نظرية الخصائص الاساسية‎

تمهيد

النظرية هي نسق من المعرفة التعميمية أو أنها تنظيم للعلاقات القائمة بين الوقائع المتعددة وجعلها شئ ذا معنى ودلالة، اى أنها محاولة لجعل الأشياء التي نعرفها ذات معنى.
وتعرف أيضا بأنها الطريقة البسيطة التي تهيئ لنا فهم المشكلة المبعثرة الأطراف والنظرية هي الأساس الذي يمكننا من فهم مشاكلنا وما نريد أن نفعل حيالها.
وان نظرية الخصائص الأساسية تلعب دورا حيويا في التعليم أو التدريب المهارى أو عند إعطاء تمرين لتحسين اللياقة أو التأهيل أو عند إجراء الاختبارات البدنية والمهارية وذلك لما توفره من دقة في التعامل مع النقاط الفنية ومما قد تسببه من تعديل فى الشكل الظاهرى للمهارات الرياضية وقد تستثير المبدعين فى ابتكار اشكال مهارية جديدة مستقبلا، وقد يظن البعض ان هذا درباً من الخيال ولكنى اتوقع وصوله للحقيقة، ومن هنا طرحت بعض الأسئلة والتي بالإجابة عليها قد نتفهم ونعى أهمية وجود النظرية المقترحة وهي، ما النقاط الفنية ذات الصلة بالهدف الميكانيكي للأداء؟، هل تحدد نقاط الأداء بصورة مرتبة مقصودة وفقا لأهميتها؟، هل النقاط الفنية للأداء على درجة أهمية واحدة؟، هل تعرف الفرق بين النقاط الفنية وما يضيفه اللاعب كأسلوب مميز له؟ وأعرض الصيغة الأتي لها وذلك بعد مناقشتها في الطبعة السابقة.
وضعت هذه النظرية لتنظيم للعلاقات القائمة بين الوقائع المتعددة (البناء الحركى للمهرة وما يحيط به من عوامل) كمحاولة لجعلها ذات معنى ودلالات، كطريقة مبسطة تهيئ لنا فهم المشكلة المبعثرة الأطراف عند التحليل الكيفي والكمي لنقاط الأداء الفني بصورة أعمق وأدق لذا فان النظرية مبنية على النقاط الفنية والمقصود بالنقاط الفنية نمطية المهارة ومحددات الأداء، ويتم شرح النظرية على النحو التالي:

النقاط الفنية والقانونية

يقصد بالنواحي الفنية والتي يمكن من خلالها التفريق بين مهارة وأخرى هي النمطية التي تحدد الأداء بمهارة ما ومجموع المهارات يعرف بأساسيات اللعبة وبها يحدد ويحقق الهدف الميكانيكي للأداء. وان التعليم والتدريب على أساسيات اللعبة بما تحتويه من نقاط فنية غالبا ما يكون مرتبط بمحددات الأساس فيها قانونيا وفقا لمتطلبات قواعد الممارسة، فان المرور بأي مستوى من المستويات الثلاث السابقة يعيق ذلك، ويعرف المؤلف الأساسيات (المهارات) عموما تمهيدا لتحليلها في ضوء نظرية الخصائص الأساسية بأنها استخدام وصلات أطراف الجسم (العضد- الساعد- اليد- الجذع- الفخذ- الساق- القدم) ونهايات السلسلة الكينماتيكية(القبضة– القدم– الرأس) لأداء واجبات حركية وفقا لنمطية المهارة.
لان ما يقوم به الجسم من أوضاع وعلاقات بين أجزاءه هو ما يعطى مدلولا نمطيا يعرف بمسمى مهارة ما، والتي ينبغي أن تتصف بمحددات معينة. فإن العظام الواقعة بين المفاصل وتكون أضلاع لزواياها تمثل الوصلات، وان نهايات تلك الوصلات تسمي بنهايات السلاسل الكينماتيكية، ويقترح المؤلف أن تستخدم الخصائص الأساسية في التحليل تمهيدا للتعليم أو التدريب على المهارات.

