الرياضة البيئية

ان رعاية ودعم الأنشطة في الفضاءات التي يرتادها الشباب والأطفال بانتظام، تتطلب من المؤسسات الرياضية ومن الواجب عليها أيضا أن تشرح للفئات العمرية أن الهواء غير النقي، والتلوث، وغياب قنوات الصرف الصحي، والضجيج والضوضاء… إلخ، كلها عوامل سلبية تضر بصحتهم وبالبيئة.
وبالتالي فالعلاقة التي تجمع الرياضي بالبيئة تعتبر علاقة حميمية ومتبادلة، لأن البيئة السليمة والصحية تنتج أبطالا من مستوى عال.
إن “البيئة السليمة والصحية” من الطبيعي أن تنتج أبطالا من مستوى عال، بينما البيئة المتدهورة تكون لها انعكاسات سلبية على الرياضة، وتأثير أكبر على الرياضيين. لذا وجب على نجوم الرياضة الاضطلاع بدور جوهري في توجيه الشباب، لأنهم يعتبرون الأبطال الرياضيين رموزا يحتذى بها ومثلهم الأعلى.
ويجب الاستفادة من السمعة والشعبية التي يحظى بها الرياضي لدى الجمهور ، من أجل التوعية بأهمية المحافظة على البيئة، والانعكاسات السلبية لتلوث الطبيعة، لذا وجب على المؤسسات الرياضية القيام بدورها في الترافع على ضرورة ممارسة رياضية في فضاء سليم وصحي، ومذكرة بأن الطبيعة تشكل البعد الثالث للحركة الأولمبية، بعد الرياضة والثقافة، وبأن العامل البيئي يعتبر أساسيا في اختيار المدن التي تحتضن الألعاب الأولمبية. ووضع الخطوط العريضة لبرنامج رياضي يعطي الأولوية لممارسة الرياضة في طبيعة ملائمة، وبيئة سليمة، من خلال القافلات التثقيفية التي تنتشر بمجموعة من المدن.
وانطلاقا من كل هذه المعطيات، يجد الرياضي نفسه معنيا بالإشكاليات البيئية، لأنه على علم مسبق بالقيم التي تنشرها الرياضة، كثقافة الاحترام؛ وبالتالي فجميع الرياضيين، وخصوصا ذوو الشهرة الكبيرة، من الواجب عليهم نشر هذه الرسائل، لأن لديهم السمعة التي تمكنهم من القيام بذلك، يبقى فقط التوفر على الإرادة السياسية، وإشراك وسائل الإعلام، والبحث عن الأفكار المناسبة.
ان الانخراط الكلي في المحافظة على مبادئ التنمية المستدامة، من خلال تبني مقاربات تحترم البيئة، تهم على الخصوص الماء، والهواء، وتدبير إعادة تدوير النفايات، والمحافظة على التراث، وإعادة التأهيل الطبيعي، إضافة إلى دفع المسؤولين إلى خلق فضاءات خضراء جديدة مع الأخذ بعين الاعتبار مسألة التربية، والالتزام بالبعد الإيكولوجي.
ويعتبر انخراط الرياضيين بجميع تخصصاتهم في نشر هذه الرسائل من دون شك وسيلة لتوعية وتثقيف المواطنين بالمسائل البيئية.
وتضاف مثل هذه الرسائل والمبادرات إلى الأحداث الكبرى التي تنظم ، كدورات تغيير المناخ؛ وهو ما سيسمح بتأثير أكبر في السياق الحالي.


ا. د. محمود داود الربيعي/ كلية المستقبل الجامعة/ قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة – العراق

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،