إن عملية التعلم هي كل محاولة يقوم بها الفرد لتعلم مهارة أو نشاط معين وما يتبعها من خطوات تشارك فيها حواس وأجهزة الجسم الوظيفية والنفسية ، إن عملية التعلم هي حالة توترية داخلية ، يقوم المتعلم بإزالة هذا التوتر الناتجة عن حاجة المتعلم لتملك أو تعلم مهارة أو نشاط جديدين .
إذن فالحاجة هي التي تدفع السلوك عند الفرد من اجل إشباعها ، والحاجات الدافعة للتعلم كثيرة ومتعددة ويمكن التعبير عنها بالميول والاتجاهات والرغبات نحو لعبة أو فعالية أو نشاط رياضي معين ، تدفعه لممارسة وتعلم هذا النشاط أو هذه اللعبة .
فالدافع إذن هو حالة من حالات التوتر الناتجة عن حاجات أساسية تدفع الفرد للممارسة وتعلم مهارة ( فوزي ، 1980) , ويوكد عوض (1977) بأنه حالة داخلية بدنية أو نفسية توترية تثير السلوك في ظروف معينة متواصلة حتى ينتهي إلى هدف معين أو رغبة بعينها وإذا لم يتحقق هذا بقي الفرد في حالة التوتر هذه .
والدافع في مجال النشاط الرياضي وتعلم المهارة يعني استجابة توترية داخلية ناتجة عن مثير خارجي يحرك السلوك الحركي عند المتعلم باتجاه إشباع رغباته وتحقيق أهدافه ثم العودة إلى حالته الطبيعية .
القوى المؤثرة في التعلم
هناك قوتين تؤثر وتدفعان المتعلم باتجاه التطور ، وهاتان القوتان هما القوى الخارجية والقوى الداخلية ، والقوى الخارجية هي الهدف أو الباعث ، إما القوى الداخلية فهي الرغبة أو الحافز ، إن التفاعل بين كلا القوتين يسبب الدافع في المتعلم ، فالرغبة والهدف أو الحافز والباعث يعتمد كل منهما على الأخر . وعند ظهور الرغبة يظهر الهدف أو عندما يوجد الحافز يظهر الباعث .
فالرغبة أو الحافز هي حاجات الفرد الداخلية وميوله واتجاهاته وعواطفه ، وهي استثارة داخلية عضوية موجودة عند الفرد تدفعه إلى الشعور والإحساس بالتوتر إما الأهداف أو البواعث فهي الإغراض والأهداف التي يطمح المتعلم للحصول عليها من اجل إزالة التوتر والتي تتمثل بالمكافآت المتوقع حصولها نتيجة للنشاط من قبل المتعلم . إن أي لعبة رياضية ككرة القدم على سبيل المثال . عندما تعرض مبارياتها على شاشة التلفزيون أو الإذاعة أو تكثر الكتابات عنها في الصحف والمجلات أو اهتمام الدولة ورعايتها لها يمثل حوافز أو رغبات داخلية ، إما البواعث والأهداف فتمثل الاعتبارات المادية والمعنوية التي يتوقع الحصول عليها من قبل اللاعب كجزاء على ذلك مما يدفعه للتدريب والممارسة لتحقيق هدفه .
إن العلاقة بين الحوافز والبواعث علاقة مترابطة ، فإذا ما انخفضت الحوافز يجب زيادة البواعث ، لكي يندفع الفرد للتعلم ، ويلعب المدرب او المعلم دور مهم في زيادة مبدأ التشويق والإثارة وتوضيح الأهداف لعملية التعلم بحيث تتناسب مع الموقف التعليمي لدى المتعلم لكي تدفعه للاستمرار بعملية التعلم ، مع الأخذ بنظر الاعتبار إن هذه الأهداف يجب إن تتناسب مع قدرات اللاعب وتحقيق ميوله وحاجاته لكي يستطيع اشباعها .
