التنمية الرياضية

للإجابة على السؤال المتعلق بعلاقة الرياضة بالتنمية ،يمكن التوصل إلى قناعة ثابتة هي ان الرياضة لها علاقة بالسياسة والتنمية فعلى سبيل المثال النشيد الوطني يلقى في أول كل مباراة ورؤساء الدول يهتمون بالفرق الرياضية والرياضة لديها قوة دفع وطنية لجميع المشاعر الوطنية ، فكرة القدم مثلا تثير المشاعر الوطنية والقومية وتظهر تكاتف الناس وحبهم للوطن، فالفوز والهزيمة تؤثران في الشعور وعلاقات الدول فيها بينها وفي معنويات الرياضيين والمواطنين. إن الفشل في المعارك الرياضية يدخل تحت الفشل في معترك الحياة العامة كالفشل في المعارك الحربية والمعارك الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية ، ومن أهم مسببات هذا هو التخلف في التنمية الخاصة بالرياضة. إن الفرق بين الدول المتقدمة والدول النامية كبير والفجوة تتسع واللحاق بالركب يكاد مستحيلا ما لم نغير في كثير من أمورنا وسلوكنا وتصرفاتنا في كل شأن من شؤون حياتنا وقطاعنا الرياضي والشباني، فقد قال الله سبحانه وتعالى:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
فعوامل التقدم في قطاع الرياضة واضحة ومعلومة لدى المتخصصين في دراسات التنمية ، ومن أهم هي :

  • وضع الاستراتيجيات المستقبلية لتطوير الرياضة وتحديد الأهداف .
  • التخطيط السليم والبرمجة المسبقة للمشروعات الشبانية والرياضية وفقا للإستراتيجيات والأهداف العامة والمحددة .
  • إصلاح الإدارة الرياضية وحسن التنظيم .
  • المتابعة وتقويم الأداء والمراقبة .
  • الحوافز المعنوية والمادية للفرق الرياضية الوطنية .
  • إشراك القطاع الخاص في إدارة المشاريع الرياضية والشبانية ذات الربحية الاقتصادية .

ومقياس التقدم الرياضي هو ارتفاع مستوى المعيشة ومستوى الدخل والتعليم والصحة وزيادة الناتج المحلي الإجمالي والإنتاج الصناعي والتقدم التقني . فلو رجعنا إلى الفشل في الرياضة نجده انعكاسا لهذه الأسباب مثل سوء في التخطيط والإدارة وخلل في التنظيم ونقص في التدريب . بمعنى آخر عدم توفير الإعداد الجيد للرياضيين وعدم الاهتمام وصحة أعضاء الفرق الرياضية وعدم السماح لهم بالاحتراف للتدريب والتجربة العالمية .
ولا نقصد بالإعداد الجيد إعداد المباني وتشييد المنشآت مع أهمية هذا الجانب فهو عامل مهم و حيوي وضروري للإعداد الجيد، ولكن الإعداد البشري وتهيئة العناصر المؤهلة والمدربة لمواجهة أي فريق وتهيئة الإدارة الفنية المدربة والمتخصصة فقط في الشؤون الرياضية.
وأهم الحلول في نظري هو التطوير الرياضي في بلادنا وكسب النصر في المعارك الرياضية القادمة هو الخصخصة للنوادي الرياضية وإبعاد التدخل الحكوميي في شؤون الرياضة إلى من باب الإشراف والتوجيه وترك الإدارة العملية والتمويل للقطاع الخاص ، والتخطيط والتنظيم للشؤون الرياضية والشباب بعد وضع استراتيجية وأهداف عامة ومحددة أكثر ما يعاني منه مجتمعنا الرياضي هو غياب الاستراتيجية الواضحة والأهداف المحددة وهو ما نسعى إلى تحقيقه من واقع الرياضة ومعاصرتها في كافة مراحلها كلاعب واداري ودارس ومدرس لتكون الرسالة ممزوجة بتجربة شخصية أرى أنها من الضروري أن تكون منهجاً للوصول إلى رياضة أفضل لا تكتفي بالممارسة فقط بل تحقيق الإنجازات أيضاً.
إن الهدف هو بناء استراتيجية للرياضة في الجزائر من خلال تحقيق الأهداف الفرعية القائمة على التعرف إلى واقع الرياضة وتحديد الأطر المناسبة من حيث الماهية والأهداف والمسيرين والبرامج والمتابعة والتقويم ووضع تصور للهيكل التنظيمي يتماشى مع الواقع الرياضي والاستراتيجية المقترحة. واتساءل هنا، هل يمكن ان نقدم مسحاً واقعياً لحالة الرياضة؟ وهل تؤدي دراسة الواقع إلى امكانية تحديد الاستراتيجية؟ هنالك عدة مشاريع من أجل تحقيق الأهداف وهي:

  1. مؤتمر وطني رياضي لعرض الاستراتيجية.
  2. حث وسائل الاعلام المختلفة للتعرف إلى الاستراتيجية ومساندة مشروع وطني للاصلاح الرياضي.
  3. اعداد وسائل الانتقاء والاختيار للمكلفيين بمجال البحث.
  4. المشروع الوطني للموهوبين والنخبة والبراعم.
  5. المشروع الوطني للاصلاح الرياضي.
  6. الرياضة للجميع.
  7. تشكيل لجان علمية متخصصة في المجال الرياضي والشباني.
  8. المدارس المتخصصة رياضياً.
  9. توفير متطلبات التدريب التقني للألعاب والمسابقات مجال الاستراتيجية.
  10. الاهتمام برياضة المرأة.
  11. تطوير التشريعات واللوائح والقوانين الرياضية.
  12. التسويق والتمويل الرياضي.
  13. توفير الميزانيات اللازمة للأنشطة الرياضية.

