مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1538

    تدريب (الاسكيميا Ischaemia – الهيبريميا Hyperemia)

    تهدف البحوث العلمية والدراسات في المجال الرياضي الى الارتقاء بمستوى الانجاز الرياضي والوصول الى تحقيق الأرقام القياسية عن طريق تطويرالاساليب والطرق التدريبيه لرفع قدرات الرياضي في كافة الاتجاهات والتي يتطلبها نوع الرياضه الممارسه , وقد اثبتت بعض البرامج التدريبيه الحديثه فاعليتها من اجل الوصول الى الهدف المنشود في ارتفاع معدلات الأداء والإنتاجية للاعبين .
    وتتسم البرامج التدريبية الحديثة بتنوع أساليب وطرق التدريب , ومن خلال دراسة الاساليب والبرامج التدريبيه نجد انها قد تكون احيانا اساليب متطرفه ولاتخلو من بعض السلبيات والمخاطر على بعض أجهزة الجسم وخاصة تلك التي تتطلب حد اعلى من مستوى الحدود الفسيولوجيه الطبيعيه الفرديه عند الرياضي مما قد يؤدي إلى حدوث التأثيرات السلبية ومضاعفاتها على أجهزة الجسم الحيوية , علما ان الباحثين في علوم الفسيولوجيا لم يتوصلوا بعد الى تحديد الحدود الفسيولوجية القصوى اذ يتفاوت الافراد في ذلك وبشكل كبير ..
    هناك بعض الدراسات التي تدعوا إلى استخدام التدريب بظروف نقص الأوكسجين لرفع مستوى الأداء الرياضي ، لأن التدريب بنقص الأوكسجين يؤدى إلى زيادة الدين الأوكسجيني والذي يستخدم لتغطية مدة النشاط الممارس ويتم ذلك باستخدام شدة حمل بدني مع تقليل عدد مرات التنفس مما يؤدى إلى نقص الأوكسجين حتى على مستوى الخلية ويطلق على هذا النوع من التدريب بنقص الأوكسجين (الهيبوكسيا) وامتدادا لذلك , وبنفس الفكره اتجهت حديثاً بعض الدراسات العلمية إلى تدريبات تتم بمحاولة إنقاص الأوكسجين داخل الأنسجة العضلية عن طريق إعاقة مرور سريان الدم الشرياني ( الدم المؤكسج) إلى الخلايا مما يؤدى إلى حدوث حالة تسمى إسكيميا Ischaemia ثم يفتح الشريان ويسمح بمرور الـدم الشرياني بصورة طبيعية حيث تحدث حالة أخرى تسمى بالهيبريميا Hyperemia يزداد خلالها تدفق الدم إلى الخلايا وتدعى هذه التدريبات بتدريبات (الاسكيميا – الهيبريميا).
    تعد تدريبات (الاسكيميا – الهيبريميا) طريقة حديثه للتدريب الرياضى وتتم عن طريق غلق الشريان في العضله العامله لمدة معينه تتراوح من 3 -4 دقائق حيث ينخفض مستوى الأوكسجين داخل الأنسجة العضلية حيث يتم إعاقة مرور جريان الدم الشرياني ( الدم المؤكسج ) إلى الخلايا مما يؤدى إلى حدوث حالة إلاسكيميا اي التدريب بنقص الاوكسجين وهذه العمليه يرافقها زيـادة تـراكم حامض اللاكتيك بالعضلات وتوسع الأوعية الدموية وعند الانتهاء من حالة الأسكيميا اي عند فتح الشريان والسماح بمرور الـدم الشرياني بصورة طبيعية (الهيبريميا ) يزداد خلالها تدفق الدم إلى الخلايا ، حيث تزود الدورة الدموية العضلات بالاوكسجين و تزيل مخلفات التفاعل الخلوي المسببة لاتساع الشرايين كما ويتم التخلص من حامض اللاكتيك بأكسدته وبتحويل بعضه إلى مركبات أخرى .
    ولاجل زيادة تاثير هذا النوع من التدريب تستخدم بعض الوسائل الصناعية والتي تعمل على زيادة طول فترتي الأسكيميا ـ الهيبريميا ، وذلك بوضع الوسيلة حول الأطراف العضلية المطلوب التأثير عليها لتضييق االطرف المؤدي للتمرين أثناء فترات ألاداء وذلك لزيادة شدة ومدة حدوث حالة الأسكيميا بالعضلات ولتقليل كمية تدفق الدم من وإلى العضلات ، ثم بعد ذلك يتم توسيع الوسيلة المستخدمة حول الطرف العضلي أثناء فترات الراحة البينية لتحدث حالة الهيبريميا بشكل متزايد ويندفع الدم بكمية كبيرة إلى العضلات التي تأثرت بالأسكيميا وامدادها بالأوكسجين والتخلص من مخلفات العمل العضلي .
    وقد اجريت عدة دراسات حول تاثير هذه الطريقه التدريبيه في تطوير القدرات البدنيه والاداء وفي المتغيرات الفسيولوجيه والمورفولوجيه للرياضيين باستخدام تدريبات الاسكيميا – الهيبريميا التبادلي , ولاتخلو هذه الطريقه التدريبيه من الاثار السلبيه رغم تاكيد بعض الدراسات والمراجع على الآثار الإيجابية الناتجة من استخدام هذه التدريبات والتي اهمها ماياتي : .

