مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #2506

    مطاطية عضلة القلب والتضخم
    كلنا نعلم ان التمرينات الهوائية ذات الطابع الهوائي هي التي تسبب الزيادة في حجم القلب واتساع حجيراته وتضخمه وهذا ما تعلمناه في دراستنا في مجال التربية البدنية وعلوم الرياضة ولكن للأسف هذه المعلومة غير دقيقة إذ ان تأثير التمرينات الهوائية هو ليس كذلك فهي تؤثر في عمل القلب في جوانب أخرى ولكنها ليست المسؤولة عن التضخم الذي يحصل للقلب إذ أن دورها هو تنظيم عمل جهاز القلب والدوران وتحسين اقتصادية عمله , ولقد ذكرت العديد من المصادر والمراجع في مجال فسيولوجيا التدريب الرياضي والتي سأستعرض أبرزها بأن التمرينات الهوائية هي من يسبب تضخم القلب وزيادة حجمها إذ أكدت هذه المصادر الدور الرئيسي للتمرينات الهوائية في إحداث التغيرات المورفولوجية التي تخص زيادة حجم القلب وتضخمه وزيادة حجمه ومن هذه المصادر :
    1. فسيولوجيا التدريب البدني / د.مهند حسين البشتاوي 2006 / صفحة 23
    2. مبادئ الفسيولوجيا الرياضية / د.سميعة خليل محمد 2008 / صفحة 159
    3. مدخل إلى الفسلجة في التدريب الرياضي / د.فاضل كامل مذكور / 2008 صفحة 175.
    4. الاسس الفسيولوجية والكيميائية للتدريب الرياضي / د.جبار رحيمة الكعبي / 2007 / صفحة 214.
    5. التحليل البيوكيميائي والفسلجي في التدريب الرياضي / د.ريسان خريبط مجيد 1991 صفحة 41 – 332 .
    6. الفسيولوجيا مبادئها وتطبيقاتها في المجال الرياضي / د.قاسم حسن حسين 1990 صفحة 77 – 78 – 79.
    7. فسيولوجيا الرياضي / د. بهاء الدين ابراهيم سلامة ب ت / صفحة 191 .
    8. علم وظائف الاعضاء والجهد البدني / د.محمد سمير سعد الدين / 2000 صفحة 152.
    9. الخصائص الكيميائية الحيوية لفسيولوجيا الرياضة / د.بهاء الدين ابراهيم سلامة / 2008 صفحة 192.
    10. الموسوعة العلمية في التدريب الرياضي – التحمل بيولوجياً وميكانيكياً / د.طلحة حسام الدين / د.وفاء صلاح الدين / د. مصطفى كامل / د. سعيد عبد الرشيد 1997.
    11. فسيولوجيا الرياضة / د.ريسان خريبط مجيد – د.علي تركي مصلح / 2002 صفحة 32 – 39-40-42-44.
    12. التدريب الرياضي أفكاره وتطبيقاته / د.صالح شافي / 2011 .
    13. علم التدريب الرياضي نظم تدريب الناشئين للمستويات العليا / د.عامر فاخر شغاتي / 2011.
    14. التدريب الرياضي والتكامل بين النظرية والتطبيق / د. عادل عبد البصير / 132.
    15. فسيولوجيا ومورفولوجيا الرياضي وطرق القياس للتقويم / د.أبو العلا أحمد عبد الفتاح – د. محمد صبحي حسانين / 1997 / صفحة 24 – 27.
    16. علم التدريب الرياضي / علي بن صالح الهرهوري / 1994 / صفحة 296.
    17. اتجاهات حديثة في تدريب التحمل – القوة – الاطالة – التهدئة.
    18. فسيولوجيا الايقاعية في التمرينات وتأثيرها على حجم القلب / د.وليد الكبيسي / مقالة منشورة في موقع رابطة الاكاديميين العرب / الفيسبوك بتأريخ 28/ 10/ 2017 .

    ما هو التضخم القلبي
    – التضخم القلبي :

    ان مصطلح التضخم هو زيادة حجم القلب وأبعاده ووزنه والمساحة السطحية للحجيرات الداخلية له والتضخم يكون على نوعين الاول سلبي وهو حالة مرضية عضوية تصيب القلب وتحدث نتيجة لاسباب مرضية وظيفية والثاني ايجابي وهو ما يعرف بـ )) قلب الرياضي ((وسوف نستعرض هذين النوعين … وسنعلم الفرق بين كلا النوعين فالاول والذي يسمى بالتضخم القلبي المرضي والثاني الذي يسمى بالتضخم القلبي بسبب التدريب (قلب الرياضي).

