لقد طرح هذا الموضوع نخبة من علماء التدريب الرياضي الروس وهم (فيركوشانسكي, أوشاكوف, هاتشاتريان) في بحثهم حول ميول المدربين الكبيرة نحو تطوير مؤشرات القوة الإنفجارية للتدريب الرياضي للمسابقة العشرية , وقد قدموا مقترحاتهم حول تنظيم حجم الحمل التدريبي , وتعاقب أوتسلسل تدريب مسابقات الألعاب العشرية المنفردة , والتقلب الحاصل في قابليات وقوة وظائف الجسم الحيوية , وأن هذا الموضوع قد تم تكثيفه وترجمته من مجلة ألعاب المضمار والميدان الروسية (Legkaya Atletika Moscow, No. 7,1987).
لقد إتفقوا على أن أهم العوامل الرئيسية المسئولة عن تطور الرياضي بالألعاب العشرية هو تحسن وتطور مستوى الإعداد البدني الخاص للرياضي فيها . لذلك يصبح من الضروري جداً بناء خصائص ومكونات التدريب الخاص الذي يحتاجه الرياضي في عملية الإعداد بالتركيز على فعالية تطوير وتحسين المؤشرات الوظيفية وكيفية تغيرها خلال الدائرة السنوية الكبرى .
الإتجاهات التدريبية طويلة الأمد :
لقد أظهرت لنا تجارب تحليلية بأن تطوير المجاميع العضلية الباسطة للرجلين والذراعين والثانية لمفاصل الكاحلين, تطوراً متفاوتاً للقوة المميزة بالسرعة والتي لا تتوافق مع التطور اللازم لتسجيل مجموع جيد من النقاط بالمسابقة العشرية. لذا فأن هذا الميل يستمر للوصول إلى مستوى (6000 – 6500 نقطة ) عندما تبدأ ترتبط جميع مؤشرات القوة المميزة بالسرعة مع قيم الإنجازات في مسابقات الألعاب العشرية المنفردة , وكذلك عندما ترتبط مع قيم المجموع الكلي من النقاط .
كما تؤشر لنا النتائج بأن من الضروري زيادة القوة الإنفجارية كثيراً لأجل تحقيق إنجازات رياضية عالية بالألعاب العشرية . وفي هذه المرحلة فأن أي نقطة إضافية يستطيع الرياضي تحقيقها تتم جراء تحسين وتطوير مؤشرات القوة المميزة بالسرعة , وذلك على الرغم من أن معدل تطور القوة بالمجاميع العضلية المختلفة يتغيركثيراً خلال عمليات التدريب لسنوات متعددة . وأن اسرع معدل للتطور على سبيل المثال , يحصل للمجاميع العضلية الباسطة للذراعين , وأقل معدل يحصل للعضلات الثانية لمفاصل الكاحلين .
كذلك يمكننا الإفتراض بأن عملية التطور السريع لقدرة القوة المميزة بالسرعة بعد مستوى إنجاز ( 6000 – 6500 نقطة ) يرتبط جداً مع زيادة شدة الحمل التدريبي جيداً . لذا يظهر تباعاً أهمية رفع شدة الحمل التدريبي للرياضي بمستوى أقل من 6000 نقطة, على هامش برامج التطوير بالتدريبات الخاصة للقوة العضلية . وتشمل هذه التدريبات تمارين تدريب القوة بالأثقال بالتركيز على المجاميع العضلية الضعيفة وغير المشمولة في مرحلة التدريب الأساسي .
يجب أن يكون تدريب القوة الخاصة مركب , اي يعني تضمين التمارين بالمقاومات المرتفعة الشدة ( 90 – 95 % من القوة القصوى ) والمقاومات المنخفضة الشدة ( 30 – 35 % من القوة القصوى) والتي تنفذ إنفجارياً. ونفس التمارين تستخدم كتمارين إرتدادية لمسافات قصيرة وطويلة أيضاً . كما تستخدم تمارين القفز والوثب بالأداء أو الشدة القصوى , وتستخدم تمارين الوثب الأفقي الإنفجارية لمسافة تصل إلى (50م) بالتركيز على حركات الدفع والقفز الفردي والمزدوج للرجلين أثناء الحركات السريعة للأمام . ويجب أن لا تعامل هذه التمارين كوسائل تدريبية إضافية في برنامج التدريب الأساسي , ولكنها سوف تنظم في وحدات تدريبية خاصة في القسم الأول من الفترات التحضيرية أو مراحل الإعداد الخاص .
