العوامل المؤثرة في اختيار استراتيجية التدريس

تعد الاستراتيجية خطة محكمة البناء مرنة التطبيق يتم خلالها استخدام كافة الامكانات والوسائل المتاحة بطريقة مثلا لتحقيق مجموعة من الاهداف موضوعة بصورة شاملة ومتكاملة يتضح فيها العمل ومتطلباته واتجاهاته ومساره بهدف احداث تغييرات لتحقيق الاهداف والنتائج المحددة ,من خلال التعاون والإتساق لتحقيق التصور والغاية بتخطيط بعيد المدى يتوفر له الامكانات اللازمة, ولنجاح تطبيق أي استراتيجية لابد من توافر عناصر لها وهي:
1- وجود افراد يمتلكون الموهبة والمواصفات التي تؤهلهم للنجاح في مجال تخصصهم.
2- توافر الامكانيات اللازمة لتغطية المهام والاعمال المخطط لتنفيذها.
3- جهاز فني متخصص متكامل يمتلك المؤهلات والخبرة المناسبتين للمستوى التنافسي في المهام الموكلة له.
4- الادارة العلمية ذات العلاقة في المستويات المختلفة.

اما استراتيجية التدريس فهي مجموعة متجانسة من الخطوات المتتابعة يمكن للمدرس تحويلها الى طرائق ومهارات تدريسية تلائم طبيعة المدرس والطالب والمقرر الدراسي وظروف الموقف التعليمي والامكانات المتاحة لتحقيق هدف او أهداف محددة مسبقاً. فهي مجموع تحركات المدرس داخل الصف التي تحدث بشكل منتظم ومتسلسل تهدف الى تحقيق مخرجات تعليمية مرغوبة من خلال الربط بين مهارات التدريس, فهي وسائل للتفكير والتحليل يستخدمها المدرسون للتسهيل على الطالب استيعاب واتمام مهامه التعليمية، كما يمكن القول هي عملية تفاعل متبادل بين المدرس والطالب والمادة الدراسية والتي تعتبر همزة الوصل بينهما.
وتعتبر استراتيجيات التدريس خطط عمل توضع لتحقيق اهداف معينة، وتمنع تحقيق مخرجات تعليمية غير مرغوب فيها وتعمم في صورة خطوات اجرائية، ويوضع لكل خطوة بداية تسمح بالمرونة عند تنفيذ الاستراتيجية ، وتتحول كل خطوة من الخطوات الاستراتيجية الى تكتيكات، أي الى اساليب اجرائية تفصيلية تتم في تتابع مقصود، ومخطط في سبيل تحقيق الاهداف المحددة.

ان مفهوم استراتيجية التدريس يعني استخدام الوسائل لتحقيق الاهداف، فالاستراتيجية عبارة عن اطار موجه لأساليب العمل ودليل مرشد لحركته، ويمكن الاشارة الى مفهوم استراتيجية التدريس على انها “مجموعة القواعد العامة او الخطوط العريضة التي تعنى بوسائل تحقيق هدف ما او هي ترجمة فعلية لمسارات عملية وخطوط عمل واقعية على المستوى الفكري او بعبارة اخرى انها الوجه العملي او المرحلة الثانية الاكثر واقعية في السياسة التعليمية ,لكونها تتصل بجميع الجوانب التي تساعد على حدوث التعلم بما في ذلك طرائق التدريس واساليب اثارة الدافعية لدى الطلبة وكيفية توظيفها واستثمارها بطريقة تراعي ميول الطلبة واستعداداتهم وتوفير مستلزمات التعليم واساليبه الملائمة وتأسيساً على ذلك فأن استراتيجية التدريس هي فن اختيار واستخدام الوسائل والامكانات المتاحة في قيادة عملية التدريس لتحقيق الاهداف المرجوة ، او هي فن قيادة عملية التدريس باستخدام الوسائل والامكانات المتاحة لتحقيق اهداف الدرس.

وفي ضوء ما تقدم بأن استراتيجية التدريس تشتمل على:
1- جميع الاجراءات التي يقوم بها المدرس مسبقاً ليجري التدريس بموجبها.
2- التدريبات والوسائل والمثيرات والتقنيات المستخدمة لغرض تحقيق الاهداف المحددة مسبقاً.
3- بيئة التعلم وما يتصل بها من عوامل مادية وفيزيقية ونفسية وطريقة تنظيم.
4- استجابات الطلبة وكيفية تعديلها والتعامل معها من المدرس وهذا يعني ان الاستراتيجية مفهوم شامل ينطوي على الطرائق والاساليب والاجراءات الخاصة بالتدريس وما يتصل بها.

تختلف استراتيجيات التدريس باختلاف الظروف والشروط التعليمية المحيطة بها، فاستراتيجيات التدريس للمفاهيم تختلف عن تلك للمبادئ وللحقائق وللإجراءات، وعليه فمن المناسب إظهار أهمية هذه الظروف والشروط في تحديد استراتيجية التدريس المناسبة ليتبناها المدرس في تعليمه للموضوع. إن المدرس المتميز هو الذي يختار الاستراتيجية التدريسية الأنسب على ضوء العوامل التالية:

1- الهدف التعليمي التعلمي
– هل الأهداف نظرية أم عملية؟
– هل الأهداف طويلة الأمد أم قصيرة الأمد؟
– هل الأهداف معرفية، وجدانية، نفس حركية؟