    • التضخم القلبي المرضي:
    هو زيادة حجم القلب ووزنه وأبعاده عند الاشخاص الذين يعانون من مرض تضخم القلب وهم من غير الممارسين للرياضة وهذا في المفاهيم والأعراف الطبية يعد حالة مرضية لابد من متابعتها والاهتمام بها لان تركها يسبب الوفاة للشخص المصاب بهذا النوع من التضخم , ومن المعلوم أن زيادة حجم القلب وتضخمه في هذه الحالة المرضية يعني زيادة الحاجة للاوكسجين وبسبب زيادة حجمه وأبعاده ووزنه وتضخمه غير الايجابي سوف يؤدي ذلك إلى فقدانه لكفاءته وقدراته كونه هو يعمل كمضخة تعمل على ضخ الدم لكافة انحاء الجسم.
    يعد مرض ضغط الدم المزمن وتصلب الشرايين من اهم الاسباب التي تسبب حدوث التضخم القلبي المرضي إذ يحتاج القلب الى قوة كبيرة التغلب على المقاومة عند دخول وخروج الدم من الشرايين عند انقباض عضلة القلب وبذلك يضطر القلب الى زيادة قوة انقباضه للتغلب على هذه المقاومة وباستمرار هذه الحالة وعلى المدى الزمني الطويل وبدون فترات للراحة) بين فترة الانقباض والانبساط( يحصل ترهل في الالياف العضلية لعضلة القلب وذلك بسبب تمددها الزائد والذي يفقدها صفة المطاطية ويجعلها مترهلة وغير قادرة على الارتداد والعودة لحجمها الطبيعي بعد زوال المثير او المؤثر( عامل الارتداد – عند امتلاء البطين الايسر بالدم) وهذا ما يجعل ألياف عضلة القلب فاقدةً لصفة فسيولوجية مهمة وهي المطاطية أي مطاطية ألياف عضلة القلب والتي لها علاقة بقوة القلب حسب قانون ستارلنج الذي يتناول قوة القلب وعلاقتها بمطاطية الألياف.
    ان اصابة ألياف عضلة القلب بالترهل والتمدد يؤدي الى زيادة حجم القلب بالاتجاه السلبي (تضخم القلب كحالة مرضية عضوية) اذ ان القسم النشط من القلب يصبح صغيراً وبذلك تكون قوة القلب قليلة وضعيفة ويصبح القلب غير قادر على ضخ الدم بقوة لبقية انحاء الجسم وبالاستمرار على هذه الحالة يصاب القلب بالفشل في اداء وظيفته ويكون غير قادر على العمل بشكل حيوي اذ يتجمع الدم في البطين الايسر ولا يستطيع البطين من دفعه لنفسه ولبقية انحاء الجسم الاخرى وهذا ما يعرف بالعجز القلبي.

    • التضخم القلبي الناتج عن التدريب الرياضي(( قلب الرياضي)):
    يرتبط مفهوم التضخم القلبي بالضغط الدموي كونه يعد من أهم الاسباب التي تؤدي الى حدوث التضخم بنوعيه السلبي والايجابي , ومن المعلوم أن ممارسة التدريبات الرياضية والاحمال التدريبية تؤدي زيادة تدفق الدم بالشرايين وهذا بدوره يزيد من مستوى الضغط الدموي كاستجابة او رد فعل فسلجي طبيعي لتلك الاحمال البدنية وتجدر الاشارة إلى ان هذا الارتفاع في الضغط يكون وقتياَ ويتلاشى بزوال المثير( انتهاء التمرين) فيعود الضغط إلى مستواه الطبيعي ومن البديهي أن زيادة الضغط الدموي تحصل نتيجة زيادة نشاط القلب وزيادة معدله نتيجة حاجة الجسم للاوكسجين وهذا ما يجعل الدم يتدفق بسرعة في الاوردة والشرايين التي يسير فيها ومما لا شك فيه ان سرعة الدم تتناسب تناسباً طردياً مع النبض فكلما زاد معدل النبض زادت سرعة جريان الدم إذ تذكر (سميعة خليل) بأن ممارسة التمرينات البدنية الشديدة من شأنه أن يزيد من جريان الدم زيادة كبيرة جداً قد تصل إلى (25) ضعفاً ) سميعة خليل محمد , مبادئ الفسيولوجيا الرياضية 2008 , ) ومن الطبيعي أن زيادة جريان الدم وسرعته يرافقها زيادة في مستوى الضغط طبقاً للقاعدة الفيزيائية التي تشير إلى أن زيادة سرعة السائل المتدفق في الأنبوب أو الوعاء تسبب زيادة في الضغط الذي يسلطه ذلك السائل على جدران الاوعية التي يسير فيها أي كلما زادت سرعة السائل المتدفق زاد ضغطه.
