مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1308

    مرحلة التعجيل بالسرعة:
    في هذه المرحلة يتم التدرج بالسرعة من لحظة الانطلاق، أذ يتطلب من العداء زيادة كل من طول الخطوة وتردد الخطوة حتى يصل إلى أقصى سرعة، والتي تختلف من عداء إلى أخر حسب مستوياتهم، وبذلك اختلفت المصادر في تقدير هذه المسافة فمنهم من يعدها (40-60م) ، ومنهم من (50-73م) ، وآخرون من(80-100م) ، ، وبذلك يمكنا من الاستنتاج بأن مسافة التعجيل على الأغلب للعدائين تقع ما بين(56.6-77.6) ويكون الأداء الفني في هذه المرحلة، عند الخطوة الأولى التي يقوم العداء بدفع مكعبات البداية ودفع الأرض بقوة والنهوض بأسرع زمن ممكن للحصول على التعجيل المناسب والوصول إلى مرحلة السرعة القصوى والتي تتم عن طريق زيادة في تردد الحركي (تردد الخطوة) لقطع مسافة التعجيل، أذ أن مسافة التعجيل تتناسب طردياً مع تردد الخطوة والتي تختلف بين العدائين من حيث المسافة المقطوعة ودخول في السرعة القصوى بسبب اختلاف سرعة انتقال السيال العصبي وتزامن عمل الوحدات الحركية ومدى تخفيض رود الأفعال المنعكسة التثبيطية والحالة التدريبية والبدنية للعداء، فضلا عن القياسات الانثروبومترية (كطول الرجلين، ومدى مرونة ومطاطية الألياف العضلية للعضلة ذاتها، والذي يؤثر على زمن ميكانيكية الانقباض والانبساط والتي تحدث في العضلات المشتركة في الفعل الحركي، إذ أن التعجيل الجسم يتناسب طردياً مع القوة المؤثرة عليه وتحدث الحركة باتجاه القوة، وهذا ما يفسر لنا قطع العداء مسافات متساوية بأزمنة غير متساوية بسبب اختلاف كمية القوة المبذولة من قبل العداء أثناء قطعه مسافة التعجيل والتي يطلق عليها (تعجيل التزايدي) والتي تعتمد على طول الخطوة وترددها، وهذا يعتمد على مقدار القوة التي ينتجها العداء من الانقباض العضلي (عدد الوحدات الحركية السريعة)، أذ أن التعجيل هو معدل تغير السرعة بالنسبة للزمن، أي الزيادة المطرودة في طول الخطوة ، من أجل الوصول الى مرحلة تزايد السرعة ، أذ تعتمد على كمية القوة الذاتية التي يستطيع العداء انتاجها من خلال الانقباضات العضلية السريعة والتي تعتمد على مرونة العمليات العصبية وبمعنى (قدرة الجهاز العصبي على الانتقال السريع ما بين عمليات الاستثارة وعمليات الكف) أذ أن الانقباضات العضلية داخل الجسم تكون عادة أطول في المدى الزمني الذي تستغرقه وأكثر تناسقاً، فضلاً عن القوة الناتجة عنها متغيرة في مقدارها حسب ما هو مطلوب من الجسم إنجازه من شغل وهذا يتم بأليتين(تغير تكرارالتنبيه،، واستنفار أعداد متباينة من الوحدات الحركية) وهذا ما يساعد العداء على تغير حالته الحركية للتغلب على المقاومات الخارجية وبالتالي تمكنه من زيادة طول الخطوة، لاكتساب التعجيل، ويتحقق ذلك من خلال القوة الذاتية التي يبذلها العداء للتغلب على تلك المقاومة وهذا ما ينص عليه قانون نيوتن الأول والثاني، فمن وجهة النظر الميكانيكية بأن حدوث أي حركة يقترن بوجود القوة تحدث تلك الحركة ولكن العكس غير صحيح، حيث يمكن أن تستخدم القوة ولكن من دون حدوث حركة فالقوة التي تحدث عن الحركة تسمى بالتأثير الديناميكي للقوة والتي يمكن إيجاده من خلال العلاقة الرياضية التالية:
    القوة =الكتلة ×التعجيل.
    ولتحقيق التعجيل المثالي والذي يعتمد على الانطلاق الجيد من خلال ضبط الأداء الفني للنواحي الميكانيكية باستخدام المساند والخروج منها بأسرع وقت للحصول على تعجيل سريع وتتدرج للوصول بالجسم من وضع التحضير إلى وضع الركض الطبيعي إذ يعتمد التعجيل على مقدار القوة التي ينتجها العداء من قواه العضلية، ومن خلال قانون نيوتين الثاني
    القوة= الكتلة× التعجيل (وبما أن كتلة جسم العداء ثابتة وتعجيل هو عبارة عن قسمة فرق التغير في السرعة على الزمن.
