يعد التوقع الحركي عاملاً مهماً ورئيسياً في الانشطة الرياضية وخاصة في الالعاب الفرقية حيث تحتاج تنفيذ المهارات الاساسية وتطبيق الخطط الهجومية والدفاعية إلى قدرات توقع حركات الزميل او الكرة او المنافس والتوقيت السليم مع الحركة او الخطة المرسومة لتطبيقها بشكل دقيق وسريع لاحداث تفوق هجومي ومباغتة الفريق المنافس او للتحرك السريع والدفاع ضد الكرات القادمة من الفريق المنافس وتعتبر المرحلة التمهيدية للحركة دالاً ومؤشراً للتوقع الصحيح فعند اداء أي حركة يمكن توقع المرحلة الرئيسية فمن خلال الانتباه والتركيز على اتجاه جسم اللاعب وحركة الذراعين واليد الضاربة للكرة وسرعة واتجاه الكرة وارتفاعها يمكن للاعب الاستجابة السريعة وتوقع حركة اللاعب المنافس وهذه يمكن مشاهدتها في مهارة استقبال الارسال او الدفاع عن الملعب او حائط الصد للتصدي لهجمات الفريق المنافس واحباط خططه الهجومية والقيام بالهجوم بالمعاكس بشكل فعال أما التوقع الحركي لحركات الزميل فمن خلال الاتفاق المسبق على الحركات والتطبيقات الخططية التي تدرب عليها اللاعبين اثناء الوحدات التدريبية يمكن التحرك للقيام بالهجوم الساحق من خلال الانتباه على حركة اللاعب المعد واتجاه جسمه وحركة يديه لاعداد الكرة كذلك على نوع الاستقبال الواصل اليه من حيث السرعة والارتفاع والبعد عن الشبكة وان التوقع الصحيح والتوقيت السليم لايأتي الا عن طريق زيادة الخبرة من خلال التدريبات المتنوعة التي تنمي القدرات العقلية بصورة تجعل تنفيذ الواجبات المهارية والخططية بشكل طبيعي وانسيابي وسرعة ودقة عالية ونظر لتميز لعبة الكرة الطائرة في طبيعة المنافسة بالسرعة في الاداء والتنويع في الحركات واللعب فلابد للاعبين الادراك الصحيح للمواقف السريعة والمفاجئة والاستجابة السريعة التي تتناسب مع الموقف لذا يجب ان يتميز اللاعب بالسرعة والدقة في التوقع الحركي لتنفيذ الواجبات المكلف بها دون بطأ او تردد او خوف للوصول إلى الاداء الامثل في المستوى المهاري والخططي .
وهناك العديد من التعريفات للتوقع الحركي ومنها :
أنه ” العملية او المنهج الذي يستخدم قابليات الافراد في أتخاذ القرار المحتمل للنجاح في عدة مواقف متنوعة “، وعرف أيضا بأنه ” استخدام الافراد لمعلومات مسبقة للتقليل من زمن اختيار الاستجابة ” ، وأنه ” قدرة اللاعبين في زيادة سرعتهم للتحضير والتحرك استعداداً إلى ضربة قادمة اليهم من خلال مراقبة منافسيهم “، وهو ” المعرفة المسبقة لهدف الحركة والخطة الحركية التي ترتبط بهدفها والذي يؤدي إلى وضع منهج التصرف الحركي والتقصير في زمن رد الفعل الحركي، وهو أيضاً ” الاكتشاف المبكر لهدف الحركة الرئيسي قبل قدومه وذلك للتقليل من زمن الاستجابة الحركية لخدمة الواجب الحركي للمهارة او الحركة المطلوبة “
انواع التوقع الحركي:
يعد التوقع الحركي أحد العمليات الاساسية التي يتم عن طريقها تحقيق انسجام اللاعب مع الاداء في مسار زمني ومكاني محدد ولهذا نستطيع القول بأن اللاعب الماهر يتمكن بالتنبأ بماذا سيحدث في البيئة المحيطة به ومتى سوف يحدث وبعدها يستطيع ان يؤدي الفعاليات او المهارات الاساسية بشكل دقيق وباستجابة حركية سريعة بناءا على المعلومات الواردة من الحافز . وهناك عدة أنواع للتوقع الحركي وهي:
1- توقع الحدث أو المكان : “وهو التنبأ حول ماذا سوف يحدث في محيط الاداء وبالتالي يسمح للاعب في تنظيم حركاته مسبقاً بحيث أذا وقع الحدث المتوقع فيمكن للاعب ان يبدأ او يستهل أستجابة مناسبة بسرعة عالية ” ، “أو هي طريقة يتمكن منها اللاعب المؤدي توقع الفعاليات المستقبلية وهي معرفة أي نوع من المثيرات التي سوف يتم تقديمها وماهي الاستجابات التي يتطلبها ” ، فاللاعب المدافع يتوقع المكان الذي تسقط فيه الكرة المضروبة من اللاعب المهاجم والتحرك السريع لأخذ الوقفة المناسبة والاتجاه المناسب لحركة الدفاع ولاعب حائط الصد على الشبكة يتوقع اتجاه الهجوم على الشبكة في أي مكان يكون للتحرك وصد هجمات الفريق المنافس، والتوقع المكاني يعتمد على المعلومات المسبقة حول اتجاه الكرة وسرعتها واستخدام هذه المعلومات لاتخاذ القرار المناسب للاستجابة قبل وصول المثير الفعلي.
