تنظيم العمليات التدريبية Organization of the Training Process

البروفيسور: يوري فيركوشانسكي Prof. Yuri Verkhoshansky
ترجمة واعداد الاستاذ الدكتور أثير محمد صبري الجميلي

سنتطرق في هذا الموضوع إلى الخصائص والمميزات النظرية العلمية الحديثة للتدريب الرياضي، مركزين من خلاله على المباديء التي تشكل القاعدة والأساس العلمي لتنظيم العمليات التدريبية بالوقت الراهن، وهي كالاتي:
1- المبدأ الأساسي: هو مطابقة المفاهيم المنهجية للتدريب مع مستوى التكيفات الوظيفية البدنية وشدة الأداء والنشاط العضلي.
2- تنظيم الحوافز والمثيرات التدريبية: اذ يجب إعتماد وإعتبار حمل التدريب كوحدة واحدة متكاملة، ويجب الإهتمام كثيراً بالتسلسل والترتيب الزمني للحوافز التدريبية. وهذا يعني الإستمرارية والتطابق والترابط في تأثيرات حوافز ومثيرات حمل التدريب على أعضاء وأجهزة جسم الرياضي.
3- التوجيه الخاص للنظام كاملاً نحو حوافز ومثيرات التدريب الرياضي.
4- تركيب الأحمال التدريبية: يجب أن تنفذ وفقاً لأولويات مختلفة، وهذه تعني عملية تنظيم تلك الأحمال بأولويات مختلفة تبعاً للطريقة المتعاقبة المتجاورة (وهي الطريقة التي تختلف عن الطريقة التقليدية المتوازية – المعقدة).
5- الأولويات المطلقة للإعداد البدني الخاص بالتدريب – والتطور بالمهارة أو التكنيك يعتمد على تحسين وزيادة مستوى طاقة القابليات الحركية الكامنة. لقد تم توضيح هذه المباديء بصورة كاملة وتفصيلية، مع الأمثلة العملية حول كيفية إستخدامها عند التأسيس للعملية أو النظام التدريبي الحديث.

أولاً: المقدمة:
لقد تطرقنا في بحوثنا السابقة عن مميزات نظرية التدريب الرياضي الحديثة التي إقترحناها كنظام للتخطيط الرياضي الحديث والذي يعتمد على المعرفة الجيدة بفسلجة النشاط والفعالية العضلية، وعلى أساسيات علم الكيمياء الحيوية لوظائف الجسم المختلفة، وعلى آليات تكيفات الجسم وفقاً للعمل العضلي لذلك النوع من التدريب. كذلك على تنظيمها جميعاً وتوجيهها نحو هدف خاص من خلال عمليات التوجيه المنهجي للعمليات التكيفية المتوقعة لأنظمة وأجهزة الجسم المعقدة.
أن المباديء والمفاهيم التدريبية المتعددة تم وضعها إعتماداً على القواعد والقوانين التي تحكم جسم الرياضي وتكيفاته اللاحقة لشدة وقوة العمل العضلي، هي التي تتحكم بالجسم عن طريق إكسابه المهارات وتعلمه للتكنيك الرياضي. لقد طرحنا بعض تلك القواعد المنهجية لتنظيم العمليات التدريبية في مصادرنا السابقة.(3) (4) (6) (16)

