الانتبـاه :
ماهية الانتبــاه Attention :
يعد الانتباه والإدراك عمليتين تتلازمان في العادة إلا أن الانتباه يسبق الإدراك ويمهد له وفي المجال الرياضي حظي الانتباه باهتمام كبير من الباحثين لما له من أثر على فاعلية الأداء في النشاط الرياضي(محجوب إبراهيم ياسين: 1999). ويعد الانتباه إحدى العمليات العقلية التي تعلب دوراً مهما في حياة الإنسان فهو يساعدنا على معرفة الأشياء وسرعة فهمها كما انه يعتبر من العمليات النفسية التي تحدث في جزء معين من أداء المخ عن طريق النشاط وان ضعفه يعد من الحالات السلبية قبيل بداية الأداء إذ لا يمكن أداء رد فعل سريع دون الانتباه الجيد. والانتباه من حيث معناه العام “هو حالة تركيز العقل أو الشعور حول موضوع معين وهو بهذا المعنى العام : عملية وظيفية تجري فيها بؤرة الشعور على بعض الأجزاء في المجال الإدراكي(احمد زكي صالح: 1972) .
كما يعد الانتباه أحد العمليات العقلية العليا التي تلعب دوراً هاماً في المجال الرياضي. وكذلك يعتبر واحداً من أهم المشاكل المتعلقة بمستوى الإعداد النفسي للإنسان وقياس هذا العنصر لدى الرياضي يعطي مؤشراً حقيقياً عن التغيرات التي تطرأ في اللحظة على النشاط النفسي للاعب. وقد تناول علماء النفس موضوع الانتباه بالعديد من التعاريف الهامة. فقد عُرِفَ الانتباه بأنه تركيز الذهن تركيزاً شعورياً على شيء موضوعي أو تركيز على فكرة محددة فهو عملية عقلية تتصل باهتمام الجانب الشعوري لشيء معين . أن هذه التعاريف تنطبق على الانتباه من وجهة نظر علماء النفس العام بينما علماء النفس الرياضي فقط أعطوا الانتباه خصوصية بتعاريفهم حيث أخذ الأداء الحركي جانباً مهماً في التعاريف بأنه قدرة الفرد على أداء النشاط الحركي ومعرفة ما يحدث(جميل صليبا: 1972).
والجدير بالذكر إن تشتت الانتباه يؤثر سلباً على الأداء الرياضي وأن الكثير من الرياضيين يرجع سبب انخفاض مستوى أدائهم في المنافسة نتيجة فقدانهم التركيز ، وقد يستخدم التركيز والانتباه في مجال الرياضة على نحو مترادف والواقع أن هناك فرقاً بينهما من حيث الدرجة ومن النوع فالانتباه أهم من التركيز والأخير نوع من تضييق الانتباه وتثبيته على مثير معين فالتركيز على مثير معين هو بمثابة انتباه انتقائي يعكس قدرة الفرد على توجيه الانتباه ودرجة شدته. وقد دلت النتائج والبحوث والدراسات على الرياضيين خلال المنافسات الكبيرة على أن نجاح هؤلاء الرياضيين يتوقف على عنصر الانتباه حيث تختلف حدة الانتباه بين لحظة وأخرى ، وعند حلول التعب يقل الانتباه وقد ينعدم في حالة الإجهاد(مونيليا ينسكيا ر . س: 1979 ) ، وبالرغم من أن التأثيرات العضوية الداخلية التي تؤثر في مقدار الانتباه عند اللاعب والتي تتعلق بالدوافع والاستعدادات والاتجاهات فإن هناك عوامل مساعدة أخرى متعلقة بطبيعة اللعبة تجعل انتباه اللاعب ضرورياً منها(ثامر محسن: 1990):
1. قوة بعض المواقف وخطورتها وتأثيرها المباشر في الفوز أو الخسارة كوجود مهاجم قرب هدف الخصم أو انفراد المهاجم بحارس المرمى أو الحالة النفسية التي يجب أن تتوافر فيها الانتباه أثناء ضربة الجزاء.
2. المتغيرات الكثيرة والسريعة التي تحدث في المباراة والتي تتطلب انتباهاً مستمراً من قبل اللاعب.
3. تكرار الحركات التي تواجه اللاعب لكن بأوقات مختلفة وبأشكال متباينة بما يظهرها وكأنها حديثة بالنسبة إلى اللاعب.
