مفهوم التعلم المبرمج:
إن الزيادة الكبيرة في أعداد التلاميذ والنقص الشديد في أعداد المدرسين وثراء المعرفة العلمية وتوالد العلوم جعلت كثيراً من الدول تستخدم طريقة في التعلم تمكن الدارس أن يتعلم بنفسه تبعاً لسرعته الخاصة وتعرف باسم التعلم البرنامجي.
والتعلم البرنامجي هو نوع من التعلم الآلي يؤدي إلى استيعاب الدارس للموضوع المطلوب دراسته عن طريق تقسيمه إلى خطوات أو عناصر صغيرة مرتبة ومتتابعة ويوجد بينها علاقات تهدف إلى تجنيب الدارس الأخطاء.
ويرى آخرون إن التعلم المبرمج هو محاولة للوصول إلى هدف أو أكثر من أهداف التعليم عن طريق تحليل الخبرات التي من شأنها أن توصل إلى هذا الهدف تحليلاً دقيقاً، أما ولبرشرام فيقول إن التعلم المبرمج هو طريقة من طرائق التعلم الفردي تمكن الفرد من أن يعلم نفسه بنفسه عن طريق برنامج أعد لهذا الغرض وبأسلوب خاص وهذا البرنامج قد يكون كتاباً مبرمجاً أو آلة تعليمية أو فلماً.
ويرى Gange إن التعلم المبرمج هو إعداد المادة التعليمية على هيئة نماذج تدريبية يراعى فيها الاستجابة التعليمية البدائية والنهائية للمتعلم وتتدرج طبقاً لخطة مفصلة بحيث تسمح بتقويم الطرق المستخدمة في أثناء السير فيها، .أما قاموس التربية فيعرفه بأنه التعلم الذي يستخدم فيه كتاب أو آلة تعليمية لمساعدة المتعلم على بلوغ درجة من الإنجاز. وعرفها اليونسكو بأنه طريقة تعليمية مهمتها إعداد مادة التعلم مسبقاً بالاعتماد على تحديد الأهداف التعليمية بدقة.
أسس التعلم المبرمج:
لقد برز أسلوب التعلم المبرمج نتيجة التجارب المختبرية في علم النفس والتربية ويعود إيجاد واستخدام هذا الأسلوب إلى العالم الأمريكي سكنر والذي أكد على ضرورة تحسين التعلم المبرمج بالاستفادة من علم النفس التجريبي ومن نتائج استخدام الآلات التعليمية في التعليم وقد عمد سكنر إلى تحديد أسس التعلم المبرمج بما ياتي:-
1-تحديد السلوك النهائي المراد من الدارس أن يتعلمه بعد الانتهاء من دراسة البرنامج.
2-حصول المتعلم على تعزيز فوري لاستجابته.
3-توفير الوقت للمعلم لتحقيق الأهداف التربوية الأخرى.
4-إعداد البرنامج بطريقة علمية.
4-تحليل الخبرات التعليمية المؤدية إلى هذا السلوك وتقديمها بالتدرج عن طريق عرضها على هيئة مشكلات أو مثيرات.
مبادئ التعلم المبرمج:*
1-مبدأ الخطوة الصغيرة .
2-مبدأ الاستجابة الفعالية.
3-مبدأ التأكيد الفوري من صحة الحل.
4-مبدأ الأجوبة الصحيحة.
5-وجوب تعلم الطالب بنفسه ( عملية ذاتية ).
6-استجابة الطالب لكل خطوة تجعل النتيجة النهائية محققة .
7-مراعاة الفروق الفردية عند تنفيذ المناهج التعليمية من ناحية القدرات العقلية بشكل أساسي. إن هذا النوع من التعلم يعمل على تحقيق التفاعل المتبادل بين الطالب والمادة التعليمية من خلال التحليل المفصل للمادة وترتيب جزيئاتها بصورة متسلسلة ليتجاوب معها الطالب في صورة تفاعل تصاعدي متدرج على هيئة سؤال وإجابة حتى تتحقق الأهداف التعليمية المحددة.
مزايا التعلم المبرمج:
للتعلم المبرمج مزايا عدة وهي:-
مراعاة الفروق الفردية.
1-يحقق مبادئ التفرد بالتعليم وجعله قائم على نشاط المتعلم.