ثانياً: المباديء التنظيمية للتدريب الرياضي:
أن المباديء الهيكلية والبنائية التي يجب أن تتكون عن طريق ما تم التوصل إليه حديثاً بخصوص الأسس والقواعد العلمية للتدريب الرياضي , لم يتم إنشائها بشكل تام وواضح لحد الآن . هذا علماً بأن من الممكن الآن إعتماد بعض المباديء التي تأكدت لنا دقتها في تنظيم الدورة التدريبية السنوية الكبرى وخاصة في رياضة المتقدمين والمستويات العليا. (5) (7) (9)
1- أن المفاهيم المنهجية يجب وضعها وفقاً لمستوى تكيفات الجسم لشدة الفعالية أو النشاط العضلي: وهو المبدأ الأساسي لنظرية التدريب الرياضي الحديثة (STT) وهي تهدف إلى خلق ظروف ضرورية جداً أثناء العملية التدريبية لأجل:
– تحفيز عملية تكيف أعضاء الجسم لنوع العمل وخصائص ذلك النشاط الحركي المنفذ.
– إتمام الظروف الضرورية المطلوبة لتأقلم جميع وظائف الجسم المورفولوجية الصرفية والوظيفية.
– تحسين وتطوير آلية أنظمة الطاقة بإتجاه الإستخدامات الإقتصادية المثالية.
– حث جسم الرياض لعمليات أيض الطاقة للعمل بكفاءة وتنظيم عالي خلال العمل العضلي الشديد.
هذه هي قواعد المفاهيم المنهجية للنظام التدريبي الكفوء الذي يضمن مستوى إعداد مميز لجسم الرياضي.
2- الترتيب والتنظيم الجيد للحوافز والمثيرات التدريبية: هو جوهر المفاهيم المنهجية للنظرية التدريبية الحديثة (STT). وهي تشير إلى أن حمل التدريب الرياضي يجب أن لا يحتسب بعدد وسائل وطرق التدريب، ولكن كوحدة متجانسة لجميع المكونات لأجل حل مشكلة أو معضلة تدريبية معينة، والتي يجدر فيها الإعتناء التام في إعطاء الحوافز والمثيرات التدريبية بترتيب وتسلسل زمني صحيح . أن هذه الوحدة المتجانسة لمكونات عناصر التدريب يجب أن تعطى مع التقدم في التغيرات والتكيفات الحاصلة لأجهزة الجسم الوظيفية والموفولوجية الخاصة كإستجابات فسيولوجية لنوع وقوة ذلك العمل أو الحمل البدني. كذلك فأن العمل التدريبي المنظم يتطلب الإستمرارية والتطابق والترابط في تأثيرات حوافز ومثيرات حمل التدريب على أعضاء جسم الرياضي.
الإستمرارية تعني بأن مكونات الحمل والراحة يجب تنظم بدقة عالية , لأجل ضمان بقاء فعاليات النشاط الوظيفي للجسم ثابتاً للحوافز والمثيرات التدريبية. وأن الفترات الزمنية بين حمل تدريبي وآخر يعني الراحة والإستشفاء، وهي فترة عمليات البناء التالية لمكونات الطاقة المستهلكة في الفعالية والنشاط العضلي. أن هذه العمليات البنائية هي التي تقرر وضع وحالة وظائف جسم الرياضي، فهي لذلك تعد الوضع الأساس للحمل التدريبي اللاحق، والتي لها التأثيرالكبير على الجسم ككل.
ان التطابق في حوافز ومثيرات حمل التدريب تتطلب قدرات تركيبية وتفريقية عالية ودقيقة بين الحمل والراحة، وذلك لأجل ضمان حصول التأثيرات التدريبية المطلوبة.
ان الترابط في تأثيرات التدريب تعني أهمية معرفة قدرات الربط والتفريق للأحمال التدريبية جيداً، بحيث نجعل من تأثيرات الحمل الأول ذو فائدة إضافية على تأثيرات الحمل الثاني وهكذا. كما أن كل حمل تدريبي مبرمج يخضع لظروف معينة، يجب أن يتبع بحمل مبرمج تالي يرتبط به وينسجم معه كلياً في صالح التأقلم المتوقع لجسم الرياضي كضمان لتطور مستوى الرياضي.
أن الإستخدام المنظم للوسائل التدريبية (التمارين)، يجب أن يعتمد على المفاهيم الآتية:(5)
– تأثير التدريب جراء حمل معين سوف يقل كلما يرتفع مستوى الإعداد الخاص للرياضي بدنياً أكثر، لذا يجب مراعاة ذلك دائماً لأجل ضمان ذلك التأثير.
– أن ردود الفعل الوظيفية للجسم جراء حمل تدريبي معين هي عبارة عن تأثيرات ذلك الحمل، وسوف تتأثر بمخرجات حمل التدريب اللاحق أيضاً.
– أن تأثير حمل تدريبي معين يتقرر ليس بمجموع تلك التأثيرات كثيراً، ولكن يتأثر أكثر بطريقة الربط بين تلك التأثيرات وتتابعها بالفترات الزمنية المتتالية المتلاحقة لها بشكل أفضل.
– التغيير في الترتيب الزمني للأحمال التدريبية يؤثر بشكل معنوي على مستويات تأثيرات ذلك التدريب.
أن التطبيقات المنتظمة لحوافز ومثيرات التدريب الرياضي تعني لذلك ما يلي:
– الإختيار والتركيب الدقيق لمفردات وسائل التدريب (التمارين) بالوحدات التدريبية يتطلب إحتمالات تدريبية متنوعة، وهذا يعني زيادة فعل تحفيز ردود فعل الجسم للتأقلم الحاصل.
– أن التنظيم الكفؤ والمتفاعل للأحمال التدريبية يخضع لأولويات مختلفة .
– أن المدخل المتدرج لوسائل التدريب (التمارين) ذات الشدة العالية، يقصد بها دوام نزعة التطور بالمستوى.
– التركيب الإقتصادي للوسائل التدريبية (التمارين) ذات التأثيرات العالية (الطرق التدريبية الشديدة) والوسائل التدريبية ذات التأثيرات المثالية (الطرق التدريبية بالشدة الأقل).
– الإختيار المناسب لوسائل التدريب (التمارين) الكافية لحدوث تأقلم وتكيف ثابت للحمل التدريبي.
3- التوجيه الخاص للنظام كاملاً للحوافز والمثيرات التدريبية: وهذا يعني بأن الحمل التدريبي المستخدم يجب أن يعمل وبشكل خاص إلى تحفيز وظائف جسم الرياضي الضرورية لنوع النشاط أو الفعالية الرياضية الخاصة , وهذا يشمل إعداد البرامج والخطط التدريبية التي تطابق متطلبات تلك الفعاليات في ظروف المنافسة والسباق .
في رياضة المستويات العليا من الضروري أن تحتوي المراحل الإعدادية للتدريب على حجم وشدة تدريب عالية , والأكثر أهمية في ذلك هو نوعية التدريبات أو التمارين المستخدمة فيها لأنها تؤثر على نتائج عمليات التدريب جداً , وهذا النوع من التدريب المرتفع يعمل على تحميل جميع أعضاء الجسم الفسيولوجية ويحفزها أكثر . أن التركيب المعقد وحجم حمل التدريب الكلي وكما بينه لنا سابقاً في نظريته المعروفة ماتييف ( التقسيم السنوي والمرحلي للتدريب الرياضي Periodization), في كتاب القواعد الأساسية للتدريب الرياضي , وهو كتاب منهجي لمعهد موسكو للتربية الرياضية , عام 1977م , لايفي اليوم جميع متطلبات عمليات الإعداد العالي , وذلك لأنه يعمل على حث وتحريك ردود الفعل العامة لجسم الرياضي , والتي تحتوي على أولويات مختلفة للجوانب الكمية للتدريب مما تجعلها غير محركة أو محفزة للفعاليات الفسيولوجية الضرورية لرفع الإنجازات الرياضية الخاصة . كما أن من الممكن أن يؤثر حمل تدريبي معين بشكل سلبي على فعالية من تلك الفعاليات الوظيفية لجسم الرياضي . لذلك من الأمور الأساسية بالتدريب هو إختيار الوسائل التدريبية بعناية ودقة عالية ( التمارين ) وتنظيمها جيداً لأجل ضمان تحقيق أهداف ذلك التدريب في تأثيراته المتوقعة على أن تتماشى هذه الوسائل مع التخطيط الكامل للدوائر والوحدات التدريبية.
لقد أثبتت التجارب والبحوث العلمية بأن خلال كل مرحلة تدريبية يجب أن يحتوي الحمل التدريبي على نفس الأولويات فعلى سبيل المثال ( عند تطوير القوة الخاصة أو السرعة الحركية أو تكنيك الحركات المطلوبة ) يهدف منها جميعاً تحقيق تأثير ثابت.

