الثراء….. هو وصف يدل على الغنى.
والثراء وهو يرمز إلى كثرة المال. والشخص الغني هو الذي يملك المال الكثير ويوصف بأنه ثري
ولكن هل أن الثراء يقتصر على المال فقط؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من الخوض في حيثيات هذا المصطلح العميق والذي يبدو أنه لا يقتصر على المال والثروة المادية فقط بل يمتد إلى الثراء اللغوي والعلمي. والثراء المعرفي والأدبي والثراء الحركي والذي هو يهمنا كمتخصصين في مجال التربية البدنية وعلوم الرياضة.
يطرق أسماعنا في بعض الأحيان مصطلح يعتقده البعض غريباً نوعاً ما وهذا المصطلح هو ((الثراء الحركي)) في مجال التربية البدنية وعلوم الرياضة… فهو يعني امتلاك الفرد الرياضي للقدرات البدنية الاساسية والثانوية والقابليات التوافقية والقدرات المهارية والنفسية التي تجعله قادراً على أداء كل الحركات والواجبات الخاصة بفعاليته أو لعبته بمستوى عالي من الجودة والدقة والتوافق والتوازن والانسيابية من خلال القدرة العالية على الربط بين اجزاء تلك الحركات او الواجبات المنفذة بشكل مترابط إذ تكاد أن تكون جملة الحركات وكأنها حركة واحدة عند أدائها بسبب انعدام الفترات الزمنية بين اجزاء تلك الحركات, ولكن السؤال الذي ربما يطرح:
هل هنالك علاقة بين الثراء الحركي والأداء المهاري؟ وما هي طبيعة العلاقة بينهما؟
الأداء المهاري والثراء الحركي وطبيعة العلاقة بينهما
أن الأداء المهاري هو المحصلة النهائية للثراء الحركي فاللاعب الذي يتسم بالثراء الحركي يكون ذو اداء مهاري عالي الجودة والأداء المهاري ببساطة يعني ((قدرة اللاعب على أداء المهارات الفنية للعبة أو الفعالية بمستوى عالٍ من الدقة والتوافق والتوازن والرشاقة والترابط الحركي الذي تؤطره الانسيابية العالية في الأداء نتيجة لانعدام الفترات الزمنية بين تلك المهارات الفنية إذ يظهر ذلك الأداء وكأنه جملة واحدة مترابطة ومتصلة مع بعضها بعضاً))، ولذلك لا يمكن الفصل بين كل من الأداء المهاري والثراء الحركي نتيجة للعلاقة الوثيقة بينهما، لان اللاعب الماهر هو الذي يكون. ثري بقدراته البدنية والمهارية والنفسية وبقابلياته التوافقية وهذا ما يجعل اداءه مهارياً. وبلا شك إن قدرة الرياضي على أداء سلسلة من الحركات أو الواجبات أو المهارات الفنية بالسرعة والدقة العالية لا يمكن أن تحصل إلا من خلال تضافر وتآزر العديد من هذه القدرات البدنية والنفسية والمهارية من أجل خدمة الواجب الحركي.
أن تكامل وانسجام هذه الجوانب مع بعضها بعضاً يُلقي بظلاله على مستوى ذلك الأداء مما يجعله يتسم بالعديد من الخصائص والصفات كالاقتصاد بالجهد نتيجةً لاشتراك مجموعات عضلية محددة لأداء الواجب الحركي وهذا يقلل حدوث التعب فضلاً عن الدقة المتناهية في الأداء نتيجة لدقة تجهيز الايعازات العصبية الواصلة لتلك العضلات مما يضفي سيطرة عالية لجهاز التحكم (الجهاز العصبي) على جهاز التنفيذ (الجهاز العضلي) وخصوصاً للمجموعات العضلية المشتركة في الواجب الحركي والمجموعات العضلية الساندة لها ومستوى عالٍ من التوافق العضلي العصبي علاوةً على الانسيابية العالية في الأداء بحيث يظهر بشكل متناسق ومتصل نتيجةً لانعدام الفترات الزمنية بين مفاصل وأقسام الحركات أو المهارات, فضلاً عن السرعة المطلوبة في انجاز الواجب الحركي المحدد وخاصة هناك مهارات تتطلب سرعة عالية عند أدائها بينما هناك مهارات أخرى تتطلب سرعة أقل عند الأداء.
إن الأداء المهاري ذا المستوى العالي يتميز بالموازنة (التي هي إحدى أهم مرتكزات الثراء الحركي) ما بين عمليتي الشد والارتخاء وهذا يعكس صورة عالية لدقة الأداء من حيث التقلص والانبساط في العضلات فضلاً عن الدقة العالية والمثلى في كل من زمان ومجال الحركة كما انه يتميز بالتوقع العالي نتيجةً للخبرات والتجارب المتراكمة التي يتمتع بها اللاعب الذي يمتلك ذلك الأداء من جراء التدريب والتكرار والممارسة والقدرة العالية على التصرف بالمعلومات المعقدة التي يمتلكها الرياضي عن المهارات أو الحركات وهذا ما يجعله ذو توقع عالي ومسبق وله القدرة على أن يتصرف على أساس ذلك فضلاً عن التكيف والتأقلم على أداء المهارات والحركات بمختلف الظروف والمواقف المختلفة في المنافسة والقدرة الفائقة على مواجهة كافة المتغيرات والمفاجئات والتصرف على أساس ذلك وبشكل لا يؤثر ذلك على سرعة ودقة الأداء.
ومما لا شك فيه إن الاداء الحركي وفق الوصف أعلاه هو اداء حركي ماهر، ويسمى بالأداء المهاري ((الأداء الماهر)) والذي يتسم بمواصفات ومميزات خاصة تجعله يوصف بالماهر.
أن الأداء المهاري المثالي والمميز يتصف بمجموعة من الخصائص والمميزات التي تجعلنا ننعته بهذا النعت، فهو يتميز بالاقتصاد بالجهد والوقت والقدرة العالية على التحكم والدقة في الأداء فضلا ً عن التكيف مع كل ظروف ومتغيرات ومتطلبات المنافسة علاوة ً على السرعة المناسبة في انجاز الواجب الحركي والتوافق العالي والترابط المثالي بين مكونات الحركة والوزن الحركي أو الحركة الإيقاعية المنظمة بين عمليتي الشد والارتخاء العضلي الأمثل والانسيابية والسهولة في أداء الحركة وجماليتها.
خارج النص:
الثري هو الذي يستطيع عمل كل شيء … واللاعب الثري يستطيع ان يعمل كل حركة أو مهارة أو واجب بفعاليته او لعبته بمنتهى الجودة والفن.