التحول الرقمي وتأثير اعتماد التقنيات الجديدة من قبل مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي العراقية

تعريف التحول الرقمي

يمكن القول انه من الصعب جداً أن نرى تعريف موحد للتحول الرقمي حيث تعمل كل مؤسسة على تبني التعريف الخاص بها والذي يعبر عن رؤيتها للعالم الرقمي ولاقتصاد المعرفة. ولكن لو حاولنا إيجاد تعريف موجز وعملي يمكن أن نعرف استراتيجية التحول الرقمي على أنها إحدى الطرق المستخدمة لإعادة هيكلة المؤسسة بهدف دمج التقنيات الرقمية في جميع مجالات التحول الرقمي داخل المؤسسة، وذلك من أجل الحصول على رضا العملاء، من خلال سرعة التسليم وزيادة كفاءة وجودة المنتجات, فهي عملية مستمرة تقوم بها المؤسسات للتكيف مع متطلبات عملائها ومنسوبيها المتغيرة عبر الاستفادة من القدرات الرقمية لتحقيق متطلباتها

أهمية التحول الرقمي

تزداد أهمية التحول الرقمي مع الظروف غير المسبوقة التي يعيشها العالم اليوم ولعل الخطوة الأولى في رحلة التحول الرقمي هي وضع استراتيجية التحول الرقمي التي سترسم معالم الطريق وتحدد المحطات المفصلية والأهداف الاستراتيجية وأطر العمل والنماذج والمنهجيات ومؤشرات قياس الأداء الرقمي.

رفع الوعي بالتحول الرقمي

  1. تصميم خطة للإعداد القيادات في التحول الرقمي والتأكد من دعمهم لنجاحها من خلال فهم واضح وشامل لمتطلبات التحول الرقمي واستراتيجية تنفيذه.
  2. تصميم خطة تدريبية لرفع مستوى وعي منسوبي الهيئة بالتحول الرقمي بناءً على تقييم الوضع الحالي وتحديد المفاهيم المطلوب التوعية بها والمؤسسات الداعمة له في المملكة.
  3. عقد ورش عمل لرفع مستوى وعي منسوبي المؤسسة بالتحول الرقمي واستراتيجيته

دعم رفع مستوى نضج التحول الرقمي

  1. مراجعة تقارير قياس نضج مؤشر التحول الرقمي وتحديد نقاط القوة والضعف وتحليل الثغرات المطلوب استكمالها وأولويات الاستكمال.
  2. تحديد مستهدفات واقعية زمنية للوصول للمستهدف من مؤشر قياس التحول الرقمي الحكومي وإعداد خطة لتحقيق هذا المستهدف بمهام محددة وموارد متفق عليها ومسؤوليات تنفيذية واضحة.
  3. متابعة تنفيذ مهام خطة تحسين مؤشر قياس التحول الرقمي وتحديد جودة تنفيذها وتوصيات التنفيذ بشكل دوري

التحول الرقمي يساعد في تبسيط العمليات

يمكن أن يساعد التحول الرقمي أيضًا في تبسيط العمليات سواء كانت الإدارية او الإنتاجية داخل المؤسسات أو الجهات الحكومية والمنظمات، مما يجعلها أكثر كفاءة وفعالية. وذلك من خلال أتمتة المهام والعمليات المتكررة داخل تلك الجهات، فمثلاً يمكن للشركات إعطاء موظفيها الحرية الكافية للتركيز على المزيد من الأنشطة ذات القيمة المضافة، مثل تطوير منتجات أو خدمات جديدة أو تقديم دعم أكثر قيمة للعملاء

التحول الرقمي يساعد في تحسين إدارة البيانات

علاوة على ذلك، يمكن أن يساعد التحول الرقمي الشركات والمنظمات على تحسين إدارة البيانات وقدرات التحليل بداخلها. فباستخدام الأدوات والتقنيات الرقمية المناسبة، يمكن للشركات جمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات من مصادر مختلفة، مثل تفاعلات العملاء وبيانات المبيعات وغير ذلك من طرق. يمكن أن يوفر ذلك أيضاً العديد من الرؤى القيمة حول سلوك العملاء وتفضيلاتهم واحتياجاتهم، والتي يمكن أن تساعد الشركات على اتخاذ قرارات أفضل وتحسين عروضها.

التحول الرقمي يساعد في الحفاظ على القدرة التنافسية

يمكن أن يساعد التحول الرقمي الشركات والمنظمات في الحفاظ على قدرتها التنافسية في سوق سريع التغير كما نشهد هذه الفترة. فمع استمرار تقدم التقنية وتطور توقعات العملاء، فإن الشركات والمنظمات التي تفشل في التكيف تخاطر بالتخلف عن منافسيها. ومن خلال تبني التحول الرقمي، يمكن للشركات البقاء في الطليعة والاستمرار في تقديم القيمة لعملائها.