الشكل (1) التغيرات التكيفية لمفصل الكاحل لعدة أنواع من تمارين القوة

يبين لنا الشكل (1) تأثيرات برامج تدريبات القوة المختلفة الخاصة (5 وحدات تدريبية ولمدة 4 أسابيع). بعد تدريبات القوة الثابتة إزداد الزخم الحركي لمفصل الكاحل، بينما قلت قيم القوة المتحركة (لسرعة الزاوية من 40 – 160 درجة/ ثانية). أما تدريب القوة ثابتة سرعة الحركة (الايزوكنتكية) بالسرعة الواطئة أي (40 درجة/ ثانية) أدى إلى تحسين كلا نوعي القوة المتحركة والثابتة وسرعة الحركة للحركات البطيئة. أما التدريب بالسرعة المرتفعة (160 درجة/ ثانية) يحسن معلمات القوة المستخدمة بسرعة الأداء العالية (120 د. وحتى أكثر من 160 د.). لذا فأن أكبر زيادة معنوية في الزخم الحركي للقوة تم تسجيلها ومشاهدتها في نوع العمل خلال التدريب، والابعد من ذلك فأن تدريب القوة الثابتة له تأثير سلبي على ميكانيكية السيطرة في الإنقباض العضلي أثناء تمرين القوة المتحركة, بينما تدريب القوة ثابتة سرعة الحركة العالية , ليس لها تأثيرأو تحسين معنوي على القوة الثابتة .
4- التراكب في الحمل التدريبي له أولويات مختلفة: أن هذا المبدأ التدريبي يسمح بإستغلال تام لفوائد الإستخدام عالي التنظيم للحمل التدريبي . وهذا يعني بأنه خلال العملية التدريبية يجب أن نضمن الزيادة التدريجية لشدة أحمال التدريب الخاصة وتتابعها في نهاية التغيرات التكيفية اللاحقة لتأثرات الحمل التدريبي السابقة . كما أن الحمل التدريبي الآني يجب أن يمتلك أولويات محددة سائدة خلال المرحلة التدريبية التي لها هدف خاص وضروري لتطوير العملية التدريبية . كما أن تتابع تغير مدد الحوافز والمثيرات التدريبية تتقرر بواسطة الإختلافات في مقاومة أجهزة الجسم الوظيفية الفسيولوجية لها, ففي التغاير الصرفي والوظيفي الخاص وفي التحسن اللاحق كنتيجة لأحمال التدريب.
على المستوى العملي يمكن أن نحقق التراكب المطلوب عن طريق تنظيم الأحمال التدريبية وفقاً لأولويات مختلفة دائماً وطبقاً للعمليات التدريبية المتتابعة حسب طرق التدريب المتعاقب المتجاور (شكل رقم 2). وتتكون هذه الطريقة من المفاهيم والقواعد المعروفة بها بالتدرج في شدة الحمل التدريبي من خلال زيادة شدة الحوافز والمثيرات التدريبية , والتي تعني بأنه من غير الصحيح أن نستخدم شدة الحمل العالية في بداية مراحل عمليات التدريب بالبرنامج , وهي كما تظهر بالشكل ( C) , هذا عندما لم تكن أعضاء الجسم مستعدة لهذه الشدة العالية . بينما مثل هذه الوسائل أي ( التمارين ) تصبح لاحقاً أمراً طبيعياً نتيجة التكيف والتأقلم الحاصل لأجهزة وأعضاء الجسم الداخلية, لذلك يجب زيادة شدة حمل التدريب تدريجياً.

الشكل (2) تنظيم الحمل التدريبي له أولويات مختلفة وفقاً للطريقة المتعاقبة المتجاورة

أن أهم الملامح المميزة لطريقة التدريب المتعاقبة المتجاورة , هي مستوى الأحمال السابقة ( مثلاً الحمل A في الشكل 2 ) , حيث أنه ينتج تأثير معين ومحدد والذي يجب أن يبدل بعد ذلك بأحمال بمستوى أعلى من ناحية الحجم والشدة ( الحمل B بالشكل2 ) , وهذه الأحمال يجب عدم تركها نهائياً من البرنامج التدريبي , ولكن تصبح عبارة عن حوافز أو مثيرات تدريبية أكثر شدة ويسبب إستخدامها تغيرات صرفية خاصة أكثر من قبل ومن المستوى السابق . وهي تحصل ايضاً بالحمل B كما في الحمل C وبشكل تدريجي .
الشكل (3) يوضح أمثلة متدرجة لطريقة التدريب المتعاقبة المتجاورة التي طورت للإستخدام في المصادر(3 , 4 , 6 , 16). فهي واضحة جداً بأنها تتطلب تنظيماً جيداً للوسائل التدريبية ( التمارين ) وفقاً لشدة تأثيراتها على الجسم . كما يجب أن ترتب في مجموعات من الوسائل التدريبية التي تمتلك أولويات مختلفة أي لها أهداف محددة , وهذا يعني بأنها يجب أن تصنف تبعاً لخصوصية تأثيراتها . كما علينا أن نؤكد بأن هذه العملية في غاية الصعوبة , وأن الشخص القادر على حلها هو حقاً من المدربين الأكفاء المقتدرين.

الشكل (3)
أمثلة تنظيمية لنظرية STT للوسائل التدريبية طبقاً لطريقة التدريب المتعاقبة المتجاورة :
1) للقافزينVerkhoshansky عام 1970 2) لعدائي المسافات المتوسطة Nurmekivi عام 1974 . 3) للرماة Tschiene عام 1974

الشكل (4) يوضح الإختلاف الرئيسي بين الطريقة المتعاقبة المتجاورة(1) والطريقة التقليدية ,اي الطريقة المركبة المتوازية(11). وفي الأخيرة بالمرحلة التدريبية الطويلة يجب أن يمتلك الحمل التدريبي أهداف وأولويات مختلفة ( كما في الشكل 4 , A,B,C ) , والتي لها تأثيراتها النوعية الرتيبة رغم زيادة شدة وحجم الحمل التدريبي . وفي نفس الوقت فأن ردود فعل الجسم لمكونات الحمل الخاص تصبح معنوية لشمولية التغيرات التكيفية الحاصلة. وبناء على ذلك فأن التأثيرات التدريبية للأحمال تظهر سريعاً على أعضاء الجسم , ثم تبطيء بعدها العمليات التأقلمية , وتصل مستوى قابليات الرياضي للتدريب الخاص إلى وضع الإستقرار , أو تهبط في بعض الأحيان أيضاً.
يبقى التنظيم المركب للحمل التدريبي بالمستوى ( A,B وكذلك C ) في الطريقة المتعاقبة المتجاورة نفسه ولفترة زمنية طويلة . ويبقى التنظيم بالصورة المتعاقبة بمعنى يوجد ترتيب زمني مضبوط لتقديم الأحمال التدريبية مع الزيادة التدريجية بالشدة وذلك لتوقع تأثيرات التدريب الخاصة على الجسم . الأحمال متجاورة لتعاقبها الإقتصادي بالزمن , حيث تنظم بصورة تجعل من الحمل A يقوم بحث الجسم على التكيفات الموفولوجية , وهي في صالح تحقيق التأثيرات المطلوبة للأحمال B , C.

الشكل (4) مقارنة الطريقة التركيبية المتوازية (ا)
بالطريقة المتعاقبة المتجاورة (اا) (EA = training effect ) تأثير التدريب

