مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1780

    فسيولوجيا فترة المنافسة:-
    مما لاشك فيه بأن فترة المنافسة هي الغاية التي يريد أن يصل أليها كلأ من المدرب والرياضي باختلاف الأنشطة الرياضية، وهي من أهم الفترات الحساسة خلال الموسم التدريبي لتنوع أغراضها ما بين الحمل المرتفع الشدة للوصول الى حالة التكيف. ومن ثم الأعداد المباشر للمشاركة في المنافسة من خلال تهيئة الرياضي لمواجهة مختلف الظروف التي يتعرض لها خلال البطولة أو السباق. لذا فأن هناك بعض الأسس الفسيولوجية التي يجب مراعاتها والأخذ بها لتحقيق النجاح ولعل أهمها:-
    1- الإيقاع الحيوي:- أن تعود الرياضي على نظام يومي كالتوقيت للتدريب وفترة الراحة وقت الغذاء والنوم لعدة ايام ،يؤدي بالمقابل تتطبع أجهزة الجسم لتكرار هذا النظام، أي بمعنى أن أجهزة الجسم سوف تكون بأحسن حالتها من خلال ذلك النظام، مما ينعكس إيجابيا على أداء الرياضي، فإذا ما حصل تغير في ذلك النظام نتيجة إقامه البطولة أو المنافسة في توقيتات تختلف عن التوقيت الذي أعتاد عليه الرياضي، فأن ذلك حتماً سوف يؤثر سلباً على الاداء نتيجة تأثيره بصورة مباشرة على أجهزة الجسم الحيوية مما يؤدي على عدم الاستتباب الداخلي لتلك الأجهزة، ولمعالجة ذلك يجب أن يكون المدرب على درايه وعلم بمواعيد وتوقيتات المنافسة من أجل تطابق تدريبات الرياضي مع توقيتات البطولة، لضمان فعالية الأجهزة الحيوية وتحقيق أفضل النتائج.
    2- التوقيت الزمني:- قد يكون موعد إقامه البطولة في دولة أخرى، يختلف عن دولة التي يتدرب بها الرياضي لذلك يجب على المدرب التدريب الرياضي بنفس توقيت دولة البطولة وذلك لضمان ثبات الإيقاع الحيوي وبالتالي ثبات البيئة الداخلية للرياضي.
    3- استمرار المنافسة:- قد تكون بعض الأنشطة الذي تستمر بها المنافسة لعدة ساعات أو عدة أيام، أو قد يشترك الرياضي في أكثر من منافسة ضمن البطولة الواحدة، لذا يجب على المدرب تنمية قدرة الرياضي على الاستمرار في المنافسة للمحافظة على الفورمة الرياضية.
    4- التدريب والاستشفاء:- على المدرب الأخذ بنظر الاعتبار تدريب الرياضي على أحمال تدريبية بمستوى البطولة أو أعلى منها، بحيث لا يكون ذلك عشوائياً” بمعنى تقنين الأحمال التدريبية وبصورة مستمرة ومعرفة تأثيراتها المختلفة على الأجهزة الحيوية من خلال اجراء الاختبارات للوقوف على مدى تأثير تلك التدريبات ومحاولة تعديل مسارها أول بأول ، ويمكن للمدرب التنبؤ على ذلك من الحالة المزاجية للرياضي( النفسية)، مع التأكيد على إعطاء فترات راحة تتناسب مع تلك الأحمال من أجل إعطاء الفرصة للرياضي للأداء التدريب التالي وهو في أوج نشاطه. نتيجة استرداد مصادر الطاقة والتي من أهمها استعادة مخزون الطاقة الفوسفاتي ِATP-PCواسترجاع وإشباع العضلات بالميوجلوبينMyoglobinوالأكسجين فضلاً التخلص من حامض اللاكتيك بالعضلات والدم.