وبالتالي تحقيق الأهداف المطلوبة ، ويمكن تصنيف الدوافع إلى ما يلي :-
1- الدوافع أولية : وهي دوافع فلسجية وفطرية تظهر لدى الكائنات الحية منذ الولادة مثل الجوع والعطش والخوف .
2- الدوافع الثانوية : وهي دوافع اجتماعية نفسية يكتسبها الفرد خلال مراحل النمو الاجتماعي ، مثل تحقيق الذات والميول والاتجاهات والقيم والعواطف والحزن
الأساليب المثيرة للدوافع
لقد اختلفت الأساليب المستخدمة من قبل المدربين والمعلمين في إثارة سلوك اللاعب أو الطالب، وبعض هذه الأساليب قد تكون مؤثرة في مجال الإثارة والتعلم والبعض الأخر محدود في التأثير أو معاكس وقد يكون ضاراً أحيانا ومن أهم الأساليب المستخدمة في إثارة دوافع الفرد لممارسة النشاط وهي كما يلي
1- تسهيل فرص التعلم :-
من اجل دفع اللاعب للاستمرار في النشاط والتعلم ، لابد من تسهيل فرص التعلم إمام المتعلم بطريقة مختلفة من اجل الابتعاد عن حالات الفشل وزمن النجاح في التعلم كالعب إمام فريق اقل مستوى أو القفز من فوق موانع اقل ارتفاع من الموانع القانونية … وغيرها .
2- وضوح الهدف المناسب :
إن لكل مهارة تعليمية أهداف محددة ، وعند بدأ عملية التعلم لا بد للمعلم أو المدرب من توضيح هذه الأهداف بحيث تكون متناسبة مع القدرات البدنية والعقلية للمتعلم ، فعندما تكون الأهداف متعددة وكبيرة وغير متناسبة مع الفئة العمرية اكبر من القدرات البدنية والعقلية لهذه الفئة ، فأن ذلك يؤدي إلى الإحباط ، لان المتعلم لا يستطيع تحقيق هذه الأهداف التي هي أوسع واكبر من قدراته فسيشعر بالإحباط لعدم قدرته لتحقيق أهداف المتعلم .
3- التوازن في إشباع الحاجات :-
إن إشباع حاجة المتعلم إلى درجة التخمة إن صح التعبير يطفئ في داخلة الدوافع للتعلم بسبب الشعور بالإحباط واللامبالاة في بذل الجهد ، لهذا يجب التركيز على إيقاد شمعة الدافع عن طريق جعل المتعلم يشعر دائماً بأنه لم يصل إلى درجة الجودة التامة او الغير متناسبة مع مستواه وبشكل مستمر خلال العملية التعليمية فالاستمرار في دفع المتعلم على الشعور بالحاجة المستمرة إلى زيادة تعليمه عن طريق تذكيره بالحاجة إلى تحقيق الأهداف القريبة من مستواه دون أي مبالغة وتضخيم فانه قد حقق الكمال في أداء المهارة فان وجد مثل ذلك فان المتعلم سيشعر بالغرور وعدم الحاجة للاستمرار بالتعلم وبالتالي الفشل ، وهذا ما نلاحظه عند بعض الرياضيين الإبطال اللذين انحدرت مستوياتهم بسبب شعورهم بأنهم قد وصلوا القمة .
4- التوازن بين الأهداف والرغبات :-
إن الهدف المختار في العملية التعليمية يجب ان يختار بشكل متوازن ومتناسب مع رغبة اللاعب او الطالب فاذا ما اريد تعلم مهارة التهديف بكرة السلة فان اثارة حماس اللاعبين عن طريق التعزيز المادي كالمكافئات المادية والمعنوية او اهداء الميداليات او الكؤوس للاعب الذي يحرز اكبر عدد من الاهداف بالمقارنة مع زملاءة الاخرين خلال الوحدة التدريبية يكون اكثر مناسباً واثارة مما لو خصص كتاب علمي على سبيل المثال للهدف الجيد .