تطلعات استراتيجية التحول الرقمي

هناك أربع تطلعات رئيسية للاستراتيجية تتطلب تعاون كافة الجهات المعنية من أجل تحقيقها، وهي:
– الخدمات الرقمية ومشاركة المستفيدين
-الابتكار وحكومة قائمة على البيانات
– استثمارات وحلول مستدامة
– قوة عاملة رقمية وتحوّل ثقافي

ولتحقيق هذه التطلعات والوصول إلى الأهداف المرجوة، وجب العمل على تنفيذ المشاريع الرقمية والبرامج الموجهة للمستخدمين من أجل الوقوف على الوضع الحالي والموارد المتاحة، وتطوير العمليات المطلوبة ثم البدء في تنفيذ المشروعات ذات العلاقة.

التحول الرقمي والاستدامة

شهدت مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي العراقية في العقود الأخيرة، مجموعة من التغييرات المهمة، التي أتت بفعل تزايد الاتجاهات التكنولوجية والاجتماعية نحو الرقمنة، بشكل مفرط، الأمر الذي ألقى بها في خضم ثورة رقمية. ومثل جميع الثورات، ينطوي التحول الرقمي على إعادة ضبط للهيكلية في جميع المنظومات والقطاعات، ابتداءً من سلسلة الإنتاج والطاقة إلى الخدمات المصرفية. في الوقت الحالي، يرتبط اعتماد التقنيات من قبل الجامعات بتحول النموذج الفكري والإدراكي، وتحدى النمط السائد، وحيث يتم تصور التكنولوجيا على أنها بيئة متكاملة ومترابطة تتيح التعلم الرقمي. وبهذه الطريقة، يتم تركيز الاهتمام على الطلاب أكثر من التركيز على التكنولوجيا نفسها، بالإضافة إلى الاستثمار والبناء على خبرات التعلم التي تتيحها هذه التكنولوجيات الناشئة.
في هذا السياق، تعد الرقمنة ضرورة في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، حيث يمكنها جذب المزيد من الطلاب الأفضل، وتحسين تجربة الدورات والمواد التعليمية وعملية التدريب بشكل عام. كما تسمح بالمراقبة والمتابعة من أجل الكشف عن عقبات ومعيقات التدريب وتقليل خطر التسرب من مقاعد الدراسة.
ومع ذلك، فإن التردد في فهم واستغلال الفرص للتحرك نحو هذه البيئة الرقمية لا يزال قائماً. كما ومن الضرورة أن يتم التحول الرقمي وفقًا لمسلمات التواصل، لتوحيد التزامها بتلبية توقعات مختلف المجموعات ذات الاهتمامات بالأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

التحول الرقمي والإدارة المستدامة

فيما يتعلق بالإدارة المستدامة، يمكن لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي العراقية الاستثمار في استخدام وتطوير التقنيات النظيفة في أنشطتها وإدارة النشر في بيئة نفوذها. وفي هذا الاطار، يتم الإشارة إلى التكنولوجيا النظيفة، على أنها تقنية بيئية أو خضراء أو سليمة بيئيًا، وهي العملية أو الخدمة التي تقلل من التأثيرات البيئية السلبية من خلال تحسينات كبيرة في كفاءة الطاقة أو الاستخدام المستدام للموارد أو أنشطة حماية البيئة. هذه العمليات، بشكل أساسي، أقل تلويثًا، وتستخدم الموارد بشكل أكثر استدامة، وإعادة تدوير المزيد من النفايات، بالإضافة إلى معالجة النفايات بشكل أفضل. وبالمثل، فإن تطوير التقنيات النظيفة يعتمد على تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولمواكبة هذا المنظور، تقوم مؤسسات التعليم العالي بالجهود خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي يتم استضافتها عبر الإنترنت .