    5- ظروف المنافسة:- توفير ظروف مشابهه لظروف المنافسة من جميع النواحي كطبيعة الأداء والبيئة المحيطة( الظروف الخارجية) وذلك عن طريق دراسة مستوى الرياضي في بطولات سابقة، لتحديد سلبيات والإيجابيات، والعمل على تجاوز السلبيات ودعم النواحي الإيجابية، ويمكن للمدرب الوقوف على تلك النواحي من خلال مشاركة في منافسات تجريبية، بشرط أن تكون الظروف المحيطة مشابهه بظروف المنافسة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الدورات التدريبية الصغرى من أجل تحقيق عمل الجسم كوحدة مترابطة يسودها التنسيق والتوافق التام بين مختلف وظائف الجسم ما يحقق الاستقرار التجانسيوتطوير مبدأ التغذية الراجعة السلبية NegativeFeedBack ويقصد بها ردود أفعال الجسم التعويضية السريعة لاسترجاع مكونات الحالة الطبيعة مثل نشاط غدة البنكرياس لإفراز الأنسولين لنقل سكر الدم الفائض عن حاجة الجسم الى الكبد وتخزينه على صورة جليكوجين والعكس عند الحاجة اليه يتم تكسيره الى سكر الجلوكوز مرة اخرى بالسلسلة من الأليات الأخرى. .
    6- التموج بالأحمال التدريبية:- يجب على المدرب أن يتبع مبدأ التموج في الأحمال التدريبية بمعنى عدم التدريب على وتيرة واحدة، وذلك من خلال استخدام موجات عالية من الأحمال التدريبية ولفترات معينة تتناسب مع أمكانية وقدرة الرياضي يعقبها موجات منخفضة لفترة أخرى، وذلك من أجل تحقيق والبقاء على التكيف الفسيولوجيAdaptaionPrinciple المطلوب للأداء ومن أمثلة ذلك التكيف انخفاض معدل النبض خلال فترات الراحة فضلاً عن المجهود مع ارتفاع مقدار الحجم الأقصى لاستهلاك الأوكسجين، وتجاوز مرحلة الإجهاد والتعب المزمن والذي يؤدي الى فشل عمليات التكيف الفسيولوجي نتيجة لاختلال في عمليات البناء والهدم الأيضية( التمثيل الغذائي). وتختلف هذه المدة طبقاً الى ماهية فترة المنافسة سوى كان ذلك للأعداد لبطولة واحدة أو بطوليتين أو أكثر، فضلاً عن عدد المنافسات التي قد يشترك بها الرياضي في البطولة الواحدة، ويبقى للمدرب الرأي الأول الأخير في تحديد ذلك لأنه على دراية وعلم بإمكانيات الرياضي وله الحق في تشكيل توزيع دورات التدريب التنافسية أو الاستشفائية خلال فترة المنافسة ولعل المثال التالي يوضح تشكيل الدورة:-
    دورة منافسة أولى- دورة منافسة ثانية – دورة استشفائية – دورة منافسة ثالثة – دورة منافسة رابعة.
    وعلى المدر ب الانتباه على تأثير الأحمال التدريبة الحادة على الرياضي، أذ لوحظ انخفاض مستوى مناعة الجسم لدى رياضيو المستويات العليا وبشكل خاص في نهاية فترة الأعداد والمنافسة، أذ يصبح الرياضي أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، ويعود ذلك لانخفاض نشاط الخلايا اللمفاوية فضلاً عن انخفاض في مستوى البروتينات المناعية في الدم. د. وليد الكبيسي

    #2934

    كان يعتقد قبل عام 1960م أن التدريب بشدة عالية يجب أن يؤدى خلال الأسابيع القليلة التي تسبق البطولة، ولكن عرف الآن أن فترة ما قبل البطولة يجب أن يقلل فيها حجم التدريب وتسمى هذه الفترة بالتهدئة القمية ومن خلال تطبيقها يؤدى اللاعبون أفضل أداء لهم أثناء المنافسات.
    ويذكر ويلمور وكوستيل Wilmore & Costill (1999) (27) أن الوصول لقمة الأداء يتطلب تحمل أقصى عبء بدنى وفسيولوجي ، والضغط الناتج عن النشاط الممارس ولكن فترات التدريب الشاقة (ذات الشدة العالية) تقلل من قوة العضلات وتؤدى إلى انخفاض القدرة على الأداء الرياضي، ولهذا السبب ومن أجل وصول اللاعبين إلى قمة الأداء الرياضي في المنافسة، يقوم العديد منهم بتقليل شدة التدريب قبل المنافسات الكبرى وذلك لإعطاء أجسامهم وعقولهم راحة من التدريبات العنيفة ذات الشدة العالية، ويشار إلى هذا الأسلوب الانخفاض بحمل التدريب قبل المنافسات (Tapering).
