البدانة وآثارها الصحية

ان البحوث العلمية التي تناولت الاثار الصحية السلبية للبدانة غير كافية حيث لم تلقى القدر الكافي من الاهتمام في البحوث والدراسات العلمية, هذا مما يعرض حياة الذين يعانون البدانة الى مخاطر كثيره. وان الافراط في تناول الطعام في المناسبات والاعياد امر يعود بالكثير من الاثار الصحيه السلبيه للفرد رغم المردودات الاجتماعيه والنفسيه الجيده الا ان زيادة الشهيه في هذه المناسبات تجعل الفرد ان يتناول كميه زاىده من الطعام مما يسبب زيادة في الوزن, وان زيادة الوزن دون تخطي حدود السمنه امر جيد. تؤكد الدراسات العلميه بهذا الصدد ضرورة اعتماد مؤشر كتلة الجسم لقياس البدانه وذلك لارتباطه بمعدلات تراجع خطر الوفاة عند الافراد وان الحدود الطبيعيه لهذا المؤشر تكون مابين (18.5- 25) كغم/ مترمربع ولكن هناك عوامل الاخرى تؤثر على ذلك كالتدخين والاصابه بالامراض المزمنه وحالات اخرى يمكن ان تخفض من هذا المؤشر مما يعرض الفرد لخطر الوفاة المبكرة, وقد حاول الباحثين دراسة العلاقه بين مؤشر كتلة الجسم وخطر الوفاة من خلال دراسة السجلات الصحيه لاشخاص يرتبطون بالوزن بسبب العوامل الوراثيه كالاباء والابناء واطفالهم وقد اختاروا الاطفال لانهم لايتاثرون بمؤشر كتلة الجسم ولديهم الامراض التي ربما يعانيها الاباء, وبعد تحليل البيانات ودراسه مؤشر كتلة الجسم للاطفال اكتشف الباحثون ان التاثير الضار لمؤشر كتلة الجسم المنخفض كان اقل من التاثير الضار لمؤشر كتلة الجسم المرتفع واكثر مما وجدته دراسات سابقه ويشير ذلك ان التاثير الضار لزيادة الوزن كان اقل اهميه في الدراسات السابقه وتدعم الدراسات البحثيه الحديثه ان يحافظ الفرد عل مؤشر كتلة الجسم ضمن الحد مابين (18.5- 25) كغم/ مترمربع.
وتعد الاصابه بالامراض المزمنة والخطيرة من اهم مضاعفات زيادة الوزن والبدانه كالاصابه بالسرطان والسكري النوع الثاني وامراض القلب وغيرها الكثير.
ويعد مرض السرطان من الامراض الخطرة جدا ويكلف الفرد الكثير صحيا وماديا كما انه يؤدي الى الوفاة في العديد من الحالات, وتسعى الدراسات الى معرفة كل مايحيط بهذا المرض ومسبباته وفي هذا الشان وجدت دراسه بريطانيه حديثه وجود ارتباط بين مرض السرطان وارتفاع الوزن وخاصه لدى كبار السن وفي مرحلة تقدم العمر والتي غالبا مايصحبها زيادة تدريجيه في الوزن حيث يصبح الفرد بدين مع الوقت لذلك تكون هناك فرصه للاصابه بالسرطان وخاصة سرطان المريء والمعدة, وقد تم تحليل بيانات لاشخاص بدناء تتراوح اعمارهم بين (52 الى 72) عاما وتم اعتماد تسجيل اوزانهم واطوالهم ايضا في سن 21 وقد تبين اصابة الكثيرمنهم بسرطان المريء واعلى المعده والتي قد تصل ال 80% وعند مقارتهم بالافراد الذين يتميزون بالوزن الطبيعي مع تقدم عمرهم وكذلك في سن 21 عاما ايضا, واكتشفوا ان من ارتفع وزنهم من 14-21 كغم في مرحلة الحداثه واصبحوا بدناء في سن 52 ارتفعت لديهم فرص الاصابه بالمرض بمقدار 3 اضعاف الافراد ذوي الوزن الطبيعي.
تؤكد هذه الدراسه تاثير الوزن الزائد خلال مراحل العمر المختلفه في الاصابه بالامراض الخطيره ويرجح العلماء وجود اليات معينه تظهر مع زيادة الوزن تزيد من فرص الاصابه بهذه الامراض ومن المعروف ان زيادة الوزن او الوزن الزائد يحفز حدوث المشاكل الصحيه الناجمه عن الارتجاع المريئي على المدى البعيد والتي تؤدى الى هذا المرض بالاضافه الى التغيير في معدلات الهرمونات الجنسيه مثل الاستروجين والتستيرون كما تزيد من معدلات الانسولين في الدم والذي يسبب حدوث التهابات في الجسم وهي عوامل تحفيز ظهور هذا المرض, ويشير الباحثون ان الدراسه كشفت مدى خطورة الزيادة التدريجيه للوزن مع تقدم العمر ولكنها تحتاج الى بحوث اخرى لدعم النتائج وتؤكد الدراسه الى اهمية اتباع النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين البدنيه والابتعاد عن تناول السكريات والدهون من اجل المحافظه على معدل الوزن الطبيعي.