تطوير مؤشرات القوة المميزة بالسرعة:
أن العملية التدريبية تصبح أكثر تأثيرا ًعندما يتم بناء القدرات الوظيفية جنباً إلى جنب مع بناء الواجبات التدريبية الرئيسية الأساسية خلال المراحل التدريبية المختلفة ومرحلة السباقات أيضاً . لقد بينت لنا الخبرة الميدانية بأن مؤشرات قدرة القوة المميزة بالسرعة تتطور بشكل خاص لدى رياضيي الألعاب العشرية بالمستويات العليا وبشكل مصاحب خلال الفترات التحضيرية , وأن التطور السريع لهذه القدرة يحصل عندما تحصل زيادة مبكرة في حجم الحمل التدريبي . وتصل أقصى مستوى لها في شهري ( شباط – آذار ) , قبل أن تبدأ بالهبوط تدريجياً وحتى نهاية فترة أو مرحلة السباقات . وفي نفس الوقت تحصل زيادة تدريجية في شدة الحمل التدريبي .
تهبط مؤشرات القوة المميزة بالسرعة في نهاية السنة التدريبية , ولكن ليس أقل من المستوى الذي وصلته بالموسم السابق . وبالتالي تبدأ الدائرة التدريبية الجديدة من السنة بمستوى أعلى أو يزيد عن المستوى الذي بدأت به بالعام السابق في القوة الخاصة في نفس المرحلة التدريبية . أن حجم حمل تدريب رياضي الألعاب العشرية يخضع لمفهومين محددين هما :
هناك نظام معين لإستخدام حجوم الحمل التدريبي لمجاميع الفعاليات المزدوجة بالتدريب للعدوا والوثب والرمي . أن حجم الحمل التدريبي للمجموعة الأولى يتأكد بشدة في بداية الفترة التحضيرية , وقبل أن تأخذ المجموعة التدريبية الثانية دورها بالتدريب. أن دوائر التدريب الشهرية تعقب نموذج مموج يزداد حمل التدريب فيه خلال أول ثلاثة أسابيع ثم يقل كل رابع إسبوع وهكذا.
أن زيادة حجم الحمل التدريبي يتعلق جيداً بحجم تدريبات تطوير وتحسين تكنيك فعاليات الألعاب العشرية المنفردة . وهذه تبدأ مبكراً منذ الفترات التحضيرية الأولى مع مراعاة الزيادة التدريجية للشدة حتى أن تصل إلى مستوى الأداء أو الجهد القصوي في بداية فترة أو مرحلة السباقات . أما عملية تطوير النواحي الفنية التكنيكية فهي تتبع نظام محدد أيضاً , ويتم رفع وزيادة الشدة بالتدريب أولاً في مسابقات العدوا السريع والحواجز , ثم مسابقات الوثب والقفز , ثم مسابقات الرمي .
كذلك تظهر لنا الخبرة الميدانية التدريبية بأن عمليات التطور والتحسن المستمرة لمؤشرات القوة المميزة بالسرعة يمكننا تحقيقها بالتركيز على تطوير قدرة القوة في النصف الأول من الفترة التحضيرية , وفي النصف الثاني من الفترة التحضيرية وخلال فترة السباقات لذلك الموسم , يظهر من المفيد النصح بتقليل حجم تدريبات القوة بالشدة العالية أفضل من الإستمرار عليها .
