1) المقدمة :
لقد شغل موضوع الألياف العضلية العلماء والباحثين منذ منتصف القرن الماضي بعد ما تأكد للباحثين وفي تجاربهم وبحوثهم على عضلات الحيوان بأن الألياف العضلية ليست موحدة وهناك أنواع مختلفة منها في العضلات الهيكلية , لقد تأكد لهم ومنذ البداية وجود نوعان من الألياف العضلية تختلف في خصائصها ومكوناتها البايوكيميائية , وهي ألياف حمراء بطيئة الإنتفاض ( Slow Twitch Fibers ) , وألياف بيضاء سريعة الإنتفاض ( Fast Twitch Fibers ) . كذلك تأكد للباحثين بأن زيادة نسبة الألياف الحمراء البطيئة الإنتفاض في العضلة تمنحها القدرة على العمل الهوائي بشكل أفضل , وأن زيادة نسبة الألياف البيضاء السريعة الإنتفاض بالعضلات تمنحها القدرة على العمل اللاهوائي بصورة أفضل …( Fox : 1984).
2) طريقة التصنيف :
طريقة تصنيف نوع الألياف العضلية من الطرق الحديثة التي تعتمد على تقنية التحليل الضوئي للنسيج كيميائياً ( Photochemical ) , حيث تؤخذ عينة من النسيج بتقنية الإلتقاط الإبرية ( Needle Biopsy ) ويتم تحليل الألياف الملتقطة بواسطة طريقة تلوين العينة النسيجية لأجل إظهار إنزيمات الطاقة الهوائية واللاهوائية للألياف , حيث أن شدة الإختلاف بالتلوين ضوئياً تعكس تركيز تلك الإنزيمات . وعندما تظهر العينة النسيجية في مقطعها العرضي تحت المجهر الضوئي شكلاً يشبه إلى حدما رقعة الشطرنج فيه مناطق داكنة أي غامقة ومناطق مضيئة شفافة بيضاء , فهذا يدل على أن البقع الغامقة أو المضيئة للمقطع , تنتمي لنفس الوحدة الحركية لمجموعة الألياف(Motor Unit). فعلى سبيل المثال تجمع رقع من نوع واحد في منطقة تدل على وحدات حركية لنوع واحد من الألياف , أي أن كل وحدة حركية لها نفس النوع من الألياف ولا تضم النوعين معاً . وقد تحتوي العضلة على نسب متقاربة من النوعين أو تزيد نسبة نوع منها على نسبة النوع الآخر … ( Fox : 1984 ) .
لقد ذكر شاركي بأن العضلة الهيكلية للإنسان تحتوي على ثلاثة أنواع رئيسية من الألياف العضلية بدلاً من النوعين السابقين وهي : النوع الأول الحمراء البطيئة الإنتفاض التأكسدية (SO) ونسبتها بالعضلة 50% , النوع الثاني البيضاء السريعة الإنتفاض الكلايكولية (FG ) ونسبتها بالعضلة 35% , والنوع الثالث الوسطية السريعة التأكسدية (FOG ) ونسبتها بالعضلة %15. ( Sharkey :1986 )
3) خصائص الألياف العضلية :
قسمت أغلب المصادر الحديثة أنواع الألياف العضلية إلى ثلاثة أنواع كما ذكرها شاركي 1986 . لقد تناولنا التقسيم الذي ذكره فولكرهولتكة الألماني في آخر مصدر حديث له , أسس وقواعد التدريب الرياضي … ( Hoeltke 2003 ) .
– النوع الأول : الألياف السريعة الكلايكولية Fast – Twitch Glycolytic Fasern :
وهي ألياف سريعة الإنتفاض مناسبة لشدة وقوة الإنقباض العالية , سريعة التعب , ويطلق عليها بالألياف السريعة الإنتفاض الكلايكولية .
– النوع الثاني : الألياف البطيئة الإنتفاض : Slow-Twitch Fasern :
وهي ألياف بطيئة الإنتفاض اقل عرضة للتعب ومناسبة للعمل القل قوة ولكن يدوم لفترى أطول , ويطلق عليها بالألياف البطيئة الإنتفاض .
