مقدمة عن الرياضات الجوية ورياضة القفز المظلي

شهد العالم تطوراً سريعاً في التقنيات والعلوم ومن ضمن هذا التطور السريع ما حصل في علوم الطيران وتقنيات الملاحة الجوية. واصبح للرياضة دور في الولوج في هذا العالم الفريد لتصبح انشطة الرياضات الجوية المختلفة تمارس بشكل واسع شأنها شأن الانشطة الرياضية المختلفة التي يمارسها الانسان سواء أكانت تلك الرياضات تمارس على الارض (براً) او في البيئة المائية (بحراً). فاصبح الطيران الرياضي الذي كان صعباً ومعقداً اصبح الآن سهلا (في حدود تطبيق واتباع تعليمات السلامة والأمان) وامكانية ان يكون في متناول الجميع من الراغبين بممارسة انشطته ورياضاته المختلفة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الطيران الشراعي الرياضي (الباراموتور او الانزلاقي) وكذلك القفز المظلي (الباراشوت) بمختلف تخصصاته ومنافساته الرياضية المتنوعة، او طيران المنطاد (البالون)، وغيرها من انشطة الرياضات الجوية المتنوعة.
يعد الاتحاد الدولي للرياضات الجوية (FAI) هو المسؤول عن ادارة وتنظيم الاحداث والمسابقات الرياضية الخاصة بالطيران، اذ يندرج الاتحاد الدولي للرياضات الجوية تحت مظلة (رابطة الاتحادات الدولية الرياضية ARISFI) المعترف بها من قبل اللجنة الاولمبية الدولية Association of IOC Recognized International Sport Federation وغير مدرج في برنامج الالعاب الاولمبية. كما ورد في الفصل الثالث المادة 25 من الميثاق الأولمبي، بأنه تندرج هذه الاتحادات الدولية وممارسي انشطتها ضمن نطاق الحركة الاولمبية، بحيث يتوافق نظامها الاساسي مع الميثاق الاولمبي بما فيها اعتماد وتطبيق القانون الدولي لمكافحة المنشطات. ويتوافق هذا مع النظام الأساسي لرابطة الاتحادات الدولية الرياضية (ARISFl) بان الاتحادات غير المدرجة في برنامج الألعاب الأولمبية هي معترف بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية IOC.
وكنبذة سريعة عن بعض اشهر انشطة الرياضات الجوية، ارتأينا ان نعرض مقدمة تاريخية حول رياضة القفز المظلي. حيث تعود أصول القفز بالمظلات إلى فترة طويلة في التاريخ. حيث تشير المصادر التاريخية الموثقة بأن الفرنسي جاك جارنر (Jacques Garnerin) هو اول من قام بالقفز لأول مرة بالمظلة (باراشوت)، حيث قام بالقفز من منطاد جوي (بالون) في 22 أكتوبر 1797 في باريس، من ارتفاع 600 متر تقريبًا.
وطوال القرن التاسع عشر، بقيت هذه القفزات بمثابة استعراضات تناسب برامج مهرجانات الطيران الجوي المألوفة في ذلك الحين، والتي كان يحاول فيها (شيطان-البالون) من التفوق على الأعمال المثيرة التي كان يقوم فيها باقي المشاركين، مما ساهم في أسعاد المشاهدين.
وفي وقت لاحق، وبعد وقت قصير من ظهور الطائرة، تم تنفيذ القفزات التجريبية بالمظلات باستخدام أجهزة أثقل من الهواء. وفيما بعد الحرب العالمية الأولى، وبابتكار تقنية (RIPCORD) اليدوية تمكن الأمريكي ليزلي إيرفين (Leslie Irvin) من القيام بأول قفزة حرة، في 28 أبريل 1919 في ماكوك فيلد بولاية أوهايو.
وكان ما يعرف بالاتحاد السوفيتي (سابقا) رائدًا في مجال القفز بالمظلات كرياضة في أيامه الأولى. ففي الثلاثينيات من القرن الماضي، كانت مسابقات دقة الهبوط على الهدف تُنظم فعليا على الأراضي السوفيتية، حيث جرى تطوير العديد من الوحدات والبرامج التدريبة. وعززت ذلك الحرب مما أدى الى زيادة “شعبية” المظلة ونشاط القفز المظلي، والتي كانت تستخدم على نطاق واسع ما بين العام 1939 إلى 1945، واعتماد المظلية كوسيلة أمان وكأداة عسكرية. ومما لا شك فيه أن هذا البعد (أي الاستخدام للأغراض غير الرياضية) هو الذي دفع الاتحاد الدولي للرياضات الجوية على وضع الانضباط جانباً عندما استأنف أنشطته في العام 1946.
وفي العام 1951، وافق الاتحاد الدولي للرياضات الجوية على اعتماد تسجيل أول رقم بالقفز المظلي. سجلته سيدة فرنسية تدعى مونيك لاروش (Monique Laroche)، محققة أعلى قفزة مع “تأخير فتح المظلة” من ارتفاع 4235 متراً وسقوط حر قدره 3.622 متر. وبحلول العام التالي وصلت سيدة سوفيتية تدعى سيليفيرستوفا (Seliverstova) لمسافة 8326 مترًا في السقوط الحر، مما يثبت أن النساء كن في طليعة هذه الرياضة الجديدة في ذلك الوقت.
وشهد العام 1951 أيضًا أول بطولة عالمية للمظلات في مدينة ليسي بليد (Lesce Bled)، وذلك بفضل الجهود الرائدة التي بذلها نادي الطيران اليوغوسلافي (سابقا). ومنذ ذلك الحين، استمر تنظيم بطولة العالم سنويا مع إضافة بقية التخصصات تباعاً.


المصدر: الاتحاد الدولي للرياضات الجوية، https://fai.org/page/ipc-our-sport

شاركونا تعليقاتكم حول الموضوع،،