب المعروفة بالشدة القليلة.
أما بالنسبة للقابليات التوافقية الحركية الضرورية لتطور مستوى التعلم لأصعب الحركات التكنيكية الرياضية التي تتطلبها رياضة المستويات العليا, يمكننا وضع قواعدها وأسسها المتينة مبكراً في هذه المراحل العمرية وخاصة في مرحلة الدراسة المتأخرة من أعمار الأطفال. كما يمكننا أن نعمل على جعل مراحل النمو والتطور المبكرة هذه اساساً للمراحل العمرية التالية وتتداخل معها جيداً وتبني القواعد الصحيحة التي تستند عليها عمليات التدريب بالمراحل اللاحقة.
وتشمل مرحلة الأطفال بالدراسة المبكرة المرحلة الزمنية من بدء المدرسة الإبتدائية (6/7 سنوات) وإلى عمر 10 سنوات تقريباً (نهاية المدرسة الإبتدائية). وتتميز هذه المرحلة العمرية بعدم دقة التصرفات الحركية للأطفال, حيث تتعدل تلك التصرفات تدريجياً حتى نهاية هذه المرحلة. كما تتميز بإرتفاع الرغبة لتعلم الحركات الجديدة وترتفع درجات المتعة بتقليد أفضل الحركات وإتقانها بين أفراد المجموعة, كما تزداد نسبة الرغبة والمتعة عالياً, كما تزداد الرغبة للإنتماء إلى الفرق بالأندية الرياضية إلى أعلى درجة ممكنة.
ثانيا : القدرة الإنجازية وسرعة النمو البدني للأطفال والصغار:
تخضع المراحل السنية للصغار والأطفال إلى النمو الطبيعي الفسيولوجي للجسم الذي سوف يساعد على تحسن وتطور القدرات البدنية القابليات التوافقية الحركية المختلفة, ولا يوجد لهذا النمو والتطور البدني الفسيولوجي أية قاعدة أو قانون يمكن للمدرب الإعتماد عليه كلياً لأجل توقع نمواً معيناً للصغار والأطفال الذي يشرف على تدريبهم, كما وتختلف سرعة هذا النمو بالمراحل العمرية المختلفة أيضاً, لذا يبقى موضوع سرعة النمو هذا عرضة للإنتقاد والنقاش وخاصة في مرحلة تدريب الناشئين والتي تشمل مرحلة البلوغ للإناث وللذكور. أما وجود بعض الجداول التي تبين بعض القياسات الجسمية التقريبية للصغار وللأطفال في المراحل السنية المختلفة, فهي عبارة عن قياسات تقديرية وتوضيحية للمدرسين والمدربين للفائدة وليست بيانات نهائية.
أن سرعة النمو الجسمي للأطفال وخاصة في مرحلة البلوغ يجب أن تراعى جيداً لأن هذه المرحلة العمرية تختلف فيها سرعة النمو البدني الشخصي وكذلك سرعة التطور البيولوجي لأجهزة الجسم مما تؤثر على سرعة التطور والتحسن في القدرات البدنية والقابليات التوافقية الحركية أيضاً. حيث تظهر على الأطفال في هذه المرحلة الإختلافات في القياسات الجسمية بشكل واضح في طول القامة ووزن الجسم رغم أنهم في نفس المرحلة العمرية, حيث يطرأ على قياسات النمو البدني عندهم إختلافات في سرعة النمو أو تعجيل النمو أما بشكل إيجابي أو سلبي.
وهناك نوعين رئيسيين من الإختلافات في سرعة النمو الجسمي للصغار والأطفال يمكننا ملاحظتها والتعرف عليها بشكل واضح هما:
- سرعة تعجيل متوسط النمو الجسمي للمجموعة التي تنتمي لنفس المرحلة العمرية. أي أن تعجيل متوسط نمو طول القامة للمجموعة يتعلق بسرعة النمو العام ويقود إلى تقارب طول القامة لأفراد تلك المجموعة مع وجود بعض الإختلافات في قصر القامة.
- سرعة تعجيل النمو الفردي, وهذا يعني الإختلافات في التطور لبعض الأطفال في نفس المجموعة بصورة فردية ولنفس المرحلة العمرية.