5- التعزيز :-
يقصد بالتعزيز هنا ما يقوم به المدرب أو المدرس من ثواب او عقاب لفظي او معنوي خلال التعلم بغرض تحفيز المتعلم على بذل المزيد من الجهد لتطوير عملية تعلم المهارة الجديدة . والتعزيز هو ( جزاء ) يقدمه المدرب أو المدرس للمتعلم ، وقد يكون بشكل تقديم الجوائز او الميداليات او شهادات تقدير ، او بشكل لفظي كالتشجيع والمدح والثناء ، وهذا التعزيز او الجزاء أي كان نوعه مادي او معنوي فانه يجب ان يكون متناسباً مع مقدار الانجاز على ان يكون فورياً ويتبعه مباشرة .
6- إجراء الاختبارات وتقويمها :-
ان إجراء الاختبارات المستمرة في تقويم نتائج المتعلم من اهم العوامل التي ترفع من مستوى فعالية الدافع ، فاللاعب او الطالب يجب ان يعرف مستوى انجازه او تعلمه باستمرار لكي يتسنى له الاطلاع على واقع اداءه المهارة ، والمدرب والمدرس يلعبان دوراً اساسياً في استخدام واختيار الاساليب المحركة والدافعية لنشاط اللاعبين وزيادة مستوى تعليمهم والدوافع كما يقول فوزي (1980) سلاح ذو حدين لان صعوبة الهدف واشباع الحاجات تماماً والافراط في الجزاء واثارة المنافسة بغير وعي وحجب الرؤية عن المتعلم لمعرفة مستواه ونتائج تعلمه عوامل مؤثرة سلبياً على المتعلم وتؤدي الى الفشل في التعلم .
وظائف الدوافع :-
ان السلوك الحركي رد فعل حركي طبيعي للدوافع الفردية والسلوك لم يكن تلقائياً ابداً بل غرضي يتجه باتجاه اهداف تشبع حاجات الفرد ، وهناك وظائف متعددة للدوافع في التعلم ومن ابرز هذه الوظائف هي :-
( أ ) ان للدوافع دوراً كبيراً في اثارة نشاط الفرد اليومي ويشعر الانسان بانه بحاجه مستمرة لإشباع نشاطه طالما هو لم يشبع حاجاته اليومية وشعوره للحركة الدائمة في الفراغ وكذلك تنتفي الحاجة للحركة عندما يشبع الفرد كافة حاجاته ولم يشعر بان هناك حاجة دافعه عند بعض اللاعبين الذين يلعبون ضمن فرق منتخبات الكلية او الجامعة او القطر بكرة القدم لا يشعرون بنفس الشعور من حيث الرغبة والإقبال للمشاركة واداء متطلبات درس كرة القدم الذي يتمتع به أقرانه من طلبة الفصل الدراسي لذا فان الدافع موجود عندما تكون الحاجة موجودة وبالتالي تحدث عملية التعلم .
( ب ) تعتبر الدوافع مسؤولة مسؤولية مباشرة عن توجيه السلوك الحركي نحو مهارة او حركة ما ، فمثلاً الذي لدية رغبة وميل لممارسة كرة القدم ، تكون لدية رغبة واندفاع لمتابعة كل ما يجري في ملاعب كرة القدم وكل ما يعرض من وسائل الأعلام المرئية والمقروءة وكذلك لاعب كرة السلة ، اذن فالدوافع هي التي توجة السلوك باتجاه اللعبة التي يميل أليها المتعلم .
( ج ) تلعب الدوافع وظيفة كبيرة في تأخير ظهور التعب خلال الممارسة المستمرة والتدريب ، وكلما كان المتعلم ذو ميل كبير لنوع لعبة معينة فانه يمارسها لفترات طويلة خلال التدريب اليومي ، بدون تعب او ملل ، وان تأخر ظهور التعب عند الممارس يدفعه على زيادة النشاط والاستمرارية ويزيد من سرعة التعلم .
( د ) يزداد الانتباه عند المتعلم عندما تكون الدوافع موجودة ، والانتباه يلعب دوراً هاماً في عملية الادراك ودقة وسلامة الادراك تسهل على الفرد التعرف على ادق تفاصيل الواجب الحركي .