أن السمة المميزة للطريقة المتعاقبة المتجاورة هي أن حمل التدريب الذي يمتلك نفس الأولويات يركز في فترة زمنية محددة على تحسين التأثيرات الخاصة لها , والتي تمتلك أولويات مختلفة تترتب بفترات زمنية متفرقة أكثر , وبذلك لكل حمل تدريبي يعمل على حث ثابت للتغيرات التكيفية للجسم .
الأبعد من ذلك فأن من المهم ملاحظة أن عملية التفريق بالأحمال التدريبية بالأولويات المختلفة ( A , B وكذلك C بالشكل 4 ) ليست واضحة كلياً . أن حملاً تدريبياً لاينقطع كلياً قبل أن يبدأ الحمل التالي . وأثناء العملية التدريبية يصبح الحمل التدريبي على سبيل المثال B هو الحمل البديل بالتدريج بشكل لاحق , فعلى سبيل المثال أن الحمل التدريبي A هو عبارة عن حمل تدريبي أيضاً كما بالنسبة للأحمال ( A , B ) تخلق للجسم أسس وظيفية ومورفولوجية تعمل على تحسين وترقية التأثيرات التدريبية للأحمال التدريبية اللاحقة ( C ) . وجميعها سوف تصب في صالح عملية تطوير وتحسين التغيرات التكيفية الحاصلة جراء الأحمال التدريبية A,B وفي مستوى للشدة أعلى من السابق . وهذه تؤكد زيادة الشدة التدريجي والتي تزيد من تأثيرات التدريب اللاحقة على أعضاء جسم الرياضي ( EA ) .
5- الأولويات المطلقة للإعداد البدني الخاص: أن هذا المبدأ التدريبي يرتكز على أحد قواعد وقوانين علم التدريب الرياضي المهمة التي ترتبط بتطوير وتحسين المهارات والحركات الفنية الرياضية , والتي يعتمد عليها زيادة وتطوير مكمون القابليات التوافقية الحركية للرياضي , التي تعد عامل أساسي مبدئي مقررلعملية التطور الحركي والمهاري للرياضي خلال عمليات التدريب السنوية المتعددة . وهذا يعني بأنه على الفرد أن يبدأ تخطيط عمليات التدريب بتنظيم مرحلة الإعداد البدني الخاصة (SPP) في الدائرة السنوية الكبرى من خلال ( الأهداف ,المحتوى ,حجم وترتيب أحمال التدريب) ثم بعد ذلك إنشاء الترتيب الضروري للأهداف التدريبية اللاحقة ( التكنيك , السرعة , تمارين المسابقة الخاصة ) . كما يجب أن لا نقلل أهمية هذه الأهداف اللاحقة عندما نخطط لعمليات التدريب, ولكن على العكس تماماً نعمل على تأمين أفضل المتطلبات والظروف التي تساعد على تنفيذها والإستفادة الكلية منها.

ثالثاً : مباديء إنشاء النظام التدريبي :
أن عملية تنظيم البرنامج أو الخطة التدريبية سوف تستند على المفاهيم والمباديء المهمة التالية :
1- البرنامج أو الخطة التدريبية يجب عدم تنظيمها حول الدوائر التدريبية الصغيرة ( ليس كما إقترحها ماتييف في التقسيم السنوي والمرحلي للتدريب عام 1977) , ولكن تنظم وفق دائرة التكيف والتأقلم ( MAC ) التي تهدف إلى رفع وزيادة المهارات الحركية للرياضي ( التكنيك ) عن طريق إستغلال كامل طاقة التأقلم والتكيف الحقيقي للجسم ( AAP ) .
2- النتائج النهائية للعمليات التدريبية التي تظهر جراء تطور المهارات الحركية للرياضي والإنجاز , تتقرر عن طريق زيادة تأثيرات برامج وحدات تدريب القوة الخاصة على أجهزة وأعضاء جسم الرياضي.
3- أن إتجاه أو ميل حالة الرياضي الوظيفية تقدم لنا إشارة واضحة لتأثيرات العملية التدريبية المستخدمة, و يمكن تقييمها عن طريق رصد تلك المعلمات أو المتغيرات الوظيفية الحاصلة بصورة خاصة للفعالية الرياضية المختارة .
4- أن المفهوم المنهجي للإعداد البدني يتبع الأسباب المنطقية التالية : إذا لم يتم تطوير مستوى الإعداد البدني الخاص , لايمكننا تحقيق تطور معنوي للمهارات الفنية التكنيكية – التكتيكية للرياضي , ولا على مكمون طاقة الحمل على جسم الرياضي لأجل تنفيذ تمارين السرعة الخاصة بشكل جيد وفعال . أما في حالة عدم تطور هذه الجوانب التدريبية إلى مستوى عالي بواسطة وسائل ( تمارين ) الإعداد البدني الخاصة بالمستويات المرتفة من الشدة , فأنه من غير المتوقع الحصول على التحسن المرغوب بمستوى الإنجاز .
5- أن الستراتيجية الشاملة للعملية التدريبية تتطلب ثلاثة جوانب رئيسية للتدريب , وكل واحدة منها تغطي عدد من الأهداف المتوسطة أو الجزئية , تلائم أو تتماشى مع الهدف الأساسي :
– زيادة مكمون الطاقة الحركية للرياضي ( الإعداد البدني الخاص ) .
– تحسين قابلية الرياضي البدنية في إستخدام مكمون طاقته الحركية في أداء التمارين أو المسابقات الخاصة به ( إعداد تكنيكي – تكتيكي ) .
– تحسين مستوى مهارة الرياضي الحركية وثباتها جيداً ( الإعداد الخاص النفسي والبدني للمنافسات ) .
6- أن هدف منهجية العملية التدريبية الرئيسي هو الترتيب الصحيح والجيد لمحتويات حمل التدريب , وهذا يعني بأن هدف التدريب هو تطوير القوة الخاصة للرياضي , والتي يجب أن لا تستقطع من قابلياته الوظيفية أو بواسطة مستوى الأداء المهاري , وفي نفس الوقت يجب أن لا تتقاطع مع هدف الحمل التدريبي لأجل تطوير وتحسين مستوى التكنيك الرياضي والسرعة الحركية المطلوبة في تنفيذ جميع الحركات أثناء أداء التمارين وفعاليات السباق نفسها .