أن سرعة تعجيل النمو الفردي في طول القامة على بقية أعضاء المجموعة يحصل عندما يتقدم عمر النمو البيولوجي على عمر النمو التأريخي للفرد أكثر. كما قد يحصل بأن تعجيل عملية النمو البيولوجي للطفل تكون أبطأ من الطبيعي فلذلك يصبح ذلك الطفل بيولوجياً أصغر من نموه التأريخي الطبيعي للمرحلة, وفي هذه الحالة يعتبر هذا النمو متأخراً أو يمتاز بتعجيل سلبي كما مر ذكره سابقاً (لاحظ الصورة 2). وبهذه الحالة يمتاز هذا الطفل بوزن أقل من الطبيعي وبطول قامة أقصر من متوسطها عموماً لتلك المجموعة أو المرحلة العمرية.
( الصورة التالية تبين أمثلة لإختلافات سرعة النمو الجسمي للأطفال في نفس المرحلة )
ومن الخصائص الإضافية لمراحل النمو والتطور للأطفال هي:
الإستقرار والتوازن النفسي مع حياة إجتماعية مثالية , إرتفاع مستوى الرغبة والتحفيز للنشاط وللإستعداد لتلقي التدريبات وتعلم المهارات.
إستناداً على المواصفات البدنية الجيدة (أن الأطفال يتحلون بصغر أجسامهم وخفة أوزانهم ويمتلكون مجاميع عضلية ذات خصائص رفع مفصلية مناسبة) , كما وأن علاقة ذلك بالمراحل العمرية الأكبر قدرتهم على تطوير وتحسين القابلية التركيزية وإتقان التغيرات الحركية مثل إستيعابهم للنصائح والمعلومات ومعالجتهم لها بسرعة عالية, تضعهم كأفضل مرحلة من مراحل التعلم وسرعة التطور الحركي. وفي هذه المرحلة العمرية للطفولة ترتفع قدرات التطور عالياً فيها وخاصة مستوى تعلم وإتقان المهارات الحركية بصورة سريعة. وهذه لا يمكن تحقيقها جرّاء تطور قابلية واحدة فقط بل جرّاء تطور مجموعة من القابليات التوافقية وتثبيتها جيداً . لذلك يجب أن يتم التركيز في هذه المرحلة العمرية على تعلم الحركات وإتقانها جيداً من خلال تكرارات حركية كبيرة , ثم تثبيتها وبناء حركات أخرى عليها بشكل مستمر .
ثالثاً : بعض الملاحظات المهمة للتدريبات العملية للمرحلة:
في هذه المرحلة العمرية من مراحل تدريب الأطفال والصغار تتوفر بعض الشروط النفسية المناسبة لتعلم المهارات الحركية وزيادة مخزون القاعدة الحركية الضرورية , وتحسين القابليات التوافقية جميعها لأجل قيادة باقي مراحل التدريب اللاحقة بنجاح تام. وبذلك يجب أن نستخدم التكرارات الكثيرة في مرحلة التعلم الخام للأطفال ثم لأجل الإنتقال إلى المراحل اللاحقة وهي مرحلة التوافق الدقيق في التعلم , أي يجب إتباع قاعدة التعليم الرياضي الشامل والمركز فيها. وهذا يعني بأننا يجب أن نراعي عملية تدريب المهارات الحركية أي الإعداد الفني للألعاب التكنيكية مثل الألعاب الجماعية أو الفرقية بشكل مبكر والإنتقال من مرحلة التعلم الخام إلى مرحلة التعلم الدقيق بشكل مبكر فيها. كما يجب علينا أن نوجه الأطفال في هذه المرحلة ونقود إندفاعهم وطموحهم الرياضي جرّاء عمليات تحفيزية مناسبة يحققون فيها نجاحات ونتائج متقدمة عند مشاركاتهم الرياضية, حيث تلعب عوامل النجاح والفوز المبكر في نتائج المشاركات الرياضية للأطفال في هذه المرحلة دوراً فعالاً في حبهم وإقبالهم على تلك الألعاب الفعاليات أكثر, كما يجب تجنب تعريضهم لخبرات الفشل المبكر والمتكرر.