    ويشير ميوجيكا وآخرونMujika, et al. (2004) (22) إلى أنه تم رصد التغيرات المرتبطة بانخفاض الحمل التدريبي قبل المنافسة، هذا وقد بدأت عمليات البحث والدراسة في هذا المجال منذ عام 1980م للتوصل إلى الاستجابات الفسيولوجية المرتبطة بعمليات الأيض القلبية – التنفسية والهرمونات والتغيرات العصبية والعضلية والمناعية أثناء خفض الحمل التدريبي قبل المنافسات.
    ويرى يعقوب وغابرييلGabriel, Jacob, (2008)(28) أن أسلوب خفض الحمل قبل المنافسات هو ” أسلوب يتم بشكل منهجي للوصول إلى ذروة اللياقة الفسيولوجية ، وهو ذو تقنية معقدة حيث أن الحمل يمكن أن يخفض من خلال عدة متغيرات ،مثل الشدة – الحجم – الراحة – عدد مرات التدريب الأسبوعية.
    كما يضيف ويلمور وكوستيل Wilmore & Costill (1999) (27) أن الهدف من الانخفاض بحمل التدريب قبل المنافسات، هو تقليل الضغط أو العبء الفسيولوجي للتدريب اليومي وجعل الأداء الرياضي نموذجي، وفترة الانخفاض بحمل التدريب والتي يتم فيه إصلاح الشدة تزود الجسم بوقت كاف لإصلاح الأنسجة التالفة أثناء التدريبات العنيفة ذات الشدة العالية، وكذلك تعويض احتياطي الطاقة بالكامل.
    ويشير هاولى Hawley, (2002) (17) ان معظم الدراسات توصى بأن تتراوح فترة الانخفاض بحمل التدريب قبل المنافسات Tapering ما بين 7-20 يوماً وأصبح من الواضح أن السباقات الطويلة تتطلب فترة أطول لعملية الانخفاض بحمل التدريب قبل المنافسات Tapering ولكن بوجه عام يجب ألا تقل فترة الانخفاض بحمل التدريب قبل المنافسات Tapering عن 10 أيام، ويعتمد الحجم الأمثل للوقت المطلوب للانخفاض بحمل التدريب قبل المنافسات Tapering على:
    – مستوى لياقة اللاعب.
    – مستوى السباق الذي سيشارك فيه اللاعب.
    – درجة صعوبة التدريب الذي تدرب بها اللاعب (76: 61).
    ويذكر كل من بانستر وآخرون Banister , et al.(1999)(13) أن هناك ثلاث أنواع لخفض الحمل التدريبي قبل المنافسة ويتم استخدامها وهي:
    1- الانخفاض بحمل التدريب الخطى Linear Taper (المنتظم)، ويقل فيه حمل التدريب تدريجياً في نمط خطى.
    2- الانخفاض بحمل التدريب غير الخطىExponential Taper (الانخفاض اللاخطي)، وهو انخفاض بطيء نسبياً في حمل التدريب بنمط لاخطي.
    3- انخفاض غير تدريجي لحمل التدريب Step Taper (تقليل مفاجئ في عدد الكيلومترات المقطوعة، ثم يلي ذلك المحافظة عليها ثابتة).
    ويذكر عويس الجبالي، تامر الجبالي (2013) (7) نقلاً عن أبو العلا عبد الفتاح أن تخفيض حجم التدريب يمكن أن يصبح 60% من الحجم الأقصى الذي استخدمه اللاعب وفى بعض الأحيان يجب ألا تزيد نسبة الانخفاض عن 30% من إجمالي الحجم خاصة في أنشطة التحمل ويفضل أبو العلا عبد الفتاح أسلوب خفض الحمل عن طريق تقليل عدد الجرعات التدريبية الأسبوعية أكثر من خفض إجمالي الحجم لتحقيق الخصائص التالية:
    – توسيع فترات الراحة لتحقيق الاستشفاء وتعويض الطاقة.
    – التخلص من الضغوط والتوترات المرتبطة بالفترات السابقة.
    – زيادة فرص النوم المسائية ويمكن إلغاء جرعة التدريب الصباحية أو المسائية بما يتناسب مع توقيت المنافسة.
    وإذا ما تم تخطيط نظام التدريب بشكل سليم فإن النتيجة هي تطوير القدرات البدنية للرياضي وبالتالي مستوى الأداء الرياضي، وبذلك تتحقق عملية التكيف الفسيولوجي.

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.