وظائف عملية الإدارة في المؤسسة الرياضية

[الدكتور محمد عزوز]

بالرجوع إلى الأدبيات والنظريات في مجال علوم الإدارة نجد بأن هناك خمس وظائف أساسية لعملية الإدارة في المؤسسة الرياضية وهي ( التخطيط، التنظيم، التوجيه، الرقابة) ويمكن أن نتطرق إلى هذه الوظائف باختصار كالأتي:

وظيفة التخطيط Planning:
أولا: مفهوم التخطيط :
يعرف فايول Fyoul وظيفة التخطيط بأنها: ” التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل و الاستعداد لهذا المستقبل ” ويعرفها علي السلمي ” تحديد الأعمال أو الأنشطة وتقدير الموارد واختيار السبيل الأفضل لاستخدامها من أجل تحقيق أهداف معينة “(عبد الحميد، 2007، ص،47) .
ويمكن أن نستخلص تعريفا للتخطيط من التعاريف التي إطلع عليها الباحث وهو: الوظيفة التي تختص بوضع الأهداف ووضع المعايير و صياغة الخطط والتنبؤ بشؤون المستقبل وبالتالي تحديد الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ العملية الإدارية وتحقيق أهداف المؤسسة الرياضية.

ثانيا: مبادئ التخطيط :
والتخطيط الناجح في المؤسسة الرياضية هو الذي يعتمد على المبادئ الهامة التالية :
• الاعتماد على الإحصاءات السليمة والحقائق العلمية الصحيحة.
• المرونة في التعامل مع المواقف والتغيرات المختلفة الحادثة في المؤسسة.
• تفعيل العمل بروج الجماعة بعيدا عن الفردية السلبية .
• مراعاة الإمكانيات المتاحة المتوفرة والطموح في الحصول على إمكانيات أخرى.
• مراعاة جميع مصالح كل العاملين بالمؤسسة الرياضية(عبد الحميد، 2007، ص،51).
ثالثا : اتجاهات التخطيط في الإدارة الرياضية:
يمكن تلخيص أهم الاتجاهات المتعلقة بالتخطيط في الإدارة الرياضية كالآتي :
• يجب أن يكون التخطيط مرتكزا على مبدأ مشاركة العاملين خاصة أثناء مشاركتهم بمهامهم المختلفة حتى يمكن الوقوف على احتياجاتهم والعمل على تحقيقها من أجل خلق جو ودي بينهم وبين مسؤوليهم.
• إعداد القيادات في المؤسسة الرياضية المؤهلة فعلا لتحمل المسؤولية وبروح وثقة عالية.
• تهيئة الظروف وتوفير الإمكانات الضرورية لتحقيق رعاية حديثة لجميع الرياضيين والإداريين والفنيين العاملين بالمجال الرياضي التي تساعدهم في تحقيق أهدافهم.
• ضمان توفير الخدمات والإشراف عليها ومتابعة تنفيذها في جميع الظروف وعلى كافة المستويات دون تمييز .
• الرعاية الشاملة لمختلف الاتجاهات والمهام والتخصصات الرياضية.
• الاستمرار بعملية التطوير والتغيير وتقبل الجديد والمفيد في حقل الرياضة حتى تواكب المؤسسة الرياضية التطورات الحاصلة في الإدارة الحديثة.
• دراسة المشاكل و إيجاد الحلول اللازمة لتجاوزها من خلال دراسة مسبباتها.