أما بالنسبة لمرحلة العمر المدرسي المتأخر للأطفال والذي يبدأ من 10 سنوات تقريباً وحتى دخول مرحلة البلوغ . هي مرحلة من أفضل المراحل العمرية في سرعة التعلم ويطلق عليها (بمرحلة التعلم السريع) . أما الإختلافات بين هذه المرحلة والمرحلة السابقة هو الإستمرارية والإنتقال التدريجي السهل بمكونات الحمل التدريبي .
أن التحسين التالي للتحميلات التدريبية (زيادة عدد الوحدات التدريبية , زيادة تدريبات القوة مع المحافظة على حجم العضلات) تمكن الأطفال والصغار في مواجهة متطلبات الفعاليات والألعاب الرياضية المرتفعة للمرحلة السنية أكثر. لذلك يمكننا في مرحلة العمر المدرسي المتأخر هذا وبإستخدام برامج تدريبية مناسبة ومتزايدة الصعوبة الحركية بإستخدام شروط ومتطلبات تدريبية جديدة تهدف إلى تعليم وإتقان التصرفات والواجبات الحركية المركبة من الناحيتين الزمانية والمكانية.
وفي هذه المرحلة العمرية المهمة يجب أن نراعي جيداً متطلبات الحركات الرئيسية لأجل رفع مستوى الإستعداد والإندفاع وتتقليل فرص التردد والفشل فيها وذلك من خلال التدريبات المؤثرة في تطوير مختلف القابليات التوافقية الأساسية العامة والخاصة . كما تضع هذه المرحلة النهائية المدرسية المتأخرة الأساس الصحيح للمرحلة التدريبية اللاحقة. وفي هذه المرحلة العمرية يجب عدم إضاعة أي فرصة لتعلم وتطوير القابليات والقدرات البدنية والحركية التي يصعب تطويرها في المراحل اللاحقة.
رابعاً: بعض الملاحظات المهمة للتدريبات العملية للمرحلة:
تعد أفضل مرحلة من مراحل التعلم وفقاً لقياسات عديدة لمراحل الطفولة, حيث يمكن تعليم وإتقان أسس الحركات التكنيكية الرياضية وضمان تثبيتها في مرحلة التوافق الحركي الخام وكذلك في مرحلة التوافق الحركي الدقيق . كما يمكن توسيع وزيادة المخزون الحركي فيها لدى الطفل أكثر, وهذا لا يؤثر على فقدان الحركات المخزونة من الناحية النوعية سلبياً , ولكن يساعد على تثبيت الحركات والمهارات المتعلمة أكثر. لذلك يجب أن تستخدم هذه القابلية المميزة لمرحلة التعلم المناسبة والممتازة ومنذ بدايتها في تعلم أصعب وأعقد المهارات الحركية الرياضية . كما يجب أن ندرك جيداً أن نتجنب تعليم تكنيك الحركات بشكل خاطيء لكي لا تحصل تلقائية تعلم خاطئة يصعب تعديلها وتصحيحها لاحقاً (Weineck : 1996).
أن مرحلة الطفولة ماقبل البلوغ تبدأ بالنسبة للبنات بالأعمار 9-10 سنوات , وبالنسبة للبنين من 10-11 سنة. وفي هذه الفترة الزمنية يبطأ النمو بطول القامة, وفي مرحلة العمر المدرسي المتأخر تبدأ مرحلة البلوغ وهي المرحلة التي تبدأ فيها الإختلافات الجنسية للأطفال والتي تحدد لنا مرحلتي البلوغ والمراهقة التي تتبعها مباشرة .
أولاً : مرحلة البلوغ الأولى:
تبدأ مرحلة البلوغ الأولى عند البنين بعمر 12-13 سنة تقريباً وتنتهي بعمر 14-15 سنة , وبالنسبة للبنات تستغرق هذه المرحلة العمرية ما بين 11-14 سنة تقريباً .