4. كل ما يدور حول اللاعب من تغير وحركة مستمرين كالكرة والمنافس والزميل.
أنــواع الانتبـاه :
يقسم الانتباه من ناحية مثيراته إلى ثلاثة أقسام :
1. الانتباه الإرادي : وهو الانتباه الذي يقتضي من المنتبه بذل جهد قد يكون كبيراً ، وفي هذه الحالة يشعر الفرد بما يبذله من جهد في حما نفسه على الانتباه، وهو جهد ينجم عن محاولة الفرد التغلب على ما يعتريه من سأم أو شرود ذهني ، ويتوقف مقدار الجهد المبذول على شدة الدافع إلى الانتباه وعلى وضوح الهدف من الانتباه(احمد عزت راجح:1976).
2. الانتباه اللاإرادي (القسري) : وهو اتجاه الانتباه إلى المثير رغم إرادة الفرد ، وهنا يفرض المثير نفسه فرضا فيرغمنا على اختياره دون غيره من المثيرات.
3. الانتباه التلقائي : وهو انتباه الفرد إلى شيء يهتم به ويميل إليه وهو انتباه لا يبذل الفرد في سبيله جهد بل يمضي سهلاً.
كما قُسِم الانتباه من حيث مصدره (ذنون معتز يونس: 1994 ):
1. الانتباه الداخلي: هو الانتباه المكنون في داخل الفرد والذي يستخدمه الفرد من اجل الاستعداد النفسي والتعبوي للتهيئة الكاملة لوضع الحلول التنفيذية كالانتباه لمسار حركة الكرة أو حركات قدمي المنافس .
2. الانتباه الخارجي: هو إستراتيجية التنفيذ وأسلوب التصرف ،كما انه يعد عزل للانتباه عن جميع التغيرات المحيطة باللاعب.. كالجمهور والحكم والأصوات العالية …الخ.
أما من حيث ثباته فان الانتباه يقسم إلى(احمد عبد الحميد: 1973) :
1. الانتباه المتحرك (ديناميكي): هو الذي يتميز بالشدة المنخفضة في بداية النشاط الرياضي وكلما ارتفعت شدته في الدقائق الأولى من النشاط قلت كفاءة الأداء .
2. الانتباه الثابت (الستاتيكي): هو ذلك الانتباه الذي تثبت عنده الشدة المرتفعة نتيجة التهيئة المسبقة في عملية الإحماء.
مظاهر الانتباه والأداء الحركي:
يعد الانتباه من الموضوعات النفسية المهمة التي لها علاقة بالأداء الحركي حيث يلعب هذا العنصر المهم دوراً مؤثرا في تحقيق الإنجاز ، كونه الحد الفاصل بين هذه الفرق عند تساويهم في قابلياتهم البدنية والمهارية والخططية، حيث أن الانتباه في المجال الرياضي يشمل عدة مظاهر هي :
1. حدة الانتباه 2. تركيز الانتباه 3.توزيع الانتباه
4. تحويل الانتباه 5.ثبات الانتباه 6.حجم الانتباه
وان الوصول إلى الإنجاز يتطلب نمو وارتقاء هذه المظاهر غير أن تنميتها تختلف بحسب نوع اللعبة وبحسب الفترة التدريبية ، ويتطلب من المدرب أن يكون له الإلمام الكافي بالمظاهر المميزة للعبة وان يعمل على تطويرها لدى لاعبيه حسب تخصصهم من المراكز.
1) حدة الانتباه : وتعرف بأنها أكبر طاقة عصبية يمكن فقدانها أثناء النشاط الذي تشترك فيه العمليات النفسية التي تحدث بدقة وضوح فعند أداء المهارات الحركية فان عملية الانتباه تحدث بدرجات مختلفة فتارةً يكون الانتباه حاداً وتارةً يكون ضعيفاً ففي حالة التعب تقل حدة الانتباه بسبب إجهاد الجهاز العصبي . ويرى الباحث أن حدة الانتباه تكاد تكون حاسمة في أكثر المهارات الهجومية بكرة القدم لما لها من تأثير على دقة التصويب والمناولة في منطقة الخصم القريبة والبعدية لان حدة الانتباه الضعيفة تضيّع على المهاجم المقدرة في تقدير المسافات والأهداف وحركة الزميل أو الخصم ، وبالتالي ضعف المقدرة على التوقع أو التقدير.
