التنسيق في المجال الرياضي

إن نجاح العمل الرياضي يعتمد على قابلية وكفاءة وقدرة قادتها للقيام بعملية التنسيق بين مؤسساتها الرياضية من اندية وإتحادات ومدارس وجامعات وغيرها، وكذلك بينها وبين الجهات المسؤولة وذات العلاقة (مثل اللجنة الاولمبية ووزارات الرياضة والشباب والتربية والتعليم العالي وغيرها) اضافة الى المؤسسات الاخرى التي لها علاقه ايضا” بالعمل الرياضي.
فلهذا يعد التنسيق من المهمات الاساسية للذين يتحملون مسؤولية وادارة المؤسسات الرياضية اذ يجب عليهم تحقيق التجانس والترابط بالأماكن التي يعملون بها والتوفيق بين أنشطتها حتى يمكنهم تحقيق الاهداف المرسومة بقدر من الكفاية والفاعلية فكل منهم يجب أن يقوم بالوظيفة التنسيقية في مكان عمله اضافة الى اشتراك العاملين معه من أجل خلق روح التعاون والترابط فيما بينهم من خلال تبادل وجهات النظر وإزالة جميع المعوقات والتقاطعات التى قد تحدث أثناء العمل وتنفيذ خطط عملهم بالأسلوب الصحيح وهذا لايتم إلا إذا كان الاعضاء العاملين يتمتعون بأدراك واسع وحرية بالتعبير والتفكير.
وهناك سبل عديدة يمكن للقائد الرياضي من خلالها ممارسة التنسيق من خلال اللقاءات المباشرة مع الافراد العاملين (مدربين وإداريين ولاعبين) أو الاجتماعات الدورية لمناقشة سير تنفيذ المهام والخطط الموضوعة وكذلك بالاستماع الى آرائهم والتنسيق معهم في جميع الامور المتعلقة بأعمالهم الخارجية والداخلية من أجل نجاح عمله وعملهم وتحقيق الانجاز المطلوب.
ولأجل أن يكون التنسيق فعال يجب خلق ترابط وتكامل مع العناصر الادارية الاخرى بإيجاد نظام رقابه ينقل المعلومات بوقت مناسب ليحمي المؤسسة الرياضية من الانحراف والخلل من خلال معرفة القيادة بها وإيجاد الحلول المناسبة لتجاوزها، إضافة الى التركيز على الجوانب الايجابية في العمل الرياضي وتقريره بما يخدم الجميع وتحقيق الهدف المنشود.
وعلينا أن نفرق بين مفهوم التعاون ومفهوم التنسيق في العمل الرياضي فالتعاون يعني تعامل عدة افراد مع بعضهم البعض بهدف الوصول الى اهداف مشتركة طوعية أي تعني ابداء طرف معين رغبته في التعاون مع طرف آخر بمحض ارادته في حين أن التنسيق هو وظيفة يتسم فيها توجيه العاملين في التنظيم بشكل مقصود وبموجب سلطة من قبل مدير بهدف الوصول الى أهداف محددة. فعلى سبيل المثال اذا كان هناك شخصان يرتبطان بعلاقات شخصية غير جيدة ويعملان في قسمين مختلفين بتنظيم معين فان مصلحة التنظيم توجب التنسيق بينهما لانجاز العمل بغض النظر عن مصلحتها الشخصية غير الجيدة. اما في حالة التعاون فيتم فقط من خلال العلاقات الشخصية الجيدة بين هذين الشخصين بحيث يتطوع طرف منهما بمعاونة الطرف الثاني اثناء قيامه بعمل معين.

فالتعاون اذن اختياري والتنسيق اجباري

قواعد التنسيق في المجال الرياضي

هناك قواعد للتنسيق لابد للقائد في المجال الرياضي الالمام بها.

  1. كلما اتسع العمل الرياضي كلما زادت الحاجة الى التنسيق.
  2. كلما زاد فهم الافراد في العمل الرياضي لأهداف البرامج الرياضية وتقبلوها، كلما سهل تحقيق التنسيق فيما بينهم.
  3. التنسيق الخارجي يتطلب وقت وجهد أكبر مما يتطلب التنسيق الداخلي بالعمل الرياضي.
  4. يتحقق التعاون داخل العمل الرياضي عندما تدعم الثقة بين الاعضاء العاملين فيه.
  5. أن توكيل السلطة تضمن تحقيق التعاون وهو أساس نجاح التنسيق.

أهمية التنسيق في المجال الرياضي

للتنسيق أهمية كبيرة في المجال الرياضي اذ يمكنه تحقيق الانسجام في الجهود وذلك من خلال:

  1. بث روح التعاون والانسجام بين اللاعبين والمدربين والاداريين.
  2. نكران الذات والعمل باتجاه واحد من اجل تحقيق الانجازات الجيدة.
  3. التدقيق بين الاعمال داخل المؤسسات الرياضية أو بينها وبين المؤسسات الاخرى ذات العلاقة بعملها.
  4. التنسيق مع جميع المؤسسات والدوائر من أجل سياسة موحدة لوضع المناهج والبرامج اللازمة التى من شأنها تحقيق الرعاية الكاملة للرياضيين وللعاملين بالوسط الرياضي. على ان لاتقتصر على الاندية والمراكز والمؤسسات الخاصة التي يعملون بها بل يجب ان تكون اكثر شمولية من حيث التكوين والتركيب الاجتماعي.

ا. د. محمود داود الربيعي/ كلية المستقبل الجامعة/ قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة – العراق

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،