    الاثار الايجابيه الناتجة من استخدام تدريبات الأسكيميا ـ الهيبريميا:
    – زيادة اعتماد العضلات عل النظم اللاهوائية لإطلاق الطاقة اللازمة للعمل العضلي :
    وذلك من خلال تحلل الكلاكوجين داخل العضلات العاملة وزيادة نشاط إلانزيمات اللازمه للتفاعل انزيم لاكتات ديهيدروجينيز ( LDH ) ، إنزيم الكاريتين كنيز ( CK ) والمساعدة على إنتاج مركب الطاقة ثلاثي فوسفات الادينوزين ( ATP ) حيث يمكن أن يستخدم مباشرة لتزويد التقلص العضلي بالطاقة اللازمه لاستمرار النشاط , فعند الأسكيميا يقل تزويد الأنسجة بالدم ويزداد استهلاك الأوكسجين والمواد الغذائية وتتحرر كمية كبيرة من المواد الموسعة الوعائية مما تسبب في توسع الأوعية الدموية موضعيا وبعد انتهاء حالة الأسكيميا تحدث حالة الهيبريميا مما يزيد من جريان الدم موضعيا وبذلك يتم التخلص من نواتج التقلص العضلي في ظروف لااوكسجينيه بأكسدة حامض اللاكتك ، حيث يزداد نشاط إنزيم ( LDH ) والذي يساعد على تحويل حمض اللاكتيك إلي حمض البيروفيك كما وتتأكسد أجزاء كبيرة من هذه المواد لتشكيل كميات كبيرة من ( ATP ) ، وتسبب هذه الزيادة في ( ATP ) تحويل ثلاثة أرباع حمض البيروفيك المتبقي إلى كلوكوز .

    – تطوبر القدرات البدنيه والاداء
    تدريبات الأسكيميا ـ الهيبريميا تحث العضلات على العمل بقوة اكبر واقصى تحمل عضلى وكذلك ولكون هذه الطريقه التدريبيه تزيد من اعتماد العضلات عل النظم اللاهوائية لإطلاق الطاقة اللازمة للعمل العضلي لذا فقد تعمل ايضا على تطوير قدرة السرعه وبغض القدرات المركبه وهذا بالتالي يصب في تحسين اداء العصلات العامله .
    – زيادة محيط العضلات
    تحدث زيادة محيط العضلات بسبب زيادة جريان الدم عبر أنسجة العضلات بشكل ملحوظ ففي حالة نقص الأوكسجين الشرياني داخل العضلات بمقدار 25 % عن الحد الاعتيادي يزداد الجريان الدموي في العضلات المعزول عنها الأوكسجين نحو ثلاثة أضعاف .

