مهارة الضرب الساحق بالكرة الطائرة

[الاستاذة الدكتورة ناهدة الدليمي]

مهارة الضرب الساحق بالكرة الطائرة:
الضرب الساحق:- هو عبارة عن ضرب الكرة بإحدى اليدين بقوة لتعديتها بالكامل فوق الشبكة وتوجيهها إلى ملعب الفريق المنافس بطريقة قانونية ، وهي مهارة يصعب إتقانها ويرى ( ساندروفي : Sandorofi ( 1996 ) ) أنها مهارة تتطلب مركب من التوقيت والتوازن والقوة العضلية وسرعة الحركة وبدون الميكانيكيات الصحيحة فان كل هذا يعد جهدا ضائعا .
إن الغرض الرئيس من عملية الضرب الساحق في لعبة الكرة الطائرة هو الحصول على نقطة من نقاط المباراة وحيازة الإرسال فلو ظلت لعبة الكرة الطائرة تلعب بدون الضربات الساحقة إلى أيامنا هذه واقتصرت على مجرد تمرير الكرة بين اللاعبين ووضعها في المكان الخالي من ارض ملعب الفريق الأخر لاستمرت مباراة كرة الطائرة يوما كاملا أو أكثر بسبب ارتفاع مستوى الفرق الرياضية في تكنيكات الدفاع الحديثة واتخاذ المواقع المناسبة والسليمة وهذا يحول دون إيجاد ثغرات تتيح الحصول على نقاط سهلة لذا ظهرت مهارة الضرب الساحق في الكرة الطائرة تلك تعد المهارة الهجومية الأساسية التي تعمل على تفوق الفرق المتنافسة .

أهمية الضرب الساحق :
من خلال الإطلاع على العديد من المصادر العربية والأجنبية في لعبة الكرة الطائرة وهي التي تخص لاعبي الضرب الساحق، وجد إنهم يتميزون بطول القامة وقوة الضرب والقفز وسرعة الحركة والرشاقة والتوافق العصبي والعضلي ومرونة الكتف والعمود الفقري وسرعة رد الفعل والتوقيت والتحكم وحسن التصرف والذكاء والثقة بالنفس والدقة في الأداء الحركي وتوجيه الضربات في المناطق المعينة من الملعب فضلا عن قدرتهم على الهبوط بسلام ثم الاستعداد للدفاع عن موقعه .
إن قوة القفز تعطي اللاعب الضارب الحصول على أفضل ارتفاع ممكن وهذا لا يعني إنهم لا يحتاجون إلى أفضل توازن وتوافق وتحكم لأجزاء الجسم لضرب الكرة في أثناء الارتقاء من أعلى ارتفاع بأفضل مكان يسمح بمرور الكرة بعيدا عن أيدي لاعبي حائط الصد وفي ملعب المنافس قبل أن يسمح للفريق المضاد باتخاذ مواقعهِ الدفاعية للوصول إلى الكرة بالسرعة والتوقيت الصحيح نتيجة قوة وسرعة الكرة الناتجة من قوة الذراع الضاربة .
إن مهارة الضرب الساحق إذ تعد اللمسة الثالثة وهي تتطلب إخلال دفاع حائط الصد وضرب الكرة في مكان يصعب معه دفاع حائط الصد من الفريق المنافس وهذا الأخر يستلزم الدقة في الأداء مع القوة اللازمة .