2) تركيز الانتباه : وتعد هذه الصفة من أهم مظاهر الانتباه وتلعب دوراً هاماً في الوصول إلى المستويات العليا، لما لها من تأثير على دقة وضوح وإتقان النواحي الفنية لأجزاء المهارة الحركية ، ومن المعروف أن درجة الإتقان للمهارات الحركية لا ترتبط فقط بمؤهلات التدريب بل ترتبط أيضاً بمقدرة الفرد على تركيز الانتباه لغرض التحكم في مهارته الحركية. وتستدعى المباراة أن تكون لدى اللاعب القدرة على تركيز الانتباه ، وتركيز الانتباه يطور من خلال التدريب بالعديد من الوسائل. كما أن تركيز الانتباه يجعل اللاعب قادراّ على الملاحظة. إن اصطلاح تركيز الانتباه يشير إلى تراكم الطاقة العقلية وتوجيهها المركز صوب فكرة معينة أو إلى إحدى محتويات الذاكرة الحركية أو إلى موضوع معين بحيث تنصب الطاقة العقلية أو تتجه صوبه”( سعد رزوقي: 1977) ، ويؤكد علم النفس الرياضي على أهمية تركيز الانتباه بوصفه قمة الاستعداد التعبوي في ظروف التدريب وظروف اللعب ، لذلك يجب مراعاة تعويد اللاعب على تركيز الانتباه في غضون عملية التدريب حتى يعمل ذلك على تنمية وتطوير القدرة على تحمل الانتباه في ظروف المباراة الصعبة.
3) توزيع الانتباه : ويعني الانتباه الموجه نحو عدة الأشياء أو أنشطة في وقت واحد فلاعب كرة القدم يوزع انتباهه إلى الكرة واللاعبين في وقت واحد وبهذا يتوقف على قدرة اللاعب في توجيه انتباهه إلى عدة أشياء مختلفة في وقتٍ واحد.. وحسب رأي الباحث أن لكل لعبة درجة معينة من التركيز تختلف عن درجة تركيز الألعاب الأخرى ، وذلك نتيجة لعدة أمور منها : • مساحة الملعب : فكلما كان الملعب صغيرا زاد التركيز. • قرب الجمهور من الساحة : لان اقتراب الجمهور للساحة يعني زيادة في تركيز اللاعب. • عدد وكثافة الجمهور : لأنه يؤثر على التركيز من الناحية النفسية خاصة في القاعات المغلقة ذات الصدى العالي تؤثر سمعيا وبصريا على حواس اللاعبين وهي بطبيعة الحال تختلف عن الملاعب المكشوفة .
4) تحويل الانتباه : وهو القدرة على سرعة توجيه الانتباه من نشاط إلى آخر وبنفس الحدة وتختلف المقدرة على تحويل الانتباه من فرد لآخر وفق الخصائص والمميزات الفردية(محمد لطفي: 1975). وتعريفنا (حسين علي كنبار: 2009) لتحويل الانتباه أنه (عملية انتقال الانتباه بين عدة أنواع من المثيرات في فترة زمنية معينة) ،فعندما يقوم اللاعب بكرة القدم بالمراوغة (على سبيل المثال ) عليه أن يركز على المراوغة وبنفس الوقت عليه تغيير انتباهه للزميل والخصم والمرمى والملعب في أجزاء من اللحظات ، كي يستطيع أن يتخذ القرار الذي سيكون بعد المراوغة ، لهذا نرى الكثير من اللاعبين نتيجة لقلة تحويل انتباههم بين الثوابت والمتحركات وتركيزهم على هدف معين لا يستطيعون معرفة ما يقوموا به في الخطوة التالية بل أن البعض منهم قد يقترب للخروج من حدود الملعب ولم يدرك ذلك.
