المعلم الناجح لا يولد معلما كما يقال لأن الاستعدادات الوراثية لا تكفي للنجاح في مهنة التدريس إذ لابد ان يكون المعلم على درجة كبيرة من التأهيل العلمي والفني والمهني لان الكثير من المعلمين لا يزالون يفتقرون إلى المعوقات الأساسية لمهنة التدريس كضبط المادة العلمية والإحاطة بالأصول والطرائق التدريسية الصحيحة والحديثة، والقدرة على استخدام التقنيات التربوية، التي بدونها لا يستطيع ان يحقق النظام التربوي في المجتمع ما يخطط له من أهداف وغايات، كما ان قلة العناية بأعداده إعدادا سليما ينعكس على تلامذته ويسهم في انخفاض مستوياتهم العلمية والفنية وتكوين اتجاهات سلبية نحو العلم
ويؤكد شارلز ميريل (charlesmerril) ” لا يسمح لأحد بممارسة مهنة التعليم ما لم يعد إعدادا أكاديميا خاصا بها حيث انها تتطلب من القائمين بها التخصص الدقيق في المادة العلمية ، والإلمام التام بأساليب وطرائق تدريسها، كما ينبغي ان يكون خبيرا بالأسس النفسية، والاجتماعية التي تهتم بحاجات التلاميذ، ودوافعهم وميولهم حتى نتمكن من التعامل معهم وإرشادهم وتوجيههم، فلمعلم التربية الرياضية دور مهم في إعداد المتعلم ولهذا كان من الضروري إعداد هذا المعلم إعداداً مهنيا وأكاديمياً وثقافيا وعمليا، وبالنسبة للإعداد المهني لمعلم التربية الرياضية فانه يشمل كل العمليات التربوية التي يتعرض لها الفرد في مراحل إعداده كمعلم، والتدريس في التربية الرياضية يخضع لنفس معايير التدريس في المواد الأخرى، فهو يحتاج إلى إعداد متكامل من المادة الدراسية واكتساب النواحي التربوية والخبرات الفنية والتي تساعده على مواجهة مشاكل التلاميذ والعمل على حلها، كما ان شخصيته وكفاءته تؤثران تأثيرا كبيرا في إنجاح منهج التربية الرياضية ”
” والمعلم الناجح هو من امتلك القابلية العلمية ليس في مجال عمله فحسب وإنما بالجوانب الأخرى التي لها علاقة مباشرة في اختصاصه “” فتخلف المعلم في مادته يجعله يقصر في استيفاء تحصيل التلاميذ لها، ويعرضهم للخطأ فيها، كما انه يفقد ثقة التلاميذ فيه ويصرفهم عنه فيفشل مهمته.
فيجب ان يتوافر لدى المعلم خلفية واسعة وعميقة في مجال تخصصه ، هذا بخلاف قدر مناسب من المعارف في مجالات أخرى حتى يستطيع التلاميذ، من خلال تفاعلهم معه، ان يدركوا علاقات الترابط بين مختلف المجالات العلمية وتكوين تصور عام عن فكرة وحدة المعرفة وتكاملها.
كما يجب ان يكون المعلم متفوقا في الموضوعات التي تخص الجسم ، وكيف يؤدي وظيفته ، كما يجب ان يكون لديه المعرفة والمهارات للأنشطة المختلفة في التربية البدنية، وملما بكيفية تعلم المهارات الحركية.
والإلمام بالمادة وحدها لا يكفي ما لم يحاط المعلم علماً بنفسية التلاميذ وعقليتهم وميولهم واستعداداتهم ومراحل نموهم، ولذلك على برامج إعداد المعلم ان تضع في الاعتبار مواد مثل علم النفس التربوي، وعلم الحركة، وعلم التدريب الرياضي، وعلم التربية، وعلم وظائف الأعضاء وعلم التشريح والميكانيكا الحيوية، لتكون الأساس في أعداد المعلم في مجال التربية البدنية ” .
“إن نجاح برنامج التربية الرياضية لا يتوقف فقط على توفر الملعب والأجهزة والأدوات، بل وعلى قدرة المعلم وفعاليته في قيادة الدرس فضلا عن إلمامه بجوانب المادة التي يعطيها للتلاميذ؛ ان مقدرة المعلم على تنمية ورفع مستوى التلاميذ له الأثر الكبير في نجاح منهاج التربية الرياضية. ومن الممكن إجراء تنويع كبير في الفعاليات والأنشطة في المنهاج إذا كان المعلم يعرف كيف ينمي قدرات التلاميذ وكيف تستخدم هذه القدرات نحو الأفضل والأحسن” .