الهرمونات Hormones

[الاستاذة الدكتورة سميعة خليل محمد امين]

الهرمون Hormones
كلمة هرمون مشتقه من اليونانيه ( Hormad ) وتعني نشط او فعال وقد استخدمت فيما بعد لوصف المواد الكيميائيه المحفزه والمثبطه التي تفرز من الغدد الصماء وتنتقل خلال الاوعيه الدمويه الى اعضاء الجسم لتنظيم نشاطها و كلمة هرمون تعني الرسل الكيميائيه Messengers التي تنتقل عبر الدم من الغدد الصماء الى الخلايا الهدف وتعرف الهرمونات:
هي مادة كيمياوية تفرز من الغدد الصماء داخل الجسم الحي وبكميات قليلة تنقل بعد إفرازها إلى سوائل الجسم ومن ثم إلى الدم ، حيث توجد الأعضاء المستهدفة (Target organs) لغرض تنسيق وظائفها والتي تحدث أستجابة فسيولوجية نموذجية في خلايا أخرى .
الهرمون لا يغير من التفاعلات الكيمياوية ولكن ينظم فقط (يحفز أو يثبط) ويحتاج الهرمون الى وسيط داخل الخليه الهدف مثل (AMP ) احادي فوسفات الادينوزين الحلقي الذي ينشط الهرمون انزيميا في الخليه ويحولATP الى AMP .
الهرمونات مواد عضوية تنتج بشكل طبيعي في الجسم وتحدث تأثيرات تنظيمية في ايض الكائن الحي ويحتاجها الجسم بكميات ضئيلة جداً ويظهر تأثيرها بعيداً عن المكان الذي تكونت فيه .
يقوم الجهاز الهرموني بالتنسيق مع الجهاز العصبي بتنظيم النشاط الكيميائي لخلايا وانسجة الجسم المختلفه , ويتميز الجهاز العصبي عن الجهاز الهرموني بتنسيق وسرعة الاستجابه (اقل ما 1/4 ثانيه ) لاي اضطراب في اسقرار التجانس في خلايا الجسم تبعا للتغييرات البيئيه الخارجيه والتغييرات الانفعاليه لذا يطلق عليه جهاز التحكم السريع , اما الجهاز الهرموني يكون عادة بطيء الاستجابه ( 15 ثانيه تقريبا) لكن تأثيره يستمر لفترة اطول ويسمى بجهاز التحكم البطيء .
يتكون الجهاز الهرموني من الغدد الصماء التي تفرز الهرمونات مباشرة الى الدم لتقوم بوظائفها في احداث الكثير من التغييرات البيولوجيه في الجسم وخاصة التمثيل الغذائي لذا فأن الغدد الصماء تكون مسؤوله عن الاستجابات الوظيفيه والتكيف للنشاط الرياضي .

التصنيف الكيميائي للهرمونات
– الهرمونات الستيرويديه ( البنائيه )Steroids
وتشمل ( الكورتزول, الالدوستيرون , الاستروجين , البروجستيرون ,التستيرون )
– الهرمونات اللاستيرويديه Non steroidal
وتشمل
– البروتينيه (هرمون النمو , البرولاكتين , الباراثورمون, كالسيتونين)
– الاحماض الامينيه ( هرمون الابنفرين ,النورابنفرين ,الميلاتونين , الثيروكسين )
– البروتين السكري ( الهرمون المحفز للحوصلات , الهرمون المللوتن , المحفز للغده الدرقيه. هرمون الحمل)
– البيبتيدات ( الهرمون المضاد للتدرر , الاوكسيتوسين , المحفز للميلانين ,هرمون القلب )

وظائف الهرمونات
– التمثيل الغذائي metabolism ويتضمن السيطرة على إنتاج الطاقة واستهلاكها وعلى عملية الهضم .
– موازنة السوائل والأملاح ( ثبات الوسط الداخلي للخلايا وخاصة تركيب محاليل الجسم ) .
– المساعده في ضبط بيئة الجسم الداخليه عن طريق تعديل التركيب الكيميائي لبعض جزيئات الخلايا المستجيبه .
– الاستجابه لتغيرات بيئيه رئيسه تساعد الجسم في مواجهة الحاجات الطارئه مثل العدوى والجفاف والجوع وتغيرات الطقس الحاده والكرب العاطفي
– تطور ونمو الجهاز الجنسي اي تشترك في جميع العمليات الجنسيه ( المساهمه في عمليات التكاثر , مثل تكوين الخلايا الجنسيه والاخصاب وتغذية الجنين والولاده وتغذية الوليد)
– التحكم في النمو الطبيعي وجعله متناسقا ومتكاملا
– تؤثر على الأستجابة ورد الفعل للأوامر العصبية

اماكن عمل الهرمونات
– غشاء الخلية
– الانزيمات داخل الخلية
– نواة الخلية
ان الهرمونات تنقل بوساطة الدم إلى جميع خلايا الجسم لذا فإن خلايا الجسم تتعرض إلى جميع الهرمونات ومع ذلك فإن بعض الأنسجة فقط تستجيب للهرمونات المناسبة ومن قبل مستقبلات الهرمون والتي يمكن تعريفها:
مستقبلات الهرمون (مجاميع جزئية فريدة في الخلية عليها ان تتفاعل مع الهرمون لكي تظهر الاستجابة أو مجموعة من الاستجابات) .
ان عدد المستقبلات غير ثابت فهي تزداد اوتقل بحسب الحاجه وكلما زاد عدد المستقبلات زادت الحساسيه نحو الهرمون لانه سيؤدي نفس الغرض ولكن بكميات اقل .

