الاستشفاء بالراحة الايجابية

تعد فترات الراحة البينية من العوامل الاساسية والمهمة في تحقيق اهداف مكونات الحمل التدريبي، تمتد الفترة الزمنية لهذه الراحة من بضع ثوان ودقائق بين التكرارات والمجموعات داخل الوحدة التدريبية الى عدة ساعات وايام واسابيع بين الوحدات التدريبية والدورات التدريبية المختلفة، فقد تختلف طبيعة الراحة المستخدمة في التدريب الرياضي ما بين الراحة السلبية والتي تعني عدم قيام الرياضي بأي نشاط او اداء بدني حتى الاداء التالي، وبين الراحة الايجابية والتي يؤدي خلالها الرياضي لانشطة بدنية مختلفة بشدة أقل من المستخدمة.

وفي هذا المجال أكدت الكثير من الدراسات ان استخدام الراحة الايجابية يؤدي الى سرعة الاستشفاء أكثر من الراحة السلبية ، ففي دراسة “Belcastro and Bonenslr ” ثبت زيادة الاستشفاء (100%) بعد دقائق من الاداء ثم زادت الى (400%) بعد (20) دقيقة بأستخدام الراحة الايجابية لمجموعة متسابقي الركض مقارنة بمجموعة اخرى استخدمت الراحة السلبية بالجلوس والرقود بجانب المضمار ، وتؤكد ذلك ايضا” نتائج دراسة كل من”Wilmore and Costill , 1988″ لمقارنة مجموعتين قاما بأداء تدريب بدنـي حتى التعـب، اذ قامـت المجموعة الاولى بالركض الخفـيف بعد الاداء وبشـدة ( 50-60%) من الجهد المبذول ، بينما قامت المجموعة الثانية بالراحة السلبية ، فتوصلت النتائج الى ضعف سرعة التخلص من حامض اللاكتيك لدى المجموعة الاولى والتي قامت بالراحة الايجابية مقارنة بالمجموعة الثانية.

وهذا ما أكده كل من “ابراهيم السكار وآخرون ” و “ريسان خريبط وعلي تركي” اذ اشاروا الى ان العوامل التي تزيد من سرعة التخلص من حامض اللاكتيك (الذي هو أحد اسباب التعب العضلي) هو باداء تمرينات خفيفة خلال فترة الاستشفاء، وأطلق عليها تمرينات التهدئة والاستشفاء، وقد وجد أن افضل شدة لادائها عند مستوى (50-60%) من الحد الاقصـى لاستهلاك الاوكسجين حسب رأي ” ابراهيم السكار وآخـرون” ومـن (50-65%) حسب رأي ريسان خريبط وعلي تركي. وهذا يرتبط بمستوى الحالة التدريبية للرياضي.


اعداد: الاستاذ الدكتور طارق حسن رزوقي النعيمي

المصادر

  • ابو العلا عبد الفتاح؛ الاستشفاء في المجال الرياضي، ص 84 .
  • ابراهيم سالم السكار (وآخرون)؛ موسوعة فسيولوجيا مسابقات المضمار، ص 82
  • ريسان خريبط مجيد وعلي تركي مصلح؛ فسيولوجيا الرياضة. ص 113
  • ريسان خريبط مجيد؛ تطبيقات في علم الفسيولوجيا والتدريب الرياضي: (عمان ، دار الشروق للنشر والتوزيع ،1997)، ص396.

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،