تكيفات تدريب القوة، الاسهام الخلوي والموروفولوجي في زيادة القوة

تعد تدريبات المقاومة العالية لتطوير القوة (HRST) واحدة من اكثر اشكال التمرينات المستخدمة في التدريبات البدنية الفعالة والتي تعزز من مستوى اداء الرياضيين وتزيد من ضخامة العضلات الهيكلية . ومن خلال ما يلي سوف نبين مدى اسهام تدريبات القوة العالية في تطوير وزيادة القوة والحجم وسنتناول الموضوع من الجانب الخلوي (التراكيب الخلوية للاعضاء) ومن الجانب الموروفولوجي (شكل الجسم). ان التكيف الموروفولوجي الابتدائي هو بأتجاه زيادة مناطق الجسور المستعرضة على عموم العضلة وكذلك داخل الليف العضلي الواحد والتي تعد سبباً للزيادة الحاصلة في حجم وعدد اللويفات العضلية كذلك من التغيرات المحتملة كالتأقلم والتكيف الموروفولوجي في التركيب البنائي لليف العضلي وتغيرات في نوع الليف فضلاً عن كثافة الالياف العضلية وتراكيب الانسجة الضامة والاربطة. ومن الادلة الغير مباشرة للتكيفات الخلوية نذكر على سبيل المثال امكانية استعادة التعلم وشمول التنسيق المتولد نتيجة الخصوصية في التدريب كذلك نقل التدريب من طرف لاخر وتحسن متوقع في للانقباض العضلي نتيجة عملية النقل هذه في التدريب. ويمكن ان تعد قوة الشد الخاصة لجميع العضلات دليل واضح ومرئي لهذه الزيادة على انها احدى مظاهر التكيف الخلوية بالاضافة الى عوامل موروفولوجية اخرى (التضخم العضلي الهادف للالياف نوع 2 , زيادة في زاوية الحركة لليف , زيادة في الكثافة الشعاعية) كل ما تقدم يشكل مجموعة من مظاهر التكيف للتدريب العالي بالاثقال ومما لاشك فيه هو ان احراز تقدم في تدريبات القوة العالية (HRST) جاء نتيجة التداخل الكبير والمزيج الفعال بين العوامل الخلوية والموروفولوجية على الرغم من ان التكيفات الخلوية قد تأخذ الجانب الاكبر في المساهمة في تطوير القوة خلال المراحل المتقدمة من التدريب. – ان تمرينات المقاومة المبرمجة ضمن منهاج صحيح اذا ما نفذت لعدة اسابيع وبتقنين صحيح فأن من الممكن ان يستفاد من تأثيراتها او التكيفات الناتجة عنها لمدة 12 شهر تقريباً مما زاد من اهمية استخدام هذا الاسلوب لتطوير مستوى الرياضيين 1- التكيفات الخلوية : 1-1- التغيرات في معظم حجم العضلة: يلاحظ من خلال المتابعة الجوهرية والمستمرة لممارسة تمرينات مقاومة عالية وفعالة تتسبب في زيادة حجم العضلة بعد عدة اشهر من التمرين, وهذا ما سجلته ادبيات التدريب العلمي المتخصص. وقد بين المختصون في هذا المجال من خلال استخدامهم لتقنيات مسحية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI), الرسم السطحي الالكتروني (CT) و الموجات فوق الصوتية قد بينت وبشكل ملحوظ وجود زيادة معنوية في مناطق الجسور المستعرضة (ACSA) عقب فترات تدريبية قصيرة نسبياً (8-12) أسبوع وقد بينت كشفت هذه التغيرات تقنية الرنين المغناطيسي (MRI) بسبب دقة وضوح الصورة المأخوذة لعمق العضلة وتعد (أي الرنين) من التقنيات الحديثة في الكشف عن تغيرات دقيقة استخدمت في العقد الاخير من القرن الماضي ومن أصحاب التجربة (Narici) حيث اختبر التغيرات في القوة العضلية ومناطق الجسور المستعرضة (ACSA) بتقنية (MRI) وميل النشاط العضلي بتقنية (Emg) بعد مرور 6 أشهر من التمرين بمقاومة شديدة. وقد لاحظ زيادة خطية في مستوى التقدم ما بين التدريب والتضخم العضلي (Hypertrophy). مع عدم ظهور اي علامات لهضبة التدريب (Plato) خلال هذه الفترة التدريبية المستمرة على طول الاشهر الستة , ومن الجدير بالذكر انه خلال الشهرين الاولين كانت نتائج القوة العضلية للعضلة الرباعية الفخذية يسير بشكل موازي للزيادة في مناطق الجسور المستعرضة (ACSA)