    ان ممارسة الاحمال التدريبية تؤدي إلى إحداث تغيرات وتكيفات فسيولوجية للقلب وتحديداً في نسيج عضلة القلب والألياف العضلية له فتحصل زيادة في حجم حجيرات القلب (الاذينين والبطينين) وزيادة في حجم عضلة القلب ووزنه وابعاده وهذا ما يعرف بالتكيف المورفولوجي وهذا ليس بالجديد فكلنا يعرف ذلك وان التمدد الذي يحدث للقلب هو بسبب الضغط الذي يسلطه سائل الدم على جدران عضلة القلب وطبعاً هذا التمدد والتضخم … لا يمكن أن يحصل إلا وفق برامج مقننة وبالتكرارت والتدريب المستمر والمقنن وفق الاسس العلمية ومع مراعاة العلاقة بين الحمل والراحة يصبح القلب وحجيراته قادراً على استيعاب اكبر كمية من الدم بشكل عام وفي البطين الايسر بشكل خاص وطبقاً لقانون ستارلنج فان هذه التغيرات التي تحصل في العضلة القلبية ابتداءاً من زيادة مطاطية الألياف العضلية وزيادة قوة ارتدادها وانتهاءاً بكبر حجم القلب وزيادة مساحة حجيراته من الداخل سوف يكسب القلب قوة أكبر وهذه القوة تأتي نتيجة لزيادة مطاطية الالياف في العضلة القلبية وزيادة قوة إرتدادها لوضعها الطبيعي وهذا ما تؤكده العلاقة بين طول الليفة العضلية قبل انقباضها وبين قوة الانقباض …. وحتى نفهم الموضوع بشكل أعم لا بد ان نتطرق إلى ميزة مهمة من مميزات النسيج العضلي وهي المطاطية والتي تناولها الدكتور(( أثير صبري الجميلي)) بأنها (( قابلية النسيج العضلي لجسم الإنسان على مقاومة المد والمط لدى تسليط قوة شد خارجي عليه ثم استعادة شكله وطوله الأولي بعد إنتهاء تلك القوة أو الشد الخارجي , والمطاطية صفة تخص الأنسجة الرخوة بالجسم وهي العضلات والاوتار والاربطة والانسجة ولا تخص العظام والمفاصل.)) وهذا يشمل القلب كونه عضلة ذات نسيج رخو .
    ومن الطبيعي أن الممارسة الرياضية سوف تلقي عبئاً على كاهل الرياضي واجهزته الوظيفية بشكل عام وعلى قلبه بشكل خاص نتيجة لحالة الاستثارة التي ترافق التدرج بالحمل التدريبي وحاجة الجسم للاوكسجين للاستمرار بالعمل مما يجعل القلب يزيد من وتيرة انقباضاته لتغطية حاجة الجسم من الدم النقي لتحرير الطاقة وفور الانتهاء من العمل البدني والعضلي وزوال المثير(انتهاء التمرين) يعود القلب لوضعه الطبيعي وبشكل تدريجي , ومن المعلوم ان ممارسة الاحمال التدريبية تؤثر على اداء القلب إذ تزيد من سرعة انقباضاته وعمله فتزداد عدد نبضاته وسرعتها وهذا بدوره يسهم في رفع مستوى الضغط الدموي العالي مع تغير طفيف في مستوى الضغط الواطئ وهذا ما يجعل القلب يعمل بأقصى طاقة وبسبب هذا الارتفاع في منسوب الضغط الدموي تتأثر الالياف العضلية لعضلة القلب حيث يزيد ذلك من مطاطيتها وسرعة ارتدادها لوضعها الطبيعي بعد زوال المثير( انتهاء التمرين) ومع التقدم بالتدريب المقنن وفق الاسس العلمية الصحيحة ومراعاة العلاقة بين الحمل والراحة سوف يحدث ما يلي:
    1. تزداد صفة المطاطية لألياف عضلة القلب وتصبح هذه الالياف مطاطية وذات مرونة عالية في الشد والارتداد.