    التعجيل= س2- س1\ن، لذا فأن العداء دائماً ما يحاول إن تكون معدل السرعة النهائية اكبر من معدل السرعة الابتدائية خلال مراحل الفعالية، ويتحقق له ذلك من خلال قدرة العداء على التحكم بالسرعة بزيادة أو نقصان القوة العضلية والانقباضات العضلية السريعة للوصول إلى السرعة القصوى والتي تختلف من عداء إلى أخر، إذ تعد مرحلة تزايد السرعة من أهم مراحل سباق في فعاليات الأركاض للمسافات القصيرة والمتوسطة) ولاسيما فعالية (400م) ،حيث أن العداء يجري في خط منحي ليكتسب السرعة القصوى في زمن قدره (6-7 ثوان) ويمكن الاحتفاظ بها لمسافة معينة وبعد هذه المسافة يبدأ العداء بفقدان السرعة المكتسبة حيث كلما تقدم في الركض كلما فقد جزءاً منها وبذلك يصبح من المستحيل أن يصل العداء إلى أقصى سرعة له ويحافظ عليها مسافة 400م، ولكن من السهل أن يكتسب العداء قوة وسرعة وينمي اقتصاد طاقته ويعمل على استرخاء عضلاته بحيث يمكن التقليل من فقدان السرعة ويبذل كل مجهودات لإنهاء السباق، إذ تحدث عملية فقدان السرعة بنسبة كبيرة للعداء عند المنحى نتيجة للجهد الذي يبذله لمقاومة القوة الطاردة المركزية، فكلما أزادت سرعة العداء في المنحى كلما أدى ذلك إلى زيادة القوة الطاردة المركزية، وهذا يؤدي إلى زيادة في ميل الجسم مع المنحى مما يؤدي إلى التقليل من السرعة للعداء في المنحى عما هو في الركض في خط مستقيم، لذلك فعلى العداء الذي يركض في المنحى أن يدفع بيده اليمنى للإمام وللخارج قليلاً ليتمكن بالميل باتجاه المنعطف، فضلا عن ضرورة الركض في أقرب ما يمكن من الخط كي يركض لمسافة أقصر، والحفاظ على طاقة الاندفاع في ركض المنحى، إذ هي من أهم العناصر التي يجب أن تؤخذ بالاعتبار عند المدرب والعداء معاً لأن الجهد المفاجئ وغير الممهد في هذه المنطقة يستنزف طاقة العداء ويجعله منهمك وغير قادر على الركض في المناطق المستقيمة من السباق وكما ينبغي، وللتغلب على ذلك يلجأ العداء إلى ميلان الجذع إلى الأمام من(8-12م) وبعدها يؤخذ الجسم وضعه الطبيعي ويتوقف ذلك على قوة دفع القدمين للأرض في الخطوات الأولى بحيث يكون الوضع شبه عمودي للجسم والرأس مع عدم تشنج الرقبة والكتفين طيلة السباق ويكون النظر إلى الأمام وتكون حركة الذراعين بندوليه مع الرجلين، لكي تساعد العداء على التقدم إلى الأمام بتوافقية إذ يشكل المرفق زاوية قائمة(590) درجة وتكون أرجحه الذراعين إلى الأمام وبمستوى الكتفين وإلى جانبي الجسم لكي يكون هناك توافق مع حركة الرجلين، ويكون الدفع بالرجلين وبفاعلية كبيرة بهدف الحصول على سرعة نهائية عالية وناتجة من القوة الداخلية المبذولة من قبل العداء وبتناسق بين المركبة العمودية والمركبة الأفقية، أثناء عملية الدفع اللحظي للأرض والذي يكون باتجاه الأمام، وهذا يعني زيادة مقدار القوة المسلطة افقياً لتقليل فقدان القوة المبذولة من قبل العداء وعلى أساس قانون نيوتن الثالث (لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه، وبذلك نستنج بأن هذه المرحلة من أهم المراحل التي يجب أن يتقنها العداء والتركيز على تدريبها، وتعمد هذه المرحلة على السرعة والتي أساسها القوة المبذولة من قبل العداء من أجل التغلب على مقاومة الهواء وكتلة الجسم والجاذبية الأرضية.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.