أنموذج التصور العقلي

يفترض هذا النموذج ان الوظيفة أثناء الاسترجاع العقلي لمهارة حركية تبدأ من الشبكة الافتراضية، وهي مستمدة من الذاكرة طويلة المدى، والخطوة التالية هي الانشطة التصورية . وبعد ذلك ينتج تدفق خارجي صادر الى نفس العضلات التي تستخدم خلال الاداء الفعلي لنفس المهارة. وعلى الرغم من ان كمية النشاط الصادر تقل خلال الاسترجاع التصوري عند مقارنتها مع الاداء البدني الا انها محددة في العضلات المرتبطة بالمهارة، وكنتيجة للاستثارة العصبية الضعيفة للعضلات فان التغذية الراجعة الحسية يعاد ارسالها الى الشبكة الافتراضية.
ولهذا سمي هذا النموذج التدفق الداخلي حيث يستخدم معلومات التغذية الراجعة للاستجابات في المستقبل، ومن خلالها يبنى التعديل والتصيص في الشبكة الافتراضية ، ولذلك فان المتغير في نموذج التدفق الداخلي هو التغذية الراجعة التي هي نتيجة الاسترجاع التصوري.
والافتراض الاساسي في تفسير نموذج التدفق الداخلي ان استثارة العضلات المصاحبة للتصور هي محددة بالعضلات الداخلية في الاسترجاع التصوري. وعلى الرغم من ان الباحثين ساندوا هذا الاتجاه مثل جاكسون في بداية الثلاثينات وسيون 1976 الا ان الدراسات عابها الضبط التجريبي الكافي. وقدمت دراسات لانج 1979 وهال 1982 دليلا تجريبياً مقبولاً الا ان الباحثين المعاصرين لم يعضدوا تفسير اتجاه النشاط العصبي العضلي وخاصة مصطلح الاستثارة العضلية المحددة وتأثير الاسترجاع التصوري. والمشكلة القائمة امام تفسير النشاط العضلي هي موضوع تحديد العضلات العاملة في المهارة التي استرجاعها ، وحالياً فان الدليل المتاح لايسمح بقبول هذا الافتراض بأي درجة من الثقة على الرغم من وجود بعض الادلة المساندة من ان بعض الاستثارات العصبية العضلية سوف تصاحب الاسترجاع التصوري وخاصة عندما تكون المهارة مألوفة للاعب او تم التدريب عليها عن طريق التصور العقلي وبشكل عام فان بعد التدفق الداخلي في التصور يجب عدم تجاهله نهائياً.

نموذج التدفق الخارجي ( The Outfow Model 48-190-191)

يمثل النشاط المعرفي للاشارات الرمزية العامل الرئيسي في هذا النموذج، وهذا مشابه تماماً لتفسير التعلم الاجتماعي الذي وضعته بانادورا 1987 والمبنى على مشاهدات عملية التعلم ويفترض هذا النموذج انه الاسترجاع التصوري يبدأ العمل في الشبكة الافتراضية مستمدا من الذاكرة طويلة المدى ، ثم تأتي الخطوة الثانية وهي عمل الاشارات الرمزية للمعلومات المرتبطة بالمهارة، وبعدها يبدأ اجراء التعديل والتصحيح في الشبكة، وهذه التغييرات المفترضية تستخدم بعد ذلك كأساس لارسال تدفق خارجي صادر الى العضلات، وهذا يؤدي بدوره الى تصحيح الاستجابة او التعديل في الاداء.
ويجب ملاحظة ان المتغير الاساسي في نموذج التدفق الخارجي هو الاشارات الرمزية على عكس التغذية الراجعة التي تمثل المتغير الاساسي في نموذج التدفق الداخلي .

وقد ظهر اتجاهان في تناول البحوث التي تدعم هذا المفهوم للتعرف على فاعلية الاسترجاع التصوري في نموذج التدفق الخارجي:

  • الاتجاه الاول: يتم التركيز فيه على مراحل اكتساب المهارة.
  • الاتجاه الثاني: درجة المتطلبات المعرفية المتضمنة في المهارة.

نظرية الحدث Action Theory

تعد احدث النظريات التي تفسر التصور العقلي والتي اعتمدت في بناء المقياس. وقد وضعها جورن مونزرت عام 1999 وفحواها ان الحركات الرياضية او الاحداث الحركية هي تنظيم للانتباه يعقبه تصرف حركي، وفي هذا المجال يعتبر جورن ان التصور هو شكل من اشكال توقع الحدث، ومن وجهة نظر استخدام الذاكرة فان ذلك يعني استرجاع مفردات الاحداث من الذاكرة المخزونة والتي يمكن استعراضها واستعراض امكانية استخدامها على شكل احداث متعاقبة.
وهنا يأتي مفهوم العلاقة بين النظر والتصور الحسي وبمعنى اخر يمكن القول ان الاحداث المفردة تلعب دوراً في قوة او ضعف توقع الاحداث كما ان مفهوم الحدث او الحالة يقسم بين اللاعب والمهارة والمحيط فاذا كان التصور مركزا على الاداء المهاري فهذا يعني ان اللاعب جزء من الحالة، حيث لايمكن تصور حركة بدون لاعب منفذ اما المهارة وكيفية ادائها فانها تعتمد على التصور الحركي وفي حالة تحديد الحدث او الحالة فان ذلك مرتبط بظروف المحيط اما مدى تدخل ظروف المحيط في التصور فيتوقف على طبيعة المهارة ففي المهارات التي يجب ان يكون اللاعب فيها مرتبط ومتوافق مع الظروف الخارجية لغرض التنفيذ فأن تصور اداء المهارة يجب ان ياخذ بالحسبان الظروف المحيطة. اما اذا كانت المهارة معتمدة على قابليات اللاعب الداخلية فيمكن ان يهمل الظروف الخارجية الى حد ما لذلك فان نوع التصور يعتمد على نوع المهارة، وبسبب خصوصية المهارات واختلاف ظروف اللاعبين فان ذلك اما ان يعزز او يعيق مفهوم توقع الحدث، كما ان اختلاف بين اللاعبين يولد اختلافاً في التصور للاحداث وحسب شخصية اللاعب ومن مفهوم النظرية فان المعلومات الجوابية من الاحداث السابقة يمكن تذكرها واستخدامها تحت ظروف معينة قد تظهر في مهارة جديدة.


الأستاذ الدكتور حذيفة ابراهيم الحربي – جامعة بابل – كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،