يستخدم كثيرون اصطلاح ( المنهج ) ليدل على الموضوعات المختلفة المحددة للدراســــــة في كل مادة من المواد الدراسية أو ليدل على المعلومات التي يجب أن يدرسها التلاميذ فيكل مادة من مـــــــواد وبهذا الشكل يصبح اصطلاح ( المنهج ) مرادفاً لمقرر المادة الدراسية أو برنامجها الدراسي , ويصبح هناك منهــج لكل مادة من المواد التي يدرسها التلاميذ في كل سنة دراسية ( أي في كل صف من الصفوف ) في كل مرحلــة من مراحل الدراسة .
والمنهج في هذه الصورة عادة معناه توجيه العناية إلى الناحية الذهنية أكثر من أي شيء آخر , فالناحيــــــة الذهنية أو إتقان المادة الدراسية يكون هو كل شيء في المدرسة , وأي نشاط لا يتصل بإتقان المـــــــــــادة الدراسية يكون خارج المنهج وتكون أهمية أقل كثيراً من المادة الدراسية . ويلغي فــــي أي وقـــــــت إذا ما تعارض معها أو حتى إذا بدا أنه سيقلل من الاهتمام الكبير بإتقانها كما رسمها وحددها ووضعوا المنهــــج .
والمنهج المدرسي في هذه الصورة يكون ضيق المعنى لأن المدرسة ينبغي أن ألا تجعل الناحية الذهنيــــــة وحدها موضع الاهتمام بل تعني بالتلميذ من جميع نواحيه الذهنية والجسمية والاجتماعية والانفعاليــــــــة .
حيث جرت هذه العادة في إعداد هذا المنهج الضيق أن تجتمع لجان من المتخصصين في المواد الدراسيـة . أو لجان معظم أعضائها من هؤلاء المتخصصين لتحدد الموضوعات التي يدرسها جميع التلاميذ فــــي كل مادة من المواد بكل صف من الصفوف ( أي في كل سنة دراسية ) . وتطلب هـــــــذه اللجـــــان مراعـــــاة الموضوعات المحددة دون إدخال أي تغيير أو تعديل فيها على أساس أن إتقان دراســـــة هذه الموضوعات يكون أكبر دليل على بلوغ أهم أهداف الدراسة . إذاً رأت الهيئة المشرفة على المــــــدارس أن يدخل تعديل على المنهج المدرسي فإنها تشكل لجنة أو أكثر على غراء اللجنة أو اللجان التـــــي أعدت من قبل لتقوم بها التعديل فتسير في نفس الطريق الذي يؤدي إلى العناية بالمادة الدراسية كهدف أسمى .
هناك طرق متعددة مستخدمة في تنفيذ المنهج وسوف نتطرق إلى الطرق المتعلقة بتنفيذ المنهج فــي التربية الرياضية هي:
1- الدروس
2- النشاط الداخلي والخارجي
3- الوحدات
أنه من غير الممكن تدريس المناهج العامة للتربية الرياضية ومساعدة التلاميذ على فهمه واكتســــــــــاب مهاراته المتعددة مرة واحدة لذا تم تقسيمه إلى منهاج منفرد لكل سنة دراسية وهذا المنهاج قسم إلى مراحـل شهرية ثم قسمت لكل مرحلة شهرية إلى أجزاء أصغر إلى أن وصلنا إلى وحدة التدريس أي درس التربيــة الرياضية يعتبر الدرس اليومي للتربية الرياضية حجر الأساس الذي يمثل أصغر جزء من المادة الدراســية الذي يقوم المدرس بوضع أهدافه الخاصة لتنفيذ حيث إن النجاح في تحقيق أهداف المنهج تعتمد على حسـن تحضيره وإعداده وتنفيذه لذا من الضروري اختيار محتوى وأنشــــطة كل درس من دروس التربيـــــــــــة والرياضية أن يراعي وتتماشى مع ميول ورغبات وحاجات التلاميذ وتعمل على تطوير القدرات البدنيـــــة والمهارية الحركية لهم .
ولتحقيق أغراض مقرر السنة الدراسية لا بد أن يرتبط كل محتوى درس بالدرس الذي سبقه والذي يليــــــه حتى ضمن الاستمرارية في تعليم التلاميذ واكتسابهم للمهارات الحركية واللياقة البدنية بعناصرها المختلفـة وتطويرها . وكذلك يجب أن يرتبط أغراض مقرر السنة الدراسية بالسنة التي تليها وتكملها والتي ســــبقتها لتحقيق الأهداف العامة لمنهج التربية الرياضية .