5) ثبات الانتباه : وهو القدرة على الاحتفاظ بالانتباه إلى أطول مدة ممكنة. لثبات الانتباه دور مهم في بعض أنواع الأنشطة الرياضية فعلى سبيل المثال لا ينبغي للاعب كرة القدم أن يكون حاد الانتباه فقط حتى يمكنه من الإدراك ووضوح كل خطة في سير المباراة ولكن عليه أن يكون ذو انتباه ثابت طيلة فترة المباراة . وتعتمد قدرة اللاعب على الاحتفاظ بثبات الانتباه على عدة عوامل منها (احمد عبد الحميد :1976): أ. السرعة المناسبة للنشاط : إن البطيء في السرعة المناسبة للنشاط أو زيادتها يؤدي إلى هبوط مستوى ثبات الانتباه فكلما كان لدى اللاعب السرعة المناسبة للأداء كان أكثر ثباتاً. ب. تنوع الأداء الحركي : إن تنوع المهارات الحركية والأداء الحركي يؤدي إلى الاحتفاظ بثبات الانتباه لمدة أطول من ذلك لان الرتابة في الأداء الحركي تقود إلى الملل مما يؤدي ذلك إلى عدم ثبات الانتباه.
6) حجم الانتباه : يعرف حجم الانتباه بأنه كمية المواد أو العناصر التي يمكن إدراكها في وقت واحد بدرجة واحدة من الدقة والوضوح . فلاعب كرة القدم عادة يحتاج إلى ذلك المظهر بشكل خاص عند عملية الهجوم على فريق الخصم وفي حالة الدفاع عن مرماه وذلك بسبب كمية ومقدار العناصر التي يتوجب عليه أن يدركها ويعيها بحيث يمكن له أن يفسرها بشكل سريع ودقيق ليستطيع من اتخاذ الإجراء المناسب ، ففي حالة الهجوم يقوم المهاجم برؤية واسعة (الوعي الخارجي للعين) عن طريق رؤية كافة تفاصيل المشهد الهجومي وعليه أن يقوم باستيعاب ما يشاهده لكثرة عناصرها (زميل – منافس – مرمى – حارس….. ) هذا من الجانب الخارجي للرؤية أما من الجانب الداخلي (النفسي) فعليه أن يقوم بانتقاء وتركيز انتباهه بوجود ذلك الحجم الكبير من المدركات كي يتمكن من إيجاد حل للواجب الهجومي والمقدرة على إصابة مرمى الخصم بعد إبعاد كافة المشتتات . ويجب مراعاة عدة نقاط من اجل الاستفادة من مظاهر الانتباه في تعلم المهارة الحركية والتدريب عليها لدى الناشئين (مفتى إبراهيم حماد: 1996)
1. مراعاة درجة تركيب التمرين. أي فصل كل عملية في المهارات المختلفة عن الأخرى وذلك عن طريق تعلم أداء المهارة نفسها وبعد ذلك أدائها تحت ضغط خصم.
2. مراعاة تناسب عدد الناشئين الذين يؤدون التمرين الواحد. ويتم ذلك من خلال اشتراك اثنين أو ثلاثة في التمرين الواحد في لعبة من الألعاب . فكلما زاد عدد الناشئين كان على الناشئ الانتباه لعدد كبير من المتغيرات، وكلما تطور الناشئين إلى مراحل سنية أعلى أمكن زيادة عدد الناشئين المشاركين في التمرين .
3. مراعاة تناسب عدد النقاط الفنية المقدمة للناشئين مع المرحلة السنية . فكلما صغر سن الناشئين كان من المهم أن يكون عدد النقاط الفنية قليلاّ وأن يكون محتواها مركزاّ وكلما كبر السن أمكن زيادة عدد النقاط الفنية للمهارة الحركية المعلمة،وأمكن كذلك زيادة تفاصيلها الفنية. 4. تعليم الناشئين الانتباه للمؤثرات الأكثر أهمية أثناء تعلم المهارة الحركية . إن انتباه الناشئين للعناصر الأكثر أهمية في مواقف تعلم المهارات الحركية سوف يقلل من الجهد المطلوب للانتباه وبالتالي فإن ذلك سيؤدى إلى أفضل نتيجة للإدراك مثال ، عندما يقوم لاعب كرة اليد بالمراوغة بالكرة فإن عليه التركيز على مواقف المنافسين أكثر من النظر على مواقف جميع من في الملعب. العوامل لتي تؤثر على تشتت الانتباه(محمد لطفي : 1975) يوجد هناك العديد من العوامل التي تؤثر في عملية الانتباه لدى الفرد وتعمل على تشتيت انتباهه بحيث يصبح عاجزا على الانتباه لفترة وجيزة ومن ثم يتوجه انتباهه إلى شيء آخر ومن ثم يعيد انتباهه إلى الموضوع نفسه ويعود ذلك إلى عوامل عدة بعضها يرجع إلى الفرد نفسه وبعضها عوامل خارجية:
1. العوامل الداخلية :
أ. العوامل الجسمية : قد يرجع شرود الانتباه إلى التعب والإرهاق الجسمي وعدم أو عدم الانتظام في وجبات الطعام أو سوء التغذية ، هذه العوامل من شأنها أن تنقص حيوية الفرد أو تضعف قدرته على المقاومة بما تشتت انتباهه.
