مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1738

    السكر التراكمي (HbA1C) سكر الهيموغلوبين :
    يعد مرض السكر من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم إذ يعاني منه ملايين الأفراد وحسب الأحصائيات التي أظهرتها المؤسسات الصحية العالمية المعنية يبلغ عدد المصابين بهذا المرض ما يقارب )350) مليون شخص في العالم , ويعد هذا المرض من الأمراض المزمنة التي تتمثل باختلال التوازن في عملية الايض الخلوي وعدم قدرة الخلايا من الاستفادة من السكر المستخلص من هضم المواد الغذائية الداخلة إلى الجسم.
    تعد غدة البنكرياس الغدة المسئولة عن إحداث التوازن الايضي في الوسط الداخلي للجسم والدم تحديداً من خلال السيطرة على مستويات السكر في الدم فهي تقوم بإنتاج نوعين من الهرمونات لإحداث ذلك التوازن … الأول هو هرمون الأنسولين والذي يفرز من خلايا بيتا في جزر لانكرهانس في البنكرياس والثاني هو هرمون الكلوكاجون والذي يفرز من خلايا ألفا من جزر لانكرهانس في نفس الغدة … ومن الجدير بالذكر أن هرمون الأنسولين يفرز عندما يرتفع مستوى السكر في الدم وتبدو وظيفته في التخلص من ذلك السكر وتقليل مستواه في الدم من خلال السماح له بالدخول إلى الخلايا لغرض حرقه وتحويل الزائد منه إلى كلايكوجين ليتم خزنه في العضلات والكبد … أما هرمون الكلوكاجون فوظيفته هي عكس وظيفة الأنسولين فهو يفرز كاستجابة أو رد فعل عند انخفاض مستوى السكر في الدم إذ يعمل هذا الهرمون على رفع مستوى السكر في الدم من خلال منع دخول السكر الموجود في الدم إلى الخلايا حتى لا يتم حرقه وكذلك تكسير الكلايكوجين المخزون في العضلات الهيكلية او الكبد وتحويله إلى سكر لرفع مستوى السكر في الدم ….
    وحتى نعرف تفاصيل هذا المرض لابد من أن نعرف نوعي مرض السكر …

    مرض السكر هو نوعين هما نوع أول ونوع ثاني …
    النوع الأول : في هذا النوع تكون غدة البنكرياس غير قادرة على إنتاج هرمون الأنسولين نتيجة لحصول تلف وضرر كبير في خلايا بيتا في تلك الغدة مما يتطلب إعطاء المريض حقن الأنسولين تحت الجلد لغرض مساعدة الجسم في حرق السكر وتقليل مستواه في الوسط الداخلي للجسم والمحافظة عليه ضمن الحدود الطبيعية له … وبالرغم من التقدم الذي حصل وما زال يحصل في المجال الطبي لم يستطع الاطباء من الوصول إلى طريقة غير هذه الطريقة للمحافظة على حياة مرضى السكر من النوع الأول والتي تستمر معهم مدى الحياة …
    النوع الثاني : في هذا النوع تكون خلايا بيتا في غدة البنكرياس قادرة على إنتاج الأنسولين ولكن بكمية غير كافية لكي تسد حاجة الجسم … ولذلك يستعمل مرضى النوع الثاني بعض الحبوب المنشطة والمحفزة لغدة البنكرياس بهدف تحفيزها وحثها على دفع كميات اكبر من الأنسولين لغرض المحافظة على مستوى السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية له.

    ما هو السكر التراكمي ؟؟
    يعاني أغلب مرضى السكر من مشكلة ارتفاع مستوى السكر التراكمي في الدم وهذا السكر يرتفع لاسباب كثيرة منها عدم الالتزام ببرنامج غذائي صحيح وصحي والتدخين و عدم ممارسة الرياضة وأسباب عضويه مثل فقر الدم , وحتى نعرف ما هو السكر التراكمي تعالوا معي لنتعرف على هذا النوع من السكر …
    السكر التراكمي هو سكر الكلوكوز الناتج من تحلل المواد الغذائية إذ يلتصق هذا السكر بالجزء البروتيني من خلايا الدم الحمراء ( كريات الدم الحمراء (RBC وتحديداً في بروتين الهيموغلوبين خضاب (( Hb )) الذي يكسب الدم لونه الأحمر ومن المعلوم ان تركيب السكر هو لزج وبالتالي له القدرة والقابلية على الالتصاق بأي جزء بروتيني يصادفه في طريقه … وإن عدم قدرة مرضى السكر على حرق كميات السكر الداخله إلى اجسامهم نتيجة ضعف أو عجز غدة البنكرياس لديهم يجعل السكر يرتفع عندهم وهكذا يوماً بعد يوم يتراكم هذا السكر في خلايا الدم الحمراء (( في الهيموغلوبين )) حتى ترتفع نسبته ويعد أول المؤشرات التي تبين اصابة الفرد بمرض السكر …
    إن عدم الالتزام ببرنامج غذائي صحي مقنن والإكثار من تناول السكريات المصنعة وعدم ممارسة الرياضة وعدم الالتزام بتعليمات الطبيب المختص وعدم شرب كميات كافية من الماء من أهم اسباب ارتفاع مستوى السكر التراكمي لدى مرضى السكر …

    كيف يتم التخلص من السكر التراكمي HBA1C
    من أهم العوامل التي تسهم في التخلص من ارتفاع مستويات السكر التراكمي لدى مرضى السكر هو الممارسة المنتظمة للرياضة وبشكل مستمر إذ تسهم الممارسة الرياضية على تقليل مستوى السكر التراكمي في الدم لدى مريض السكر … وقد أجريت دراسات كثيرة في جامعات عالمية بهذا الصدد وعلى مجموعة كبيرة من مرضى السكر والذين يعانون من ارتفاع مستوى السكر التراكمي وقد توصلت هذه الدراسات والبحوث إلى ان ممارسة مرضى السكر الذين يعانون من ارتفاع مستوى سكرهم التراكمي لرياضة المشي ولمدة خمسة أيام في الاسبوع ولمدة من 20 – 30 دقيقة يومياً سوف يسهم بشكل مباشر من تخفيض مستوى السكر التراكمي بنسبة 30% – 35 % من الحد الأعلى له … ومن الجدير بالذكر أن رياضة المشي تعد من الرياضات ذات الشدة المتوسطة والتي يكون النبض عند ممارستها بمستوى متوسط , كما إنها مناسبة لجميع الأعمار والفئات المجتمعية والعمرية …
    وتبدو أهمية الرياضة وتحديداً رياضة المشي وتأثيرها على السكر التراكمي مباشراً لانها تعمل على زيادة النشاط الأيضي للفرد كما إنها تعمل على زيادة حركة الدم في الأوعية الدموية (( الأوردة والشرايين )) التي يسير فيها وهذا النشاط يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الدم وهذا بدوره يؤدي إلى تخفيف لزوجته وكثافته وزيادة ميوعته الأمر الذي يسهل انفصال جزيئات السكر من خلايا الدم الحمراء وتحررها ودخولها في عملية الحرق والأكسدة لغرض تحرير الطاقة اللازمة .

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.