اولاً : مدخل إلى الإيقاع الحيوي :
تعريفه : ويقصد به التغيرات الحيوية المنتظمة ذات المدى القريب والبعيد والتي يزداد خلالها ويقل النشاط البدني والعقلي والانفعالي عند الإنسان وهذه التغيرات مرتبطة بكل من البيئة الداخلية ( الوراثية ) والخارجية المحيطة به
ما زال العلم الذي يبحث الظواهر المتعلقة بالإيقاعات الحيوية والذي يعرف بالبيولوجيا الإيقاعية أو الكرنوبيولوجيا يخطو الخطوات الأولى نحو الظهور، فالظواهر بمثابة حقائق قد تثبت وجودها والعلم من خلال التحليل المنطقي والبحوث العلمية والتسجيلية هو المسئول عن توضيح المعارف والأسباب والظروف الخاصة بحدوثها فدائما ما تسبق الظواهر العلوم الخاصة بها.
وفيما يخص الانجازات الرياضية وجدت العديد من الملاحظات التي تحتاج إلى دراسة وتحليل ومنها أن بعض الرياضيين خلال سنوات التدريب المختلفة قد حققوا أفضل النتائج خاصة بهم في فترات محددة من العام التدريبي وكما هو ملاحظ أن هناك أبطال عالميين استمروا لسنوات طويلة الا أنهم لم يكونو أبطالاً اولمبيين ، فالبطل الاولمبي في سباقات الميدان والمضمار لمسافات 5000 و10000 متر البطل ” كلارك ” والذي استمر بطلا عالمياً لمدة 12 عام لم يكن في يوم من الأيام بطلاً اولمبياً ولتحليل مثل هذه الظاهرة من خلال البحث عن الظروف الموحدة للأبطال الاولمبيين فقد وجد ان نسبة كبيرة من هؤلاء الأبطال قد ولدوا في الشهر الذي تقام به الدورات الاولمبية ويلاحظ أن أفضل الرياضيين يحققون أفضل النتائج الخاصة بهم خلال الشهر الأول من الميلاد كما أن الشهر الخامس والسادس والتاسع والعاشر بعد الميلاد تعد بمثابة شهور مناسبة لتحقيق نتائج جيدة على مستوى الانجاز الرياضي .
وهذا نتيجة دراسة في ألمانيا الشرقية لأفضل 1170رقم مسجل للاعب ألعاب القوى وكذلك من ملاحظة أفضل 1820 رياضي من لاعب العاب القوى في الاتحاد السوفيتي ، هناك بعض الاهتمامات تركزت على الأداء الحركي للرياضي وذلك لان المنافسة الرياضية مليئة بالتحدي بين الأفراد وهي تتيح فرصة ممتازة لدراسة أهمية الإيقاع الحيوي لان الرياضي في فترة المنافسة يجب أن يكون في قمة أدائه ، لذلك من الأجدر معرفة العوامل المشاركة في الأداء مثل الحالة البدنية والدوافع والتدريب والإيقاع الحيوي وقد يرجع النجاح والفشل في الأداء نتيجة اختلافات الإيقاعات الثلاثة البدني والانفعالي والعقلي عند الرياضي.
ومن جملة تعاريف الإيقاع الحيوي عرفه بسطويسي بأنه نظام تعاقب وتكرار وتوافق الحركة الوظيفية للإنسان وعرفه يوسف ذهب ومحمد جابر بأنه تلك التغيرات الحادثة في الحالة البدنية والانفعالية والعقلية للفرد والتي ترتبط بمرحلة النشاط الحيوي وتغيرات الوسط الداخلي والخارجي المحيط به
وعرفه العالم كاسي بأنه رد الفعل الحيوي المتكرر للدورات الانفعالية والبدنية والعقلية والحدسية والتي تظهر لدى الكائن الحي نتيجة للمؤثرات البيئية المحيطة به ويأخذ شكلا تموجياً مستمراً متصلاً.
ـ الإيقاع الحيوي والعوامل المتعلقة به :
تتأثر كافة أنشطة الكائن الحي وحياته بالتفاعل المستمر بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية من خلال العلاقة المستمرة بين البيئة والوسط الداخلي للكائن بكل متغيراته المتعددة وانعكاسات العوامل الوراثية عليها وبين عوامل البيئية الخارجية أو الوسط الخارجي بما فيه من عوامل ومتغيرات متعددة .
أن العلم الذي يدرس ظروف الكائن الحي في ارتباطه بالوسط الخارجي وتأثيره على الانسان والعلاقات المتبادلة بينهما يسمى علم الايكولوجيا وهي كلمة تنقسم إلى شقين أيك وتعني منزل أو مكان معين و لوجيا تعني دراسة أو علم يرجع الفضل فيه إلى العالم الألماني جيكل.
تنقسم العوامل المختلفة للكون إلى ثلاثة مجموعات هي:ـ
1ـ عوامل حية : هي عوامل طبيعية حية مثل الكائنات الحية المؤثرة.
2ـ عوامل غير حية : هي عوامل طبيعية غير حية مثل الضوء والرطوبة والرياح والضغط الجوي والمكونات الكيماوية للماء ـ الغلاف الجوي والنشاط الشمسي …. الخ.
3ـ عوامل وراثية : وهي المواصفات الخاصة التي يتميز بها الكائن الحي كنتيجة للجينات الوراثية.
ـ مسارات دورات الإيقاع الحيوي :ـ
أولا:المرحلة الايجابية :
وهي المرحلة التي تتجه فيها الدورة للارتفاع للوصول إلى القمة العليا وفيها تزداد القوة البدنية للفرد وتزداد الثقة والقدرة على المقاومة عاطفيا وعقليا مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى قدرة الفرد على أداء الأحمال الصعبة بسهولة نسبياً وبالتالي نتوقع تحقيق نتائج ايجابية.
ثانياً:المرحلة السلبية :
وهي المرحلة التي تتجه فيها أي دورة من الدورات للانخفاض للوصول إلى القمة السفلى أو حولها أسفل خط البدء وفيها تقل القدرة والطاقة المنتجة كما تقل قدرة الفرد على التحمل ويفضل في هذه الفترة عدم محاولة كسر أرقام مع الاهتمام بالتعب ومراقبة حدوثه.
ثالثا : المرحلة ألحرجه:
وهي الفترة التي يتحول فيها المسار من أعلى قيم الاتجاه السلبي لأي بداية الاتجاه الموجب التي تشملها منطقة القمة السفلى في مسار أي دورة من الدورات المكونة للإيقاع الحيوي وهي تمثل اخطر مراحل مسارات هذه المنحنيات وخصوصا إذا اشترك في تلك الأيام مسار دورتين من هذه الدورات ، وتزداد الخطورة بتلاقي أو تقارب الدورات الثلاثة ففي القمة السفلية تكون هناك مخاطر كبيرة في حدوث الإصابات للاعب خصوصا في الألعاب التي تحتاج إلى تركيز عقلي مثل الجمناستك والموانع وذلك لان تفاصيل التكنيك مرتبطة ومصاحبه بقدرة الفرد على الفهم والتركيز ولأنه خلال هذه الفترة تزداد ألنزعه للخطأ وقد تحدث الحوادث بسبب الفشل في أداء العمل بأقصى درجه من التركيز المطلوب. نعمان