الجوانب الضرورية للسباق :
ان أهم ميزة لسباق الألعاب العشرية هي تغير شكل ونوع العمل العضلي المستخدم في تلك المسابقات والفعاليات العشرة في يومين من السباقات الصعبة والمتعبة . وهذه تتطلب إدراك وتفهم عالي لكيفية عمل وظائف الجهاز العضلي ومستواها المطلوب ( إضافة إنجازات الأداء الحركي الإنفجاري ) الذي يمارسه متسابق العشرية ويحاول تغييره من مسابقة إلى أخرى بشكل مناسب ومنسجم . ومن الجوانب العامة التي يجب أن ندركها هي هبوط مستوى مؤشرات القوة المميزة بالسرعة بعد كل يوم من أيام السباق . ويمكن مشاهدة تغير تموجي في منحنى القوة الإنفجارية خلال كل يوم من أيام السباق . ومن الفعاليات التي تستنزف المؤشر سباق عدوا 100م والوثب العالي باليوم الأول , وسباق عدوا 110م حواجز باليوم الثاني , أما فعاليات رمي القرص والرمح باليوم الثاني تبدوا كأنها تعمل على إعادة تحسين القوة الإنفجارية مرة أخرى . وفي نفس الوقت يجابه المتسابق مشكلة تأثر وهبوط مستوى القوة الإنفجارية بعد سباق الوثب الطويل ودفع الكرة الحديدية وعدوا 400م باليوم الأول , بينما يواجه ذلك كثيراً بعد سباق القفز بالزانة مما تتأثر كثيراً السباقات التي تتبعها بالتسلسل .
أما أكبر تأثر في إنجازات الرياضي بالألعاب العشرية يظهر على سباقت دفع الكرة الحديدية باليوم الأول , وسباق القفز بالزانة باليوم الثاني و حيث يحصل أكبر مستوى هبوط بمؤشرات القوة المميزة بالسرعة إلى جانب سباقي 400م و1500م , التي تتطلب مخزون جيد للطاقة . كما علينا الإنتباه إلى حقيقة أن سباقي الوثب العالي والقفز بالزانه تختلف عن بقية السباقات , حيث أنها تسمح للرياضي ببذل جهد وطاقة أكبر وبدون حدود في تعدد المحاولات , ولذلك فهي لا تترك وقتاً كافياً للراحة بعد إنتهاءها مما يتأثر مستوى القوة الإنفجارية المطلوبة بالمسابقة التي تليها كثيراً. لذلك فأن جميع هذه العوامل يجب أن ندركها جيداً مسبقاً ونحاول التركيز على الإستعداد لمجابهتها من خلال وضع البرنامج التدريبي الذي يتطابق ويتفق مع تغيرات وتبدلات الحمل العصبي العضلي الذي يجب التغلب عليه في السباق الفعلي .
الدوائر التدريبية الإسبوعية:
تتطلب تدريبات الألعاب العشرية العمل المستمر لتطوير تكنيك جميع الفعاليات والمسابقات العشرة , وتطوير الأداء الحركي ومستوى الإنجاز في جميع الفعاليات العشرة وبصورة متوازية . أن هذا العمل يحتاج قدرة وقابلية تدريبية عالية المستوى من الرياضي , وأن تأثيرات تلك التدريبات يعتمد بشكل كبير على كفاءة التنظيم والربط بين طرق التدريب المستخدمة , وعلى حجم حمل التدريب للدائرة الإسبوعية . وبالرغم من أن رياضيي الألعاب العشرية يقومون بتدريبات تكنيك الفعاليات المنفردة عموماً بالتسلسل المحدد وفقاً لقانون السباق , فأن هذا الإجراء لا يعتبر صحيحاً دائماً . يجب ملاحظة بأن مؤشرات القوة المميزة بالسرعة للأداء التكنيكي الإنفجاري المعقد كما في فعاليات (القفز والوثب والرمي) يمكن تطويرها حتى بالوحدات التدريبية كبيرة الحجم ولكن بمستويات شدة أداء متوسطة من الرياضي . ومن ناحية أخرى فأن التدريبات بالشدة القصوى سوف تؤثر على مؤشرات القوة المميزة بالسرعة جيداً عندما يقل حجم الحمل التدريبي للوحدة التدريبية .