    2. تزداد قوة هذه الألياف والسبب هو أن زيادة مطاطية هذه الألياف يجعل لها قوة كبيرة في الارتداد والعودة لوضعها الطبيعي بعد زوال المثير أو المؤثر (انتهاء العمل البدني).
    3. ان الزيادة في مطاطية ألياف العضلة القلبية وزيادة قوة ارتدادها يسهم في زيادة حجم القلب ومساحة حجيراته الداخلية (البطينين والاذينين) وبشكل يجعل هذه الحجيرات أوسع من حيث المساحة السطحية وهذا ما يسمح لها باستيعاب كميات أكبر من الدم وبذلك يصبح القلب ذو ناتج قلبي أكبر.
    4. إن زيادة مطاطية ألياف عضلة القلب ومرونتها وقوة ارتدادها يكسب عضلة القلب قوة أكبر إذ تصبح عضلة القلب أقوى انقباضاً وبذلك يكون القلب قادراً على دفع الدم بقوة أكبر وهذا ما ينعكس على حجم الدم المدفوع والذي يمكن ملاحظته عن الرياضيين خلال النبضة الواحدة وخلال الناتج القلبي.

    وهنا دعونا نتوقف ونتساءل التساؤل التالي والذي سيثير جدلنا:
    ((كيف نستطيع أن نجعل الدم يجري بهذه السرعة العالية في الاوردة والشرايين وما هي طبيعة التمرينات الرياضية التي ستؤثر على عضلة القلب والتي ستحدث كل هذه التغيرات التي تم ذكرها سلفاً ؟؟))
    لقد أجابت الكثير من المصادر والمراجع العلمية عن هذا التساؤل وذكرت هذه المصادر بأن التمرينات الهوائية هي من يؤثر في زيادة حجم القلب وأبعاده وإحداث التضخم المورفولوجي له ولكن هذا الكلام ((غير منطقي)) للاسف , فالتمرينات الهوائية تحدث تغيرات ولكنها ليست بهذا الاتجاه الذي يتمثل بتضخم عضلة القلب كما نسب اليها , فهي))أي التمرينات الهوائية)) (( غير مسؤولة )) عن تضخم القلب وكبر حجمه وزيادة مساحة حجيراته وهي أيضاً ليست مسؤولة ايضاً عن زيادة مطاطية ألياف عضلة القلب وزيادة سرعة ارتدادها , ولكنها لها تأثيرات ايجابية أخرى على عضلة القلب سيرد ذكرها لاحقاً.

    وحتى نتأكد من ذلك سنستعرض خصائص التمرينات الهوائية وطبيعة عملها ونتساءل هل هذه التمرينات هي من يحدث تلك التغيرات ؟
    • التمرينات الهوائية هي تمرينات تنفذ وفق نظام الطاقة الثالث وتتراوح شدة الأداء أو العمل لهذه التمرينات ما بين 40% الى 60% إذ يتراوح مستوى النبض خلال تنفيذ هذه التمرينات ما بين 130 إلى 150 نبضة في الدقيقة الواحدة وقد يصل مستوى النبض إلى 160 نبضة في الدقيقة الواحدة , ولذلك فإن هذا المستوى من شدة الأداء والنبض لا يؤثر على مطاطية الألياف العضلية أي أن ضمن هذه الحدود من الشدة وهذا المستوى من النبض لا تتكيف تلك الألياف لان مستوى الاستثارة لهذه الألياف أقل من المطلوب , بل تحتاج إلى تمرينات ذات شدة أعلى ومستوى استثارة أكبر لزيادة مطاطيتها وسرعة ارتدادها ولذلك يمكن القول بأن التمرينات الهوائية هي تمرينات مستوى استثارتها لألياف عضلة القلب أقل مما هو مطلوب (مستوى استثارتها دون المستوى المطلوب وأقل من عتبة الأثارة المطلوبة لاحداث الزيادة في مطاطية الالياف العضلية لعضلة القلب ) وطبقاً لذلك فهي لا دخل لها بتضخم عضلة القلب وزيادة حجمها وأبعاده لان أساس تضخم القلب وزيادة حجمه هو زيادة مطاطية أليافه العضلية.