2- التوقع الوقتي او الزماني : “وهو التنبأ متى ستحدث الحركة او المهارة لكي يقوم بتنظيم حركاته مسبقاً لمواجهة هذه الحركة او المهارة للتصدي لها ” ، وأيضاً “هي امكانية المؤدي من ان يتجاوز أو يقلل من الزمن الفعلي للاداء، وان هذا التقصير في زمن الاستجابة يعتمد على برمجة المعلومات في الدماغ بسرعة فاذا تمكن اللاعب او المؤدي توقع متى يصل المثير فسوف يستطيع ان ينقص زمن الاستجابة نقصان كبير ” ، أذا توقع اللاعب المدافع اللحظة التي سوف يقوم اللاعب المهاجم بضرب الكرة او اسقاطها خلف حائط الصد او توقع لحظة قيام اللاعب المعد باعداد الكرة للهجوم عندها يستطيع اللاعب المدافع او المهاجم تنظيم حركاته مسبقاً والوصول إلى الكرة في التوقيت المناسب.
وهناك أنواع أخرى للتوقع الحركي هي :
1- توقع حركات الغير: وهو كل مايطرأ على محيط الرياضي وتشمل :
أ- توقع حركة الزميل: هي الحركة التي يتوقع بها اللاعب حركات زميله أو زملائه من الفريق نفسه ورسم خطة للتصرف الحركي حيث ستخدم الواجب الخططي للفريق، وهذا مانلاحظه من خلال تطبيق الخطط الدفاعية والهجومية بالكرة الطائرة حيث ان اللاعب يجب ان يتوقع ويتصور حركة الزميل من أجل أن يتصرف ضمن المجموعة الواحدة لأنجاح الخطة المرسومة وتقديم المستوى الافضل.
ب- توقع حركة المنافس: توقع حركة المنافس، وهذا التوقع سوف يكون أصعب لأن صفات المنافس غير معروفة ولا يعرف هدفها لهذا يجب أن يستوعب اللاعب المدافع أو لاعب حائط الصد الموقف الصحيح من أجل أن يضع كافة الامكانات لتوقع حركة المنافس واتخاذ القرار الصحيح لمواجهته لتحقيق الهدف.
ج- توقع حركة الاداة: وهي توقع حركة الاداة سواء كانت من اللاعب الزميل أو اللاعب المنافس وهذا مانلاحظه في الارسال حيث يجب على اللاعب المستقبل معرفة سرعة الارسال وتوقع وصوله والى أي مكان يتجه وأيضاً بالنسبة لحركة اللاعب المهاجم حيث ينتظر أتجاه الكرة وسرعتها من اللاعب المعد لتنفيذ الواجب الهجومي بصورة دقيقة، ومهارة الدفاع عن الملعب وحائط الصد يلاحظ اللاعب حركة اللاعبين المهاجمين وحركة الكرة واتجاهها وسرعتها وبعدها يؤدي الاستجابة الحركية التي تتناسب مع الموقف المحدد.
2- التوقع الحركي الذاتي:
وهي حالة داخلية منسجمة ومرتبطة بالاداء والحالة الفكرية، وهو انسجام الرياضي مع الواجب الملقى عليه والتوقع مع الذات، وهي قدرة اللاعب على تفسير الحركات المركبة مثل توقع حركة القدمين او حركة اليد الضاربة بالهجوم أو حركة الذارعين والقدمين في مهارة حائط الصد وأستقبال الارسال والدفاع عن الملعب .
3- توقع نتائج الموقف :
هذا النوع والذي يعني به وجود أكثر من مهاجم ومدافع يشتركون بأمكاناتهم وتوقعاتهم في موقف واحد وهو أصعب أنواع التوقع الذي يواجهه اللاعبين في الالعاب الجماعية، فالأماكن التي يقف فيها كل مهاجم وفق خطة هجومية وعدد المهاجمين المشتركين في هذه الخطة، كذلك اللاعب المدافع وتحركه ضمن خطة دفاعية متفق عليها مسبقاً مع حركات زملاءه في الملعب فالانسجام والانسيابية والتحرك في وقت واحد وبسرعة استجابة عالية والقدرة على توقع حركات الزملاء هي المقياس الحقيقي لاداء اللاعبين في تطبيق الخطط الجماعية.
فالرسم التالي يشرح كيفية ان الشخص يستلم المعلومات مسبقاً حول أداء الحركة والعملية تتم عنده وأذا كانت المعلومات وأشكالها كافية فهذا يساعد الشخص في ان يختار مسبقاً الاداء او الاستجابة اللازمة:
– مرحلة التعرف على المثيرات: هي تحليل وتفسير المعلومات والمثيرات، ويمكن للفرد معرفة ما الذي يحدث في البيئة المحيطة به، وهي التي تسمح للبيئة التواصل مع الفرد.
– مرحلة اختيار الاستجابة: ويقرر الفرد الاستجابة المناسبة فمثلاً على اللاعب المهاجم أتخاذ القرار السريع حول ما أذا عليه ضرب الكرة المرفوعة أو أسقاطها خلف حائط الصد.
– مرحلة برمجة الأستجابة: ان تنظيم وبدء الحركة يمكن تحقيقه فقط بعد أن يتم التعرف على المثير واختيار الاستجابة، وبعدها يجب على المؤدي ترجمة الفكرة المجردة إلى مجموعة من الافعال الفعلية التي تنفذ الاستجابة، وان هذه المعلومات تحدث اثناء مرحلة برمجة الاستجابة وهي مجموعة العمليات النهائية التي تسمح للفرد التواصل مع البيئة.
ويتضح من الرسم ان الشخص الذي يستلم معلومات مسبقة ويتوقعها يساعده في تقليل زمن رد الفعل والاستجابة السريعة لأنه نظم الاستجابة بصورة أسرع وبدون المرور بمرحلة أختيار الاستجابة وهذا سوف يساعد على تطبيق المهارات الحركية بكفاءة عالية ويعتبر التوقع الحركي ضروريا لانه عملية استراتيجية لتقليل الوقت في كافة الحالات .