وظيفة التنظيم Organization:
أولا: مفهوم التنظيم :
عرفها جورج تيري George Terry : ” التنظيم هو تصميم علاقات نشطة للسلطة بين النشاط والأفراد وأماكن العمل، بهدف تمكين الأفراد من العمل مع بعضهم بكفاءة عالية ” ويعرفه سيد الهواري ” وضع نظم للعلاقات منسقة إداريا لتحقيق هدف مشترك، و التنظيم عبارة عن نظام أو منظومة تتكون من مجموع أجزاء منسقة مع بعضها وتكمل بعضها البعض وأي خلل في أي جزء منها يحدث خللا في النتيجة الكلية “( الهواري، 2000، ً70).
وهو الوظيفة التي يتم من خلالها تكليف كل مرؤوس بمهمة محددة، تكوين الأقسام والإدارات، تفويض السلطة للمرؤوسين، بيان تدفق خطوط السلطة وكذا قنوات الاتصال، بالإضافة إلى التنسيق بين أعمال المرؤوسين لضمان تنفيذ الخطة الموضوعة.

ثانيا : أهمية التنظيم في المؤسسة الرياضية:
ويمكن أن نذكر أهم أهداف التنظيم داخل المؤسسات والهيئات الرياضية كالتالي( طلحة، 2008، ص،65):
• يقسم التنظيم العمل بين العاملين في المؤسسة الرياضية و يحدد الاختصاصات.
• يركز اهتمام العامل وجهده على الدور المحدد له و يتم توصيف المهام المطلوبة منا
العامل في إطار الدور المطلوب منه.
• من خلال وظيفة التنظيم تحول القرارات إلى إجراءات تنفيذية يقوم بها كل عامل .
• يحدد التنظيم نمطية العمل بالاستناد إلى الإجراءات المفصلة والقواعد المحددة للعمل.
• توفر وظيفة التنظيم شبكة للاتصالات في المؤسسة الرياضية في شكل الاتصالات الرسمية أو غير الرسمية ما يضمن نقل المعلومات إلى جميع العاملين.
• التنظيم يعمل على تنمية وتدريب العاملين على اتخاذ قرارات أفضل في المؤسسة.

المراجع:
• طلحة حسام الدین، عدلة عیسى مطر: المقدمة في الإدارة الریاضیة، مركز الكتاب للنشر ، ط 2، مصر،2008.
• عبد الحميد شرف : الإدارة في التربية الرياضية، مركز الكتاب للنشر، مصر، 2007.
• سيد الهواري : الإدارة الأصول والأسس العلمية، مكتبة عين شمس، القاهرة، مصر، 2000.

[الدكتور محمد عزوز]

ثالثا: وظيفة التوجيه Direction:
1-مفهوم التوجيه:
وظيفة التوجيه من أهم الوظائف التي ترتكز عليها العملية الإدارية لما لها من أهمية بالغة في تحديده مسار واتجاه الأداء داخل المؤسسة، وخاصة ما تعلق بالأداء العنصر البشري في المؤسسة. وهناك العديد من التعاريف حددت مفهوم التوجيه حسب الخلفية الفكرية لصاحب التعريف أو الأهداف التي يراها محققة من خلال وظيفة التوجيه، ويمكن أن نذكر من بينها تعريف محمود فوزي يعرف التوجيه: ( أنه عملية التعامل مع العامل الإنساني، و هي مطلوبة بسبب الخصائص المميزة للإنسان، وهي تشمل القيادة و التحفيز وفعالية التواصل، بهدف التأكد من تحقيق أهداف المؤسسة)(إفروجن، 2008، ص،64).
ويعرفه هارولد كونتز Kontz Harold: (التوجيه هو تمكين المستخدمين من حسن أدائهم لأعمالهم المطلوبة)( شرف، 2007،ص،174).
ويمكن تعريف التوجيه بأنه: تلك العملية التي تقوم به الغدارة العليا بالمؤسسة الرياضية من خلال اتصالها بالعاملين وإرشادهم وإشراكهم في تنفيذ المهام والوظائف التي تحقق أهداف المؤسسة الرياضية.

2-أهمية التوجيه في إدارة المؤسسة الرياضية:
تتلخص أهمية التوجيه في إدارة المؤسسة الرياضية في الأتي:
• بناء ثقة المرؤوسين وتحفيزهم لبذل أكبر جهد ممكن لتحقيق الأهداف.
• تأمين تناسق الأهداف الشخصية لتحقيق أهداف الجماعة.
• تأكيد إسهام كل فرد في تحقيق أهداف الجماعة بكفاءة وفعالية.