    • التمرينات اللاهوائية هي تمرينات تنفذ وفق نظامي الطاقة الأول والثاني وتتراوح شدة الأداء فيها ما بين 80% الى 100% إذ يفوق مستوى النبض خلال أداء هذه التمرينات الـ (180) نبضة في الدقيقة الواحدة وان هذا المستوى من الشدة والنبض يجعل استثارة القلب عالية (مستوى أو عتبة الاثارة ضمن المستوى المناسب والمطلوب لاحداث الزيادة في مطاطية ألياف القلب ) , وتنفيذ هذا النوع من التمرينات يجعل القلب يعمل بمستوى عالي من القوة نتيجة الاستثارة العالية وبسبب هذه الاستثارة العالية تستجيب الألياف العضلية لعضلة القلب ومع التكرارت الكثيرة والمستمرة ولفترات طويلة وفق اسس علمية صحيحة والاخذ بنظر الاعتبار العلاقة بين الحمل والراحة تتكيف هذه الالياف لتصبح أكثر مطاطية ومرونة وأقوى وأسرع في الأرتداد والعودة للحالة الطبيعية عند زوال المثير وان ما تقدم من تغيرات وتكيفات في الالياف العضلية يلقي بظلاله على جانبين مهمين هما :
    1. زيادة حجم القلب ووزنه وزيادة المساحة الداخلية لحجيرات القلب وبالتالي فإن كمية الدم المدفوع من القلب عبر نبضاته ستكون أكبر .
    2. ان زيادة مطاطية الألياف العضلية في عضلة القلب وسرعة ارتدادها وعودتها للحالة الطبيعية بعد الانتهاء من العمل( وزوال المثير) سوف يزيد من قوة انقباض العضلة القلبية فزيادة مطاطية هذه الالياف ترافقها زيادة القوة الانقباضية لتلك الألياف وبالتالي سوف يكون نبض القلب أقوى ويصبح ذو انقباض أكبر وقوة دفع أعلى. ولذلك فإن التمرينات اللاهوائية هي من يؤثر في زيادة الحجم للقلب وزيادة ابعاده وحجيراته.
    3. زيادة في سمك عضلة القلب والذي هو الآخر يسهم في زيادة حجم القلب وأبعاده كاستجابة فسيولوجية طبيعية من جراء التدريب اللاهوائي ويعود سبب ذلك إلى زيادة سمك الألياف العضلية للقلب كونه عضله أسوةً بالزيادة التي تحصل لألياف العضلات الهيكلية .

    ومن خلال ما تقدم من عرض سنتفق جميعاً على أن استثارة القلب وجعله يعمل بأقصى مستوى وزيادة سرعة جريان الدم لأكثر من (25) ضعفاً لا يمكن أن يحصل إلا من خلال تمرين ذو شدة عالية قد تتجاوز الـ (80%) والذي من خلاله تحدث زيادة في مطاطية الألياف العضلية للقلب وزيادة قوة ارتدادها وهذا ما ينعكس على قوة النبض وزيادة الحجم والناتج القلبي.
    وأخيراً نستنتج أن التمرينات اللاهوائية التي تتجاوز شدة الأداء فيها 80% هي من تزيد من حجم القلب ووزنه وأبعاده وحجيراته وليست ((التمرينات الهوائية)) كما كان سائداً وما يؤكد مقالتي هذه بعض البحوث الألمانية الحديثة في مجال فسيولوجيا التدريب الرياضي والتي تناولت الاساليب والطرائق المناسبة الكفيلة بتضخم عضلة القلب وزيادة حجمه
    ان طريقة التدريب الفتري مرتفع الشدة وفق نظام حامض اللاكتيك والذي يجب أن يرتفع تركيزه عن (8) ملمول وفق دراسات وتجارب حديثة تسهم في زيادة حجم القلب وتضخمه وزيادة ابعاده إذ تعد الطريقة التدريبية (( الفترية الشديدة القلبية الفرايبوركية )) من أفضل الطرق لزيادة حجم القلب وتضخمه والتي من خلالها يتم تنظيم حمل التدريب بشكل علمي ودقيق يضمن إحداث هذه التغيرات للقلب (تضخم القلب) .
    وأخيراَ لابد لنا من أن لا نتجاهل دور التمرينات الهوائية على العضلة القلبية فهي لها تأثيرات ايجابية ولكن بأطر أخرى وهذه الاطر تتمثل بـالآتي:
    1. تلعب التمرينات الهوائية دوراً مهماً في زيادة كثافة الشعيرات الدموية في العضلة القلبية والتي تسهم في ايصال اكبر كمية من الاوكسجين للقلب.
    2. التمرينات الهوائية تزيد من بيوت الطاقة في كل من العضلات القلبية والعضلات الهيكيلية وهذه البيوت مسؤوليتها هي انتاج الطاقة من خلال اعادة بناء مركب الطاقة ATP وهذا ما اثبتته البحوث التي قام بها اكثر من باحث بهذا الصدد .
