إن تعبير التربية البدنية واسع وأعمق دلالة بالنسبة للحياة اليومية ، فهو قريب جداً من مجال التربية الشامل الذي تشكل التربية البدنية جزءاً حيوياً منه وهو يدل على إن برامجه ليست مجرد تدريبات تؤدى عند صدور الأمر . فبرامج التربية البدنية تطبق تحت إشراف قيادات مؤهلة مما يساعد على جعل حياة الفرد أغلى وأسعد .
وقد وضع ( هيدر نجتون) عنصرين كمركز لإهتمام التربية البدنية أولهما نشاط العضلات الكثيرة ، والفوائد التي قد تنجم عن هذا النشاط . وثانيهما المساهمة في صحة ونمو الطفل حتى يستفيد لأقصى قدر مستطاع من عملية التربية دون أن يكون هناك عائق لنموه .
إن مصطلح التربية البدنية من وجهة ( الربيعي وآخرون – 2000،ص17) : هو ذلك الجزء من التربية الذي يتم عن طريق البدن ، وهو عبارة عن أنشطة بدنية مختارة تؤدي بغرض الفائدة التي تعود على الفرد نتيجة لممارسة هذه الأوجه من النشاطات .
هذا المفهوم أقرب الى مفهوم حقل التربية الواسع وجزء متتم منه ، لأن التربية البدنية تهدف الى بناء أمور أكثر من مجرد بناء البدن فقط ، بل هي تربية عن طريق البدن تهدف للوصول الى أهداف التربية ، وهذا يعني تنمية الفرد بدنياً وعقلياً ونفسياً عن طريق النشاط المنظم .
إما (Nash) فأنه يرى بأن التربية البدنية جزء من التربية العامة وأنها تستغل دوافع النشاط الطبيعية الموجودة في كل شخص لتنميته من الناحية العضوية والتوافقية والعقلية والانفعالية ، وهذه الأغراض تتحقق حينما يمارس الفرد أوجه نشاطات التربية البدنية .
ويضيف (Sharman) الى أن التربية البدنية هي ذلك الجزء من التربية يتم عن طريق النشاط الذي يستخدم الجهاز الحركي لجسم الانسان والذي ينتج عنه أن يكتسب الفرد بعض الاتجاهات السلوكية .
يفهم الكثير من الناس تعبير “التربية البدنية” فهما خاطئا ولذلك كان من الواجب العمل على توضيح المقصود بهذا التعبير في عقول الناس والأفراد, فبعض الأفراد يعتقدون أن التربية البدنية هي مختلف أنواع الرياضات و آخرون يفكرون في التربية البدنية على أنها عضلات وعرق, وهي بالنسبة إلى مجموعة أخرى تعني أذرعا وأرجلا قوية ونوايا حسنة, ويضن آخرون أنها تربية للأجسام كما أنها بالنسبة للبعض هي تلك الرياضة التي تؤدي بالعد التوافقي والتوقيتي 4-3-2-1 أماما -عاليا-جانبا-أسفل… وغيرها من المفاهيم والمعتقدات الخاطئة.وبسبب البلبلة الموجودة للتربية البدنية وبسبب كثرة التعاريف التي أطلقت عليها على مدى الأزمان فلقد أصبح من الضروري إيضاح المقصود من هذا التعبير.
والحقيقة أن تعبير التربية البدنية اكتسب معنى جديدا بعد إضافة كلمة التربية إليها فكلمة بدنية تشير على البدن وهي كثيرة ما تستخدم للإشارة إلى صفات بدنية مختلفة كالقوة البدنية والنمو البدني وصحة البدن والمظهر الجسماني, فهي تشير إلى البدن أو الجسم كمقابل للعقل وعلى ذلك فحينما تضاف كلمة” التربية” إلى كلمة “البدنية” الذي نعرفه اليوم , فالمقصود من المعنى التربية البدنية هي تلك العملية التربوية التي تتم عند ممارسة أوجه النشاط التي تنمي وتصون جسم الأنسان . وهي بذلك الجانب المتكامل من التربية الذي يعمل على تنمية الفرد وتكيفه جسمياً وعقلياً واجتماعياً ووجدانياً ، عن طريق الأنشطة البدنية المختارة التي تتناسب مع مراحل النمو للفرد ، والتي تمارس بإشراف قيادة أو( إدارة) صالحة لتحقيق بعض القيم الانسانية .