    الآثار السلبية الناتجة من استخدام تدريبات الأسكيميا ـ الهيبريميا:
    لقد اشارت البحوث العلميه الى بعض الاثار السلبيه لحالة الأسكيميا والتي غالبا ماتظهر عند تضيق الأوعية الدموية ، والتي تؤدي بدورها إلى :-
    – الالم في العضلة المنقبضة
    وذلك بسبب تضيق مصدر الدم ( الشريان )وتخزين التدفق الدموي ويحدث ذلك نتيجة إفراز عامل كيمائي يسـمى عامل لويـس وهو غير مستقر ، ويستمر الألم الى نهاية تخزين الدم .
    – زيادة لزوجة الدم
    تحدث بشكل كبير عندما تقل سرعة جريان الدم ، حيث يمكن أن تزداد لزوجة الدم حتى عشرة أضعاف .
    – تلف البناء العضلي
    أثناء استخدام تدريبات الأسكيميا ـ الهيبريميا تحدث زيادة في إنتاج انزيم ( LDH ) ، إنزيم ( CK ) وهما يعدان مؤشر للتلف البنائي للعضلات والذي يصاحبه عدة تغيرات مثل ( اختلال وظيفة الساركوليما ، التورم و التمزق في مكونات الشبكة الساركوبلازمية ، تمزقات صغيرة قد تحدث في المكونات الانقباضية للويفات العضلية في العضلات العاملة ).

