مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #2931

    علم ما فوق الجينات هو العلم الذي يهتم بدراسة التغيرات في الأنماط الظاهرية الوراثية التي لا تحدث بسبب تغيرات في تسلسل الدنا (DNA)، بل يهتم بشكل رئيسي بدراسة العوامل البيئية التي تقوم بتنشيط أو تثبيط عمل الجينات، وبالتالي تؤثر على كيفية قراءة الخلية للجينات.
    ومن هنا، فإن هذا العلم يسعى لوصف التعديلات التي تحدث في قدرة الخلية على النسخ (التعبير) وهذه التعديلات قد تنتقل أو لا تنتقل بالوراثة، مع أن استخدام مصطلح “علم ما فوق الجينات” لوصف العمليات التي لا تنتقل بالوراثة هو أمر مثير للجدل، وعلى خلاف علم الجينات الذي يعتمد على دراسة التغيرات التي تحدث في سلسلة الحمض النووي (DNA) (أي النمط الجيني genotype) فإن التغيرات في التعبير الجيني والنمط الظاهري (phenotype) تحدث لأسباب أخرى في علم ما فوق الجينات.
    ويتكون المصطلح من مقطعين هما (Epi) بمعنى فوق والثاني (genetics) بمعني الجينات او الوراثة ليكونا علم ما فوق الجينات او علم التخلق.
    مما لا شك فيه: ان التمارين والأنشطة البدنية تعمل على تحفيز المتغيرات الهرمونية والتمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى تكيف كل الأنسجة والخلايا تقريبا.
    وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن كلا من التمرينات الحادة والمزمنة (الوقتية وطويلة المدي) تعد معدلات جينية محتملة (تؤثر على ميثلة الحمض النووي DNA methylation وتعديلات الهيستون histone modifications) وتؤدي الى تغيير الجينوم الوظيفي في خلايا الأمشاج وخلايا العضلات والدم والدهون وكذلك في خلايا الجهاز القلبي الوعائي. وتكشف نتائج هذه الدراسات أن التعديلات فوق الجينية Epigenetics المستحثة بالتمرينات قد تتصدى للتغييرات الفسيولوجية المرضية للجينوسيني epigenome ، على سبيل المثال ، في أمراض السرطان وأمراض الأيض والقلب والأوعية الدموية. من المفترض أن التأثيرات الوقائية والتأهيلية الإيجابية للممارسة تكون مدفوعة جزئيًا على الأقل من خلال التعديلات فوق الجينية، والتي تساهم على سبيل المثال في تقليل الالتهابات وحدوث التكيّفات الموضعية، مثل إزالة الميثيل من جينات تثبيط الورم. علاوة على ذلك، تُظهر البيانات الأولى أن المستجيبين لبرامج التمارين المحددة (مثل التدريب على المقاومة) يعبرون عن نمط جيني آخر مقارنة بغير الممارسين.
    بالإضافة إلى ذلك، تظهر أنواع وشدة التمرينات المختلفة استجابات جينية محددة، والتي يمكن قياسها مباشرة في الأنسجة العضلية وأيضًا في الدورة الدموية.
    لذلك، يمكن استخدام التكيفات فوق الجينية كعلامات لممارسة التمرين والتحكم في المستقبل. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتلقي معرفة أكثر عمقا وذات مغزى حول التعديلات فوق الجينية التي يسببها التمرين في أنسجة معينة وعواقبها. نظرًا لأن التمرين يبدو أنه يثير استجابات مختلفة خلال فترة الحياة والتكهنات بأن التمرين يمكن أن يعيد “الساعة” فوق الجينية، يجب دائمًا اعتبار العمر متغيرًا في الدراسات الإضافية.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.