ان التدريس يشكل مجموعة نظريات وحقائق تحول الى مهارات وخبرات من خلال التدريب وتطبق باتخاذ سلسلة من القرارات , وبايجاز طرائق عديدة تساعد الطالب على التعليم والنمو او التعميم ورسم التجارب التربوية التي تنمي مهاراته ومفاهيمه وتمكن من التمتع بتجارب التعلم والنشاط او الموضوع الذي درسه .
ويعد التدريس عملية مخطط لها بشكل منتظم مرتبطة بأهداف وتستند الى اسس نظرية متفاعلة لتحقيق التطور والتكامل للعملية التربوية , والغرض منه هو توصيل المعارف والعلوم المتنوعة والمختلفة من المدرس الى الطالب , وينبغي ان يتذكر المدرس ان هنالك عددا غير محدد من المتغيرات التي تعمل في المواقف التدريسية , لذا وجب عليه الصبر والتحمل والمثابرة والتكيف معها والاستعداد لمواجهتها . لان التدريس الجيد مرتبط بالطلاب وما يقومون به من تطبيق واستجابة لما يطرح من المدرس ولهذا وجب عليه الانسجام والتعايش مع طلبته من اجل اداء رسالته بكفاءة وأمانة .
ان فن التدريس ليس مجرد عمل او وظيفة بل هو تعميم مشروع ضخم متشعب الجوانب له مرتكزات واضحة لاتصاله بصورة مباشرة بمستقبل اولئك الذين تشجعهم على التعليم وتربيهم منذ الصغر ليصبحوا شباب المستقبل ( هر برت كول ) .
اما ان يكون التدريس فن مكتسب فهو يجب ان يستند على فهم الطالب ومعرفة ظروفه ومستوى تفكيره ودراسة طباعة والتعرف على ميوله ورغباته هذا بالاضافة الى العناية بالتربية الاخلاقية , وتحسين الحياة في المجتمع عن طريق توجيه الطلبة لخدمة مجتمعهم .
اما بالنسبة للمدرس فعليه ان ينظر الى نفسه بأنه معلم ومتعلم فالخبرات التي يأتي بها الطلبة تعرفه مافي المحيط الذي يعيش فيه من امكانات وتراث اجتماعي , ولهذا فان ممارسته الفعلية للمهنة تجعله متعلما مقتبسا لكل معلومة جيدة , لان المدرس الذي لايحاول الاقتباس من المحيط او من خبرات طلبته هو مدرس جامد يبقى طيلة مدة خدمته يلقن طلبته نفس المعلومات ويردد لهم نفس الفكر والعبارات , وان تعقد الحياة وتنوع مطالبها يجعل هذا النوع من المعلمين الجامدين خطرا على مهنة العليم التي تتطلب التجديد والتبديل حسب الظروف والأحوال المتغيرة .
ان السعادة والراحة النفسية ممكن ان يشعر بها هولاء الذين يحبون عملهم وان الاسباب التي تدفع الانسان للعمل هي لممارسة عمل او مهنة معينة , ولان التدريس مهنة وكل مهنة يتم اختيارها بشكل صحيح بالاعتماد على المصادر الاساسية آلاتية
1- تأثير الشخص بمهنة عا ئلته .
2- رغبة بالعمل تحت تأثير نموه ورغبته في مساواة الآخرين .
3- وقد لايحالف الخط الشخص في اختيار المهنة التي يرغب بها وهذا ما يحدث نتيجة الصدفة او الظروف الغير ملائمة .
الا ان هذه المصادفة قد لاتظهر في انواع كثيرة في المهن ومنها التدريس والتي اثبتت البحوث والدراسات بان بعض المدرسين كانت امكاناتهم بتدريس اختصاصهم ضعيفة ولم تحقق الاغراض المطلوبة , لان اختيارهم لهذه المهنة لم يكن بمحظ ارادة الكثير منهم .
وفي هذه الايام نسمع تعليقات كثيرة حول وجود ازمة بالتعليم واحد العوامل الرئيسية في هذه الازمة , ان عدد كبير من المدرسين فعلا لم يعدوا الاعداد اللازم للمهنة بالرغم من بذل محاولات عديدة لتحسين وسائل التدريب والإعداد بغرض النهوض بمؤهلاتهم الا ان الازمة لازالت موجودة لذا ينبغي بذل جهود استثنائية من اجل وضع المناهج الملائمة واختيار العناصر الكفوءة للنهوض بمستوى هذه المهنة ومقوماتها .
ان عملية التدريس علم له مقومات واسس يعتمد عليها في التطبيق نظريا وعمليا وهما الموهبة الفطرية او الطبيعية والقدرة على التعلم او الالمام بالمادة العلمية , وهذه المقومات هي اساس نجاح عملية التدريس .
اما بالنسبة للمبادى الاساسية التي يجب ان يتصف بها المدرس فهي احتوائه لذاته ولمهنته وللمتعلم وبناء علاقات طيبة معه وهذه تعتبر من المقومات الشخصية الذي يجب ان يتحلى بها كل مدرس . هذا بالاضافة الى التمكن من المادة وسلامة الاعداد للدرس وتوصيل المعلومات للطلبة بعد دراسة خصائصهم .
وتتضمن مهارات التدريس ثلاث عمليات رئسية هي التخطيط والتنفيذ والتقويم ويتطلب من المدرس عند انجاز كل منها ان يجيد القيام بها , فعملية التخطيط تتطلب منه تحديد خصائص المتعلمين ومعرفة احتياجاتهم وقدراتهم كي يكون قادرا على صياغة اهداف التعليم وتحليل محتوى المادة الدراسية وتحديد افضل نتاج لتقديمها ولهذا وجب على المدرس اتباع المراحل الاتية اثناء تخطيطه للدرس :-
1- الربط بين الخبرات المعرفية السابقة والحالية ومعرفة الاشياء المطلوب من الطلبة القيام به اثناء وبعد الانتهاء من الدرس بحيث يستطيعون القيام بها .
2- استكشاف الطلبة للمفاهيم المطروحة ومحاولة تطوير مفرداتها .
3- منح الطلبة الفرصة لإبداء آراءهم وتوضيحاتهم حول المفاهيم المطروحة .
4- منح الطلبة الفرصة للتوسع في مداركهم ومفاهيمهم .
5- تقويم ماتعلمه الطلبة .
اما التنفيذ فيسعى المدرس الى اتخاذ ماخطط له , اثناء تفاعله مع الطلبة ويتوقف نجاحه على اجادة مجموعة من المهارات الفنية المتخصصة مثل مهارات عرض الدرس , تصنيف الاسئلة وصياغتها وتوجيهها , اثارة الدافعية عند الطلبة وتعزيز استجاباتهم , اجادة ادارة الصف الدراسي وكيفية تكوين علاقات انسانية طيبة مع طلبته .
وبما ان التقويم هو احد عناصر التدريس ولكونه عملية مستمرة تحاول التوصل الى جوهر المشكلة , لهذا وجب على المدرسين جمع المعلومات عن قدرات الطلاب ومعلوماتهم واتجاهاتهم وذلك لأجل اتخاذ قرارات تستند الى هذه المعلومات وفي الختام اجراء التقويم الشامل الذي يأتي بعد ان تتم عملية التعليم والتعلم بقصد معرفة تحقيق الاهداف التعليمية التي سبق تحديدها .