أما بالنسبة للفعاليات ذات الحركات الثنائية الدائرية ( 100م , 400م , 1500م , 110م حواجز ) فهي أقل إعتماداً على مستوى الجهد المبذول , وتظهر تقدماً في مؤشرات القوة المميزة بالسرعة بالحركات الإنفجارية تحت ظروف معتدلة لحجم الحمل التدريبي المستخدم . هذا علماً بأن زيادة تكرار التمارين للمسافات القصيرة والمسافات الأطول , يمكن أن تصبح سبباً في هبوط مؤشرات القوة المميزة بالسرعة.
وبالتالي كما يظهر لنا التناقض بأن التغيرات الحاصلة بالجسم بالتدريب لا تتماشى مع التغيرات الحاصلة بالسباق الفعلي للألعاب العشرية . وهذا يمكن توضيحه من الإختلافات بحجم الحمل التدريبي المستخدم , ومن زمن وطول الوحدة التدريبية , ومن فترات الراحة المستخدمة بين الوحدات التدريبية .
لذلك يستوجب وبشكل أكيد أن يتم تنظيم محتويات دائرة التدريب الإسبوعي طبقاً للتغيرات الحاصلة للجسم جراء التدريب . ويجب أن يتم تخطيط وبرمجة الوحدات التدريبية بشكل خاص وضروري , بشكل يتماشى مع تلك التغيرات الحاصلة لمؤشرات القوة المميزة بالسرعة , لأجل ضمان العمل على تحقيق الأهداف المطلوبة والمتوقعة من تلك الخطة التدريبية جيداً . كما يجب إدراك بعض الأمور الخاصة بكل رياضي , حيث يمتلك كل رياضي بالألعاب العشرية ثقة وسلوك للسباق متكرر يحاول المحافظة عليه بالتدريب أيضاً , لذلك فأن يصبح من غير المهم عنده التمسك العملي بالتدريب على الفعالية المنفردة أكثر من غيرها بالخطة الإسبوعية . لذا نتقدم بهذه الجداول التي صممت بشكل يتطابق والظروف المثالية وبما يحقق أفضل النتائج التدريبية وهما الجداول رقم ( 1 , 2 ) التالية .
أن التغيرات التي تطرأ على أعضاء جسم الرياضي تظهر في مستوى القوة الإنفجارية , وعندما يتبع الجدول التدريبي المقترح أعلاه ( جدول رقم 1 , 2 ) والذي يترجم تخطيطياً كما في الشكل التوضيحي رقم 1 . يظهر الشكل مستوى قدرة القوة الإنفجارية في البداية بالخط ( العمودي ) وفي النهاية بالخط ( المتقطع ) في كل يوم من أيام التدريب الإسبوعي وذلك خلال الفترات التحضيرية والمسابقات .
وكما يظهر لنا بالشكل بأن الإجراءآت التدريبية خلال الفترات التحضيرية تقود إلى زيادة في مستوى القوة المميزة بالسرعة , حتى يوم الجمعة ثم تقل يومي الأربعاء والسبت. هذه التغيرات تعتبر ضرورية لكي تسمح للجسم أن يتحمل عبء حجم حمل التدريب العالي وبالمستوى المثالي . أما خلال فترة المنافسات فأن مستوى تدريبات القوة ألإنفجارية سوف تأخذ طريقاً متموجاً , وهي أن تقل كثيراً بعد كل يوم تدريبي , لأجل تهيئة وتحضير جسم الرياضي جيداً ليوم السباق وغالباً يومي السبت والأحد من الإسبوع . أما في حالة عدم وجود سباق في نهاية ذلك الإسبوع , يتم رفع مستوى عدد الفعاليات في التدريب يومي الجمعة والسبت .
وكقاعدة عامة يجب التركيز على أول يومين من أيام الإسبوع على تطوير تكنيك الفعاليات المتعددة في الفترات التحضيرية وفترة المسابقات أيضاً . ثم تتبع بتدريبات تطوير القدرات البدنية كالقوة يوم الأربعاء والسبت في الفترة التحضيرية , كما يتم التركيز على تطوير قدرة التحمل العام والخاص في الفترة التحضيرية أيضاً.