2-يعالج مشكلة عدم تمكن الطلاب من الذهاب إلى المدرسة نتيجة لمرض أو ظروف أخرى.
3-يوفر للطلاب التغذية الراجعة للمدرس أو واضع البرنامج.
4- أظهر التعلم المبرمج نجاحاً في كافة الظروف التالية :
أ-يفيد في تعليم كافة الطلاب من حيث مستواهم العقلي ولكافة المراحل العمرية والدراسية .
ب- طريقة ناجحة في تدريس جميع المواد الدراسية.
ج- يحقق كافة الأهداف التربوية.
د – يحقق نتائج جيدة.
مجالات استخدام التعلم المبرمج:*
تنحصر مجالات استخدام التعلم المبرمج في الأتي:-
1-مجال محو الأمية وتعليم الكبار حيث يمكن تقديمها على شكل كتيبات صغيرة إلى الأميين.
2-يستخدم على نطاق واسع لتعليم الكبار في مجال الخدمة العسكرية.
3-يستخدم في تجديد معلومات الأطباء والممرضات والإداريين.
4-يستخدم في مجال الصناعة والاقتصاد لتدريب الموظفين الجدد.
5-أثبت فعالية في تعليم مجاميع كبيرة من المتعلمين.
6-الاستعانة به في التعليم العلاجي.
7-استخدامه في إعداد الكبار للالتحاق بمراحل التعليم العام والعالي.
وسائل التعلم المبرمج:
يمكن تقديم المادة التعليمية بأسلوب التعلم المبرمج بوسائل متعددة منها:-
أ-الآلات الميكانيكية والإلكترونية:-وتشمل الأتي:-
1-آلات تكوين الحروف:- تسمح للمتعلم بأن يستجيب استجابة منشأة بتجميع حروف كلمة أو جملة أو كتابتها.
2-آلات اختيار المفاتيح :- تسمح للمتعلم باختيار استجابة من بين عشرين استجابة محتملة بالضغط على واحد من عشرين مفتاح فإذا كان صحيحاً أضيء مصباح واحد وإذا كان الاختيار خاطئ تقرع له الجرس.
3-الآلات السمعية والبصرية:- وهي آلات تسمح بعزف مادة تعليمية تحتوي على رموز سمعية وبصرية لتكوين مفاهيم ومهارات تستدعي دراسة مثل هذه الرموز وأن تكون استجابة الدارس استجابة منشأة أو اختيار استجابة من متعدد.
2-المخترعات غير الميكانيكية:
وهي التي تتميز بالبساطة والرخص مما يسمح بتداولها وانتشارها بين الدارسين على نطاق واسع منها تختار استجابة واحدة من بين عدة استجابات والأخرى تتطلب أن ينشئ المتعلم استجابته بنفسه مثل البطاقات واللوحات المثقبة أو الملصقات وغيرها . كل تلك المخترعات غير الميكانيكية تستخدم في حالة البرامج الصغيرة والبسيطة.
3-الأفراد:
لقد لجأ مصممو البرامج إلى نقل أجزاء منها بواسطة الأفراد باعتبارهم وسيلة ذات خصائص لا تتوافر في الوسائل الأخرى فالعقل البشري لا حدود له في الاستجابة ويحتاج في بعض المواقف إلى التفكير ألابتكاري لتقويم استجابة المتعلم.
إن النوعان الأول والثاني يعدان من الوسائل المألوفة والمستخدمة في أغلب البرامج التقليدية ، أما النوع الثالث من وسائل تقديم التعلم المبرمج هو الفرد نفسه حيث يعد البرنامج نوعاً من الهندسة السلوكية التي تستخدم جميع الوسائل الممكنة لتغيير السلوك في مواجهة المرغوب فيها.
المصادر:
1- الغريب زاهر وإقبال بهبهاني. تكنولوجيا التعليم ونظرة مستقبلية . دار الكتاب الحديث، 1997.
2- سمير عبد العال . برامج التعلم الذاتي . القاهرة : دار الفكر العربي ، ( بدون سنة طبع .
3-محاسن رضا أحمد . برمجة المواد التعليمية . القاهرة : ( ب.م ) ، 1977 ،
4-محمد عزت ( وآخرون ) . أساسيات المنهج وتنظيماته . القاهرة: دار الثقافة للطباعة والنشر ، 1978