ظاهرة ما فوق التعويض و التوجهات النقدية لنظرية لتخطيط السنوي و المرحلي للتدريب الرياضي لروسي ماتفييف

-1- مقدمة:

حالياً والآن في الوقت الراهن هناك أساليب و وسائل تدريبية ( تمارين) جديدة غير تقليدية و بالتفصيل أساليب التدريب التي تهدف إلى عملية تضخم العضلات لدي رياضي المستوى العالي و خاصة رياضي كمال الأجسام  و الكثير من الرياضيين الهواة الذين تدريباتهم تكون في مختلف الصالة الرياضية و هذا بهدف زيادة كتلة  و أعداد بيوت الطاقة الميتوكوندريا, فقد حان في الوقت الراهن للشروع في ميزات و أهداف التخطيط السليم و المنهجي لتنمية و تطوير هذه القدرة البدنية المهمة و خاصة في مجال التضخم العضلي لدي الرياضيين , وهذا تماشياً مع القدرة العملية لوضع خطط التدريب على أساس و مؤشرات و مبادئ القوانين البيولوجية ( أولوية الجانب البيولوجي في العملية التدريبية ) . أولاً وجب لفت الإنتباه و النظر في أخطاء النظرية الكلاسيكية وأساليب التدريب البدني لتخطيط السنوي و المرحلي للتدريب الرياضي للعالم الروسي ( ل.ب.ماتفييف )حيث أنه في ضلال العملية التدريبية و التي ذكرت في كتاب له هو مازال قيد التدريس به و العمل به في مختلف معاهد الرياضة في الوطن العربي خصوصاً و حالياً في معاهد التربية البدنية, و قد أعتبر سابقاً في دول الغرب و حالياً لحد الساعة في الدول العربية هذه النظرية أن تكون أساساً لإعداد الرياضيين و في جميع الألعاب و التخصصات الرياضية.

حيث أن العلماء السوفييت من سنوات ظهور هذه النظرية الكلاسيكية التقليدية 1955 قد درسوا و أجروا تجارب كثيرة ميدانية و تطبيقية في ضلال هذه النظرية و منهم ( ب.ف فرولكين ,س.أ. يانانيس ) اللذين قاموا بتجارب في المخابر حيث نفذت تجارب و التي بدورها سوف ستحدد مصير هذه النظرية الكلاسيكية ……. و في حظيرة التجارب على الحيوانات وهذا على الفئران التي أبقيت تحت الدراسة في ضلال هذه النظرية . كما قاموا بتجارب حول تأثير المجهود البدني على الجسم,  على الجرذان التي بدورها كانت  لا تحب الركض , و هذا حتى يتم طرحهم في الماء و حيث كانت لها إضطرابات في السباحة و هذا حتى لا تغرق, حيث أمكنها ذلك السباحة لمدة 5-6 ساعات. و قد كان جوهر التجربة أن أكثر من 100 من الفئران تم تطبيق أداء الركض من طرفها في خزان المياه و مع مشاهدتها و بتسجيل الفيديو للأرشفة. و بعد 5-6 ساعات من السابحة و الركض في الماء عندما بدأت الفئران لتغرق  بدئوا العلماء بإزالتها و وضعها في الأقفاص, بعد ذلك  أخذت من الفئران خلية معينة و قتلوا هذا بعد كل ساعة للبحث عليها و تسجيل النتائج. ونتيجة لهذه التجارب  إتضح أن مخزون الكليكوجين في العضلات والكبد كان إستهلاكه إلى مستوى الصفر.

و بعد يوم  تم إستعادة مخزون الكليكوجين تماماً إلى مستوياته الطبيعية, و بعد يومين أو ثلاثة أيام مخزون الكليكوجين أصبح أكثر مستوى من المستويات الطبيعية السابقة قبل التجربة بنسبة 15-20٪. و بهذه الطريقة  منحنى مستويات مخزون الكليكوجين قد إصطفت و إنخفضت عن المستويات السابقة , و هذا جراء ما يعرف بعملية الإنتعاش و الإستشفاء و التعويض المثالي أو ظاهرة فوق التعويض ,  وبدأت هذه النظرية من التعويض المثالي أو ظاهرة فوق التعويض  من طرف العالم الروسي للكيمياء الحيوية(ن. ياكوفليف)  وعلى ما يبدو  أدلى العالم الروسي (ن. ياكوفليف ) خطأ منهجي في هذه النظرية و هذا طبعاً بالإستناد و الرجوع إلى العديد من الدراسات البحوث التي أجريت بعد ظهور هذه النظرية .

