الوقايه خير من العلاج تبقى هذه المقوله اساسا لكل من يتحدث عن الوقايه وطرقها واساليبها . ومهما بلغ العلاج من دقه في التعامل مع المرض او الاصابه او الاعاقه لم يستيطع الوصول الى دقة الباريء عزوجل في تصميم الجسم البشري بالصوره الابداعيه فسبحان الخالق , لذا فأن الحفاظ على هذا التصميم بكل جهد هو من المهام الاساسيه للبشر , حيث يتعرض الانسان لعوامل عدة خارجيه وداخليه وذاتيه تسبب له الكثير من الاختلالات التشريحيه والتي تنعكس بالتالي على وظائف الجسم المختلفه كما وتخلف مضاعفات قد تكون وقتيه او دائميه مما يعرقل نشاط الانسان الطبيعي ويحد من انتاجيته . ومن الجدير بالذكر ان الكثير من دول العالم على مستوى الحكومات والافراد تنفق مبالغ طائله للاغراض العلاجيه وقد تكون هذه العلاجات في احيان كثيره غير مجديه تماما لاسباب تتعلق بظروف الاصابه ونوعها وطريقة علاجها وموقعها في الجسم وشدتها وما الى ذلك من عوامل اخرى ولاتحقق المستوى الصحي السليم لذلك فأن ( الوقايه خير من العلاج ) وهي لاتكلف كثيرا مقارنة بالعلاج , والوقايه في المجال الرياضي تكتسب بعدا اكبر من ذلك حيث يسعى الرياضييون دوما مواصلة نشاطهم لتحقيق مستوى اعلى من الانجاز فيما تحد الاصابه والمضاعفات الناتجه عنها من طموحاتهم هذه غالبا , وقد توصلهم احيانا الى العجز لذلك فان الجانب الوقائي يكتسب اهميه متزايده لدى الرياضيين خاصة وان الممارسه الرياضيه وظروفها من احتكاك مستمر وتصادم يزيد من مستوى الاصابه كما ان استخدام الاجهزه والادوات الرياضيه تشكل خطرا اخر عليهم .
لاشك ان هناك اسباب كثيره لحدوث الاصابات الرياضيه منها ذاتيه واخرى موضوعيه وغالبا ماترتبط بظروف التدريب او المنافسه وخاصة مايرتبط بجانب التكنيك والتكتيك والاسباب المرتبطه بالجانب البدني والصحي والاستعداد النفسي الخ من الاسباب المتعدده , وتحدث الإصابات الرياضية عادة عن أخطاء تتعلق بتنظيم التدريب أو عند المنافسات وغالبا ما تحدث بسبب التحميل الزائد على أجهزة الجسم وعدم التدرج بالحمل بالشكل الصحيح والذي يقود بالتالي إلى مختلف الإصابات والأمراض في الجهاز الحركي بشكل خاص وأجهزة الجسم الأخرى أيضا , كما ترتبط بنوع النشاط الممارس حيث تختلف نوعية ودرجة الاصابه وفقا لاجزاء الجسم المستخدمه في ذلك النشاط وشده الحمل المستخدم وتزداد خطورة الاصابه عند الحمل عالي الشده وخاصة عندما يكون الاستعداد البدني غير متكامل كما هو الحال عند المبتدئين في ممارسة الانشطه الرياضيه هذا مما يقلل من مستوى الاداء لديهم وفي معظم الحالات يقود إلى الإصابة خاصة في الألعاب والنشاطات التي تتطلب استخدام الأجهزة والأدوات المختلفة ، وهذا بالطبع يرجع الى القصور في الاستعداد البدني لهذه الفئه لذلك ان رفع القدرات واللياقه البدنيه يعد متطلب اساسي لامكانية الممارسه الرياضيه الامنه لتلبية الواجبات المناطه بكافة المهارات الرياضيه . ولا يستثني من ذلك الرياضيين من ذوي المستويات المتقدمه حيث يحتاجون الى استخدام الكثير من السبل الوقائيه عند العوده الى التدريب بعد انتهاء موسم تدريبي والبدء بموسم قادم حيث تقل لياقتهم بسبب انقطاعهم عن التدريب في فترات الراحه بين المواسم التدريبيه , وكذلك فإن التطورات في نظريات وأساليب علم التدريب الرياضي وتنامي احجام وشدة الاحمال التدريبيه ولفترات طويلة مع غياب التقنين الصحيح للحمل بشكل يتوافق والحالة الوظيفية يعرض الجسم الى متطلبات متزايده ويرفع خطورة عوامل الاصابه أذ ان زيادة متطلبات التدريب حجما وشده وكثافه يلقي عبا كبيرا على وظائف اجهزة الجسم . وكذلك الامراض والاعاقات تنشأ عادة عن اسباب عدة قد يكون البعض منها وراثيا او ولاديا او بيئيا وفي جميع الاحوال فأن النتائج واحده حيث تخلف المضاعفات التي تؤثر في حركة الانسان الاعتياديه بسبب تطور مضاعفاتها لوجود الخلل او الاعاقه لذا يكون الهدف الاساسي للوقايه هو الحد من تلك التطورات وايقافها قدر الامكان لتسهيل الحركه الطبيعيه وبواسطة