وفي مرحلة البلوغ تبدأ الغدة النخامية والتي يبلغ وزنها 1غم وتوجد في أسفل المخ بعملها في إفراز الهورمونات التي تعمل بدورها على بقية الغدد التي تساعد على تحفيز وبناء الهورمونات الجنسية للأطفال مثل (الأندروجين, الأستروجين, والجستاجين).
هرمون الأندروجين هو الهورمون الجنسي الذكري ويتم بناءه في الخصيتين. وأهم نوع من هذا الهورمون الذكري هو (التيستوستيرون Testostérone), الذي يعمل إضافة لعمله الرئيسي الجنسي في تطوير وبناء العضلات وبذلك فأن القوة العضلية القصوى للشبان والرجال هي نتيجة تأثيراته (لذلك فأن بداية تدريبات القوة العضلية القصوى تتم في هذه المرحلة العمرية) . والأبعد من هذا فأن من واجبات هذا الهورمون العمل بجانب هورمونات أخرى على نمو الجهاز العظمي أيضاً.
أما الأستروجين فهو من الهورمونات الجنسية الأنثوية , وأهم ممثل لهذا الهورمون الأسترون والأستراديول. ويتم بناء الأستروجين في المبيضين . أما الجستاجين فهو النوع الثاني من مجموعة الهورمونات الأنثوية , ويتم تكوينه في المبيضين أيضاً, وأهم ممثل هورمون الجستاجين هو البروجستيرون (Progestérone).
ولدى بداية إنتاج هذه الهورمونات في أجسام الأطفال , تعد مرحلة من مراحل البناء والتكوين الجسمية تحدث خلالها تغيرات كبيرة يطلق عليها بتغيرات مرحلة البلوغ , انظر الشكل البياني رقم 4 التالي , حيث يزداد طول القامة فيها بحدود 10سم بالسنة, كما يزداد وزن الجسم فيها بحدود 9,5 كغم بالسنة … (Weineck : 1996) . لذلك قد تقود الزيادة السريعة والكبيرة بالطول والوزن إلى عرقلة العلاقة بين الوزن والقوة العضلية للطفل , وبذلك تنعكس هذه التطورات الجسمية وتؤثر سلبياً أيضاً وبوضوح على تراجع مستوى القابليات التوافقية الحركية للأطفال . ومن مظاهر هذه المرحلة العمرية السلبية للأطفال تحدد أو تراجع النواحي النفسية للمرحلة التي سبقتها مرحلة إلارتفاع جيد في هذه النواحي عالياً , حيث تتأثر بشكل واضح جرّاء عدم ثبات الفعّالية الهورمونية بالجسم ككل, كما ترتفع بعض الخصائص النفسية للأطفال جرّاء طرحهم المستمر للأسئلة وللإنتقادات, وخروجهم أحياناً عن بعض الإلتزامات والإنضباط مع الاخرين بالتدريب مع المدرب, ومع الأهل بالبيت …إلخ . وتزداد في هذه المرحلة الرغبة للإنفرادية وزيادة تحمل المسئولية الفردية, حيث تظهر وبوضوح عند الأطفال بالمقام الأول, كذلك تتراجع رغبة الصغار وخاصة البنين نحو ممارسة الرياضة بجدية في بداية مرحلة البلوغ هذه ولذا تفقد هذه المرحلة أهم قيمة لها بالمرحلة .
الشكل رقم (4) مثال واقعي للنمو البدني للسباحين بالمراحل السنية بين مرحلة المراهقة ومرحلة البلوغ وحتى مرحلة الشباب…(Hőltke et.al.: 2002).
بعض الملاحظات المهمة للتدريبات العملية للمرحلة:
في هذه المرحلة يحصل بعض التراجع في القابليات التوافقية الحركية للأطفال مما يؤثر سلباً على عملية التوجيه والسيطرة الحركية للأداء الرياضي . ففي هذه المرحلة يجب تثبيت القابليات التوافقية الضرورية للألعاب الرياضية , والعمل على عدم إهمال تدريبها رغم تراجع مستواها بعض الشيء , ثم محاولة رفعها ثانية مرة بالتدريب. ومن ناحية ثانية تعتبر مرحلة البلوغ الأولى هي المرحلة المناسبة لتدريبات القدرات البدنية جيداً أي تدريبات الإعداد البدني, لذلك يجب برمجة هذه القدرات البدنية فيها جيداً وتناولها وتطويرها بصورة بصورة متتالية.