3- مبادئ التوجيه في إدارة المؤسسة الرياضية:
من أهم المبادئ التي يتم على أساسها التوجيه في المؤسسة الرياضية هي( عشماوي، 2000، ص،242).
• وحدة الأمر: التوجيه يكون أبسط إذا ما تلقى الأفراد في المؤسسة الأوامر من رئيس واحد مسؤولين أمامه، وإذا ما كانت هناك سلطات
وظيفية على المرؤوسين يمكنهم من إعطاء انتباههم الكامل لأوامر الرئيس المباشر.
• الإشراف المباشر: حيث يقوم المدير أو المسئول بالاتصال المباشر الشخصي بالمرؤوسين حتى يحصل على نتائج أحسن ويضمن وصول وفهم
المعلومة في وقتها.
• اختيار الأسلوب: اختيار أسلوب التوجيه الذي يتناسب مع الشخص الذي سيشرف على العمل وما المطلوب منه.

رابعا: وظيفة الرقابة Control:
1- مفهوم الرقابة :
تعرف الرقابة على أنها: ( تحليل النتائج النهائية للعمل وتقدير مدى اتفاقها مع الأهداف المقررة للمؤسسة)(السويدان،2002، ص،53)، وتعرف (مقارنة مستوى التقدم بالأهداف والأغراض المحددة سلفا عند التخطيط للمؤسسة مع تقويم الأداء للتعرف على الأهداف التي تم تحقيقها طبقا لما هو مخطط له) (درويش، 2004، ص،45).
2- خطوات عملية الرقابة :
(1). إعداد معايير الأداء: المعيار وسيلة تحدد للقياس وتكون بشكلها الكمي أو النوعي صممت لمساعدة مراقب أداء الموارد البشرية أو المخرجات أو العمليات، وهناك نوعين لمعايير الرقابة وهما:
• المعايير الإدارية: كالتقارير واللوائح وتقييمات الأداء داخل المؤسسة الرياضية،
• المعايير التقنية: تحدد ماهية وكيفية العمل، تطبق على العمليات والمعدات والموردين ومعدات السلامة…
(2). متابعة الأداء الفعلي: وهي خطوات تعتبر وقائية.
(3). قياس الأداء: يقيس المسئولين الأداء ويحددوا إن كان يتناسب مع المعايير المحددة حتى تتخذ الإجراءات المناسبة.
(4). تصحيح الإنحرافات عن المعايير: تحديد الإجراء الصحيح الواجب اتخاذه وهو يعتمد على ثلاثة أمور أساسية ( المعيار، دقة القياسات التي بينت
وجود الإنحراف، وتحليل أداء الفرد أو الآلة لمعرفة سبب الإنحراف ).

المراجع:
– غنية إفروجن(2008)، التسيير الإداري و علاقته بالأداء الرياضي النخبوي، رسالة ماجستير، معهد التربية البدنية والرياضة، سيدي عبد الله، الجزائر.
– عبد الحميد شرف (2007)، الإدارة في التربية الرياضية، مركز الكتاب للنشر، مصر
– سعد الدين عشماوي (2000)، الإدارة الأسس وتطبيقاتها في الأنشطة الاقتصادية والأمنية، الرياض، السعودية.
– محمد طارق السويدان، محمد أكرم العدلوني (2002)، خماسية الولاء، كيف تحفز وتبني ولاء العاملين؟، دار ابن حزم، بيروت.
– كمال الدين عبد الرحمن درويش، محمد صبحي حسانين (2004)، الجودة والعولمة في إدارة أعمال الرياضة باستخدام أساليب إدارية مستحدثة،
دار الفكر العربي، القاهرة، مصر.

[الكاتب]

المشاركات