ب. العوامل النفسية : كثيرا ما يرجع تشتت الانتباه إلى عوامل نفسية والميل إلى المادة أو عدم اهتمامه بها أو انشغال فكره أو سبب القلق أو الاضطهاد.
2. العوامل الخارجية:
أ. العوامل الاجتماعية : مثل المشكلات ، أو نزاع مستمر في العائلة أو صعوبة مالية أو صعوبة علاقته الاجتماعية وغيرها.
ب. العوامل الطبيعية (الفيزيقية) : مثل عدم كفاءة الإضاءة ، سوء التغذية ، ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة والضوضاء، وهنا تجدر الإشارة إلى ما يصرح به بعض الناس واللاعبين والطلاب من أن إنتاجه يزداد في الضوضاء عنه في مكان هادئ وهذا كان مثار كبير من التجارب في علم النفس، وقد أسفرت هذه التجارب عن إن تأثير الضوضاء من حيث هي عامل مشتت للانتباه على :
نوع الضوضاء.
بنوع العمل.
وجهة نظر الفرد في الضوضاء.
فالضوضاء المتواصلة أثرها دون الضوضاء المتقطعة. إي أن الضوضاء الناتج عن جماعة يكتبون على الآلة الكاتبة ليس لها اثر المشتت كما عن الضوضاء الناتجة عن أبواق السيارات. كما أثبتت بأن الأعمال العقلية بوجه عام تتأثر بالضوضاء أكثر مما بها الأعمال الحركية البسيطة. كما تتوقف على وجه نظر الفرد ودلالتها عنده. فان كان يرى أنها شيء ضروري لابد منه ولا يتم العمل بدونه كضوضاء آلات المصانع بالنسبة للعمال لم تكن إزعاج كبير له في إنتاجه أو اللاعب في ملاعب كرة السلة فان ضوضاء التشجيع له اثر على مستواه في اللعب بل العكس قد يكون حافزا مشجعا له.
العوامل التي تساعد على جذب الانتباه
1. العوامل الداخلية : هناك عدة عوامل داخلية مختلفة ، مؤقتة ودائمية تهيئ الفرد للانتباه إلى موضوعات خاصة دون غيرها من العوامل منها :-
فالمؤقتة هي : •
الحاجات العضوية : كالجائع عندما يكون سائرا في طريق ما وقد استرعت انتباهه الأطعمة وروائحها بوجه خاص •
الوجهة الذهنية : نرى أن الرياضي 100م تكون وجهته الذهنية حول صوت إطلاقة مسدس البدء بالركض.
أما الدائمية فهي : •
الدوافع الهامة : فلدى الإنسان وجهة ذهنية موصلة لانتباه إلى المواقف التي تنذر بالخطر أو الألم كما إن دافع الاستطلاع يجعله في حالة تأهب مستمر للانتباه للأشياء الجديدة أو غير مألوفة. •
الميول المكتسبة : يبدو أثرها في اختلاف النواحي التي ينتبه إليها عدد من الناس حيال موقف واحد، فمثلا لاعب كرة القدم ولاعب كرة السلة يختلفون في وجهتهم عن دخول محل للتجهيزات الرياضية فالأول ينتبه إلى ما يخص كرة القدم والثاني إلى ما يخص كرة السلة .
2. العوامل الخارجية : ويقصد بها العوامل المتعلقة بالمنبهات أو المثيرات الموجودة في البيئة المحيطة بالفرد والتي تساعد على جذب الانتباه ويحتفظ به مدة من الزمن ، مثل الأصوات العالية والألوان والحركة وتعتمد على :-
1. شدة المنبه : فالأضواء الزاهية والأصوات والروائح النافذة اجذب للانتباه من الأضواء الخافتة والأصوات الضعيفة والروائح المعتدلة .
2. تكرار المنبه : فلو صاح احدٌ (النجدة) مرة واحدة فقد لا يجذب صياحه انتباه الآخرين أما أن كرر هذه الاستغاثة عدة مرات كان ذلك ادعى لجذب الانتباه ، على أن التكرار إن استمر ترتيباً وعلى وتيرة واحدة فقد قدرته على استدعاء الانتباه فلذلك يجب أن ينوع بإلقائه.