رابعاً: المفاهيم الرئيسية في برمجة العملية التدريبية :
أن المفاهيم الرئيسة هي عبارة عن صنف من المباديء المنهجية التي يمكن لها أن توصف بأنها متوسطة أو جزئية مقارنة بالمباديء الأساسية للعملية التدريبية، وهي تهدف إلى : 1) ضبط المباديء الأساسية وفقاً للظروف الخاصة لرياضيي المستويات العليا . 2) تعبر عن القواعد العملية الضرورية في تنظيم العملية التدريبية (3-6 , 16 , 17).
1- تمكين الرياضي من تحقيق التأقلم والتكيف الحقيقي للتدريب : أن هذا المفهوم يعني بأن حمل التدريب يتبع إتجاه تكيفات أجهزة الجسم للتدريبات العضلية الخاصة . وإلى هذه النهاية يجب أن تتضمن الدائرة السنوية الكبرى للمراحل الإعدادية الخاصة (MAC) , مع وضع أهداف واضحة لحجم الحمل التدريبي المنظم . وأن هذه المراحل الخاصة يجب أن تنظم وتضبط لتلائم متطلبات مستويات قابليات وقدرات رياضيي المستويات العليا الحالية . كما يجب ملاحظة شمول الدائرة السنوية الكبرى على عدة مراحل للتكيفات الرئيسية ( 2-3 MACs ) .
2- الإستخدام المنتظم لطرق ووسائل التدريب: أن دقة عمليات التنظيم في إستخدام الطرق والوسائل التدريبية تعني ضمان التأثيرات الخاصة الضرورية للأحمال التدريبية.
3- إدامة طاقة الأحمال التدريبية : ويتم من خلال زيادة شدة حمل التدريب الخاص الذي يؤدي إلى تأثيرات قوية لذلك التدريب , وهذا يساعد على حث أجهزة الجسم وقابلياته على الـتأثر ثم التطور بإستمرار . أن هذا السلوك الخاص والشديد للحمل التدريبي سوف يساعد على تنظيم هذه الأحمال بشكل مختلف ومتصاعد بالشدة ويتم تنفيذه وفقاً للطريقة المتعاقبة المتجاورة ( الشكل 2 وكذلك 4 اا ) .
4- التركيز على مراحل الإعداد الخاصة (SPP) لفترات محددة : وهذا لأجل التركيز على تأثيراتها . أن هذه الطريقة تضمن الزيادة المعنوية في قابليات أجهزة جسم الرياضي الإنجازية , وتخلق القاعدة الوظيفية القوية التي يرتكز عليها الحمل التدريبي الأقوى اللاحق , والذي يهدف إلى تطوير المهارات التكنيكية , والقابليات والقدرات الإنجازية للبرامج التدريبية الخاصة , وخاصة السرعة الحركية .
5- الأسبقية لمراحل الإعداد الخاصة (SPP ) : يؤكد هذا المفهوم بأن مراحل الإعداد الخاصة ضرورية ومهمة لتحقيق النتائج المبرمجة والمتوقعة للرياضيين بالمستويات الرياضية العليا . أن حمل التدريب بالمراحل الإعدادية الخاصة يجب أن يوضع قبل أحمال التدريب التي توضع لأجل تطوير وتحسين التكنيك أو السرعة في حركات والتمارين الخاصة بالمنافسة , وذلك لأجل خلق الظروف المشابه والمطابقة .
6- التوقيت الزمني المنفصل للأحمال التدريبية تمتلك أولويات مختلفة : وهذا المفهوم الإقتصادي في إستخدام حمل التدريب يسمح بتعارض تأثيراته , فعلى سبيل المثال الأحمال التي تهدف لتطوير مراحل الإعداد الخاص , أو في تطوير التكنيك , أو في تطوير قدرة السرعة الخاصة بالسباق او المنافسة الرياضية . فمن الممكن وبهذه الطريقة إلغاء أو تقليل التأثيرات السلبية المتبادلة وإبعادها بالوقت , وكذلك تسمح في تجميع تأثيرات التدريب الخاصة بها.

الشكل (5) النموذج العام لظاهرة التأثيرات المتاخرة الطويلة الأمد (LTDE) للأحمال المركزة لمراحل الإعداد الخاصة (SPP)

7. إستغلال التأثير المتأخر والطويل الأمد ( LTDE ) للأحمال المركزة لمراحل الإعداد الخاصة , وذلك لأجل تأكيد وضمان الظروف الجيدة للإعداد التكنيكي , وتطوير قدرة السرعة في تمارين وفعاليات المنافسة . يجب ملاحظة أن ظاهرة ( LTDE ) لها علاقة خاصة بين ديناميكية حالة الرياضي الوظيفية , وحمل التدريب المنفذ لفترة طويلة بالمراحل التدريبية (3-6 , 13 , 15-17). تتميز بهبوط المعلمات أو المتغيرات الوظيفية بحدود 10-12% خلال تركيز الأحمال في فترة مراحل الإعداد الخاصة , والتي تتبع بفترة إستجمام أو إنتقالية لاحقة تسمح برفع وزيادة هذه المعلمات بحدود 20-30% أعلى من مستواها الإبتدائي أو الأولي ( شكل 5 ) . أن تفسير هذه الظاهرة الفسيولوجية للتأثيرات المتأخرة والطويلة الأمد بالألعاب الرياضية المختلفة , قد تمت مناقشتها في مقالات سابقة , أما هنا فسوف نشير بإختصار إلى المميزات الرئيسية والظروف المصاحبة لهذه التفسيرات . كما يظهر لنا الشكل (6) إتجاهات التطور للتأثيرات المتأخرة والطويلة الأمد ( LTDE).
– يحصل التطور على مرحلتين : تنشأ الشروط الواجبة للإنتاج أولاً (t1 ) ثم يعبر عنها في المرحلة الثانية ( t2 ) .
– الشروط التي تحث بشكل رئيسي التأثيرات المتأخرة والطويلة الأمد LTDE هي الحجم التدريبي الكبير (A) لأحمال مرحلة الإعداد الخاص SPP , والتي تتركز في مرحلة محددة الفترة الزمنية (t1) . أن هذه الطريقة تحسن تأثير التدريب بواسطة إرتفاع شدة حمل التدريب على أعضاء الجسم ككل , وبذلك تحفز التغيرات للتأثيرات التأقلمية والتكيفية المنسجمة . وهذه تقود إلى هبوط مستوى قدرات وقابليات الرياضي الوظيفية أولاً .
– كلما تم هبوط مستوى المتغيرات الوظيفية أكبر ( في حدود معينة ) في الفترة الأولى, كلما زاد مستوى إرتفاعها بالمرحلة الثانية ( لاحظ المنحنيات t1 , t2 ) وذلك عندما يصبح تركيز حمل تدريب مرحلة الإعداد الخاص كبيراًجداً SPP . مع ذلك وإذا ما زاد الحمل التدريبي لهذه المرحلة فوق طاقة وظائف أعضاء الجسم كثيراً و فهذ سوف يبدل إتجاه منحنى التكيف ( المنحنى f3).
– خلال مرحلة تركيز الإعداد الخاص والتي تهدف إلى إنتاج التأثيرات المتأخرة طويلة الأمد LTDE , لا ينصح بإستخدام وسائل التدريب الشديدة إلا إذا كان تركيز تلك الوسائل بالشدة الكافية لإحداث تأثيرالتدريب المتوقع .
– التعبير عن التأثيرات المتأخرة طويلة الأمد LTDE يحبذ بالحمل التدريبي الخاص وبالشدة التدريجية المرتفعة (B) . وخلال هذه المرحلة , يتحمل جسم الرياضي الحمل الشديد بسهولة ولكنه يستجيب سلبياً للحمل التدريبي العالي . وهذا يعبر عنه بحالة الإسترخاء في فترة الإستجمام أو الإنتقالية , ويحصل هبوط أحياناً في المتغيرات الوظيفية للجسم . لذلك فأن حجم الحمل التدريبي يجب أن لا يزداد أثناء ظهور التأثيرات المتأخرة طويلة الأمد LTDE .
– أن مدة مرحلة التأثيرات المتأخرة طويلة الأمد LTDE ( مرحلة t2) تتقرر عن طريق حجم ومدة حمل مرحلة الإعداد الخاص SPP. وكقاعدة عامة فأن مدة مرحلة التأثيرات المتأخرة طويلة الأمد ( t2 ) مساوية لمدة حمل التدريب المركز ( t1 ). لقد تم مشاهدة هذا الإتجاه لدى رياضيي المستويات العليا الذين إنتقلوا إلى المراحل التدريبية بالأحمال المركزة ( t1 ) التي إستغرقت مدة زمنية تراوحت بين 4 – 12 إسبوعاً .
– أن ظهور مرحلة التأثيرات المتأخرة طويلة الأمد LTDE ترتبط جيداً بالمميزات الفردية الخاصة بالرياضي , وبشكل خاص بدرجة تحمله لحجم التدريب العالي , وقدرة وقابلية أجهزة جسمه على الإستعادة والشفاء على الرغم من تعاقب الوحدات التدريبية بالشدة والحجم التدريبي العالي .
8. تطبيق تمارين المنافسة الخاصة أثناء التدريب: وبذلك يتم تقديم أجهزة الجسم لمجابهة نوع العمل المشابه والمطابق لظروف السباق الخاصة , مع مراعاة زيادة الجهد والقوة بالأداء ( الإعتماد على مرحلة ومستوى التدريب الخاص ) . أن هذه الطريقة تسهل عملية الإعداد البدني والنفسي والتكنيكي والتكتيكي الكافي للرياضي.