أهداف درس التربية الرياضية
أن تكون الشخصية الشاملة في المجتمع تسعى إليه التربية والتعليم في كل المجتمعات , والهدف الرئيســـي للتربية الرياضية هو المساهمة الفعالة لتنمية الشخصية المتكاملة والمتزنة للفرد . ولدرس التربية الرياضية دوراً فعالاً في تحقيق الهدف حيث إن لكلب درس التربية الرياضية هدف يعمل لتحقيقه . فهناك أهـــــــداف تعليمية للدرس وهي تتعلق بتعليم المهارات الحركية والمعرفية للتلاميذ , وأهداف تربوية للدرس وهـــــــي تتعلق بتعلم النواحي الاجتماعية والخلقية والسلوكية للتلاميذ . فكل درس أهدافه الخاصة سواء كانت تعليمية أو تربوية أو كلاهما معاً . حيث أن النجاح في تحقيقها يعني المساهمة في تحقيق أهداف منهج التربيـــــــــة الرياضية
أنماط درس التربية الرياضية
يتحدد نمط درس التربية الرياضية تبعاً للهدف الذي يسعى لتحقيقه , ودروس التربية الرياضية تهدف إلـــى تنمية شخصية التلاميذ الشاملة . أن الدروس في أغلب مدارسنا تركز على الدروس العملية . ولقد قســــمت دروس التربية الرياضية من قبل التربويين والمتخصصين بالتربية الرياضية إلى أنماط مختلفة إلا إننا نتفق على أن أنماط دروس التربية الرياضية كما يأتي :-
1- دروس تهدف إلى اكتساب الصفات البدنية للتلاميذ . وفيها يتم العمل على تحسين الصفات البدنيـــــة والوظيفية للتلاميذ وتطوير الأداء المهاري بما يناسب قدرات التلاميذ .
2- دروس تهدف إلى اكتساب المهارات الحركية وفيها يتم العمل على تعليم التلاميذ المهارات الحركيـة
للأنشطة الرياضية المختلفة للمنهاج حيث يقوم المدرس بكتابة ملاحظات على التلاميــــــذ من حيث شخصية التلاميذ معرفية أو انفعالية أو خلقية أو اجتماعية والصفات الأخرى كالتعاون مــــع الفريق التحمل والصبر , الشجاعة / سرعة البديهية , التحكم بالانفعالات .
التنظيم السيكولوجي لمحتوى المنهج :
يعتبر التنظيم السيكولوجي أحدى مميزات التربية الحديثة حيث إنه يختلف عن التنظيم المنطقي ولا يتضمن صفات الترتيب المطلق والمعرفة البحتة . ويعتبر هذا التنظيم أكثر إثارة لاهتمام الأفراد الأقــل نضجاً نسبياً حيث يعد التنظيم المناسب عند إعداد المواد التعليمية للتلاميذ صغار السن ولكن مع زيادة الخبرة والمعرفــة لديهم تزداد الحاجة والفائدة للتنظيم المنطقي ففي التنظيم السيكولوجي يعتبر الطفل مركز اهتمامه فيراعـــي ميول وحاجات الأطفال في كل مرحلة من مراحل النمو وكل ما يتصل بهم بهدف التكوين السليم ويــــؤدي اهتمامنا بالطفل إلى الاهتمام بالفروق الفردية بين الأطفال في ميولهم ورغباتهم وإمكانياتهم وقدراتهــــــم .
كل هذه الحقائق هي الأساس الذي يبنى عليه التنظيم السيكولوجي للمحتوى .
وفي ضوء ما نقدم فمن الأفضل الاستعانة بالتنظيمين معاً . وبالرغم من أهميته التنظيم الســــيكولوجي فــي تربية الأطفال وخصوصاً في التربية الرياضية إلا إنه من الأفضل لمخططي وواضعي منهاج التربيــــــــة الرياضية التوفيق بينهما ألا أن التركيز على أحدهما يتم أهميته ومناسبته للمتعلمين .
المنهج المدرسي والمجتمع :
لكل مجتمع حاجاته ومتطلباته وأهدافه وفلسفته التربوية المعينة الذي يسعى دوماً لتحقيقها وله مشكلاته التي تسعى لوضع الحلول المناسبة لها .
المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية التي تعمل للمحافظة على القيم والتراث وتقدم المجتمع بجميع مجالاتــــه وتنميته الشاملة من خلال التربية العامة والمناهج بصفة خاصة . فالمدرسة لا تعمل وحدها وإنما تشــاركها مؤسسات اجتماعية أخرى ترتبط وتتعاون فيما بينهما لتحقيق تربية الأفراد وتنشئتهم التنشئة الاجتماعيــــــة التي تتلائم مع المجتمع وأهدافه كالأسرة ووسائل الإعلام والمؤسسات الاجتماعية والدينيـــة والثقافيـــــــــة والنوادي وغيرها . ومن هنا سنتطرق إلى بعض هذه المؤسسات وتأثيرها في المنهج المدرسي .
المؤسسات الأخرى بالمجتمع:
تعتبر وسائل الإعلام من المؤسسات في المجتمع التي لها تأثير كبير على أفراده وهي تتمثل في الصحافــة والإذاعة والتلفاز وبانتشارها الواسع أصبح يشاهدها يومياً الأطفال والكبار على السواء .
ومن المؤسسات الأخرى في المجتمع الدينية وأهمها المساجد التي يتعلم بها الطفل مبادئ الدين والنواحــي العقائدية والخلقية والاتجاهات والرغبات مما يكون شخصية صالحة للأطفال وبالتالي يستفاد منها المجتمـع إيجاباً .
دور المنهج في النمو الثقافي في المجتمع :
يعد المنهج أداة ثقافية يستطيع المجتمع من خلالها نقل ثقافته على حالتها أو تطويــــــرها وتغييـــــــرها عند الضرورة ففي المجتمعات المستقرة والتي تتصف بالتغير البطيء بثقافتها وقلة بدائتها الثقافية فمهمة المنهج بهذه الحالة ليست صعبة ودوره يتطلب الحفاظ على الاستمرارية الاجتماعية والتجديد الضروري فـــــــــي الهوية الاجتماعية .
وعلى العكس في المجتمعات المتغيرة التي تكثر بدائلها الثقافية فمهمة المنهج بهذه الحالة ليست صعبــــــــة ودوره يتطلب الحفاظ في الحفاظ على الاستمرارية الاجتماعية والتجديد الضروري في الهوية الاجتماعيـة
وعلى العكس في المجتمعات المتغيرة التي تكثر بدائلها الثقافية فمهمة المنهج تزداد والمعرفة والسلامـــــــة والسلاسة في الانتقال من مرحلة إلى أخرى في حياة المجتمعات على الاستقرار وعدم التخلف الاجتماعــي لها . ودور المنهج هنا يتعدى نقل ثقافة للأجيال اللاحقة بل يقوم بتهيئة وإعداد الأفراد في المجتمع نفســــــياً ومادياً وتزويدهم بالكفاءات العلمية المناسبة لهذا التغير الثقافي وأهدافه المستمرة حتى يتمكن المجتمع مـــن الاستمرار والتقدم بالثقافة بمختلف المجالات . وحتى يتمكن المنهاج القيام بدوره الفعال والمساهمة في بنـاء النمو الثقافي للمجتمع يجب عليه أن يراعي المبادئ التالية .
1- وضع وبناء الأهداف التربوية العامة للمجتمع والسعي لتحقيقها بالمعلومـــــات والخبرات والنشطــة الاجتماعية الملائمة .
2- دمج المعلومات القديمة والحديثة بصيغة تربوية يسهل تقبلها وتعلمها كالتقاليد والمثل والمعتقـــــدات وأنماط وأساليب التعامل اليومي التي يتقبلها ويشترك بتطبيقها معظم أفراد المجتمع .
3- استخدام أساليب التدريس الحديثة التي تتلائم مع التغيرات الثقافية الجاهزة
4- التركيز على إصلاح وبناء الأفراد بالمجتمع وتحفيزها على القيام بالدور المناط بهم لأنفسهم مــــــن حولهم بهدف نمو ثقافة المجتمع وازدهار حضارتها .
5- إيجاد واستخدام أساليب معايير جديدة تتلائم مع المتغيرات والثقافة المعاصرة .