حقيقة كان هناك مقال مهم و مثالي من طرف العالم العربي في علوم الرياضة ( أستاذ علوم / ريسان خريبط مجيد ) حول هذه النظرية و التي اسرد فيها الكثير من المعلومات , و لكن نحن في هذا المقال لن نكرر ما أدلي به الأستاذ لعدم تكراره و هو ليس موضع هنا , حيث في هذه النظرية من طرف العالم الروسي (ن. ياكوفليف ) و التي ترتبط بشكل مباشر و جوهري لمستويات مخزون الكليكوجين و هذا تماشياً مع الأداء البشري في مختلف الجهود سواءً الحياتية التي تواجهه أو البدنية التي تؤدى من طرفه في العديد من المنافسات الرياضية, حيث  إذا كان هناك مستويات كبيرة من مخزون الكليكوجين يمكن للشخص أو الفرد العمل و الأداء لفترة طويلة. وجاءت هذه الفكرة من طرف العالم الروسي (ن. ياكوفليف) ومؤسس نظام توطيد و تأكيد نظرية الكلاسيكية لتخطيط السنوي و المرحلي للتدريب الرياضي للعالم الروسي ( ل.ب. ماتفييف ) الذي بدوره إختار الأمر نفسه لمرحلة ما فوق التعويض لتأكيد و تثبيت نظريته الجديدة في التخطيط للعملية التدريبية , و حقيقة هذا ما حرك حفيظتنا في هذا الأمر و هذا من جراء الإطلاع على العديد من التجارب و البحوث و حتى في النظر في الواقع العربي و النتائج المسجلة على مستوى الساحة العالمية و الأولمبية حيث هي لا تطلع إلى توجهات و إطلاع الجماهير العربية و حتى المتخصصين في العملية التدريبية و التي أدت إلى طرح العديد من الإشكاليات و إلى عقد العديد من الملتقيات ة التي تكاد لا تحصي في هذا الجانب للخروج بآليات و مناهج تدريبية مثالية و مطورة لرفع و إخراج مستوى العربي إلى المراكز العالمية الأولى.

حيث نرجع إلى نظرية العالم الروسي (ن. ياكوفليف) و التي بدلاً من مخزون مستويات الكليكوجين ظهرت و بدأت كتابات و مؤلفات في الأداء و الجهد البدني, ولكن في الواقع  هذا هو الخطأ المنهجي الجسيم حيث لا يمكنك إستبدال البنود و الأسس بشكل تعسفي و إعتباطي لهذه النظرية , ونتيجة لذلك  إتضح أن الأداء الفائق و المستوى العالي للأداء يظهر و يكون في اليوم الثاني والثالث من الجهد المطبق من قبل المتدرب, و يكون ذلك في الدائرة التدريبية  الأسبوعية الصغيرة حيث في هذه الدائرة التدريبية يمكن القيام بعملين كبيرين فقط ( أي بذروتين عالية الشدة ) وإلا لن يكون هناك ظاهرة ما فوق التعويض . ولكن منذ ظهور هذه النظرية تدريبات الرياضيين لم تكن مثالية و لا تطلع إلى الأهداف المنشودة حيث بدأ العديد من المدربين في بناء و إبتكار مخططات تدريبية جديدة .

على سبيل المثال  المخطط  التدريبي الكلاسيكي الذي عرف عن العالم الروسي ( ل.ب. ماتفييف )   هو مثل هذا: إذا كنت كرياضي تتدرب كل يوم , حيث يتم تقليل حجم الحمولة التدريبية إلى حد كبير  ولكن بعد ذلك  خلال الفترة المتبقية من الدائرة التدريبية يتم تعويض هذه الحمولة التدريبية مع زيادة كبيرة فيها ,  مرة أخرى يكون نفس النمط التخطيطي و هذا لمدة 2-3 أيام . حيث دعونا نلاحظ  أنه وجب علينا الجواب على سؤال  الذي يقيس ذلك أي الجوانب على أي تساؤل يطرح من طرف أي شخص لهذا التخطيط , وهذا يعني أن الأوهام التي تكون من طرف أساتذة بيولوجيا (و منهجياً) الذي هو غير متخصصين في العملية التدريبية بدأت تتجذر فيهم و تكبر و تتوسع دائرتها في البحوث و التى لها علاقة بعلوم الرياضة البيولوجية, حيث أن البنية الهيكلية للدائرة التدريبية الأسبوعية الصغيرة من هذا القبيل حسب النظرية الكلاسيكية كانت ما بين   4-5 أيام التي تكون على التوالي من نفس الحمولة التدريبية حتى تستنفذ المخزون الكليكوجين ثم مع إعطاء مدة 2 أيام الباقية من الدائرة التدريبية للراحة و الإنتعاش و الإستشفاء .