الشكل (6) إتجاه متغيرات القوة القصوى ( Po ) والقوة الإنفجارية ( J ) والقوة الأساسية ( Q ) التي حفزت بأحمال تدريبات القوة الخاصة المركزة في بعض فعاليات ألعاب المضمار والميدان

9. النموذج القياسي لدائرة التكيف والتأقلم الرئيسية: لقد تم التشديد على ضرورة تنظيم عمليات التدريب على درجة ومستوى التكيفات الحاصلة لتلك المرحلة أو الدائرة التدريبية الرئيسية ( MAC – re تعني ميزات نظرية التدريب العلمي الرياضي الرئيسية ). يبين الشكل التوضيحي (7) النموذج القياسي لنظرية MAC .

المقصود بهذا النموذج هو البديل الممكن لتخطيط وتنظيم العملية التدريبية , ولا يقصد بها معارضة المفاهيم الأخرى , كما لا نعتبرها بأنها الحل النهائي والقطعي.

الشكل (7) النموذج العام التخطيطي والتنظيمي لدائرة التكيف الرئيسية (MAC)

1- المكونات الرئيسية للشكل التوضيحي (7) :
– يوضح الموديل ديناميكية قوة تأثير حمل التدريب الخاص في برامج التدريب المركزة ( W).
– يوضح الموديل ديناميكية الحالة الوظيفية للرياضي , كتعبير عن مستوى المتغيرات الوظيفية لجسم الرياضي ( f ) .
– منحنيات نظام حمل التدريب ( مناطق A , B , C ) .
2- المتغيرات أو المعلمات هي :
W1 = المستوى الأقصى لقوة أداء الجسم التي تحققت في المراحل التدريبية .
W2 = المستوى الأقصى المقصود لقوة أداء الجسم .
F1 = المستوى الأقصى للمتغيرات الوظيفية الرئيسية المتحققة في المرحلة التدريبية اللاحقة .
F2 = المستوى الأقصى للمتغيرات الوظيفية الرئيسية المقصودة .
∆كفاءة W ,∆f = التحسن المقرر لقوة الأداء وللمتغيرات الوظيفية .
A = الأحمال المركزة لفترة الإعداد الخاص SPP .
B = تدريب السرعة والتكنيك .
C = أحمال تدريبات المنافسة .
P = الحجم الأحمال التدريبية الكلية .
T = مدة دائرة التكيف والتأقلم الرئيسية MAC .
3- دائرة التكيف والتأقلم الرئيسية MAC تنقسم إلى 3 مناطق يتم ترتيبها بدقة :
– المنطقة A ( المرحلة الأساسية ) هي المرحلة المكرسة لتحفيز العمليات التكيفية التي تتجه نحو رفع وتحسين فعالية الأجهزة الوظيفية والموفولوجية الخاصة التي يتطلبها برنامج الحمل التدريبي الخاص بذلك النشاط . والهدف الرئيسي لهذه المنطقة هو تحسين القابليات التوافقية الحركية للرياضي مع مراعاة خصوصية التمارين بحيث تشبه المسارات الحركية الخاصة بالمنافسات .
– المنطقة B ( المرحلة الخاصة ) هي المرحلة المكرسة لتطوير قوى أجهزة وأعضاء الجسم لبرنامج التدريب الخاص الذي يتطابق مع ظروف ومتطلبات الأداء الحركي لفعاليات السباق . والهدف الرئيسي لهذه المنطقة هو تعود الرياضي للإستخدام الكامل لفائدة هذا النوع من التدريب لأجل زيادة الطاقة الحركية الكامنة , ولأجل تنفيذ تمارين المنافسة بزيادة تدريجية مبرمجة لشدة الحمل العالية . كما يتم برمجة عدد من السباقات خلال هذه المرحلة التدريبية .
– المنطقة C ( مرحلة المنافسات والسباقات المهمة ) هي مرحلة خاتمة للدائرة التكيفية , وخلال هذه المرحلة يستطيع الرياضي تحقيق المستوى الأقصى للأداء البدني في برنامج السباقات المطلوب . والهدف الرئيسي لهذه المنطقة هو الحصول على أعلى كفاءة حركية بواسطة الإستغلال الكامل لمخزون الطاقة الحركية في السباق .
– المنحنيات A , B , C في دائرة التكيف والتأقلم MAC تعني أولويات مختلفة لتأثيرات التدريب بمراعاة شدة أحمال التدريب في كل مرحلة , وليس حجوم الحمل التدريبي.
3- أن تنظيم دائرة التكيف والتأقلم MAC تنعكس على فكرة ومفهوم التشديد المتدج للحمل على جميع أعضاء وأجهزة الجسم العاملة . وتبدأ بمرحلة الإعداد الخاص SPP أي حمل المنطقة A , ثم تنتقل إلى مرحلة حمل المنطقة B وهي حمل تدريبات التكنيك والسرعة و ثم تنتقل أخيراً إلى مرحلة حمل الإعداد للمنافسات بالمنطقة C . وفيها يتم تبديل تمارين المنافسة الخاصة بوسائل وتمارين مرحلة الإعداد الخاص SPP تدريجياً , وتصبح وسيلة التشديد عامل مميز لهذه المرحلة , أما وسائل وتمارين المرحلة الإعدادية الخاصة هي لأجل إدامة المستوى الرياضي المتحقق . يجب ملاحظة بأن منطقة مرحلة الإعداد الخاص B تهدف لتطوير قدرات السرعة المستخدمة في المنافسة أو السباق بالتمارين والوسائل الخاصة ولكن الأهم من ذلك , هو تطوير قابليات الرياضي على إستخدام القوة المميزة بالسرعة في الأداء الحركي الخاص . وهذا سوف يشمل التمارين والوسائل الإعدادية التي تلبي متطلبات طاقة الأداء بالشدة القصوى في مرحلة السباقات والمنافسات .
أن تطوير أداء أجهزة وأعضاء الجسم بالشدة القصوى يجب أن تتم بعناية كبيرة تجنباً للوقوع بحالة التدريب المفرط . وحتى هذه المرحلة وهذا المستوى من الواجب أن نتبع ثلاثة مستويات من الشدة بحمل تدريب القوة المميزة بالسرعة في الأداء .