6- تشجيع المنهج على تنمية الوعي لدى الأفراد بالمجتمع بإطلاعهم على ما يجري بالواقع والحقيقــــة في المجتمع . ثم تحفيز الأفراد للمشاركة الإيجابية في استقرار وتقدم المجتمع .عن طريــــــق طرح المنهج للمشكلات والاهتمامات الاجتماعية التي تجري وتشغل حياة المجتمع وأجيــــاله المختلفــــــة ومناقشتها بشكل صريح وموضوعياً بهدف التنمية والتقدم بالمجتمع الأفضل .
7- تعليم النشء أنظمة وأحكام وآداب وعلوم المجتمع والتدريب على ممارستها حتى يشــــعروا بتحقيق مدى فائدة العامة المرجوة منها بعد ذلك يتم إدخال التعديلات والتجديدات الملائمة عليها بهــــــــدف التغلب على مأخذها والنهوض بكفاءتها الاجتماعية .
8- استخدام وتجسيد الحاجات والرغبات الوظيفية التي سيقوم بها المتعلمون والمتوقعة منــــهم فــــــــي المستقبل . بهذا يستطيع المنهج أن يفر أفراد أكفان ومؤهلين قادرين على مواجهــــــة الظـــــــروف الاجتماعية والاقتصادية الحاضرة كما يعملوا على المحافظة على الاستقرار والاستمرار وتنميــــــة الحياة الاجتماعية وتقدمها .
9- وضع إستراتيجية ومبادئ عامة للنشء لمواجهة وحل المشكلات اليومية المختلفة ثم التدريب علــى استخدامها في مواقف الحياة الواقعة حتى يتشكل لديهم وتصبح عادة يستخدمونها في مواقف مختلفـة من حياتهم وفي مجتمعاتهم الثقافية .
10- احتواء المنهج على مبادئ وأساسيات المعارف وعمومياتها مع التأكيد دائماً على ملائمتها وصلاحيتها
وتجديدها تبعاً لطبيعة المعرفة والعلوم المتجددة .
( 5 )
11- تشجيع المنهج لهوايات الأفراد بالمجتمع ليستغلوها في قضاء أوقات فراغهم وبفائدة تعـــــــــود عليهم
كأفراد وعلى مجتمعهم .
12- استجابة المنهج للتطورات الثقافة والأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية كالانجــازات
الحديثة في مجالات ووسائل الاتصال والفضاء والكمبيوتر عن طريق الانتقاء والاختبار السليم لمــــــا
يلاءم لطبيعة الثقافة للمجتمع حتى يسهل عملية تقبلها ومجها فيه .
أصبحت التربية الرياضية بأنشطتها المتنوعة أحد الجوانب المهمة في حياة المجتمعات البشرية فظهرت في مجالات مختلفة في المجتمع كالصناعة والإنتاج والتعليم والصحة والدفاع عن الوطن .. وغيــــــــــرها من المجالات المتعلقة بحاجات الأفراد والمجتمع .
ففي قطاع الصناعة والزراعة ولزيادة الإنتاجية يتطلب من العمال أن يتمتعوا بالقوة البدنية والصحـة الجيدة وامتلاكهم القدرات العقلية والمهارية فيظهر دور التربية الرياضية هنا في تنمية هذه النواحي لديـــهم مــــن خلال ممارستهم للأنشطة الرياضية المنظمة خلال أوقات الفراغ .
ومن ناحية أخرى ونتيجة للتقدم العملي والاختراعات الحديثة المتطورة أصبح الإنسان يؤدي أعمــاله بدون حاجته إلى الحركة مما أدى إلى فقدان اللياقة البدنية وزيادة وقت الفراغ لديه . لذا فمن الضـــــــروري عند التخطيط وبناء منهاج لدى الأطفال اتجاهات ورغبات ومعتقدات معينة هذا بالإضـــافة إلـــــى الأنديـــــــــة والجمعيات والمكتبات والسينما والمسرح وغيرها من المؤسسات في المجتمع التي تعتبر وسائل ترويــــــج وقضاء وقت الفراغ . وبنفس الوقت تربية وتثقيف .
إن تربية الطفل ليست في المدرسة فقط بل في خارجها أيضاً لذا يجب على المدرسة التنسيق والاتصال مع المؤسسات المختلفة في المجتمع بهدف تفسيرها لإعداد التلاميذ وتكوين شخصياتهم وبالتالي تحقيق أهـداف المجتمع المرغوب بها .