كما وتعد العوامل التالية مؤثرة في مستوى تطور القوة باستخدام اسلوب HRST ونذكر منها:

تأثير المجموعات العضلية:

يعد نوع المجموعة العضلية لها الاثر الواضح في مستوى التطور من ناحية الحجم للعضلة نفسها او في زيادة مناطق الجسور المستعرضة حيث اثبتت بعض الدراسات ان مدى تطور الحجم لعضلات الاطراف العليا خلال مراحل التدريب هي اكبر من مدى تطور حجم العضلات للاطراف السفلى حيث وجد ان نسبة التطور في العضلات المادة لمفصل المرفق لمناطق الجسور المستعرضة بنسبة 22% اما في العضلات المادة لمفصل الركبة فقد كانت نسبة التطور 6% , ويعزى هذا الفرق في التطور بين المجموعات الى ان عضلات الفخذ الرباعية وذات الرأسين الفخذية (عضلات مقاومة لجذب الارض) هي تحت الاستخدام المستمر ومتهيئة دائماً في حالات الوقوف او المشي ولذلك لم تبدي استجابة كبيرة او ردود افعال خاصة لهذا النوع من الاثارة والمقصود بها نوع التدريب باسلوب (HRST) مقارنة بالطرف العلوي.

تأثير الجنس:

اذا ما علمنا ان مستوى القوة لدى النساء مقارنة بالرجال تتراوح من 40%-60% كذلك هذه النسبة تنطبق على نسبة الجسور المستعرضة الموجودة في الالياف العضلية للمرأة فلن نجد غرابة في حدوث فارق واضح في مستوى التضخم العضلي بين الرجل والمرأة, فضلاً عن انخفاض مستوى اندروجين الدم لدى المرأة يعتبر احد العوامل المهمة التي تعطي الفارق في حجم العضلات وبالتحديد الاستجابة للتضخم العضلي نتيجة التدريب بأسلوب (HRST). ولكن هذا لايعني ان مستوى تطور القوة بين النساء المتدربات وغير المتدربات هو متدني بل بالعكس فقد سجلت عدد من البحوث ان نسية التطور الحاصل لدى النساء بعد فترة من وضع منهاج تدريبي باستعمال شدة قصوة لتدريبات المقاومة قد سجل نسب مرتفعة ويعزى ذلك الى القدرة العالية للتكيف الخلوي. بينما الرجال يبقون محافظين على النسبة الاعلى في تطور الحجم.

تأثير العمر:

مما لا شك فيه ان هناك فارق اكيد بين تدريب الشباب وتدريب البالغين في مستوى تطور الحجم للعضلة ومناطق الجسور المستعرضة حيث سجلت نسب اقل لدى البالغين مقارنة بالشباب وان كانت هناك حالات فردية جاءت مغايرة لهذه النتائج.

المصادر:

– Alway SE, Grumbt WH, Stray-Gundersen J, et al. Effects of Macresistance training on elbow flexors of highly competitive bodybuilders. J Appl Physiol 1992; 72: 1512-21 – Tracy B, Ivey F, Metter JE, et al. A more efficient magnetic resonance imaging-based strategy for measuring quadriceps muscle volume. Med Sci Sports Exerc 2003; 35: 425-33 – Hakkinen K, Kallinen M, Linnamo V, et al. Neuromuscular adaptations during bilateral versus unilateral strength training in middle-aged and elderly men and women. Acta Physiol Scand 1996; 158: 77-88 – Weiss LW, Clark FC, Howard DG. Effects of heavy-resistance triceps surae muscle training on strength and muscularity of men and women. Phys Ther 1988; 68: 208-13

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،