– الشدة المثالية لحجم الحمل الرئيسي في المرحلة الأساسية .
– الشدة القصوى التي يستطيع الرياضي تحقيقها خلال مرحلة الإعداد الخاص أثناء التدريبات الخاصة وبدون حصول تعب كبير يؤثر على نوعية الأداء الحركي المطلوب .
– الشدة المرتفعة هي الهدف الرئيسي لعمليات التدريب والتي يجب أن تتحقق في التوقيت المناسب والضروري لخوض المنافسات .
4- من الضروري توكيد بأن دائرة التكيف والتأقلم MAC لا تتضمن المراحل الإعدادية والسباقات في التفسير التقليدي لهذه الشروط . وفي هذا الإقتراح فأن العملية التدريبية تنقسم إلى مرحلتين ترتبط مع بعضها إرتباطاً قليلاً . أن هذا التصور يمكننا تفهمه ببساطة كما يلي : أثناء المرحلة الإعدادية والتحضيرية للرياضي يتم تراكم أي إختزان طاقة الأداء التي سوف يستخدمها الرياضي في مرحلة المنافسات . هذا يعني بأن الرياضي سوف يديم وكذلك سوف يسترجع طاقة أداءه الكامنة بعد السباق , ولكنه سوف لن يعمل على تطويرها أكثر . لذلك فأن الحمل التدريبي في مرحلة الإعداد يجب أن يكون مرتبط وذا صلة بتجهيز طاقة الأداء بصورة كافية لأجل تغطية كامل مرحلة السباقات تلك .
أن المفهوم القديم للتقسيم السنوي والمرحلي لماتييف , يبين إمكانية وضع طاقة الأداء الحقيقية للرياضي للإستخدام المستمر , وتعمل على إشراك أعضاء جسم الرياضي المستمر في الأداء العالي وإضاعة طاقته بدون حدود . وهذا ما يعمل على توضيح الرغبة والميل إلى ربط التحسن والتطور بزيادة حجم الحمل التدريبي فيها (7,9).
5- أن دائرة التكيف والتأقلم MAC هي الطريقة الكاملة الحديثة في تنظيم العملية التدريبية , والتي تستند على تداخل الإرتباط بين فعالية السباق وإستمرارية التطور اللازم والمستمر لفعالية التكيف والتأقلم . وبمعنى آخر أن فعالية السباق والتحضير والإعداد سوف تتم مباشرة بشكل متتابع , وسوف تدرج في العملية وتقود إلى تكيف أعضاء وأجهزة جسم الرياضي الوظيفية والموفولوجية , وتعمل على تحفيز تكيفاته بشكل أقوى . وهدفها جعل أعضاء الجسم تعمل وفق درجات الحمل بالشدة القصوى خلال مرحلة دائرة التكيف والتأقلم AMC , وبذلك يمكننا تحقيق الهدف الرئيسي من العملية التدريبية كاملة .
6- أن الفائدة والميزة البارزة لدائرة التكيف والتأقلم MAC بأنها تشمل مرحلة جديدة ( المنطقة B ) وذلك لدورها الضروري جداً بالعملية التدريبية : أن الأحمال التدريبية الخاصة تتعاقب بالتدريج من مرحلة الإعداد الخاص SPP إلى مرحلة الإعداد للمنافسات. في الشكل رقم (7) تقابل المنطقة B النقطة التي يغير فيها منحنى الشدة إتجاهه (W) . وهذا يعني عندما ترتفع شدة الحمل أكثر وبصورة تدريجية لكي تصل إلى مستوى الأداء بنظام العمل الخاص بالسباق .
من المهم التأكيد بأن المنطقة B تمنح مرونة عالية لدائرة التكيف والتأقلم MAC , وهذا النوع من العمليات التدريبية يمكنه أن يلائم متطلبات مختلفة تفرضها مواعيد برنامج السباقات لرياضة المستويات العليا أو للرياضة الترفيهية الأخرى . فعلى سبيل المثال عندما تطول مرحلة السباقات والمنافسات ( يجب أن تكون دورة تكيف واحدة فقط ) , أما السباق فيجب أن يكون خلال النصف الأول من المنطقة B . أما في حالة وجود مرحلتين للسباقات والمنافسات بالدائرة السنوية , سوف تنظم دورتين للتكيف : في الدورة الأولى تزداد فترة المنطقة A جراء تقليل فترات المنطقتين B , C , بينما في الثانية يتم تقليل فترة المنطقة A ( وفيها يتم خفض مستوى شدة الحمل عن السابق) و يعتمد ذلك على الهدف الخاص من التدريب , وسوف تزداد فترات المنطقتين B أو C. وفي جميع الأحوال يبقى البناء العام لدائرة التكيف والتأقلم بدون تغيير.
7- أن دائرة التكيف والتأقلم يجب أن تنظم بحيث تتركز فيها أحمال مرحلة الإعداد الخاص SPP على المنطقة A . أن هذه الطريقة سوف تقود إلى تقليل مستوى المتغيرات الوظيفية للرياضي وكذلك قدرة جسمه على العمل الخاص (f) .وخلال هذه المرحلة يصبح من غير الممكن تطوير التكنيك أو سرعة تنفيذ تمارين السباق والمنافسة الخاصة .كما علينا أن نفهم بأن هذا الهبوط أو التقليل يعتبر مؤقتاً (13, 15). وبعد هذه الأحمال المركزة فأن بدية تأثيراتها المتأخرة والطويلة (LTDE) يمكن ملاحظتها بوضوح مسببة تحسن وزيادة ملموسة وثابتة في المتغيرات الوظيفية , إلى مستويات أعلى بكثير من مستواها الإبتدائي الأولي . لذلك فأن الأحمال المركزة لمرحلة الإعداد الخاص SPP والأحمال الهادفة لتطوير التكنيك وقدرة السرعة الخاصة بفعالية وتمارين المنافسة , سوف يتم توزيعها وتفريقها بالزمن .