ونتيجة لما ذكر سلفاً  فإن جميع برامج التدريب  وقد بنيت جميع قوانين التخطيط الخاصة بها على مبدأ ظاهرة ما فوق التعويض لمخزون و مستويات الكليكوجين على الرغم من أن هذه النظرية تحدثت عن مفهوم الأداء لمختلف الجهود البدنية و الحياتية التي يواجهها الشخص .  حيث لا أحد يستطيع قياس القدرة على الأداء  ليس بعد ذلك  ليس الآن  ولذلك فإن القدرة على الأداء هي مفهوم فلسفي مجرد لهذه النظرية . وهنا على مبادئ هذه المفاهيم المجردة  لهاته النظرية إعتمد المدربين والرياضيين لسبب ما خطة و برمجة لمختلف الحمولات التدريبية  و هذا في جميع الألعاب الرياضية من دون إستثناء. لماذا هو الأمر كذلك….؟

الجواب بسيط  ليس من الضروري للمدرب أن يعرف الكيمياء الحيوية ( ليس بالضروري أن يكون متخصص في علم الكيمياء الحيوية ) حيث في السنوات الأخير حقق الكثير من المدربين نتائج باهرة و أرقام قياسية و لم يكونوا متخصصين في الكيمياء الحيوية  وعلم وظائف الأعضاء و الميكانيكا الحيوية و علم التشريح وهو ما يكفي لرسم منحنى للتغيرات في مختلف الحمولات التدريبية  مع  نظرية ظاهرة ما فوق التعويض  مثالية و رائعة من القدرة على الأداء أو الأداء الشكلي المثالي المنجز في مختلف المنافسات الرياضية ( و هذا أمر واقعي معاش لا غبار عليه وجب الإستسلام له  ) .

حيث أن الوصف لنموذج الكلاسيكي من طرف الروسي ( ل.ب. ماتفييف ) لبناء و هيكلية العملية التدريبية على مدار السنة الميلادية الواحدة  في شكل و هيكل أكثر إكتمالاً من قبل الروسي  ( ل.ب. ماتفييف )   من سنوات (1977-2000) و من الممكن تحديد الأحكام و المبادئ الرئيسية التالية التي يستند إليها النموذج “التقليدي الكلاسيكي” لنظرية التخطيط السنوي و المرحلي للتدريب الرياضي :

-1-مبدأ التسلس و التموج للحمولات التدريبية , وكقاعدة عامة يكون هناك تغيير طوري و متكرر في حجم و شدة الحمولات التدريبية الرئيسية .

-2-يجب أن تكون نسبة الحمولات التدريبية المخصصة للدعم في الحجم الإجمالي للحمولة  لإستخدام الوسائل التدريبية المساعدة الهامة في الفترة الإنتقالية والفترة التحضيرية وأن تنخفض تدريجياً مع إقتراب مرحلة المنافسات.

-3-الإستخدام المعتدل للوسائل الإستشفائة و الحمولات التدريبية المتوسطة في الفترة الإنتقالية والفترات التحضيرية و مع أن تكون هناك زيادة تدريجية في حصة هذه الحمولات التدريبية عند إقترابها من فترة المنافسات.

-4-و بصورة عامة  فإن التكتيل و التوحيد النسبي لمختلف الحمولات التدريبية الرئيسية للتدريب البدني والتقني التكتيكي في الدورة السنوية والإستخدام المتكامل لها من أجل إيجاد حل مواز للمشاكل التالية :

  • -أ- زيادة إمكانيات القدرات الحركية (من خلال عمليات الهدم و البناء الحركي ).
  • -ب-  تحسين القدرة على تحقيق هذه الإمكانات الحركية (من خلال التدريب التقني والتكتيكي).

-5- وفي المرحلة النهائية من العلمية التدريبية يكون هناك إستخدم تمارين و تدريبات طريقة المنافسة كأداة تدريب رئيسية للتدريب المتكامل, وتجمع النتائج التي تحققت في مختلف مراحل و فترات العملية التدريبية في كتلة واحدة  تتسم بتماسكها وفاعليتها في مظهر معقد و مركب.

-6-ومن الضروري أثناء العملية التدريبية هي الحفاظ على الحالة الصحية لرياضي مما يكفل إمكانية إتمام العملية التنافسية الرئيسية لرياضي بنجاح.

-7-تكرار الحمولة التدريبية و هذا على خلفية مراحل و فترات الإنتعاش و الإستشفاء غير مكتملة من الجسم و الغير مرغوب فيها  على الرغم من أنه في بعض الحالات هذا يجوز . و خلال العملية التدريبية  ينبغي أن يزيد مستوى القدرة الخاصة على الأداء بشكل مطرد  مما يقلل من مستواه في مراحل منفصلة مما يدل على الإنحراف عن الخط الصحيح في تنظيم  العملية التدريبية .

-8-  المشاركة في المسابقات ممكنة ومرغوبة خلال كامل فترة تشكيل ظاهرة النموذج الرياضي ( الفورمة سابقاً ).

 

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،