مراحل الأداء الفني للضرب الساحق:-
تنقسم مراحل الأداء الفني للضرب الساحق إلى أربع مراحل متتالية هي:
1-مرحلة الاقتراب : يقف اللاعب الضارب عند خط الهجوم مواجها للمعد في حالة استعداد وتكون المسافة من ( 2 – 4 ) متر ، يقوم اللاعب الضارب بالجري في المنطقة التي سيؤدي منها الضرب الساحق ويتم الاقتراب بخطوتين على الأكثر ، ويتطلب الاقتراب سرعة كبيرة عند ذلك، حتى يستطيع استخدام الضربة الأفضل لقوة الوجهة الأمامية في أثناء مرحلة الوثب فيبدأ اللاعب بالحركة بمجرد خروج الكرة من يد المعد ، ويستلزم أن تكون الخطوة الأولى للرجل اليسرى ( للضارب الأيمن اليد ) لتحديد اتجاه اللاعب بالنسبة للكرة وأما الخطوة الثانية فتتميز بطابع معين فهي سريعة وعميقة وواسعة . إذ يقع مركز ثقل الجسم خلف عقبي القدمين بالتساوي وتمتد الذارعين من أسفل للخلف عاليا بقدر الامكان في أثناء الخطوة الأولى حتى تصلا إلى مستوى عمودي على الجسم في الخطوة الثانية . وتكون الذراعان مائلتين بالتساوي في نهاية المرحلة وقبل الوثب ، وتختلف حركة الذراعين تبعا لطبيعة الجري والمسافة المقطوعة في مرحلة الاقتراب وطبيعة الجنس ذكرا كان أم أنثى .
2 -مرحلة الارتقاء ( الوثب ) : يتم الوثب بعد خطوتي الاقتراب وانتقال ثقل جسم اللاعب من خلف العقبين إلى القدمين ثم الأمشاط وتكون زاوية الفخذين والركبتين ومفصل الكاحل في أثناء حركة نقل ثقل الجسم من العقبين إلى الأمشاط تبدأ الذراعان في التارجح من الخلف إلى الأمام بأقصى قوة عند مرورها بمحاذاة الفخذين تكون القدمان مثبتتين كاملا وفي هذه اللحظة يتم فرد القدمين والركبتين منثنيتين للحصول على قوة دفع الوثب .
3-مرحلة الضرب : عند وصول اللاعب إلى أقصى ارتفاع ممكن في أثناء عملية الوثب تتحرك الذراع الضاربة للأعلى إذ تثنى من مفصل المرفق وبينما يكون المرفق أعلى من مستوى الكتف ومتجها للامام ويكون جذع اللاعب في حالة تقوس خفيف للخلف من لف الجذع باتجاه الذراع الضاربة فكلما زاد التقوس زادت قوة الضرب ، أما الذراع غير الضاربة فتكون مفرودة أمام الجسم بمستوى أفقي للمحافظة على توازن الجسم في الهواء ويتم الضرب برفع اليد الضاربة للأعلى وتضرب الكرة في أقصى نقطة ارتفاع يصل إليها اللاعب . وتضرب الكرة بالجزء العلوي من اليد وتتخذ الضربة شكل ضربة السوط (WHEB) .
4-مرحلة الهبوط : تتم متابعة الضربة بسحب الذراع للأسفل مباشرة مع منع الذراع من ملامسة الشبكة ، وذلك بلف المرفق للخارج إذ يكون محاذيا للكتف او تسحب الذراع للخلف وضمها للصدر ويجب أن يتم الهبوط في المكان نفسه الذي بدا منه الوثب للمحافظة على التوازن دون أن يتجاوز خط المنتصف ، يتم الهبوط إذ تكون صدمة الهبوط ، ويتخذ وضع الاستعداد في الوقت نفسه للمشاركة في اللعب بالسرعة اللازمة . تتميز الضربات بالقوة في تنفيذها وسرعة في الاقتراب ورشاقة في الوثب ودقة في التوجيه وتعد الضربات الساحقة ذات الأهمية في تحقيق الفوز للفريق وإحراز النقاط إذا ما نفذت بطريقة جيدة .

[الاستاذة الدكتورة ناهدة الدليمي]

أنواع الضرب الساحق بالكرة الطائرة
للضرب الساحق بالكرة الطائرة أنواع عدة هي:
1-الضربات الساحقة المواجهة.
2-الضربات الساحقة المواجهة بالدوران .
3-الضربات الساحقة بالرسغ.
4-الضربات الساحقة الخاطفة.
5-الضربات الساحقة بالخداع.
6-الضربات الساحقة الخاطفة أو السريعة (الصاعدة).