وبمعنى آخر فأن الأحمال بمرحلة الإعداد الخاص SPP يجب أن تكون قبل أي حمل خاص آخر بهذين المفهومين . في هذه الحالة فأن أحمال مرحلة الإعداد الخاص SPP سوف تحضر الجسم جيداً للحمل التدريبي الشديد , وبذلك يمكن تنفيذ تمارين التكنيك والسرعة خلال فترة مرحلة التأثير المتأخر والطويل الأمد LTDE , وهذا يعني الدخول في ظروف التأثير الأقصى المرغوب للأحمال .
لذلك وخلال تنظيم الخطة التدريبية , يجب على المدرب أن ينظر إلى النتيجة وليس إلى المفهوم المطلق , ولكن بمفهوم التطور والتحسن , لأنه يعد الهدف النهائي من عملية التدريب . وكذلك , لأجل أن نحقق هذا الهدف يجب على المدرب أن يعمل على تطوير قوة وفعالية الأداء لأجهزة وأعضاء الجسم (W) والمتغيرات الوظيفية أيضاً (f) , وعليه أيضاً أن يؤسس جيداً للقيم الصحيحة والمضبوطة لهذا التطور ( ∆W,∆f ) , وبوجود معايير معينة في إنتقاء وتنظيم الأحمال التدريبية . وهذا النوع من العمل يسمح للمدرب أن يميز وبوضوح مستلزمات وسائل التدريب التي تضمن له التحسن والتطور المطلوب , لذا فأن زيادة كفاءة العمليات التدريبية هو أهم الأهداف في التخطيط السنوي للتدريب (3, 4, 10).

الشكل ( 8 ) النموذج التنظيمي العام لدائرة التكيف والتأقلم الرئيسية MAC لسباقات وفعاليات المسافات الطويلة بألعاب المضمار والميدان

وكما تم التطرق إليه بالفصل الأول من الموضوع , أن الميزات الرئيسية لنظرية التدريب الرياضي العلمية الحديثة هي عملية تنظيم دائرة التكيف والتأقلم الرئيسية MAC والتي يجب أن تلبي شرطين أساسيين هما : أن الأحمال التدريبية يجب أن تكون ذات أهداف خاصة , وهذا يعني بأن تأثيراتها يجب أن تتجه نحو تطوير أنظمة الطاقة الفسيولوجية الخاصة لجسم الرياضي , أو نحو قدراته وقابلياته الوظيفية والتوافقية الخاصة , وأن يتم إنشاء الأهداف بشكل واضح تماماً . لذلك فأن إختيار وتنظيم الأحمال التدريبية بما يناسب قدرات الرياضي الوظيفية , وبما يطابق ويتفق مع أنظمة الطاقة الفسيولوجية المهيمنة والمطلوبة لتلك الفعالية أو اللعبة , وكذلك القدرات والقابليات البدنية والتوافقية الخاصة للرياضي , وكذلك مدى قوة مقاومة أجهزة جسم الرياضي للتكيف والتأقلم , ومدى تغاير توقيت ردود فعل أعضاء وأجهزة جسم الرياضي الفسيولوجية للتكيف والتأقلم خلال عمليات التدريب .
الشكل (8) يوضح البناء التسلسلي لتأثيرات التدريب للمتغيرات الوظيفية على أجهزة جسم الرياضي , كجهاز القلب والدوران (CVS) والجهاز العصبي العضلي (NMA) ,عندما يوجه البرنامج التدريبي نحو تطوير وتحسين سرعة العدوا (V) . وأن الفكرة من هذا البناء التسلسلي هو :
1. كما يظهر لنا الشكل أن المنطقة التدريبية الأولى (A) تهدف لتطوير وتحسين جهاز القلب والدوران جراء زيادة حجم تجاويف عضلة القلب , والتي تقود إلى زيادة حجم الطرح القلبي وجراء تطور قوة ألياف العضلة القلبية في المنطقة (B) ثم جراء تطور معدل القلب أي عدد ضرباته بالدقيقة المنطقة (C) .
2. كما يظهر لنا الشكل بخصوص الجهاز العصبي العضلي و فأن تأثيرات التدريب سوف تهدف إبتدائياً لتطوير القابلية الإنقباضية التزامنية للقلب مع قدرة الجسم الأوكسجينية القصوى وتطور عمل الالياف العضلية البطيئة الإنتفاض الحمراء بالمنطقة ( A) , ثم تطوير عمل الألياف العضلية السريعة الإنتفاض بالمنطقة (B) , أما المنطقة (C) سوف تقود إلى تطور قوة العمل في الجهاز العصبي العضلي ككل وفي برامج الدائرة الخاصة هذه .
3. أن الإحداثي السيني الأفقي للشكل يبين إستمرارية التأثيرات التدريبية على جهاز القلب والدوران (CVS) جراء حمل التدريب الخاص على الجهاز العصبي العضلي (NMA) بمرحلة الإعداد الخاص SPP . أن مرحلة الإعداد الخاص تعني إستخدام الوسائل والتمارين التدريبية الخاصة وأهمها القوة الخاصة , التمارين الخاصة مع مبدأ الحمل التدريبي الزائد المتدرج الذي يهدف إلى تطوير قدرة القوة وتحمل القوة الموضعية العضلية الخاصة (ME) للمجاميع العضلية الرئيسية المشاركة بالفعالية الخاصة بالمنافسة أو السباق .
أن هذا النوع من النموذج البنائي التسلسلي للأحمال التدريبية يضمن للرياضي عملية التطور الإنسيابية التوافقية لأجهزة وأعضاء الجسم العضلية , وأنظمة تجهيز مواد أيض الطاقة المطلوبة , بإتساق مع برامج التدريب الخاصة لفعاليات جري المسافات الطويلة. أما النتائج التي تحققت بهذا النوع من البناء التدريبي لدى إستخدامه على رياضة سباق الدراجات الهوائية (5, 7-9 ,14) أظهرت بأنها المفضلة بالإستخدام لرفع كفاءة أنظمة طاقة الرياضي الداخلية أكثر مقارنة بالطرق التدريبية التقليدية التجريبية(8, 14). كما إستطاع عدائي المسافات المتوسطة الأبطال بشكل خاص الإستفادة وتحقيق نتائج ممتازة في السباقات بالرغم من قلة حجم حمل التدريب عن السابق كثيراً ( 2-2 ,4 مرات ) للمسافات المقطوعة بالتدريب .لقد قلت مسافات التدريب المقطوعة سابقاً 5000-6000 كم بالسنة إلى 2000 كم بالسنة(5, 8).
من الضروري ملاحظة أننا عرضنا النموذج هذا MAC المناسب للرياضيين ولرياضة المستويات العليا, مع عدم تناول مواعيد برنامج السباقات وحالة الرياضي الفعلية والحقيقية فيها . لذلك يجب أن تنظم وتضبط لتلائم وتوافق متطلبات الرياضي الخاصة , مثل تركيب الأداء الحركي لفعالية وتكنيك السباق , موعد السباق, قواعد وقوانين المنافسة والسباق. ويمكن لدائرة التدريب السنوية الكبرى أت تشمل علبى دائرتين من دوائر التكيف والتأقلم الرئيسية MAC : وفي مثل هذه الحالة الثانية يجب التخطيط إلى خوض سباقات مهمة خلال هذه المرحلة , وهذه سوف تقرر شكل ونوع الأهداف التدريبية ومحتويات الدائرتين الكبيرتين ايضاً.

المصادر:

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،