اختلفت مفاهيم اللياقة البدنية حسب اهميتها للفرد والمجتمع ومن وجهة نظر علماء التربية البدنية الا ان المفهوم المتفق عليه هو (قدره الفرد على اداء عمله في حياته اليومية بكفاءة دون سرعة شعوره بالتعب).
وانطلاقا من هذا المفهوم اولى علماء التربية البدنية اهتماما كبيرا للياقة البدنية من خلال اعطائها مفهوما خاصا يتعلق بفلسفتها وتكوين اهدافها وكذلك وضع برامج التدريب والتقويم والقياس .
وتكمن اهمية اللياقة البدنية في اعداد الجيوش فلا يمكن لوحدات الجيوش ان تؤدي دورها على خير وجه باعتبارها احدى المؤسسات التربوية التي تساهم في التقدم الاجتماعي دون ان تراعي تطور المدينة الحديثة، وهنا يجب على كل منتسب الى وحدات الجيش يعمل في مجال التربية البدنية ان يواجه مسؤولية انعكاس احداث الحياة وتطورها عند اداء واجبه وان يهم في اعداد المقاتلين الاعداد الشامل والكامل ليكون مستعدا في اوقات الحرب للدفاع عن الوطن وفي خوض روح المنافسة الشريفة في اللقاءات الرياضية المختلفة سواء كانت داخلية ام خارجية في اوقات السلم.
لقد اتضحت اهمية اللياقة البدنية في اعداد الجيوش لاوقات الحرب والسلم منذ الخليقة ولهذا نلاحظ الانسان في المجتمع البدائي كان يعتمد اعتمادا كليا على قدرة تمتع الفرد في مجتمعه على الصفات الجسمية كالقوة والرشاقة والسرعة وكذلك القوة اللازمة لمجابهة المصاعب ولهذا اعتمدوا واهتموا باللياقة البدنية باعتبارها وسيلة مهمة من اجل ضمانة وسلامة القبيلة والعشيرة. ولعبت اللياقة البدنية دورا كبيرا واعطيت لها اهمية خاصة لدى الحضارات القديمة كوادي الرافدين ووادي النيل والحضارة الاغريقية والرومانية، حيث اعتمدتها هذه الحضارات في تدريب جيوشهـا كاحدى الوسائل لرفع اللياقة البدنية من اجل التوسع واقامة الامبراطوريات المختلفة في العصور الحديثة اعتمدتها الدول الاوربية وغيرها لتحرير بلدانها من السيطرة الاجنبية.
يعني مفهوم اللياقة البدنية عسكرياً (( ان يكون الجندي موفور الصحة قادراً على انجاز العمل بمهارة وانقاذ النفس بسرعة وان يكون لديه الرغبة والثقة لتنفيذ اي واجب معين ومواجهة اي موقف حرج )).
لعبت اللياقة البدنية دوراً كبيراً في حسم الكثير من الحروب لانهاء جزء لا يتجزأ من المتطلبات الاساسية الخاصة للمقاتل والتي يتطلبها الموقف اثناء المعركة حيث ابراز مكونات المقاتل البدنية التي تعتمد على ضوء ما تتطلبه طبيعة النشاط الممارس لان النشاط يرتبط اساساً باللياقة البدنية التي تعتمد على الكفاءة الوظيفية لاجهزة المقاتل الداخلية كالقلب وجهاز الدوران والتنفس وغيرها. أن تطور قابلية الفرد في تحمل الكثير من الاعباء يصحبها تطور في سرعة العودة الى الوضع الطبيعي وهذا ما يسمى بـ (استعادة الشفاء).
لا تخلو المعارك الحربية في العصر الحديث من الكثير من الجوانب التكتيكية التي تتطلبها طبية المعركة سواء كان في الهجوم أو الدفاع أو الانسحاب وتجري هذه المعارك في ظروف جوية وطبيعية مختلفة وان تلك الظروف تحتاج إلى صفات خاصة للياقة البدنية لكـي يتمكن المقاتل من اداء الفعاليات في المعركة بدرجة عالية الكفاءة والاقتدار.
هناك الكثير ممن يعتقد خاطئاً بان الحروب الحديثة لا تعد بحاجة الى اللياقة البدنية بسبب استخدام الاسلحة الحديثة المتطورة الا ان ذلك هو عكس الحقيقة لان للياقة البدنية دورا فعالا في حسم الكثير من العمليات العسكرية لان المقاتل هو الوسيلة الاساسية والفعالة في استخدام الاسلحة واحتلال المواقع وان ذلك يتطلب لياقة بدنية في كافة النواحي فاذا لم تتوفر اللياقة البدنية لدى المقاتل اللياقة البدنية والفنية فـأنها تؤدي إلى فقدان المقاتل لمقدرته ومهارته القتالية.
هنــاك سوء فهم لدى البعض الذي يعتقد بأن تأثير اللياقة البدنية قاصراً على البدن- إلا ان تطور البحث العلمي في مجالات التربية البدنية تؤكد بأن اللياقة البدنية لها تأثيرهـا الفعال على صحة الفرد في جميع نواحيها النفسية والتربوية والعقلية والاجتماعية والامر الذي يؤدي إلى تحقيق قدرة الفرد وزيادة الانتاج والاقتصاد وغيرها.