ونظراً لإرتفاع درجة ومستوى النضج البدني والعقلي للأطفال في هذه المرحلة العمرية, يمكن للإستفدة فيها من تعليم تكنيك الحركات المختلفة والمعقدة, حيف يرتفع مستوى ودرجة التعلم بشكل عام في هذه المرحلة العمرية لذلك تراعى فيها خصائص هذه المرحلة وتوضع طرائق تعليمية وتدريبية مناسبة. وبشكل عام على المدربين في هذه المرحلة العمرية مراعاة النواحي والخصائص النفسية القلقة وغير الثابتة هنا للمتدربين عن طريق رفع وزيادة إستخدام الحلول التربوية المناسبة عند اللزوم, حيث ترتفع نسبة التصرفات غير السليمة والمشاجرات بين المتدربين فيها , وهنا يجب على المدرب ملاحظة تلك الأفعال غير التربوية والعمل على إصلاحها بواسطة الإجراءآت النفسية الإيجابية ورفع القابليات التحفيزية والتركيز أكثر على الإنشغال بالتدريبات وإدخال الفرح والمرح أحياناً في الحصص التدريبية وتغيير أساليب ووسائل التدريب.
ثانياً: مرحلة البلوغ الثانية:
أن مرحلة البلوغ الثانية للبنين تبدأ من 15 سنة إلى 16 سنة , وعند البنات من 12 سنة وحتى 14 سنة . وبالنسبة للبنات تبدأ من ظهور أول عادة (طمث), وبالنسبة للبنين تبدأ من أول مرحلة تطور جنسية لإنتاج الهورمونات الذكرية في الخصيتين.
وتظهر في مرحلة البلوغ الثانية هذه الفروقات الجنسية الواضحة المؤثرة على مستويات القابليات والقدرات الحركية للبنين والبنات . وتطرأ على الجنسين سرعة النمو في طول القامة بشكل واضح والتي تصاحبها عمليات نمو بالكتلة والقياسات الجسمية الأخرى والوزن . لذلك تصبح أهمية مراقبة هذا النمو في جميع أقسام الجسم لأجل تنسيق نمو وتكيف تلك الأجزاء الجسمية والمناسبة لأجل تحسين وتطوير القابليات التوافقية الحركية المصاحبة لتغيرات هذه المرحلة العمرية للجنسين.
وبالنسبة للذكور في هذه المرحلة يجب الإهتمام بتطوير القوة العضلية من خلال تأثيرات هورمون التستوستيرون الذي يبدأ إنتاجه الفعلي في أجسامهم في هذه المرحلة . كما أن عمليات التدريب المناسبة في هذه المرحلة يجب أن تتناسب وثبات وإتزان الخصائص النفسية فيها للبنين وللبنات.
بعض الملاحظات المهمة للتدريبات العملية للمرحلة:
وعند مراعاة التطور والنمو الحاصل بالهيكل العظمي والجهاز العضلي وجهاز القلب والدوران للأطفال في هذه المرحلة , يجب في هذه المرحلة العمرية وهي مرحلة البلوغ الثانية التركيز على تدريب وبناء قدرات القوة والتحمل البدني جيداً. ومن خلالها يتم تأكيد وتوفير شروط التدريب المهمة لأجل تطوير وتحسين القدرة أو الكفاءة الإنجازية الرياضية اللاحقة في مرحلة تدريب البالغين والشباب من الرياضيين.
ومن خلال الإختبارات الطبية الرياضية على الأطفال في هذه المرحلة العمرية , تأكدت إمكانية تحميل أجهزة القلب والدوران والجهاز العضلي لمرحلة البلوغ بنفس مستوى تحميل مرحلة الشباب والمتقدمين من الرياضيين . وأن الصغار الصحيين أظهروا إستجابات وتكيفات بدنية فسيولوجية مشابهة ومساوية لمرحلة المتقدمين جرّاء تدريبات وتحميلات بدنية مناسبة وبدون حصول أضرار أو أعراض جانبية عليهم. كما أظهرت التجارب على الرياضيين في هذه المرحلة بأن الذكور يتحملون أحمال تدريبية عالية وهي مناسبة لتعلم المهارات والحركات ويطلق عليها بمرحلة التعلم الذهبية الثانية في عمر الطفل… (Weineck : 1996).