    3. زيادة العمق التنفسي للرياضي والتهوية الرئوية.
    4. زيادة كفاءة الجهاز التنفسي من خلال تطوير قدرة الرياضي على استهلاك اكبر كمية من الاوكسجين خلال العمل البدني الهوائي وهذا ما يعرف بالحد الأقصى لاستهلاك الاوكسجين.
    5. تسهم بشكل مباشر في زيادة كفاءة عمل العضلات الهيكلية ومن اهم تأثيراتها زيادة نسبة المايكلوبين في الانسجة العضلية الهيكلية وسمك الالياف العضلية وعددها.
    6. زيادة حجم الدم ومكوناته وخلاياه للرياضيين بالمقارنة مع غير الرياضيين .
    7. زيادة عدد كريات الدم البيضاء والحمراء والهيموغلوبين والصفيحات الدموية نظراً لحاجة الرياضي لكميات كبيرة من الاوكسجين النقي وهذا ما يجعل التمرينات الرياضية وخصوصاً الهوائية تزيد من كفاءة الدم وقابليته على نقل الاوكسجين.
    8. زيادة قابلية الدم على المحافظة على ابقاء الاس الهيدروجيني للدم ثابت نسبياً.
    9. زيادة وارتفاع معدل التنفس كرد فعل وظيفي لامداد الجسم بالاوكسجين لادامة عمليات الاكسدة وتحرير الطاقة.
    10. زيادة معدل التهوية الرئوية والسعة الانتشارية نتيجة زيادة حجم الحويصلات وكبر حجمها وزيادة كثافة الاوعية والشعيرات الدموية المنتشرة حولها.
    11. زيادة سرعة عمليات التبادل الغازي بين الدم والحويصلات الرئوية .
    12. زيادة منسوب العائد الوريدي.

    المصادر :
    1. فسيولوجيا التدريب البدني / د.مهند حسين البشتاوي 2006 /.
    2. مبادئ الفسيولوجيا الرياضية / د.سميعة خليل محمد 2008 / .
    3. مدخل إلى الفسلجة في التدريب الرياضي / د.فاضل كامل مذكور 2008 .
    4. الاسس الفسيولوجية والكيميائية للتدريب الرياضي / د.جبار رحيمة الكعبي 2007 /.
    5. التحليل البيوكيميائي والفسلجي في التدريب الرياضي / د.ريسان خريبط مجيد 1991
    6. الفسيولوجيا مبادئها وتطبيقاتها في المجال الرياضي / د.قاسم حسن حسين 1990 .
    7. فسيولوجيا الرياضي / د. بهاء الدين ابراهيم سلامة ب ت.
    8. علم وظائف الاعضاء والجهد البدني / د.محمد سمير سعد الدين 2000.
    9. الخصائص الكيميائية الحيوية لفسيولوجيا الرياضة / د.بهاء الدين ابراهيم سلامة 2008 .
    10. الموسوعة العلمية في التدريب الرياضي – التحمل بيولوجياً وميكانيكياً / د.طلحة حسام الدين / د.وفاء صلاح الدين / د. مصطفى كامل / د. سعيد عبد الرشيد 1997.
    11. فسيولوجيا الرياضة / د.ريسان خريبط مجيد – د.علي تركي مصلح / 2002
    12. التدريب الرياضي أفكاره وتطبيقاته / د.صالح شافي / 2011 .
    13. علم التدريب الرياضي نظم تدريب الناشئين للمستويات العليا / د.عامر فاخر شغاتي / 2011.
    14. التدريب الرياضي والتكامل بين النظرية والتطبيق / د. عادل عبد البصير .
    15. فسيولوجيا ومورفولوجيا الرياضي وطرق القياس للتقويم / د.أبو العلا أحمد عبد الفتاح – د. محمد صبحي حسانين / 1997 .
    16. علم التدريب الرياضي / علي بن صالح الهرهوري / 1994 .
    17. فسيولوجيا الايقاعية في التمرينات وتأثيرها على حجم القلب / د.وليد الكبيسي / مقالة منشورة في موقع رابطة الاكاديميين العرب / الفيسبوك بتأريخ 28/ 10/ 2017 .
    18. الموسوعة الحرة العالمية ويكييديا بالالمانية (2019)
    19. الاعداد البدني الحديث (2008)
    20. المدخل في علم التدريب بالالمانية (2008).

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.