1. الضربات الساحقة المواجهة: تتم هذه الضربة الساحقة بانقباض العضلة المستقيمة البطنية وكذلك العضلات العاملة لتحريك الكتف والذراع. وتتم عملية ضرب الكرة في السطح العلوي أو السفلي إذ تغطي اليد الكرة لإكسابها حركة دوران بمرجح الذراع بكامله في أثناء الضرب وتكون زاوية الذراع قائمة بين الساعد والعضد لإحراز اكبر قوة وراء الضربة الساحقة.
2. الضربات الساحقة المواجهة بالدوران: تتم هذه الضربة الساحقة بدوران قليل في إثناء عملية الاقتراب و يقوم اللاعب بلف هيّن لكتف اليد الضاربة في أثناء الاستعداد لأداء الضربة ثم تتبع الذراع بحركة تتابع في اتجاه الدوران.
3. الضربات الساحقة بالرسغ: تتم هذه الضربة الساحقة عندما يكون اللاعب في حالة تأهب كاملة لأداء الضربة ثم تبدأ بمفاجأة الخصم وذلك بإيقاف حركة الذراع واليد الضاربة قبل ملامسة الكرة مباشرة وأداء الضربة بالرسغ حتى يتمكن من تنفيذها بدقة متناهية في أي مكان يريده اللاعب وتؤدى هذه الضربة أما بدوران الكرة أو بدون دورانها.
4. الضربة الساحقة الخاطفة: تختلف الضربة الساحقة الخاطفة عن الضربة الساحقة بالرسغ. ويرجع ذلك إلى طبيعة أدائها وكيفية تنفيذها. وكذلك إلى طريقة الاقتراب لتنفيذ الضربة. فالاقتراب لأداء الضربة الساحقة الخاطفة غالبا ما يكون موازيا للشبكة أو مائلا إليها. ويكون الارتقاء والوثب أما بقدم واحدة أو بكلا القدمين أما حركة الذراع الضاربة فتكون متأرجحة جانبا في حركة دائرية من أسفل الجنب إلى أعلاه لتقابل الكرة فوق الرأس. وفي أثناء تنفيذ الضربة يقوم اللاعب بلف الجسم لحظة أداء الضربة وغالبا ما يكون الهبوط مواجها للشبكة. وتعد هذه الضربة من أصعب الضربات وأقواها وكذلك من أكثرها خداعا للفريق المنافس.
5. الضربة الساحقة بالخداع: تتم هذه الضربة الساحقة بالخداع بعد تأهب اللاعب لتنفيذ أحدى أنواع الضربات الهجومية بقوة وبعد وصولا إلى أعلى نقطة بعد نهاية الدفع وقد لاحظ حائط صد الفريق المنافس بحكم التنفيذ فيلجأ لتنفيذ الضربة الساحقة بالخداع وتتم بلمس الكرة من أسفل نقطة لها وبأصابع اليد لتعمل الكرة قوس فوق حائط الصد وتسقط الكرة خلفه مباشرة.
6. الضربة الساحقة الخاطفة ((السريعة)): تتم هذه الضربة مثل الضربة السـاحقة المواجهـة حينما يكون ارتفاع الكرة فوق الشبكة بحوالي 30- 50 سم حسب طول اللاعب وتتم بخطوات اقتراب قصيرة سريعة لحظة تنفيذ المناولة ويقوم اللاعب المنفذ للضربة لحظة صعود الكرة. ولذلك تعد من أقوى وأصعب الضربات الهجومية المنفذة من قبل الفريق المهاجم في الوقت الذي يصعب على الفريق المنافس تكوين حائط الصد لها لأنها من الضربات السريعة المفاجئة.

[الكاتب]

المشاركات