مفهوم التعليم في العصر الرقمي من خلال نظرية الترابطية

أدى تغلغل التكنولوجيا في المجتمع إلى تغيير طبيعة الخدمات والمنتجات، ومعنى الوقت في العمل، بالإضافة إلى العديد من التغيرات في عمليات التعلم نفسها. وهكذا، يمكننا القول أن التكنولوجيا الجديدة شكلت سيناريو جديد في المجال التعليمي. في هذا السياق، تبرز الترابطية كنظرية تعلم للعصر الرقمي تحاول تفسير التعلم المعقد في عالم اجتماعي رقمي يتطور باستمرار. وقد أخذ المجتمع التعليمي بعين الاعتبار هذه النظرية، والتي يعتبرها البعض نموذج مشتق من علوم الكمبيوتر، فهي تستند على مفهوم الشبكة مع العقد والوصلات لتحديد التعلم.
وقد ظهرت نظرية الترابطية لتفسر كيفية حدوث عملية التعلم في عصر المعلومات فاعتبرت أن التعلم يتم من خارج الشخص وليس من داخله كما كانت تركز عليه النظريات التعليمية التقليدية. كما تُعرف التعلم بأنه عملية مستمرة تحدث في سيناريوهات مختلفة، تتمثل في المجموعة والشخصية والمكان، تعلم الاتصال بين الشبكات يحدث اختلافًا حاسمًا بين النظرية الترابطية ونظريات التعلم التقليدية.
أسس الدكتور جورج سيمنز النظرية الترابطية , في عام2004, واعتبرها الكثير من الخبراء والباحثين النظرية التربوية الرابعة التي تناسب جيل اليوم وأدواته، وفي هذا أشار سيمنز إلى أن بعض نظريات التعلم التقليدية لها قيود، مثل السلوكية والمعرفية والبنائية، لأنه تم تطويرها عندما لم يكن للتكنولوجيا تأثير كبير على التعلم. أي أن هذه النظريات قد تطورت عندما كانت المعرفة تنمو ببطء. في حين أن المعرفة في وقتنا الحالي تنمو بمعدلات غير مسبوقة، الأمر الذي يتطلب أدوات تعلم ونظريات وتفسيرات جديدة. كما وتعرف ويكيبيديا الموسوعة العربية الترابطية، بأنها” نظرية تقوم على فرضية أن المعرفة موجودة في العالم وليس في رأس الفرد بشكل مجرد. وبشكل عام، نظرية النشاط والإدراك الموزع هي تخصصات قائمة حول نموذج الترابط، لأنها تعتبر أن المعرفة تتواجد داخل نظم يتم الوصول إليها من خلال أفراد يشاركون في أنشطة ما. لقد أطلق عليها اسم نظرية التعلم في العصر الرقمي، “بسبب الطريقة التي استخدمت لشرح تأثير التكنولوجيا على معيشة الناس، كيفية تواصلهم وطريقة تعلمهم.”
وهنا تستند مبادئ الاتصال إلى حقيقة أن التعلم والمعرفة يعترفان بتنوع الآراء وأن العلاقة بين مصادر المعلومات، لها الأولوية، مما يسهل التعلم باستمرار. وبالمثل، فإن القدرة على رؤية الروابط بين المواضيع والأفكار والمفاهيم أمر أساسي. هذا بالإضافة إلى أن عملية صنع القرار نفسها هي عملية تعلم، أي اختيار ما يجب تعلمه والمعنى المتغير للمعلومات الواردة.

التحول الرقمي وتأثير اعتماد التقنيات الجديدة من قبل مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي

الرقمنة هي تحويل المنتجات المادية أو التناظرية إلى موارد رقمية. وتُعد الرقمنة، عملية تطوير جذرية في طريقة عمل المؤسسة باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة في توافق مع أهداف المؤسسة والعملاء.
يمكن لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، نقل منتجاتها وعملياتها إلى السحابة أو شبكة افتراضية لإتاحة الفرصة للوصول إلى المزيد من العملاء، بالإضافة أيضًا إلى توفير التكاليف أو تقليل الآثار البيئية. الرقمنة هي شكل من أشكال إزالة المواد. يسمح التحويل إلى التقنية الرقمية للشركات بالاستفادة من الاتجاهات الناشئة مثل البيانات الضخمة أو إنترنت الأشياء.
يتزايد تأثير الرقمنة على حياة الأفراد وعمل المؤسسات، حتى أنه أصبح من النادر أن تجد مؤسسة أو شخصاً ليست له علاقة “بالرقمنة” من قريبٍ أو بعيد. مما أوجد مصطلح “الأميون الرقميون”، وهنا يتم الإشارة إلى أنهم الأشخاص الذين لا يلمون بكيفية التعامل مع تقنيات المعلومات الرقمية.
يعمل التحول الرقمي على دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع الجوانب، مما يتطلب تغييرات في مجالات التكنولوجيا والثقافة والعمليات، من بين أمور أخرى. من أجل الاستفادة من التقنيات الناشئة والتوسع السريع في الأنشطة البشرية، يجب على المنظمات إعادة اختراع نفسها وتحويل جميع عملياتها، وبحيث تضع أي استراتيجية الابتكار في التكنولوجيا وتعديل الثقافة المؤسسية ضمن أولوياتها.
من الناحية الزمنية، يعتبر التحول الرقمي هو أساس الثورة الصناعية الرابعة، بسبب ما أحدثه من تغيير تكنولوجي، ينطوي على اعتماد مهارات جديدة للأفراد، بالإضافة إلى إعادة هيكلية المؤسسات؛ إذ أن هذه التحولات تجري في عالم الصناعة والعمل. وانطلاقاً من هنا يمكن للتحول الرقمي ومن خلال محو الأمية الرقمية، إجراء العديد من التدخلات التي تسمح باستخدام الرقمنة على نطاق موسع، وبحيث تشمل مساحات التعلم الجديدة البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي , كموارد تعليمية، مما يضيف قيمة إلى القضايا المترابطة في التعليم العالي. وبالتالي، تسمح البيانات الضخمة للطلاب باكتشاف الاتجاهات فيما يتعلق بأساليب التدريس الجديدة، مثل التعلم التكيفي، الذي يولد تعليمًا شخصيًا مستمدًا من جمع بيانات الطلاب المتعلقة بالعمر أو العادات أو السلوك.
تساعد هذه الأدوات على أن يكون التدريس بتكلفة أقل، كما يعزز قدرات المستخدمين ويخلق ملفًا شخصيًا مخصصًا للطالب.. من ناحية أخرى، تستخدم مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي الذكاء الاصطناعي من أجل إضفاء الطابع الشخصي على عملية قبول الطلاب، وتحديد المتقدمين الأكثر احتمالاً للنجاح في درجاتهم وشهاداتهم. بالإضافة إلى ذلك، تسمح هذه التقنية، من بين أمور أخرى، بمساعدة التدريسي في تحديد تقدم الطالب، أو التحكم في عملية التدريس إذا لاحظ أن هناك فجوة في الفهم.
من ناحية أخرى، تعمل الروبوتات والأتمتة وغيرها من أدوات التعلم التكنولوجي على تغيير طريقة حياتنا وعملنا وتفاعلنا. وبالتالي، تواجه المؤسسات التعليمية التحدي المتمثل في الحفاظ على نظام التعلم الذي ينفذ ثقافة التعلم المستمر والتعلم الذي تقوده التقنيات الناشئة.
هذا بالإضافة إلى أن التحول الرقمي يمتلك القدرة على قيادة التعليم العملي والإبداعي، ويعمل على تضمين نماذج تعليمية جديدة للطلاب والتدريسيين وللعملية التعليمية برمتها، كما و يراهن على الإبداع وريادة الأعمال، حيث أنه يمثل فرصة لزيادة التغطية التعليمية والإنتاجية للمؤسسات.