3. تغير المنبه : عامل قوي في جذب الانتباه فنحن لا نشعر بدقات الساعة في الحجرة لكنها إن توقفت عن الدق فجأة اتجه انتباهنا إليها.
4. التباين : كل شيء يختلف اختلافا كبيرا عما يوجد في محيطه فمثلا ظهور نقطة حمراء في وسط قلة نقاط سوداء أو وجود امرأة وسط محيط كله من الرجال.
5. حركة المنبه: الحركة نوع من التغير، فمن المعروف أن الإعلانات الكهربائية المتحركة اجذب للانتباه من الإعلانات الثابتة.
6. موضع المنبه: وجد أن القارئ يميل إلى قراءة الجزء الأعلى من الصحيفة أكثر من النصف الأسفل.
أهمية تركيز الانتباه في الفعاليات الرياضية :-
يعد تركيز الانتباه من بين المظاهر الهامة في الانتباه والذي يثبت تأثيره على مستوى الأداء في الفعاليات الرياضية المختلفة ، إذ تلعب معظم مظاهر الانتباه دوراً فعالاً في إتقان المهارات الحركية وتعبئة القوى النفسية المرتبطة بتلك الفعاليات . إذ ثبت أن تطور الأداء الذي يعد أساساً مهماً لنجاح المهارات الحركية يرتبط بقابلية الرياضي على تركيز انتباهه وهذا بدوره يؤثر على دقة ووضوح وإتقان النواحي الفنية لأجزاء المهارة الحركية وخاصة في أنواع الأنشطة التي تعتمد بصورة كبيرة على حالات البداية إذ تم التأكد من أن “ارتفاع درجة الإتقان للمهارات الرياضية لا يرتبط بمؤهلات التدريب فقط بل يرتبط أيضاً بقدرة الفرد على تركيز الانتباه والقدرة على الإسهام الواعي للفرد في التحكم في مهاراته الحركية”( خالد عبد المجيد: 1996) ، حيث أن حل الواجب الحركي سواء أكان في التدريب أو المنافسة يتطلب وبشكل كبير من الرياضي الانتباه المركز . وتختلف القدرة على تركيز الانتباه بين اللاعبين ، فالبعض لديه القدرة الكبيرة على التركيز والبعض الأخر يكون أكثر عرضة للاضطراب وذلك لضعف القدرة على انتقاء الانتباه ، إلا أن خاصية الانتباه دائمة التغير لأنها مرتبطة بالمواقف المتغيرة والعوامل الداخلة فيها ، فتارة يتميز بالشدة وتارة أخرى بالتشتت ، وفي أحياناً كثيرة يتم تحويل الانتباه وتشتيت الانتباه على الأهداف المختلفة في كافة الاتجاهات والذي يمكن أن يؤدي إلى أخطاء فنية وتكتيكية سهلة للغاية. إن ما تقدم يؤكد بما لا يقبل الشك أن فكرة اعتماد الأداء الرياضي على الجانب البدني فحسب أصبح غير مألوف في نظر الباحثين والمدربين وقد تبنى العديد منهم التأكيد على الجانب الذهني في التدريب الرياضي والاستعداد للمسابقات وقد “أثبتت الاختبارات بأن الأداء العالي للرياضيين يتم عن طريق المؤهلات الذهنية ومنها القوى النفسية المتحركة والتوافق النفسي وتركيز الانتباه والمثابرة والاستقرار العالي وخلق الأفكار”( Tamas Ajan , Lazar Barog: 1988) . إن المباراة تكشف الوظائف النفسية بسرعة وبشكل متبادل لذلك تزداد قبل المباريات أو خلالها قوة الاهتمام وحجم عملية الإحساس والتفكير والقدرة على بذل الجهود الإدارية السريعة القوية وقابلية الكشف والتكيف وحجم التركيز للاهتمام والانتباه حسب المطالب المطروحة ، كما أن “الإنجاز البارز في الرياضة يتطلب التركيز ، وعندما تختار تنفيذ المهارات أو الفعاليات فعليك أن توجه تركيزك بشكل طويل يكفي لتحقيق أفضل النتائج”( Doroghy V.Harris and Bettel . Harris : 1984) وفي لعبة كرة القدم تظهر أهمية الانتباه بصورة واضحة نظراً للعبة من حيث سرعتها وتعدد حركات اللاعبين وتغير مراكزهم ومواقفهم بسرعة تتطلب من لاعبيها الاحتفاظ بمستوى عال من الانتباه طوال زمن المباراة ، ويتضح مما تقدم انه يجب أن تتوافر عند لاعبي كرة القدم الانتباه والملاحظة الدقيقة بصورة مستمرة لحركات اللاعبين ، واللاعب الذي بحوزته الكرة ، فان غياب تركيز الانتباه وفقدان الكفاءة في المتابعة والملاحظة يؤدي إلى خسارة الجهد المبذول والى فشل الخطة. ومن هنا يجب أن أشير إلى أهمية أن يقدم المدرب للناشئين عدداّ محدودا من المثيرات في نفس الوقت حتى يمكنهم الاستجابة لها بنجاح ، ومن جانب آخر تنويع تلك المثيرات لزيادة تدريبهم لزيادة خبراتهم بتلك المثيرات.
