• هذا الموضوع فارغ.
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #28825

    يعد المدرب الرياضي أحد محاور العملية التعليمية والتدريبية لما يلعبه من دور بارز في حياة اللاعب فهو الذي يساعده على التطور وفقا للاتجاهات البدنية والحركية والتربوية والعقلية. والواقع إن الألعاب الرياضية يجب ان يتم تدريبها بكفاية وعناية وفقاً لهذه الاتجاهات التي تتطلب درجة كبيرة من الطاقة العقلية والعضلية والعصبية والحركية كما تتطلب تفهما دقيقا لصفات الأفراد النفسية والاجتماعية وتحتاج إلى كثير من الدراسة العميقة لكثير من العلوم الطبيعية والاجتماعية والتربوية ، لذلك نجد أن الشخص الذي يقوم بتدريبها يحتاج إلى إعداد طويل ويخضع لبرنامج دقيق وشامل حتى يمكنه أن يؤدي رسالته كما يجب.
    ان المدرب يحتل مركزًا رئيسـيا في أي نظام تدريبي، بوصفه أحد العناصر الفاعلة والمؤثرة في تحقيق أهداف ذلك النظام , وحجر الزاوية في أي مشروع لإصلاح أو تطوير فيه، فمهما بلغت كفاءة العناصر الأخرى للعملية التدريبية فإنها تبقى محدودة التأثير إذا لم يوجد المدرب الكفء الذي أعد إعدادًا بدنيا وتربويـًا وتخصُصيـًا جيدًا، بالإضافة إلى تمتعه بقدرات خلاقة تمكنه من التكيف مع المستجدات الرياضية ، وتنمية ذاته وتحديث معلوماته باستمرار .
    ومن هذا المنطلق فقد سعت المؤسسات الرياضية إلى تطوير كفاءة المدربين بمختلف الوسائل الممكنة من خلال عدد من المشاريع والبرامج التي يأتي في مقدمتها اختبار الكفايات الأساسية للمدربين على وفق جودتهم بإعداد قوائم بالكفايات الأساسية التي يفترض توفرها فيهم وبيان مدى تحقق تلك الكفايات التي يتمتعون بها والتي تجعلهم ذوي كفاءة وقدرة على تطوير مؤسساتهم الرياضية, ويتوقف هذا على ما فيها من مناهج تعليمية وتدريبية تحقق الفائدة المرجوة منها ينفذها عاملون أكفاء يمتلكون الكفايات ومدربون تدريبا كافياً ومؤهلون تأهيلاً مناسباً.
    ان المدرب الرياضي له مسؤولية خاصة فهو شخص يرأس جهاز ما ، فكل ما يصرح به سوف يأخذ طريقه للتنفيذ اذا امكن ذلك، وهذه السلطة الممنوحة للمدرب الرياضي هي في الحقيقة سمة ملازمة لمسؤولية موقعه اكثر منها سلطة نابعة من شخصيته فربما لا يفهم هو ذلك اذ انه يمارس هذه السلطة وغالباً ما يكتفي بذلك.
    والمدرب الرياضي لا يتعامل مع اشياء لكنه يتعامل مع افراد وعلى ذلك فالعلاقات الانسانية تعتبر المحور الرئيس لنجاحه في اعماله كافة فسلطته تستمد من موقع العمل حيث يصبح العاملون معه افراداً في الفريق لتنفيذ ما يجب ان ينجز من اعمال.
    ان من واجبات المدرب جعل الرياضي يحقق انجازا لم يكن يستطيع وحده الوصول اليه عن طريق تنمية الامكانات البدنية وكفاءات وعادات الرياضي العقلية التي سوف تكون اساس تطوير مستوى الرياضي. وعلى المدرب ان يعمل على تحقيق الاعداد المتكامل للرياضي من الناحية الفنية والبدنية ,وايجاد افضل الطرق والاساليب التي تساعد على زيادة حماس الرياضي وتساعده في التدريب وتحمل مشاقه والحفاظ على تنمية دافع الرياضي نحو التدريب والبطولة.
    لهذا فالعمل الرياضي يحتاج الى مدرب يتمتع بسمات ومواصفات تؤهله للنجاح في مهامه ومن هذه السمات الشخصية القوية القادرة على القيادة ، ومقدار ما يتمتع به من مرونة نفسية جماعية . كما أن المدرب الناجح هو الذي يستطيع أن يكسب ثقة الرياضيين الذين يقودهم من خلال التقدير الصحيح للأمور التي يعالجها معهم ، إضافة للتصور المسبق للأهداف الآنية والبعيدة التي يعمل من أجل الوصول اليها.
