مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #2358

    الصوديوم القلق
    ما هو الصوديوم القلق ؟ وما هو دوره في الانجاز الرياضي؟

    اعداد: د.فراس عبد الحميد / فسيولوجيا التدريب الرياضي

    كلنا نعرف أهمية الصوديوم للإنسان والدور الذي يلعبه هذا العنصر وايوناته من خلال مساهمته بالكثير من العمليات الداخلية في المحيط الداخلي للجسم وفي الأنسجة والخلايا تحديداً …. فهو يدخل في تركيب العظام في جسم الإنسان كما يوجد بنسب كبيرة خارج الخلايا في الدم فضلا عن كونه يشكل جزءاً من مادة البروتوبلازما الحيوية في خلايا الكائنات الحية كما إن وجوده لازمٌ بكميات معينه في جميع السوائل الداخلية لاستمرار الحياة.
    ومن أهم أدواره أيضاً هو إرتباطه مع عنصر الكاربون ليكون بيكاربونات الصوديوم والتي تعمل على تنظيم التوازن الحامضي – القاعدي كمركب دارئ، فضلاً عن دوره في المحافظة على الضغط التنافذي لسوائل الجسم والحفاظ على التوزيع الطبيعي للماء خارج خلايا الأنسجة وكذلك المحافظة على ضغط الدم للإنسان. ولا ننسى دوره أيضا في تنظيم ضربات القلب و نقل الايعازات العصبية إلى العضلات، والكثير من الأدوار التي يلعبها هذا العنصر للمحافظة على حياة الإنسان.

    ولكن السؤال هل سمعتم في يوم من الأيام عن الصوديوم القلق؟ وما هو ذلك النوع من الصوديوم، وما دوره في الانجاز الرياضي؟؟
    إن ممارسة الأحمال التدريبية أو المجهود البدني وخصوصا في الأجواء الحارة يجعل الرياضي يفقد الكثير من الأملاح والمعادن والماء عن طريق التعرق ومما لاشك فيه أن سائل العرق يحتوي على عنصر الصوديوم كواحد من أهم مكوناته.
    وهنا يطرح سؤال مضمونه هو… ماذا لو لم يتناول الرياضي الماء أو السوائل خلال المنافسة أو المجهود البدني؟؟ ومن أين يتم تعويض نقص الصوديوم الذي ينقص نتيجة التعرق؟؟ ولا سيما وأن نقصه يسبب حصول الكثير من المشكلات التي تتعلق بالنقل العصبي وكفاءة العضلات وتنظيم ضربات القلب وغيرها من الأدوار الأساسية التي يلعبها الصوديوم.
    إن الصوديوم يدخل في تركيب العظام في جسم الإنسان إذ انه يثبت في النسيج العظمي بمقدار معين يقدر بحوالي ثلثي الكمية الُكلية الموجودة في الجسم تقريباً وهذه النسبة ثابتة وغير قابلة للاستبدال ويسمى الصوديوم المتواجد في النسيج العظمي بالصوديوم الثابت (Fixed sodium) ولكن الثلث المتبقي في النسيج العظمي هو الذي يلعب دور التعويض وإمداد الجسم بالصوديوم في حالة النقص ويسمى بالصوديوم القلق أو المتبادل (Exchangeable sodium) فهذه الكمية هي غير ثابتة وقابلة للاستبدال, كونه يدخل في تركيب العظام مرة ويتركها مرة ثانية.
    عند القيام بالمجهود البدني أو الحمل البدني أو خوض منافسة يرافق العمل فقدان لعنصر الصوديوم من خلال زيادة التعرق وخروجه مع سائل العرق (نتيجة نشاط الغدد العرقية لتخليص الجسم من الحرارة الناتجة عن زيادة وتيرة النشاط الأيضي وعمليات تحرير الطاقة) وهنا يبدأ دور النسيج العظمي في عملية تعويض الجسم لعنصر الصوديوم إذ يعمل على التدخل لحل هذه المشكلة من خلال إطلاق الصوديوم المترسب في العظام لغرض سد النقص الحاصل في الصوديوم في الخلايا والأنسجة. وبعد الانتهاء من العمل البدني المجهد يعود هذا الصوديوم للنسيج العظمي مرة أخرى كخزين احتياطي في الجسم. وهكذا يسري العمل في المحيط الداخلي للجسم وبتوازن كيميائي عالي الدقة وهذا كله يعكس خلق الله سبحانه وتعالى للانسان …. وهنا نستذكر الآية الكريمة في كتاب الله العزيز.

    (( تبارك الله احسن الخالقين ))

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.