ومن هنا يمكن الخروج بالاستنتاجات التالية:
صياغة فلسفة التربية الرياضية

  1. ان تكون هناك صياغة فلسفية للرياضة المدرسية توضح أهمية ومكانة التربية الرياضية كوسيلة تربوية لها قيمتها الصحية، وتستمد أهدافها من الأهداف العليا للدولة، بحيث تكون جزءاً أساسياً من النظام التعليمي وتوفير كافة الامكانات المادية والبشرية لها، بما يساعدها على تحقيق أهدافها.
  2. تحتل الرياضة للجميع أهمية خاصة مع التركيز على جميع فئات المجتمع من الطفولة حتى الشيخوخة ولكلا الجنسين والأصحاء والمعاقين، وأهمية دور الاعلام في ابراز ذلك.
  3. ترتبط الرياضة التنافسية بقيم الدولة وأهدافها العليا بما يحقق للرياضيين المناخ الرياضي الصحي مع تجنب كل ما له تأثير سلبي في الرياضيين وفي مقدمتها استخدام المنشطات حتى تكون المنافسة في إطار أخلاقي شرفي مع الحفاظ على صحة الرياضيين من أضرار المنشطات.
  4. الحاجة إلى ان تتبنى اللجنة الأولمبية تحقيق أهداف الدولة للارتقاء بالرياضة وفقاً لبرامج علمية مقننة تلتزم بها الاتحادات الرياضية مع ضرورة توفير الموازنات المالية لتنفيذ هذه البرامج. الحاجة إلى التركيز على استخدام التقويم العلمي لأداء اللاعبين والمنتخبات الوطنية. الحاجة إلى إنشاء المدارس الرياضية المتخصصة وانتقاء افضل العناصر من الناشئين وتوفير المناخ التربوي العلمي الرياضي وفقاً لخطط علمية مدروسة لتحقيق أهداف.

بناء على الاستنتاجات السابق التوصل نجد بأن الرياضة ليست فقط لملء وقت الفراغ وأننا في حاجة لتفعيل دور الدولة نحو الارتقاء بالمستوى الرياضي في المجالات التنافسية والمدرسية والرياضة للجميع في شتى المحافل وفي ظل اتجاه الدولة نحو المطالبة بتعديل شامل للقوانيين الرياضية بما يستجيب الى.

  1. نشر الرياضة للجميع على المستوى الجغرافي لتشمل جميع مناطق الدولة، وعلى المستوى البشري لتشمل جميع فئات المجتمع من الأطفال والشباب والشيوخ والأصحاء والمعاقين من كلا الجنسين.
  2. وضع هيكل تنظيمي يضم ادارات مختلفة لتنظيم برامج الرياضة للجميع على مستوى كافة الأعمار ولكلا الجنسين وللأصحاء والمعاقين.
  3. تحفيز العاملين في مجال تطوير الرياضة للجميع والمواطنين لدفعهم نحو ممارسة الرياضة للجميع.
  4. تطوير الهيكل التنظيمي لقطاع الشباب والرياضة بما يحقق تطوير الرياضة المدرسية والاستعانة بأساليب العلم الحديثة في التقويم لجميع الجوانب المختلفة.
  5. التركيز على المبادئ الأساسية في عنصر التنظيم الاداري من توضيح نطاقات العمل والتوازن ما بين المسؤوليات والسلطات.
  6. التعاون والتنسيق مع كافة المؤسسات الأخرى العاملة مع الشباب لتوفير أفضل الظروف الخاصة بتطوير رياضة المنافسات.
  7. أن تستمد فلسفة التربية الرياضية سواء المدرسية أو الرياضة للجميع أو التنافسية مصادرها الأساسية من قيم وتقاليد وعادات وتراث المجتمع ومن الدستور الرسمي للدولة.
  8. توفير الامكانات البشرية المدربة، والمادية متمثلة في الأجهزة والأدوات والملاعب، بما يتيح الفرصة للممارسة الرياضية السليمة في بيئة آمنة.
  9. إتاحة الفرصة لمشاركة أكبر عدد من أفراد المجتمع في أنشطة الرياضة للجميع باستخدام أنشطة متنوعة تتناسب مع إمكانيات الأفراد تبعاً لمقدرتهم البد نية والصحية.
  10. التأكيد مع التمسك بالقيم الأخلاقية بتجنب استخدام المنشطات لمحاولة الفوز غير الشريف، وتحقيق مكاسب رياضية خادعة ومؤقتة سرعان ما تؤدي إلى أضرار خطيرة تنعكس تأثيراتها على صحة الرياضيين.