    ان عملية تقويم أداء المدربين تساعد المؤسسات الرياضية في تحقيق مجموعة من الأهداف، من بينها قياس مدى تقدمهم أو تأخرهم في عملهم وفق معايير موضوعية والحكم على المواءمة بين متطلبات عملهم ومؤهلاتهم وخصائصهم النفسية والمعرفية والاجتماعية، بالإضافة إلى الكشف عن جوانب القوة والضعف في أدائهم مما يمكن المؤسسة الرياضية من اتخاذ الإجراءات التي تكفل تطوير مستوى أدائهم وتعزيزه.
    وفي ضوء ذلك يتوقع ان يكون تقييم مجلس ادارة المؤسسة الرياضية لفاعلية المدرب الرياضي مختلفا عن تقييم اللاعبين وكذلك عن تقييم اعضاء ومشجعي النادي لهذه الفاعلية حيث هناك العديد من المعايير التي يمكن على اساسها تقدير مدى الكفاية والفاعلية للمدرب الرياضي ومن بينها مدى تحقيق الفريق الرياضي او اللاعبين الرياضيين للأهداف الموضوعة في ضوء مستوياتهم وقدراتهم بالمقارنة بالمستويات الاخرى للمنافسين، ومدى تماسك الفريق الرياضي في مواقف الازمات، ومدى تطور افراد الجماعة ونموهم والارتقاء بمستواهم ومدى ارتياح الفريق الرياضي للمدرب وتفاعلهم معه وغير ذلك من المعايير الاخرى.
    يعد التدريب الرياضي عامل رئيسي وهام لتحقيق الأهداف وإن المدرب الرياضي الناجح الفعال هو الذي يتسلح بقاعدة عريضة من المداخل والأساليب وباستخدام النمط المناسب في الوقت المناسب لجذب الرياضيين اليه متحملاً المسؤولية والعمل على تشجيعهم على بذل الجهد واستثمار الوقت, و قيامه بتوجيه سلوك الرياضيين و دفعهم برغبة صادقة نحو انجاز هدف تم تحديده.
    وبما ان التدريب الرياضي تحكمه مجموعة من العوامل المتغيرة كالبيئة والزمن والعوامل السياسية والاجتماعية والثقافية والنظام القيمي في المجتمع والأهداف المراد تحقيقها، لذا فإن اختيار المدرب الرياضي يجب ان يبنى على اساس قدرته على تحمل المسؤولية والمبادرة في اتخاذ القرارات الصائبة في جميع الظروف التي تستوجب منه ذلك لأجل تحقيق الانجازات الرياضية المرجوة.
    إن المهمة الملقاة على عاتق المدرب الرياضي تتطلب منة الإسهام والمعاونة الفاعلة في تحقيق أهداف الدولة التي تحاول تحقيقها عن طريق المستويات الرياضية العالية، فالمدرب الرياضي الذي يقتنع في قرارة نفسه بالمستقبل الزاهر للدولة لا يقنع فقط بمحاولة العمل على الارتقاء بالمستوى الرياضي للاعبين فحسب، بل يبذل قصارى جهده للعمل على تربيتهم تربية خلقية والإسهام بقدر كبير في محاولة تنمية الشخصيات الواعية والفعالة.
    ويتطلب الأمر من المدرب الرياضي لضمان نجاحه في تحقيق تلك الواجبات أن يكون على إلمام بالنظم والقواعد والقوانين والمفاهيم والقيم والعادات السائدة في مجتمعه والتي يتأسس عليها أيديولوجية الدولة وبهذه الطريقة يستطيع المدرب الرياضي أن يسهم بنصيب وافر في العمل على البناء الشامخ لوطنه ورفع رايته عالية خفاقة بين مختلف الأمم.
    ان المدرب الرياضي هو الذي يتولى قيادة عملية التربية والتعليم للاعبين الرياضيين، ويؤثر تأثيراً مباشراً في تطوير شخصياتهم بصورة شاملة ومتزنة .وتتأسس عملية تربية وتعليم اللاعب الرياضي على مقدار ما يتحلى به المدرب الرياضي من قيم وخصائص وسمات وقدرات ومعارف ومهارات ودوافع والتي يشترط توافرها في المدرب الرياضي حتى يُكتب لعملة كل التوفيق والنجاح.
    والخلاصة فإن المدرب في المجال الرياضي هو الفرد الذي يمتلك اكبر قدر ممكن من النفوذ والتأثير في سلوك اعضاء الفريق الرياضي وتوجيههم ودفعهم برغبة صادقة نحو تحقيق الاهداف المشتركة . لكونه الشخصية التربوية التي تتولى عملية تربية وتدريب اللاعبين وتؤثر في مستواهم الرياضي تأثيراً مباشراً، وله دور فعال في تطوير شخصية اللاعب تطويراً شاملاً متزناً، لذلك وجب أن يكون المدرب مثلاً أعلى يحتذي به في جميع تصرفاته ومعلوماته، ويمثل المدرب الرياضي العامل الأساسي والهام في عملية التدريب.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.