– النوع الثالث : الألياف الوسطية السريعة التأكسدية :
هي اللياف التي تجمع خصائص النوعين :Fast-Twitch Oxidative Fasern : يمكن لهذه الألياف أن تكون سريعة الإنتفاض أو بطيئة الإنتفاض بالتحويل والتبديل نسبة لنوع التدريب , تمتلك القدرة على إنتاج الطاقة الهوائية عكس الألياف من النوع الأول السريع الإنتفاض الكلايكولية , ويطلق عليها بالألياف السريعة الإنتفاض التأكسدية .
كما تلعب الوراثة والإستعداد الجيني دوراً أساسياً في نسب توزيع هذة الأنواع من الألياف في المقطع الفسيولوجي للعضلة الهيكلية للإنسان , ولا توجد نسب توزيع معينة أو محددة لجميع العضلات . لقد تأكد للعلماء والباحثين ومنذ البداية بأن الألياف العضلية السريعة البيضاء تمتلك سرعة إنقباض وقوة توتر عالية بضعف سرعة الإنقباض وقوة التوتر للألياف البطيئة الحمراء … ( Grosser : 2008 ) .
4) تأثير التدريب على تبديل النوع :
أشارت المصادر العلمية بأن عملية التحويل والتبديل الليفي من نوع لآخر هي عملية غاية في التعقيد , ولم يتوصل العلماء ولحد اليوم إلى معرفة جميع أسرار هذه العملية بعد , ولكن ذكر البعض بأن التجارب والبحوث العلمية الحديثة توصلت إلى ذلك أي تأكدت عملية التبديل والتحويل الليفي لنوع من أنواع الألياف العضلية على حساب الأنواع الأخرى جراء أنواع التدريبات العضلية ( تناول فريدمان ومساعدوه 2006 تدريبات القوة القصوى وتنظيمات الألياف للعضلة الهيكلية ) . وخلص إلى :
حصل تبديل أو تحويل للألياف من النوع الثالث أي الألياف السريعة الإنتفاض الكلايكولية (FTGO) التأكسدية نتيجة تدريبات تحمل القوة , وذكر بأن هذا النوع من الألياف يختفي تماماً , وتحول هذه الألياف إلى النوع الأول البطيء هو نتيجة التكيف الوظيفي وتبديل المورفولوجي المناسب لذلك التدريب … ( Hopptler : 1992 ) .
يحصل التحول والتبدل الليفي جراء تدريبات القوة لتوسيع المقطع العرضي للعضلة وكما أثبته كل من ( Staron et.al.:1991 ) ( Adams et.al.:1993 ) وذلك بعد 7 أسابيع من بدء التدريب , وحصل تناقص كبير بالألياف من النوع الثالث أي السريعة الكلايكولية (FTGO) التأكسدية مقارنة بالألياف السريعة الإنتفاض من النوع الأول ( FTG ) , وبعد مضي فترة 13 – 20 إسبوع من التدريبات للتضخم العضلي , إختفت الألياف السريعة الكلايكولية التأكسدية من النوع الثالث تماماً .
جراء تدريبات القوة المميزة بالسرعة الخاصة أظهرت إمكانية رجوع النوع الثالث من هذه الألياف كاملة أي بنائها مرة ثانية . أما بالنسبة لتحول الألياف البطيئة الإنتفاض مورفولوجياً إلى ألياف سريعة من النوع الثاني جراء تدريبات القوة لم تتأكد من قبل الباحثين ولحد الآن . كما تأكد بأن العضلات تتطور بصورة كاملة جراء تلك التمارين المختارة والمناسبة من تمارين القوة العضلية .
– Reference
– Grosser, M. , Starischka,S. , Zimmermann,E. : Das neue Konditionstraining . BLV Buchverlag , Munchen 2008 . – Fox, E. : Sports Physiology . 2 nd. Ed., Saunders College Publishing USA 1983 . – Hoeltke, V.: Grundlagen und Prinzipien des Sportlichentrainings , Ludenscheid-Hellersen , 2003 . – Sharkey, B. : Coaches Guide to Sport Physiology . Human Kinetics Publishers . Illinois USA , 1986 .