وفي نهاية مرحلة البلوغ الثانية وفي بعض الفعاليات والألعاب الرياضية تظهر إمكانيات الإنجازات الرياضية العالية لدى الموهوبين من الذكور والإناث جرّاء إرتفاع مستوى الأحمال التدريبية ومحتواها من التدريبات الخاصة والمشابهة لتدريبات الأبطال ويحققون فيها إنجازات عالية.
مفهوم ” مرحلة التطورات التدريبية المناسبة ” :
لأجل التخطيط الطويل الأمد للعمليات التدريبية للأطفال والناشئين, هناك سؤال مهم يطرح نفسه في هذا المجال وهو : هل أن مراحل التطور العمري للأطفال والشباب مناسبة وتتماشى مع السعي الكبير لتدريب وتحسين القدرات البدنية جميعها والقابليات التوافقية الحركية للمراحل التقدمة؟
لقد أظهرت لنا التجارب والبحوث العلمية معلومات مهمة تساعدنا على الإجابة على السؤال اعلاه , وهي بأن مفهوم حساسية بعض المراحل العمرية للأطفال في تطور قدرات وقابليات بدنية وحركية معينة , ومدى ملائمة مرحلة معينة في حياة الأطفال والناشئين على تحسينها وتطويرها , ومدى النضج والإستعداد البدني والنفسي لهذا التطور الإيجابي المطلوب , لاحظ الجدول 2 التالي:
وبجانب وجود مفهوم أو مصطلح ” ملائمة التدريب ” للمراحل العمرية , إلا أنها ضرورية جداً لعمليات تخطيط التدريب الرياضي الطويل الأمد , وإذا ما كانت تلعب دوراً مهماً فيها وترفع من فرصة مسيرة التطور الرياضي في مراحل الأطفال والشباب , والتي يسعى المدربون فيها بجدية لتطوير ورفع مستوى عناصر وقدرات الإعداد البدني وكذلك رفع وتطوير القابليات التوافقية والمهارات الحركية المختلفة أيضاً وإلى مستويات عالية . كذلك وجود مفهوم ما يسمى بمرحلة ” الحالة الحرجة ” لا يوجد لها وجود في مسيرة تطوير الذكور ولا حتى بشكل مؤكد وواضح بالرغم من عملية مراعاة تحسين وتطوير مختلف القابليات التوافقية الحركية وبصورة منفردة عبر تلك المسيرة والتخطيط التدريبي طويل الأمد … Winter : 1980 / Winter : 1984)).
لقد وضع العالم إسرائيل (Israel : 1977) فرضية مفادها بأن الأطفال وبخاصة في المرحلة العمرية ماقبل المدرسة يتميزون بقابليات توافقية حركية عالية يستوجب تطويرها وبنائها مبكراً وخاصة الرشاقة والتوافق والربط الحركي وكذلك المهارات الحركية المختلفة وبالتركيز على الأداء الحركي المثالي في بعض الألعاب الرياضية .
أن التطور الذي يحصل لهذه القابليات التوافقية الحركية المهمة بالتدريبات الحركية المنوعة التي تساعد على تحسين أنظمة تنسيق المعلومات وخاصة الجهاز العصبي المركزي بجسم الطفل , والذي يجب أن يتحسن ويتطور بصورة موازية ومصاحبة لسرعة نمو وتطور الدماغ , حيث يحصل نمو وتطور الدماغ لدى الأطفال بنسبة تصل إلى 80% بين السنة الثالثة من العمر ومرحلة إكتمال النمو النهائية .
ولما تقدم من المناسب أن نقوم بتدريب وتطوير ورفع مستوى القابليات التوافقية الحركية في تلك المراحل العمرية ” المراحل العمرية الحرجة للتطور ” والتركيز عليها جيداً , ولكن ذلك سوف لا يشمل تدريب قدرات الإعداد البدني .. (Carl :1984).