استراتيجية مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في مجال التحول الرقمي

ان استراتيجية مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي العراقية في مجال التحول الرقمي والرؤية المُستقبلية لكيفية استخدام التقنيات الحديثة لتطوير مؤسساتها التوجه نحو مؤسسات ذكية مُستدامة، والتي تتكامل مع المبادئ للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، يمكن الوصول اليها من خلال الآتي:
– التكامل
– التخصصات المتداخلة
– الاتصال
– المشاركة الفعالة
– الاستدامة
– المرجعية الدولية
– الريادة والإبداع.
وذلك من خلال ثلاث محاور رئيسية وهي:
– الأول بناء وتطوير أساس رقمي مركزي للجامعة.
– الثاني مهارات خريج المستقبل .
– الثالث كليات وأقسام تعليم عالي ذكية وفعالة

التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي

ان مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي واجهت تحديّات جمّة وتطورات متسارعة، فرضت عليها حتمية الاستجابة لتلك المستجدات لضمان البقاء والاستمرار؛ لذا نجد أن التحول الرقمي أصبح أمرًا لازمًا وحتميًا في هذه الجامعة. ويُعد التحول الرقمي تطورًا استراتيجيًا يؤثر على جميع الجوانب الأساسية للتعليم العالي، بدءًا من التخطيط وصولًا إلى التنفيذ والتقويم؛ ولذلك، يتحمل مجلس الجامعة والإدارة مسؤولية كبيرة لاستيعاب هذا التحول والتعامل مع التحديات والفرص التي يمكن أن تعزز من فرص التطوير المستمر، وتوفير بيئة تعليمية تفاعلية تستوعب التقدم التقني والرقمي.
ويشير التحول الرقمي إلى دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات الجامعة، وإجراء التغييرات اللازمة الاستراتيجية والثقافية والتنظيمية والتشغيلية، ومواكبة المستجدات العالمية، وتلبية تطلعات وتوقعات المستفيدين، ومنه تحقيق الميزة التنافسية محليا وعالميا.
ان في قطاع التعليم يشير مفهوم التحول الرقمي، إلى استعمال التكنولوجيا الرقمية والوسائط المتعددة لتحسين عملية التعلم والتدريس والإدارة؛ بهدف تعزيز الوصول إلى المعرفة وتنمية مهارات الطلبة في العصر الرقمي، في حين يُشير مفهوم التحول الرقمي في إدارة مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي إلى استعمال التكنولوجيا الرقمية والتحول من الأساليب التقليدية إلى التقنيات الحديثة في إدارة مؤسسات التعليم العالي.
ويعد التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي توجهًا مهمًا، تتمثل أهميته في تعزيز الكفاءة وتحسين جودة الخدمات الأكاديمية والإدارية، وتحسين إدارة البيانات والمعلومات وتحليلها؛ لاتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة. كما يوفر التحول الرقمي فرصًا واسعة تتمثل في تحسين الوصول إلى التعليم والموارد التعليمية، كذلك توفير فرص التدريب والتنمية المهنية الرقمية، بالإضافة إلى تعزيز التعلم التعاوني والتفاعلي مع المختصين والمهنيين في مجالات مختلفة، وتوفير فرص التعلم عبر شبكة المعلومات والتعليم عن بُعد، كذلك تعزيز مهارات الطلبة الرقمية، فضلًا عن تسهيل عملية التواصل بين أعضاء هيئة التدريس والإدارة والطلَبة وأولياء الأمور.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التحول الرقمي يحقق تكاملًا وتعاونًا مع مؤسسات التوظيف في سوق العمل؛ بتوفير البرامج التعليمية المتخصصة والتدريب العملي والتوجيه المهني للطلبة المنتسبين إليها، وملاءمة مخرجاتها مع متطلبات سوق العمل. كذلك فإن التحول الرقمي يسهم في تحقيق نوع من الاستدامة البيئية، في الانتقال إلى الوثائق الرقمية، وتنفيذ البرامج والورش التدريبية عن بُعد، واستعمال المنصات الرقمية في عقد اللقاءات والاجتماعات المهنية، والتواصل عبر البريد الإلكتروني، كل ذلك يُساعد في الحفاظ على بيئة تعليمية مستدامة، ناهيك عن تطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس والعاملين كافة في استعمال التكنولوجيا والتعامل معها بفعالية.