ومن المعلوم ان الفرد الطبيعي يكسب من (نصف كيلو الى كغم واحد) كزيادة سنوية في الوزن ويبدو انه قليل لدى البعض حيث يكسبون 10 كغم خلال عقد, ولكن يتمكن الفرد تجنب هذه الزياده بالمحافظه على عادات غذائيه صحيه والانتظام في ممارسة الرياضه البدنيه, وتشير الدراسات الى عدة عادات خاطئه يمكن ان تصيب الانسان بامراض خطيره ومزمنه مثل السكري النوع الثاني والقلب والسرطان منها مياتي وفق الدراسات والبحوث العلمية:

  • تناول الاكل بسرعة: ان تناول الوجبات بسرعه بسبب سرعة الحياة اليوميه والانشغال تجعل الجسم يحصل على الدهون بشكل اسرع ويكون الفرد عرضه لزيادة الوزن والبدانه لذلك يجب على الفرد ان يطيل مضغ الطعام وتصغير اللقم.
  • نقص الماء: تبلغ نسبه الذين يعانون الجفاف عالميا (16-28%) عند البالغين وان عدم شرب الماء بشكل كافي قد يعطي اشارة خاطئة للمخ بالجوع وليس العطش فياكل الفرد كميات اكبر من الطعام ويزداد وزنه, وقد اظهرت الدراسات ان شرب كوبين من الماء قبل الافطار يقلل 22% سعره حراريه في الجسم جراء تناول تلك الوجبه وان استبدال المشروبات السكريه بالماء يقلل عدد السعرات الداخله للجسم بمقدار 200 سعره حراريه يوميا.
  • الجلوس لفترة طويلة: يبلغ وقت الجلوس في الغرب (مابين 9-11ساعه يوميا) وهذا مايعرضهم لزيادة الوزن والسمنه ومخاطر الاصابه بالامرض المزمنة والوفيات المبكرة, حيث كشفت دراسه خطورة الوفاة المبكره بلغت 34% اعلى عندالذين يقضون اكثر من 10 ساعات جلوس وينصح بممارسة الرياضه بانتظام اثناء فترات العمل.
  • نقص النوم: يرتبط نقص النوم بزيادة الوزن ويرجع ذلك الى التغييرات الهرمونيه في الجسم, وفي دراسه على مجموعه من النساء على مدى 16 عام وجد ان المرأه التي تحصل على اقل من 5 ساعات نوم يوميه اكثر عرضه لاكتساب الوزن بالمقارنه مع من بحصلن على اكثر من 7ساعات نوم يوميا, حيث تزداد الدهون الضاره في الجسم والتي تزيد من مخاطر الاصابه بامراض القلب والسكري النوع الثاني.
  • عدم الاسترخاء: ان زخم الحياة والمشاكل اليوميه يجعل الفرد غير قادر على الحصول على الوقت اللازم للاسترخاء ممايجعل الهرمونات في حالة اضطراب دائم بسبب الضغط العصبي وهذا يقود الى زيادة الوزن وينصح بايجاد الفرصه لممارسة رياضة التأمل واليوجا ولو لفترات قصيره يوميا لتخفيف التوتر والقلق والضغط النفسي والعصبي.
  • نقص البروتين: ان نقص البروتين في النظام الغذائي يزيد من الحصول على الدهون وتخزينها في الجسم ممايسبب زيادة الوزن وعند تناول البروتين يحفز الجسم على افراز هرمونات الجوع بصورة اقل وان تناول البروتين بكميات مناسبه يعزز التمثيل الغذائي الصحي ويحافظ على كتلة العضلات ويمكن الحصول على البروتين من اللحوم والاسماك والبروتين النباتي.
  • نقص الالياف: الالياف الموجوده في بعض الاطعمه تساعد على الشعور بالشبع لفترة طويله وتنظم حركة الجهاز الهظمي لذا نقص الالياف في النظام الغذائي يزيد من الحصول على الدهون وبالتالي يزيد الوزن وان تناول 14 غرام اضافي من الالياف يقلل السعرات الحراريه الداخله للجسم بنسبة 10% مما يؤدي الى نقص الوزن 1.9كغم على مدى 4 اشهر وتوجد الالياف في الخضروات الورقيه والبقوليات.