وسائل وتدابير عدة في الغالب تعتمد على مايتاح من الطبيعه وفي مقدمتها العلاجات الحركيه , اذ ان ممارسة الانشطه البدنيه والرياضيه ضرورة لمواجهة التأثيرات السلبيه والاضرار الصحيه الناتجه عن الاصابه او الامراض والاعاقه وذلك بأختيار مايناسب الحاله وتصميم مكونات العلاج والتاهيل على اساسها . وتتطلب الوقايه من الاصابات الرياضيه دراسه تفصيليه لاسباب الاصابات والحالات التي تظهر فيها وخصوصية اللاعب الفرديه ايضا , حيث ان الوصول الى الانجازات العاليه مهم ولكن الاهم من ذلك يجب معرفة الاشكال الوقائيه التي تمنع حدوث الاصابه مع الارتقاء بمستوى الرياضي , وتعد الوقاية من الأساسيات في علوم الطب الرياضي الحديث والتربية البدنية العلاجية الذي يتجه في الوقت الحاضر إلى الوقاية من الإصابات والسعي لخفض نسبة حدوثها إلى الحد الأدنى حيث يدرس الطب الرياضي الاصابات الرياضيه وكيفية الوقاية منها اولا ثم كيفية علاجها حال وقوع الاصابه ، والوقاية هي الإجراءات الخاصة والتي تتخذ أثناء التدريبات أو المنافسات لغرض منع أو الحد من وقوع الإصابة وتقليل المضاعفات المرتبطة في حال وقوعها ، ويدخل ضمن مفهوم الوقاية الكثير من الإجراءات التي تستخدم الوسائل والطرق الوقائية والعلاجية المعتمدة على العوامل الطبيعية والتي تدخل ضمن الطب الوقائي للرياضيين وأهمها التمارين الرياضية والعلاج الحركي ,لذلك يمكن تعريف الوقايه على انها (كافة الإجراءات والوسائل والتدابير الخاصة وفقا للعلوم ( الطبية والصحية وفسيولوجيا والتدريب الرياضي والبايوميكانيك وعلم النفس الرياضي والعلوم التربوية المرتبطة بالأداء البدني ) والتي تتخذ أثناء التدريبات أو المنافسات لغرض منع أو الحد من وقوع الإصابة وتقليل المضاعفات المرتبطة في حال وقوعها ). لذلك فان اتخاذ التدابير الوقائيه واعداد البرامج الوقائيه المبنية على اسس علميه وفق الخصوصية والغرض المراد منها للفرد سواء كان مصابا او غير مصاب يساهم بشكل فعال في تفادي الكثير من المضاعفات والمخاطر المحيطه بالاصابه او المرض او الاعاقه , اذ تعمل هذه الوسائل على تطوير عمل الاجهزه الجسميه وخاصة (الجهازين العضلي والعصبي ) بالشكل الذي يتيح لها التغلب على الاختلال الحاصل ومضاعفاته التي تنعكس على عمل الاجهزه الجسميه كافة . وهذا يتوافق مع اهداف الطب الرياضي الحديث الذي اهتم بالوقايه من الاصابات من خلال دراسة طبيعة الاصابات واتخاذ الاجراءات اللازمه الكفيله للوقايه وتجنب وقوعها كما اعطى اهتمام اكبر للعلاج والتأهيل مابعد الاصابه للوقاية من المضاعفات التي قد تحصل بعد ها واتخاذ الإجراءات المبكرة واللازمة وبطرق سليمة وحماية الرياضي من المضاعفات كذلك اختيار افضل الوسائل العلاجية والتأهيليه المناسبه حتى يتمكن الرياضي المصاب من العوده الى حالة ماقبل الاصابه . ولابد من ذكر اهم الوسائل الوقائيه على سبيل الذكر لا الحصر لان وسائلها تشمل عدد كبير من الوسائل والتقنيات التي يرفدها التطور العلمي بالجديد دوما . ونذكر منها مايأتي : – العلاج التمارين البدنيه بكافة انواعها ( الثابته والحركيه والسلبيه والايجابيه بالمقاومه او بدونها والتمارين المقننه على الاجهزه ) والموجهه لتقوية عضلات الجسم وتطوير المرونه والقدرات البدنيه وتعد افضل الوسائل الوقائيه . – التدليك بانواعه اليدوي والالي – وسائل العلاج الفيزياوي كافه وخاصة الكهربائيه (التحفيز ) – المشي العلاجي – السباحه – العلاج بالعمل وممارسة بعض الاعمال المنزليه والتي تتوافق مع نوع الخلل عند الافراد ( العمل في الحدائق , الفنون المنزليه والاعمال الخاصه ) وهناك الكثير من الاعمال والوسائل والتدابير الوقائيه التي تتخذ لتحديد او منع الاصابه عند الرياضيين مثل استخدام المشدات والاربطه على المفاصل واستخدام المواد والاجهزه التي تؤمن للرياضي الاداء الأمن كما ان مواصلة الفحصوصات الطبيه وعدم اهمال الارشادات الطبيه والمتابعه الدوريه للفحوصات يعد ايضا احد جوانب الوقايه المهمه.