ويتضمن التحول الرقمي في إدارات مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي جوانب عدة، أهمها:

  • البنية التحتية الرقمية.
  • توفير الأجهزة والشبكات والبرمجيات المناسبة لتنفيذ العمليات الرقمية
  • تطوير التعلم الرقمي، بتكييف الدروس وتقديم المحاضرات للتعلم عبر شبكة المعلومات، واستعمال تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز، إذ يسمح للطلبة بتجربة ومحاكاة واقعية وتفاعلية لتعزيز عملية التعلم. كذلك فإن التحول الرقمي يجوّد عملية جمع البيانات والمعلومات الفنية والإدارية وتخزينها وإدارتها، وتحسين العمليات الإدارية في كافة مجالات العمل الأكاديمي.

وللتحول الرقمي تأثير على العملية التعليمية أيضا في مجال التعلم الذكي والتحليلات التنبؤية؛ بتوظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط السلوك الأكاديمي، والكشف عن التصرفات المشبوهة في استخدام البيانات، والبحث عن حلول وطرق لمعالجة تلك السلوكيات غير الأخلاقية، وذلك لتحقيق النزاهة الأكاديمية وفق معايير الجودة الشاملة في التعليم. كذلك في مجال تقييم وتقويم عمليتي التعليم والتعلم، إذ يمكن ابتكار أنظمة تقييم تفاعلية رصينة، تتواءم والتعلم الرقمي أو التعلم عن بُعد؛ لضمان نزاهة الاختبارات والتقييمات ومكافحة سوء السلوك الطلابي الأكاديمي.
إن التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي ، لا يخلو من تحديات قانونية وأخلاقية؛ لذا يتطلب تطبيقه جاهزية تامة، تتمثل أبرزها في حماية البيانات الأكاديمية والمعلومات الإدارية، وكذلك البيانات الشخصية لمنتسبي المؤسسة، وضرورة توفير إجراءات أمنية قوية لمنع انتهاك الخصوصية. بالإضافة إلى سن قوانين واعتماد لوائح صارمة، تحفظ سرية البيانات، وفي نفس الوقت حق الاستعمال الآمن للتكنولوجيا، وأيضا مكافحة اختراق البرامج والأنظمة الرقمية ، أو التلاعب بالبيانات وإخفاء المهمة منها لمصالح شخصية.
كما قد يواجه التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي ، كأي استراتيجية حديثة، تحديات بشرية تتمثل في مقاومة التغيير، أمام اتجاهات سلبية نحو التحول الرقمي بالاستغناء عن العنصر البشري واستبداله بالآلات والتقنيات الحديثة، أو خوفًا من اكتشاف القصور في المهارات للتعامل مع التكنولوجيا الرقمية، والبحث عن موارد بشرية أكثر كفاءة وتمكننًا من توظيف التقانة، وهذا الأمر يتطلب حتمًا العمل على تشجيع العاملين كافة وأعضاء هيئة التدريس، خاصة للتحول الرقمي بالتركيز على فوائده على المستوى الفردي والمؤسسي، والعمل على تمكينهم في التعامل مع الأوعية الرقمية بِتدريبهم وتطوير مهاراتهم، وتقديم الدعم الفني اللازم بشكل مستمر، والدعوة إلى تفعيل مجتمعات التعلم المهنية لتبادل المعارف والخبرات بين العاملين أنفسهم في توظيف البرامج والمنصات في العملية التعليمية التعلّمية والعمليات الإدارية المرتبطة بها.
وعلى الرغم من تلك التحديات، فَالتحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي يسهم في تحسين مستوى الشفافية؛ باستعمال أنظمة الذكاء الاصطناعي في إدارة المعلومات والبيانات الرقمية، ومن ذلك إتاحة مساحة واسعة لمشاركة الجميع في الإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم، والإسهام في صنع القرارات واتخاذها. كذلك فإن تعزيز مستوى الشفافية يحسن من فرص الوصول إلى الوثائق والتقارير المهمة عبر روابط رقمية تعتمدها الجامعة، متاحة لجميع منتسِبيها والمستفيدين من خدماتها، بما يمكنهم من متابعة القرارات والمستجدات في المءسسات. كما يعزز التحول الرقمي في إدارة المؤسسة من مستوى المحاسبية، من طريق أنظمة محوسبة تسهل عملية تتبّع العمليات الإدارية والمالية بدقة؛ مما يساعد على اتخاذ قرارات حكيمة استنادًا إلى معلومات وأدلة دقيقة وموثوقة.
ولِضمان تحقيق العوائد والمزايا من التحول الرقمي، وتحقيق التحول الرقمي بسهولة ويسر، لا بد لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي أن تتبنى هذا الاتجاه؛ باعتماد خطة استراتيجية تطويرية شاملة، محددة الأهداف والإجراءات اللازمة، وكذلك الأدوار والمسؤوليات، وتوفير الموارد البشرية الملائمة، والموارد المالية الكافية، على أن تكون تلك الخطة الاستراتيجية من المرونة؛ بحيث تتيح للمؤسسة التكيّف مع التحديات والتغيرات المستمرة، والاستفادة من الفرص المستحدثة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
ولتنفيذ التحول الرقمي، يجب توفير فرص التدريب وتوفير الدعم الفني اللازم الذي يساعد أعضاء هيئة التدريس على اكتساب المعارف والمهارات لِتكييف أساليب التدريس وطرق التواصل مع الطلبة في البيئة الرقمية، كذلك توفير الدعم الفني اللازم عبر فرق عمل ممكنة لحل المشكلات والتحديات المرتبطة بالتقانة وتفعيل المنصات الرقمية، مع ضرورة إنشاء منصات افتراضية لتعزيز التواصل والتعاون بين كافة المستفيدين؛ لتبادل التجارب والخبرات في استعمال الأدوات الرقمية في التعليم وتوظيفها.
ان التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي يوفر فرصًا وتحديًّا في الوقت نفسه، يتطلب التكيّف من المستحدثات التكنولوجية، واستثمار الجهود والموارد المتاحة في تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز القدرات الرقمية للجامعة؛ لتطبيق الإدارة الاستراتيجية بكفاءة وفعالية، وذلك بالتحليل البيئي الرباعي الرقمي لنقاط القوة والضعف والفرص والتحديات، واتخاذ القرارات الاستراتيجية المناسبة للتحسين والتطوير المستمر. علاوة على ذلك تحقيق تعليم عالي الجودة، وتلبية احتياجات الطلبة وطموحاتهم المستقبلية، وتمكينهم من تحقيق القدرة التنافسية، والإسهام الفاعل في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع بكافة أبعادها ومجالاتها.
أن التحول الرقمي هو جهد خاص تباشره مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي العراقية في تصميم نظام الأعمال المميز، والذي يسمح لها باستثمار تقنيات الاتصالات والمعلومات إلى أبعد مدى، مما ينعكس على تمتعها لكل ما تتيحه التقنية الرقمية من إمكانيات للعمل والأداء لم تكن متوفرة من قبل. هذا بالإضافة إلى تمتعها بمزايا تصميم نظام الأعمال الذي يحقق لها السبق في المنافسة، بحيث يتضمن تصميم الأعمال الاختيار الذكي لعناصر متنوعة ومختلفة من أهمها:

  • اختيار العملاء والمستفيدين من الخدمة.
  • تحديد المزايا الفريدة التي تقدمها المنظمة لعملائها.
  • إمكانية تحديد المغريات للموارد البشرية للعمل في المنظمة.
  • تصميم وسائل بناء وتحقيق الربحية.
  • تصميم آليات للتميز والتطور.
  • إتاحة إمكانية تصميم نطاق الأعمال لتحقيق أقصى قيمة.
  • تصميم البناء التنظيمي المناسب.
  • تصميم آليات إدارة المعلومات والمعرفة.

أن مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي العاقية في ظل مفهوم التحول الرقمي لها تعتمد بالدرجة الأولى على التكنولوجيا الحديثة، ومن ثم يجب عليها تلبية متطلباتها التكنولوجية والمعلوماتية بصورة مستمرة حتى يمكنها البقاء والتواجد والمنافسة، وبالتالي يجب أن ترتكز على رأس المال البشري والفكري المتميز، وذلك من أجل تلبية التحديات والمتغيرات المؤثرة على فرص بقائها.

كيف تظهر أهمية التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي؟

أن التحول الرقمي في حد ذاته لا يعد هدفاً منشوداً، وإنما هو وسيلة لتحسين كفاءة ونوعية الأداء الجامعي، حيث يقود بصورة مؤكدة إلى تطوير الجامعة وكافة خدماتها، ومن ثم يمكن أن تظهر أهميته فيما يلي:

  1. طرح عناصر حاكمة جديدة في تصميم الجامعة، وهيكلها التنظيمي، الأمر الذي يقود إلى تقلص بعض المهام، أو ربما عدم ظهورها، ويؤدي ذلك إلى ظهور مهام جديدة.
  2. تحقيق التكامل بين الوظائف الأساسية للمؤسسات، الأمر الذي يمنح المؤسسة المرونة المناسبة، ويوفر متطلبات اتخاذ القرارات بصورة ذات كفاءة وفعالية.
  3. يسهم في زيادة فاعلية مهام التنسيق بين وظائف المؤسسة ومهامها وأنشطتها، وهذا ما ينعكس بوضوح على تحسين كفاءتها ويرفع من رضا الأطراف المعنية بفعاليتها.
  4. يسهم في تطوير منظومة اتخاذ القرارات، وتطوير فرص استثمار إمكاناتها البشرية والمادية في ظل دخول المؤسسات في ميدان المنافسة.
  5. يؤدي إلى تطوير الأنماط القيادية والإدارية، وظهور معالم فلسفة إدارية جديدة هي الإدارة بالمعلوماتية، التي تتيح تفعيل مبادئ التمكين والمساءلة والنزاهة والشفافية.
  6. يساعد على إتاحة أنشطة وخدمات جديدة قابلة للتسويق، الأمر الذي يوفر قيمة مضافة ويحقق إيرادات مهمة للمؤسسة.
  7. يقود إلى توفير اختصاصات متجددة، ومن ثم مسافات تصمم على وفق حاجة زبائن وعملاء المؤسسة جميع المستفيدين من معارفها، وخدماتها، وهذا ما يتسق مع مفهوم الجودة والي يولي اهتمامه بالعميل.
  8. يساهم في إتاحة ودمج العديد من العمليات وتهيئة وتوفير المستلزمات البشرية والمادية، ومن ثم تحقيق الوفر على هذا النحو يعد أمراً مهما للكفاءة الاقتصادية والإدارية.

ما هي متطلبات التحول الرقمي لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي؟

أن إقامة مؤسسة رقمية يعتمد على المعرفة ودمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كافة مجالاتها وخدماتها يعد هدفاً رئيسياً تسعى إليه العديد من المؤسسات في الوقت الحالي، إذ تعد السمة الغالبة للتغييرات الظاهرة في كافة النظم الجماعية تشير إلى سيادة واضحة للرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولذلك فإن التحول الرقمي لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي يتطلب الآتي:

  1. بناء رؤية رقمية وصياغة استراتيجية التطوير من خلال تكوين صورة كاملة ورؤية واضحة عن وضع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المؤسسة بما يمكن أن يساعدها على تصور مكانتها المستقبلية.
  2. توفير الإطار التشريعي والدعم الإداري والمالي لكي تم ترجمة الرؤية الرقمية إلى الواقع، إذ يجب على المنظمة العمل على توفير الدعم، والتمويل الازم للتنفيذ، بما يساعد على اقتناء التسهيلات اللازمة للدخول إلى الرقمية وتأهيل النظم العاملة والعاملين للتعامل الإلكتروني.
  3. اختيار نقطة البداية والذي يتطلب قدراً واسعاً من الإلمام والمعرفة بآليات العمل المنظم وفقاً للأسلوب العلمي والمنهجي، وذلك من أجل تحقيق انتقالات هادئة ومتزنة ومحسوبة وفقاً لمعايير ضابطة مضمونها دراسة الدوى لكل قرار نحو الرقمية.

أن نجاح عملية التحول الرقمي لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي لا يعتمد على مدة فاعلية عملية التحول فقط، بل يتطلب الأمر قدرات ومهارات وخصائص شخصية لقيادة المؤسسة وكافة أعضاءها ، والتي تعكس مدى إيمانهم والتزامهم بعملية التحول الرقمي ومراحلها.

أهمية استراتيجية التحول الرقمي لمؤسسات التعليم الالي والبحث العلمي

إحدى أهم فوائد التحول الرقمي تتمثل في أنه يتيح لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي تقديم تجربة أفضل للعملاء. ففي عالمنا اليوم، يتوقع العملاء تجربة العديد من الطرق التي يمكن لهم التفاعل مع المؤسسة بها، سواء كانوا يتفاعلون مع المؤسسة عبر الإنترنت أو عبر الهاتف أو شخصيًا. ويأتي هنا دور التحول الرقمي الذي يمكن له أن يمكّن المؤسسة من استخدام التكنولوجيا لتخصيص تفاعلاتها مع العملاء، مما يجعلهم يشعرون بالتقدير.

تحليل وتقييم متطلبات استراتيجية التحول الرقمي لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي

  1. تحليل متطلبات أصحاب المصلحة في التحول الرقمي والخطط الوطنية
  2. تقييم الوضع الراهن من خلال دراسة استراتيجية المؤسسة في التحول الرقمي
  3. تحليل أولويات إدارة التحول الرقمي ليتناغم مع أهداف وأولويات المؤسسة الاستراتيجية
  4. توثيق وتقييم مكونات بنية المؤسسة الحالية.
  5. توثيق التوجهات العالمية ذات الصلة
  6. تحليل وتصميم معمارية النظم بناة على نماذج الخدمات والإجراءات

الأهداف والتوجهات الاستراتيجية لتطوير مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي

ان التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي سوف يساهم في وضع الخطة الاستراتيجية لتطوير منظومة التعليم العالي التي اعتبرت أن متطلبات عصر المعلومات والتقنية والعولمة هو بمثابة التحدي الرئيسي أمام منظومة التعليم العالي في العراق، وضرورة التصدي لها، وكان من أهم الأهداف والتوجهات الاستراتيجية لتطوير مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي الآتي:

  1. تحديث الإطار المؤسسي والتنظيم الهيكلي العام ومن ثم وضع تشريع جديد متكامل لمنظومة التعليم العالي.
  2. تطوير تقنيات التعليم، واستثمار تقنيات المعلومات والاتصالات وابتكار أشكال جديدة من التعليم عن بعد.
  3. تعميق الصلات بين مؤسسات التعليم العالي في العراق ومع مثيلاتها في الخارج على المستويات الإقليمية والدولية.
  4. تطوير نظم التعليم وقواعده، بما يتيح فرص التطبيق الواعي للتعلم المستمر والتعلم مدى الحياة.
  5. استثمار تقنيات المعلومات والاتصالات في تطوير وتنويع نظم وأِشكال وبرامج التعليم، وإتاحتها للراغبين في التعليم دون قيود المكان أو الزمان.
  6. ضرورة استحداث أنماطاً جديدة من التعليم العالي من خلال استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ما هي أهم الخدمات لشبكات مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي ؟

هناك العديد من المحاولات والمشروعات التي تعكس جهود التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي ومن أهمها مشروع إنشاء شبكات المؤسسات الذي يعكس مدى اهتمام المؤسسات باستخدام التكنولوجيا في التعليم العالي، التي أصبحت تقدم الكثير من الخدمات التي تتمثل في الآتي:

  1. توفير شبكة اتصالات قوية ذات سرعات فائقة تربط بين المؤسسات فيما بينها وبين الباحثين والأساتذة.
  2. توفير الاتصال للمجتمع الأكاديمي في المؤسسات بالشبكات العالمية مثل شبكة الإنترنت وشبكة البحوث الأوروبية وغيرها.
  3. إتاحة تنفيذ العمليات الحسابية التي تحتاج إلى مصادر غير متوفرة لدى الباحثين من خلال البنية الأساسية للشبكات الحسابية بدول العالم.
  4. تسجيل نطاقات الإنترنت على مستوى المؤسسة والخاصة لجميع النطاقات الفرعية سواء الحكومية أو التعليمية أو العلمية.
  5. استضافة وتشغيل والمساهمة في إدارة أجهزة مشروعات تطوير التعليم العالي متمثلة في (التعليم الإلكتروني، التدريب، المكتبة الرقمية، إدارة نظم المعلومات بالمجالس)، وذلك من خلال الشبكة الداخلية لشبكة المؤسسة.
  6. توفير خدمة البريد الإلكتروني لأعضاء هيئة التدريس بالمؤسسة.
  7. المساهمة في بناء وتطوير شبكة المؤسسة من خلال تقديم الاستشارات والدعم الفني والتقني المتقدم وتنظيم الزيارات الدورية لتذليل أي عقبات فنية.
  8. تصميم واستضافة صفحات معلومات للمؤسسة والجهات المختلفة.
  9. تنظيم الدورات التدريبية المتخصصة وتقديم خدمة المؤتمرات والنشاطات العلمية.

مشروع تسريع التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي
استراتيجيات الصف المقلوب

الهدف من المشروع هو المساهمة في انتقال المؤسسات نحو الاستخدام التربوي للتكنولوجيا الرقمية ويهدف هذا الانتقال أيضاً إلى التأثير على جودة التدريب وإمكانية توظيف الطلبة والانفتاح الدولي لهذه المؤسسات.
ويقترح المشروع دعم مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي لتقديم دورات مختلطة وتحديث طرق التدريس الخاصة بها من خلال التكنولوجيا الرقمية من أجل:

  • وضع المؤسسة في المعايير الدولية للتعليم العالي من حيث استخدام التكنولوجيا الرقمية في ممارسات التدريس
  • تقوية مرونتها وقدرتها على امتصاص الصدمات الخارجية
  • تقوية وتحسين عمليات التعلم
  • الاستجابة لتحديات تكثيف التعليم العالي والبحث العلمي

يستجيب المشروع لحاجة أساسية واستراتيجية تصوغها المؤسسات لمساعدتها على تحويل جزء من دوراتها إلى التعلم عن بعد وتمكينها من ضمان الاستمرارية التربوية في مواجهة الأزمات الصحية المرتبطة بالأوبة والوضع غير المستقر في المنطقة. كما يهدف إلى تضخيم استخدام التكنولوجيا الرقمية لمساعدة التدريسيين على اكتساب مهارات تربوية وتكنولوجية جديدة، وتزويدهم بفرص جديدة للتطوير، سيسمح الجانب الإقليمي للمشروع بإنشاء روابط تعاون بين المؤسسات الشريكة، وسيساهم في ظهور مشاريع تدمج ، وتعزز الابتكار والتجريب وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة في مجال التعليم الرقمي.

المكونات الرئيسية لهذا المشروع:

  1. تدريب المدربين في التعليم الرقمي.
  2. تقديم نموذج الفصل الدراسي المقلوب في التدريب الجامعي
  3. إدامة النظام من خلال إنشاء دبلوم جامعي في التعلم الإلكتروني
  4. إنشاء أو تعزيز الفضاء الرقمي داخل المؤسسة.
  5. تبادل الممارسات الجيدة من خلال إنشاء منصة إقليمية سيتم استخدامها لمشاركة السيناريوهات المختلطة المختلفة

ا. د. محمود داود الربيعي/ كلية المستقبل الجامعة/ قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة – العراق

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،