المستويات الثلاث للنظرية

ان المستويات الثلاث ترتبط بعلاقة سببية كل منهم مسبب للأخر فالتحول يؤدى إلى فشل والفشل يؤدى إلى إقلال الفاعلية فهي علاقة سببية متقاطعة متلاقية في نقطة واحدة وهى بتلاشيها نحقق  أصالة واقتصاد وهادفية الجهد المبذول مما يطور تعليم والتدريب على الأداء.

المستوى الأول الفشل يؤدى للتحول: 

عادة ما يكون ذلك في المهارات الحركية الأساسية كالمشي والوثب والقفز والجري والحجل. فالخاصية الأساسية لمهارة الجري تنحصر في الطيران ففي حالة فشل هذه النقطة الفنية يتحول الجري إلى اتصال متتابع بالأرض فيصبح مشى، وكذلك الوثب فترك الارض بقدم والنزول على نفس القدم يتحول من وثب الى حجل. وان اى خطا متكرر Error او عفوى Fault بالنقاط الفنية يعنى تحول عن النمطية وما متفق عليه بالمهارة مما يتوقع انه سيؤدى الى خلل مستقبلي.

المستوى الثاني الفشل يؤدى الى رفض المحاولة: 

هذا الفشل مرتبط بما تنص عليه قواعد المنافسة فأي إخلال بتلك القواعد إخلال وفشل للمهارة ككل مما يؤدى إلى رفض المحاولة التي يقوم بأدائها اللاعب، مثال فشل النقطة الفنية الخاصة (بالاتصال بالأرض) في سباق المشي ففي حالة فشل ذلك يستبعد اللاعب، وكذلك (الارتقاء) في مسابقة الوثب الطويل والمتمثلة في تخطى لوحة الارتقاء المحددة لذلك.
ونستخلص من هنا ان جميع الرياضات تقع تحت طائلة العمليات حتى المعروف منها بانه رياضات نواتج، فان لاعب كرة القدم كرياضة نواتج فان ادخال الهدف باليد يعد فشل يؤدى الى الرفض وان ما نفرق به بين رياضات النواتج والعمليات ان رياضات النواتج بها مساحة حرية اكثر من التعددية لاشكال ونمطية مهاراتها وهنا يظهر اسلوب اللاعب اكثربرياضات النواتج وهوما يضيفه اللاعب من لمسات خاصة به تميزه عن غيره فى حدود ما هو متفق عليه ولكنها بشكل او باخر فان القواعد القانونية تحدد لها اطاراً يلتزم منه مكوناً نمطية جديدة تعرف بالقواعد والتى بالتالى تصبح عمليه على اللاعب انجازها.

المستوى الثالث الفشل يؤدى إلى تقليل الفاعلية والتحويل:

أحيانا يتسع النطاق بالنظرية لتشمل كافة النقاط الفنية التي تؤثر ليس على فشل المهارة بل على جودة التمرينات البدنية والتأهيلية من حيث أصالة واقتصاد وهادفية الجهد المبذول وأيضا على مدى الاستفادة من فاعلية وتأثير التمرين البدنى، ونعطى مثالا لذلك لنفترض أن اللاعب في مثال الوثب الطويل أو التصويب في كرة القدم أو كرة اليد أو كرة السلة قد يؤدى اللاعب النقاط الفنية ولكن دون نقل حركي بمقادير مطلوبة بين وصلات الجسم.
فالتصويب عند فشل النقل من الجذع للذراع أو الرجل يتحول التصويب إلى تمرير وتقل الفاعلية وهنا لا نعتبر أن المهارة فشلت فشل تام بل النقاط الفنية نجحت (نظرا لان باقي أجزاء الجسم تفاعلت في توافق دقيق ) وفقا للمفهوم الكينماتيكي ولكن باختزال الجذع أو اخذ مداه الطبيعي دون قوة تفقد الكرة قوتها وكذلك الأمر بالنسبة للركل أو الرمي.
وكذلك الأمر بالنسبة للتمرينات البدنية او التأهيلية فمثال تمرين الإطالة لعضلات الفخذ الخلفية الخاصة الأساسية توجد في مد الركبة وتقريب الجذع من الفخذ ففي حالة فشل ذلك يقل تأثير التمرين على إطالة العضلات الخلفية.
وهنا يتم إتباع نموذج خاص لإجراء متابعة وتحليل الأداء لإجراء التدخل العلاجي المناسب مما قد يفيد في  حذف الأخطاء المترتبة على أخطاء أخرى، أي أن التركيز على الركبة يجب أن يوضع في الاعتبار أثناء أداء تمرين إطالة العضلات الخلفية للفخذ مقدما عن حركة الجذع او الذراعين، وكذلك التركيز على الجذع قبل الذراع لنجاح التصويب كضرورة ملحة عند المعالجة الكيفية أو الكمية لتحليل الأداء وإعطاء التعليمات فان الخطا بالذراع مترتب على الجذع ،لذا فان الصعوبة في التعامل مع الخصائص الأساسية أو النقاط الفنية التي تعضضها لكونها أحيانا لاترى كالمتغيرات والبيوميكانيكية بل تستشف من خلال خبرة القائم بالتحليل، أو إجراء التجارب التحليلية للوقوف عليها.
وأيضا لكي نحدد ونطور النقاط الفنية والخصائص الأساسية بالمهارات ينبغى أن يتم إدراك العلاقة بين الخصائص الأساسية والأسلوب المرغوب ومدى تماشيه مع متطلبات قواعد اللعبة وهناك أربعة مفاهيم تحقق أهمية طرح نظرية الخصائص الأساسية وعند مراعاتها نستطيع أن نربط ما بين الخصائص الأساسية ومستوى فاعلية الأداء، ويمكن أن نوجز أهمية نظرية الخصائص الأساسية عند تحليل النقاط الفنية.

  1. تستطيع تحديد النقاط الفنية ذات الصلة بتحقيق الهدف الميكانيكي من الأداء مثال الجذع عند الرمي أو التصويب أو الركل فى ضوء قواعد الممارسة.
  2. تحديد نقاط الأداء بصورة مرتبة مقصودة وفقا لأهميتها وهنا الأهمية تأتى من خلال ترتيب وحذف الاخطاء التى تترتب على اخطاء اخرى.
  3. مراعاة أن النقاط الفنية للأداء على درجة أهمية واحدة عند التعليم ليتم تكيف المبتدئ أو الناشئ وعدم إغفال أي نقطة أو التركيز على واحدة دون الأخرى، وبالتدريب للمستويات العليا يفضل أولا قبل تحديد أهمية النقاط الفنية أن ننظر لطبيعة اللعبة أو الرياضة لو قائمة على (النواتج –عمليات) كمسافة أو ارتفاع أو أهداف يتم التحيز إلى النقاط المرتبطة مباشرة بتحقيق الهدف وهى نسبية فاللكم قد تختزل حركة الجذع للتمويه ومباغته المنافس وهنا قد لا يتطلب الموقف قوة أكثر لتسجيل نقطة.أما الرياضات التي تعتمد على (العمليات-عمليات) مثل الجمباز وتحكيم الكاتا بالكاراتيه أو الغطس ينبغي وضع النقاط الفنية على درجة أهمية واحدة واعتبارها خصائص أساسية يستحيل إغفال أي منها.
  4. معرفة الفرق بين النقاط الفنية وما يضيفه اللاعب كأسلوب مميز له وهنا علينا أن نعلم بدقة أن الأسلوب هو الطابع المميز لتنفيذ المهارة بفاعلية ويظهر الأسلوب في بعض التفاصيل الدقيقة للنقاط الفنية مثال توزيع النظر أن تسبق المرحلة التمهيدية بحركات ان تتبع المرحلة النهائية بحركات.

أما لو تدخل الأسلوب في المراحل الفنية للأداء وغير أو طور منها ينتقل الأداء إلى صاحبه وقد يسمي باسمة كمعظم مهارات رياضة الجمباز.


المصدر/ طارق فاروق عبد الصمد: نظرة الخصائص الاساسية رؤية لتحليل المهارات الرياضية كنسيولوجيا، العالمية للنشر والتوزيع،القاهرة،2007م.

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،