2- المادة التعليمية
– هل المادة التي سيدرسها المدرس علمية أم انسانية؟
– هل تتطلب مهارات عملية أم نظرية؟
– هل يغلب على محتواها المفاهيم أم المبادئ أم الحقائق أم الإجراءات؟
– هل تتسلسل في مادتها من الفكرة العامة إلى الأمثلة أم من الأمثلة إلى الفكرة العامة؟
– هل هي طويلة أم قصيرة؟
– هل تحتاج إلى وسائل تعليمية معينة أم تكتفي بالكتاب المدرسي؟
– هل لها علاقة بمادة أخرى أم لا؟

3- الأدوات والمواد التعليمية
– هل تحتاج استراتيجية التدريس إلى أدوات ومواد سمعية أو بصرية؟
– هل ستتم في الصف العادي أم في المختبر أو المصنع أو …؟
– هل ستتم في موقف تعليمي غني نسبيًا بالأدوات والنشاطات التعليمية أم في موقف ضحل؟

4- طبيعة المتعلم
– هل هم أذكياء أم متوسط و الذكاء أم أقل من ذلك؟
– هل هم من بيئات اقتصادية غنية، متوسطة، فقيرة؟
– هل لديهم خبرات تعليمية سابقة أم يفتقرون إلى مثل هذه الخبرات؟
– هل هم مثقفون أم غير مثقفين؟
– هل يعانون من إعاقات معينة نفسية أو جسمية أم معافون؟
– هل هم من الذكور أم الإناث؟
– هل هم متجانسون أم مختلفون؟
– هل يمتلكون دافعية للتعلم أم مجبرين عليه؟
– هل هم منفتحون أم انطوائيون؟

5- التوقيت
– هل ستتم عملية التدريس في الصباح أم بعد الظهر أم في المساء؟
-هل الطلاب يسيرون وفق جدول دراسي مكثف لا تتخلله فترات استراحة أم غير ذلك؟
– هل ستتم عملية التدريس في ظروف عادية طبيعية مستقرة أم في ظروف غير عادية وغير مستقرة؟
– هل توقيت المحاضرة يأتي بعد محاضرة مادة علمية، أدبية، أم نشاط؟

6- حجم الصف
– هل الصف كثير العدد نسبيًا أم متوسط أم قليل العدد؟
– هل سيتم التعامل مع صف واحد في الغرفة الدراسية أم أكثر من ذلك؟

7- خبرة المدرس التدريسية
– هل المدرس حديث التعيين أم لديه خبرة؟
– هل لدى المدرس رغبة في استخدام طريقة معينة أم ينوع في استخدام الطرق التدريسية؟
– هل اعتاد المدرس على استخدام طريقة معينة ولا يرغب في تغييرها أم لديه الاستعداد للتعرف على غيرها ولديه القدرة على الاختيار والتجريب؟

اما العوامل والمؤثرات التي تُحدد الاستراتيجية المناسبة للتدريس فهي:
1- عوامل تتعلق بالمدرس، تكون هذه العوامل من خلال ما يلي:
– من حيث قدراته العلمية والثقافية والتربوية والفنية.
– من حيث علاقة المدرس بالطلبة ومدى ثقتهم به ومن حيث التفاعل معه.
– شخصية المدرس /على المدرس ان يختار الاستراتيجية التي تتناسب وقدراته وشخصيٌته من حٌيث الصوت والسيٌطرة على الصف ، وكذلك تساعده على نقل المعلومات الى طلبته بسهولة وٌسر واقل وقت وجهد .

2- العوامل التي تتعلق في الطلبة:
– ما يتعلق في الطلبة من حيث قدراتهم وإستعدادتهم واهتماماتهم واتجاهاتهم.
– علاقة الطلبة بالمادة التعليمية وميولهم والإيجابيات والسلبيات نحو المادة.
– عدد الطلبة في الصف الدراسي إذا كان العدد كتير أو متوسط أو قليل.
– مستوى الطلبة واعدادهم في الصف/ اذا كان مستوى الطلبة متدنً واعدادهم كثيٌرة فيً الصف على المدرس ان يستخدم استراتيجيات متنوعة لٌأيصال المادة الدراسٌية الٌيهم، اما اذا كان عددهم قلٌيل ومستواهم جيٌد فٌممكن ان يكتفي بأي استراتيجية فًي تقديٌم المادة الدراسٌة.

3- العوامل التي تتعلق بالمدرسة:
– من حيث المراحل الثانوية والابتدائية والمتوسطة.
– من حيث إمكانيات المدرسة المادية الاقتصادية والبشرية.

4- العوامل التي تتعلق بالمادة التعليمية:
– أهدافها العامة.
– طبيعة المادة الدراسية / سهولة وصعوبة المادة الدراسٌة تحدد استراتيجية التدريس، فلمواد الصعبة يراد لها استراتيجيات مختلفة وكذلك استخدام وسائل تعلٌيمٌة مختلفة، والقسم الآخر من المواد سهلة يمكن استخدام اي استراتيجية في تدرٌسيها.

5- ما يتعلق بالزمن:
– توقيت الدراسة.
– توقيت الحصة.
– زمن الحصة الدراسية.
– عدد الساعات ووقت المحاضرة/ فيً الأوقات المبكرة يكون الطالب والمدرس نشطٌين وبٌينما فًي الأوقات المتأخرة يكون الطالب والمدرس متعبٌين، فعلى المدرس ان يبتكر اسالٌب تزٌد من شد انتباه الطالب والتفاعل مع المحاضرة


ا. د. محمود داود الربيعي/ كلية المستقبل الجامعة/ قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة – العراق

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،