فسيولوجيا الجهاز العصبى وأسس و قوانين التوافق الحركى

[الاستاذة الدكتورة سميعة خليل محمد امين]

فسيولوجيا الجهاز العصبى وأسس و قوانين التوافق الحركى
ان عمل الأعصاب يحتاج الى طاقة حرارية كما فى بقية أعضاء الجسم. , وتنقل المحفزات من أعضاء الحس أو المستقبلات التى توجد فى ( الجلد و العضلات و الأوتار و أربطة المفاصل) بواسطة الأعصاب الحسية و تختلف هذه الأعصاب عن أعضاء الحس الخارجية (الحواس )بأنها ليست متخصصة , و تقوم بايصال المحفزات الى الجهاز العصبى المركزى ولذلك تسمى بأعضاء الحس الداخلية و نتيجة وصول هذه الحوافز يحدث توافق فى تقلص العضلات او المجموعات العضلية المسؤولة عن الاداء الحركى باتقان وفاعلية .

التحكم فى وضع الجسم أثناء الحركة
يتم التحكم بوضع الجسم اثناء الاداء الحركي عن طريق التقلص التلقائى للعضلة الذي يحدث عند شد وترها أو ما يسمى بالشد (الانعكاسي ) والذى يؤدى الى تقلص العضلة الثابت , ويتحكم الاداء الانعكاسي كذلك فى وضع الرأس بالنسبة للمحيط وللجذع و للأطراف ووضع العين بالنسبة للرأس , ويحدث ذلك نتيجة الحوافز العصبية الاتيه من اماكن الاستقبال (أعضاء الحس ) فى الأذن الداخلية وعضلات الرقبة وشبكية العين وكذلك عضلات الاطراف .
وتنقسم الانعكاسات التى تتحكم فى وضع الجسم الى :
– انعكاسات ثابتة , وتشمل الانعكاسات العامة والجزئية ( التي تتحكم في الجسم بأكملة أو الأطراف الأربع )
– انعكاسات حركية , موضعية كما فى ( التحكم في حركة الرأس عند أداء نشاط رياضى معين )
ونتيجة لهذه الانعكاسات يتم التحكم فى وضع الجسم أثناء الحركة.

التمارين الرياضية ووظيفة الجهاز العصبى
ان التمارين الرياضيه تعمل على تطوير وظائف الجهاز العصبي والذي يظهر من خلال مايأتي :

– الأداء الانعكاسى
الأداء الانعكاسى يعمل على :
– تحقيق الوقاية أثناء اداءالتمارين الرياضية .
– توافق اداء وظائف اعضاء الجسم ( يحدث التوافق الحركى خاصة فى حالة أداء الحركات الجديدة) .
ان تحفيز جزء معين من المخ عن طريق الاداء الانعكاسى لا يبقى ضمن هذا الجزء فقط , وانما ينتقل تأثيره الى الاجزاء المحيطة وينتج عن ذلك حركة غير اقتصاديه تحتاج الى قوة عضلية كبيرة , ولذلك فان الحركة الجديدة تسبب الاجهاد لأن أدأؤها يتم بادراك عال وبمشاركة جميع الحواس مع مصاحبة حركات جانبيه غير مطلوبه التي ترافق الحركه الاساسيه هذا مما يقود الى سرعة الشعور بالتعب , ومن خلال التكرار المستمر لنفس الحركة أو التمرين تزداد درجة تثبيت الربط المؤقت بها , ويحدث بعد ذلك التركيز فى اثارة المراكز العصبية المسؤؤلة عن الحركة فقط , و لهذا فان زيادة التدريب تسبب اختزال فى اثارة المراكز المجاورة الغير ضرورية للحركة المطلوبة , ليصبح الاداء الانعكاسى ثابتا و دقيقا واقتصاديا .
أن التكرار يقلل فى الطاقة العصبية المبذولة وذلك يرجع الى خاصية النسيج العصبى فعندما يستخدم ممر عصبى مرة واحده فان أية حركة مهما كان مقدارها ودرجة صعوبتها تصبح بسيطة وبالتكرار يحدث التعود عليها , ولذلك فان التدريب المتواصل يقود الى قمة التطور فى الأداء الحركى حيث تنتقل الحركة من مرحلة التعلم الى مرحلة المهارة وتؤدى بشكل ألى عند ذلك يوجه اللاعب الانتباه والادراك نحو الهدف المطلوب والمتطلبات الاخرى .

– زمن رد الفعل (زمن الرجع )
تؤدى الحركات عادة بالطريقة السمعية (النداء ) أو بعرض النموذج (المرئى) او الاثنان معا ,واثناء هذه العمليه يمر الحافز العصبى الى المخ حيث مراكز الانتباه والادراك وبعد فتره يصدر المخ حافز اراديا عن طريق العصب الحركى الى العضلات المسؤؤله لتقوم باداء الحركه وتسمى هذه الفتره بين استلام الحافز العصبى واداء الحركه بزمن رد الفعل او (زمن الرجع) وزمن هذه الفتره يتفاوت عند الافراد وفقا للعوامل النفسيه وقوه الحافز , وغالبا ما يكون طويلا فى الحركات المعقده .
يمكن تقليص زمن هذه الفتره بعرض النموذج لتكوين صوره ذهنيه صحيحه للحركه.ويتدرب الرياضيين على سرعه الاستجابه للحوافز التى تتطلب السرعه فى الحركه , وذلك لتقليص زمن رد الفعل بحيث لا يكون ذلك على حساب دقه الحركه والتوافق الحركي .
هناك انواع كثيره من الرياضات تحتاج الى تقليص زمن رد الفعل مثل (الملاكمه و المصارعه والعاب السلاح ومسابقات الجرى والسباحه) والتى يلاحظ فيها تاثيرا واجهادا عاليا على الجهاز العصبى .

يمكن تقليص زمن رد الفعل الى حد معين
– فى الاثاره البصريه( 0,15-. 0,20) ثانيه
– فى الاثاره السمعيه ( 0,12-. 0,18) ثانيه
– فى الاثاره الحسيه ( 0,09- 0,18 ) ثانيه
اما فى الالعاب الجماعيه (كره القدم وكره السله والطائره و كرة اليد) لايكون التوتر عاليا , ويحدث التوتر العصبى فى لحظات معينه تليه فتره استرخاء ويتكرر ضمن المنافسه لعده مرات حسب وضع اللاعب وحركه الكره , ولذلك فان الجهد العصبى يقل فى الالعاب الجماعيه .

[الكاتب]

المشاركات