المصادر:
- محجوب إبراهيم ياسين ، تحديد العلاقة بين بعض المحددات الأساسية التخصصية لانتقاء الناشئين بكرة القدم ، أطروحة دكتوراه ، جامعة بغداد ، 1999، ص25.
- احمد زكي صالح: علم النفس التربوي ، ط1 مصر ، مكتبة النهضة المصرية 1972 ص478.
- جميل صليبا : علم النفس ط1: بيروت ، دار الكتاب اللبناني ، 1972 .
- مونيليا ينسكيا ر . س : أهمية الخصائص النموذجية للرياضيين ذوي المستويات العليا للانتقاء الرياضي وتوجيه عمليات التدريب ، موسكو، العدد 4، 1979، ص 197.
- ثامر محسن : الإعداد النفسي بكرة القدم ، دار الحكمة للطباعة والنشر ، 1990، ص103.
- احمد عزت راجح ، أصول علم النفس ، القاهرة ، مطابع روز اليوسف ، 1976، ص177-178.
- ذنون معتز يونس : قياسات الانتباه وعلاقته بالاستجابة الحركية لحراس مرمى أندية الدرجة الأولى بالكرة القدم، بحث منشور مجلة المعلم الجامعية البصرة 1994 ص213.
- احمد عبد الحميد ، الملاكمة لمعاهد التربية الرياضية والعاملين في حقل الملاكمة ، القاهرة دار نشر الجامعات المصرية ، 1973 ، ص287.
- سعد رزوقي ، موسوعة علم النفس ، ط1 ، بيروت ، الموسوعة العربية للدراسات والنشر ، 1977 ص74.
- محمد لطفي ، خصائص الانتباه لدى لاعبي كرة السلة وعلاقتها مستوى اللاعبين ومركزه ، أطروحة ماجستير ، القاهرة ، جامعة حلوان ، 1975ص29.
- حسين علي كنبار : تاثير تدريب الرؤية البصرية في تطيور مظاهر الانتباه وبعض المهارات الهجومية بكرة القدم للاعبين الناشئين.رسالة ماجستير . 2009 ص58.
- احمد عبد الحميد: الملاكمة ، ط4 القاهرة ، دار النشر للجامعات المصرية 1976.
- مفتى إبراهيم حماد : التدريب الرياضي للجنسين من الطفولة إلى المراهقة ، ط 1 ، دار الفكر العربي ، 1996 ص92-93
- خالد عبد المجيد ، تركيز الانتباه قبيل أداء الإرسال في كرة الطائرة ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الموصل ، كلية التربية الرياضية ، 1989 ص26-27.
- Tamas Ajan , Lazar Baroga : weight lifting fitness for all sports international weightlifting federation sketching, printing House Hungary . 1988 .P32.
- Doroghy V.Harris and Bettel . Harris : The athletes quid to sport psychology , mantel skills for physical people , Leisure press , New York , 1984 , P82.
- سعد رزوقي ، موسوعة علم النفس ، ط1 ، بيروت ، الموسوعة العربية للدراسات والنشر ، 1977 ص74.
- محمد لطفي ، خصائص الانتباه لدى لاعبي كرة السلة وعلاقتها مستوى اللاعبين ومركزه ، أطروحة ماجستير ، القاهرة ، جامعة حلوان ، 1975ص29.