  • تناول الطعام الجماعي: ان الاكل في جماعات وان العلاقات الاجتماعيه المفرطه تسبب تناول كميه اكبر من الطعام و الدهون ممايتسبب في زيادة الوزن, حيث تزيد كمية الوجبه والمشروبات وان تناول الفرد غذائه لوحده يقلل السعرات عما يكون مع العائله او الاصدقاء.
  • عدم تناول وجبة خفيفة: تناول الوجبات الخفيفه بين الوجبات الرئيسه يقلل من تناول الطعام في الوجبات الكبيره الرئيسيه , وان وعدم تناولها هو احد اسباب زيادة الوزن ويمكن ان تكون الوجبه الخفيفه قطع من الفاكهة او الخضروات الورقية.
  • الافراط في تناول الدهون الصحية: مثل الموجوده في الافوكادوا وزيت الزيتون وجوزالهند والتي تعد جزء من النظام الغذائي الصحي والسليم ولكن الافراط في تناولها يزيد من السعرات الحراريه المطلوبه ويزيد الوزن.
  • استخدام المصاعد: عند استخدام السلم يحرق الجسم 8 سعرات حراريه وتتحسن لياقة الجسم العامه وتتحسن صحة القلب والدماغ وان استخدام المصعد يشعر بالكسل ويقلل من حرق السعرات الحراريه.
  • الاكل باطباق كبيرة: ان الاكل باطباق كبيره يتيح تناول كميه اكبر من الاكل بدون شعور من الفرد مما يزيد من كمية السعرات الحراريه وبنسبة 16% في كل وجبه لذا ينصح بتناول الطعام باطباق صغيرة.
  • الاكل امام التلفاز: تناول الاكل امام التلفاز اوعند تصفح النت او الصحف يجعل الفرد يتناول كميات اكبر من الطعام مما يزيد السعرات الحراريه الداخله للجسم وبالتالي زيادة الوزن لذا يجب تناول الغذاء قبل ذلك.
  • مشروبات عالية السعرات: ان تناول المشروبات عالية السعرات الحراريه مثل عصائر الفاكهه المحلاة بالسكر والمشروبات الغازيه ومشروبات الطاقه والتي تحتوي على سعرات حراريه عاليه تسبب زيادة الوزن وينصح بدل ذلك تناول الفاكهه الطازجه دون عصر.
  • التسوق العشوائي: هذا يجعل الفرد يشتري الموجود امامه دون ان يتنبه الى السعرات الحراريه لكل طعام لذلك يجب وضع قائمه تشمل انواع الطعام وفئاته وان يشمل جميعها دون زيادة كل اسبوع.
  • الاكثار من تناول القهوه بالحليب: تناول القهوه بالحليب يوميا وان اضافة الحليب والكريما يجعلها غير صحيه ويزيد من محتوى السعرات الحراريه مما يزيد الوزن وبالتلي يؤدي الى البدانة.
  • عدم تناول الخضروات والفاكهة: عدم تناول الكميه المناسبه من الخضروات والفاكهه يوميا يسبب زيادة الوزن لان الخضروات والفاكهه تعد من الماكولات منخفضة السعرات الحراريه وتشعر الفرد بالشيع وينصح بتناولها مع الشوفان كل يوم في الصباح واضافتها الى الوجبات الرئيسية.
  • كثير من التوابل: اضافة التوابل الى الاغذيه والسلطات تزيد من السعرات الحرايه 130-180 سعره حراريه ولحرق هذه السعرات يفضل المشي بعد تناولها لمدة لاتقل عن 30 دقيقه ويوصى باضافة التوابل قليلة السعرات.
  • عدم انتظام اوقات الوجبات: ان تنظيم اوقات ثابته للوجبات يحفز المخ على الشعور بالجوع في اوقات محدده ويقلل من تناول المزيد من الاطعمه وان تناول الاغذيه باوقات عشوائيه يزيد خطر الاصابهة بالامراص المزمنه مثل متلازمة التمثيل الغذائي وامراض القلب والسكري حيث توثر على الساعه البيولوجيه للجسم.
  • وجبات العطل: يتناول بعض الافراد وجبات عالية السعرات في العطلات الاسبوعيه وهذا يمكن ان يؤدي الى السمنة, ويستحسن في العطل الخروج للهواء الطلق وممارسة الرياضه لوقت اطول من ايام الاسبوع الاخرى وتجنب اغراءات الطعام الجاهز.

اعداد / أ.د سميعه خليل: جامعة بغداد / كلية التربيه البدنيه وعلوم الرياضه – الطب الرياضي والرياضه العلاجيه
المصدر وبتصرف واضافات صحيفة العلوم الطبيه كندا العدد194مارس 2018

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،