    – زيادة إنتاج الشوارد الحرة
    ان زيادة اعتماد العضلات على العمل اللاهوائى أثناء استخدام تدريبات الأسكيميا ـ الهيبريميا قد تزيد من إنتاج الشوارد الحرة وخاصة عند الزيادة في فترة الأسكيميا ، وكذلك عند الزيادة في حالة الهيبريميا ، حين يندفع الأوكسجين مع تزايد تيار الدم , حيث يستهلك 95 % منه بينما تتحول نسبة 5 % إلى شوارد حرة نتيجة للتفاعلات الكيميائية وعمليات الأيض التي تحدث داخل الجسم ، وفي حالة عدم القدرة على مواجهتها بمضادات الأكسدة يؤدي ذلك إلى خلل القدرة الوطيفيه للخلية وموتها ، وبالتالي تسبب تمزقات عضلية وتلف لبعض أجهزة الجسم الحيوية .
    زيادة تحرر أيون الهيدروجين
    استخدام تدريبات الأسكيميا ـ الهيبريميا يمكن أن يؤدي إلى زيادة تحرر أيون الهيدروجين نتيجة تراكم حمض اللاكتيك في العضلات العاملة ، ويعمل أيون الهيدروجين على تثبيط الإنزيمات الأساسية في عملية الجلكزة ، ويسبب ايضا تدهور ميكانيكية الانقباض من خلال التحكم في تحرر الكالسيوم لان تغير تركيز أيون الكالسيوم يمكنه ان يغيير نشاط اللويفات العضلية , وبالتالي ذلك يؤثر سلبياً على استقرار البيئة الداخلية للجسم , حيث ان توازن بعض الأملاح المتأينة ضروري للمحافظة على استقرار البيئة الداخلية لكونها تؤثر على بعض التفاعلات الأيضية بالاضافة إلى أن تركيز بعض الأيونات يلعب دوراً هاماً في المحافظة على فرق الجهد الكهربائي لغشاء الخلية لتوصييل الإشارات العصبية واحداث الاستثارة العضلية المطلوبة , كذلك أي تغيير في تركيز أيونات الصوديوم والبوتاسيوم حول غشاء الخلية يؤدي إلى بفقد الاستقطاب وحدوث التورم ( EDEMA ) لان شوارد الصوديوم تعمل على نضح الماء إلى داخل الخلية ، مما يؤدي إلى زيادة في حجم خلايا العضلات العاملة .
    ومما تقدم اعلاه نتائج لدراسات وبحوث في موضوع تدريبات الأسكيميا ـ الهيبريميا ، اذ تتباين تفسيرات التأثيرات الإيجابيه والسلبيه المرتبطه بها …..
    ونرى ان هذه التدريبات تستهدف العضلات بشكل موضعي مباشر مما يزيد من فعالية تاثيرها اذا مااستخدمت بشكل يتوافق وقابلية الفرد البدنيه فهي تحتاج الى قدرات عاليه وهناك صعوبه في تنفيذها على الرياضيين ذوي المستويات الدنيا
    كما نرى ان التاثيرات السلبيه لتدريبات الأسكيميا – الهيبريميا والتي اشرنا اليها قد تحدث ايضا في التدريبات الاخرى الاعتيايه فمثلا الالم العضلي يحدث في اغلب انواع التدريبات وخاصة التي تتطلب انقباض العضلة المتواصل وبدون فترات راحة; كذلك تحدث لزوجة الدم عندما تقل سرعة جريان الدم في التدريبات التي تتطلت استمرار تقلصات عضليه الثابته اذا طالت فترتها بسبب تقلص الاوعيه الدمويه واعاقة مرور الدم في العضلات العامله
    كما ان جميع انواع التدريبات تؤدي الى تلف بنائي في العضلات وبنسبه ضئيله وذلك بحدوث تمزقات صغيرة في المكونات الانقباضية للويفات العضلية في العضلات العاملة ويرتبط بشدة الجهد المسلط على الالياف العضليه ولكن يجري ترميم هذه التمزقات خلال فترات الاستشفاء بعد انتهاء الجهد
    اما فيما يخص الشوراد الحره فانها تتحرر عند زيادة اعتماد العضلات على العمل اللاهوائى الذي بدوره يؤدى إلى زيادة الدين الأوكسجيني وبالتالي زيادة التدفق الدموي الحامل للاوكسجين عند في حالة الهيبريميا الذي يسبب تحرر الشوارد الحره ولتجنب الدخول في الآثار السلبية الناتجة عن تراكم الشوارد الحرة أثناء عمل العضلة في حالة الأسكيميا ، و حالة الهيبريميا ، يتم تقنين اسلوب التدريب ، وتقنين زمن استخدام الوسيلة الضاغطة بما يتناسب مع قدرة العضلات العاملة على العمل تحت ظروف الأسكيميا ـ الهيبريميا وعدم المبالغه في الضغط على العضلات وتحديد زمن الإجهاد العضلي للاعب
    اما زيادة تحرر أيون الهيدروجين نتيجة تراكم حمض اللاكتيك في العضلات العاملة فهذا ايضا يحدث في جميع التدريبات في طروف العمل اللااوكسجينيه وتزداد تراكم حامض اللاكتيك كلما استمر العمل اللاهوائي فترة طويله وتزايد الدين الاوكسجيني والذي بالتالي يوقف العمل العضلي بسبب نقص الطاقه اللازمه للتقلص العضلي
    ومن اجل تحديد الاثار السلبية الناتجة من تأثير طرق وأساليب التدريب الحديثة على الجسم وتعزيز النتائج الايجابيه والاستفادة من تأثيراتها لابد من اجراء دراسات وبحوث لكافة الجوانب المرتبطة بهذا الاسلوب التدريبي وما يرافقه من تغييرات على مستوى الخلايا
    لمحاولة تقليل الاثار السلبيه لاسيما عند استخدام الوسيله الضاغطه في الفترة الزمنبه للاسكيميا خاصة لان اطالتها قد تسبب مشاكل وظيفيه وعلى مستوى البيئه الداخليه للجسم ان المزيد من البحوث العلميه الدقيقه قد تكشف المزيد من ايجابيات وسلبيات هذه الطريقه الحديثه للتدريب …..

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.