كيف يعمل الهرمون
تعمل الهرمونات في جميع الجسم بأنسجام كلي حيث تنجز عملها كمنظمات فسيولوجيه وتتداخل الهرمونات المختلفه في فعالياتها بشكل معقد وقد تكون بعلاقة نعاون او تضاد وهذا يهيء التدرج والمطالبه للاستجابه ليستطيع الاستقرار الذاتي وهناك مجالات تلعب فيها الهرمونات دورا تنظيميا حاسما .
عندما يتصل الهرمون بالمستقبل الخاص به يحدث تغيراً أما موضعياً مثل (الادرنالين) على غشاء الخلية أو يحفز عمليات انزيمية تؤدي إلى تكوين C-AMP (حامض اميني) الذي بدوره يؤدي إلى تكوين بروتينات خاصة تقوم بعمل الهرمونات وعندما يفرز الهرمون من الغده الصماء الى الدم يصبح بتماس مباشر مع جميع اجهزة الجسم , ولكنه لايعمل الا على العضو او الخليه الهدف ويتم ذلك بوساطة مستقبلات حيث ان في كل خليه مستقبلات متخصصه مايقارب ( 2000- 10000) مسقبل وتكون هذه المستقبلات متخصصه بشكل دقيق جدا حيث لاتعمل الا على الهرمون الخاص بها الذي يحمل شفرتهاe) Cod ) وهذه المستقبلات لها اماكن خاصه مثلا مستقبلات الادرنالين والنورادرنالين توجد في السايتوبلازم .
تؤثر الهرمونات في الجسم بزيادة او نقصان نشاط خلوي معين وليس بتحفيز نشاط جديد ان التغييرات التي تنشأ من ارتباط الهرمون بمستقبلاته في اغشية الخلايا تشمل النفاذيه الانتقائيه وتحفيز او تثبيط عمل الانزيمات وتحفيز المادة الوراثيه في الخلايا المستجيبه لاصدار تعليمات جديده لصنع انزيم معين .
وتحدد الحاجة إلى الهرمون عن طريق التغذية الراجعة العكسية ( التثبيط السالب)Negative feed Back) ) فعندما يصل مستوى الهرمون للحد المطلوب يرسل العضو الهدف إشارات إلى الغدد الصماء للتوقف عن إفراز ذلك الهرمون وعندما يصل الى كمية كافية يتوقف الإفراز .
تعتمد الفعاليه الحيويه لعضلات الجسم على الارتباط الوثيق بين اجهزة الجسم المختلفه وخاصة الجهاز العصبي وجهاز الغدد الصماء فمثلا عند اداء اي نشاط بدني تحتاج العضلات الى الكلوكوز ليزودها بالطاقه اللازمه للحركه ويقوم الكبد بتجهيز هذه الطاقه وللسيطره على كمية الكلوكوز المستهلك والمنتج فالبنكرياس يستطيع تحسس كمية الكلوكوز ويفرز هرموناته بكميه معينه للسيطره على ذلك .
ان مستوى الهرمون في الدم غير ثابت فهو يتغير من ساعة لأخرى ومن يوم لأخر أو حتى من شهر لأخر .
انواع عمل الهرمونات
تعمل الهرمونات ام موضعياً او عاماً:
– الهرمونات الموضعية Local
تفرز هذه الهرمونات على بعض انسجة الجسم حيث تقوم بوظائف موضعية خاصة بالجهاز الذي تفرز فيه , كما يحدث في تنظيم افرازات الجهاز الهضمي وكذلك حركة الجدران العضلية في بعض اعضاء الجسم ومن امثلة هذه الهرمونات الاستيل كولين( Ach ) .
– الهرمونات العامه
تقوم هذه الهرمونات بوظائفها على مستوى الجسم ككل فلا تقتصر وظائفها على التنبيه فقط ولكنها تشترك بفعالية في بعض العمليات الفسيولوجية كالتمثيل الغذائي والنمو , وتقوم الغدد الصماء بأفراز هذه الهرمونات ومن امثلتها الادرنالين والنورادرنالين .

العوامل المساعده في افراز الغدد الصماء ومستوى الهرمونات في الدم
– تأثير الجهاز العصبي على الغدد الصماء
– تأثير عدد الغدد الصماء على بعضها حيث تنظم افرازها ومستوى هرموناتها في الدم
– حالة الجسم الانية كأن يكون الشخص تحت جهد بدني او نفسي معين .

تصنيف الهرمونات
تصنف الهرمونات الى ( ايضيه وشكليه وعقليه سلوكيه )
الايضيه
تشمل فئه واسعه وتقوم بالسيطره على القناة الهضميه وملحقاتها والسيطره على انتاج الطاقه واستهلاكها والسيطره على تركيب الماء خارج الخلايا.
الشكليه
مسؤؤله عن التفاعلات بين الهرمونات والتحكم بالنمو الطبيعي وتشترك في جميع العمليات التناسليه .
العقليه والسلوكيه
تعتمد الوظيفه العقليه المثاليه على الموازنه الصحيحه لعدة هرمونات والتكيفات الضروريه التي يجب ان تتم للمحيط غير الملائم اذ تنظم من قبل الهرمونات والفعاليه الهرمونيه قد تؤثر على الطريقه التي يستجيب فيها الفرد للحالات اليوميه لهذا تلعب الهرمونات دورا في تجسيد شخصية الفرد .

الخصائص العامه للهرمونات
– الخصوصيه في التأثير عل بعض اعضاء الجسم دون غيرها للقيام ببعض الوظائف والتغيرات الخاصه
– لها نشاط بايولوجي كبير حيث ان كميه قليله منها تؤدي تأثيرا كبيرا
– لها القدره على التفاعل بعيدا عن موضع افرازها
– لها القدره على النفاذيه خلال الانسجه والخلايا
– تتكسر الهرمونات بسرعه في الانسجه لذا فأن الغدد تقوم بافرازها بشكل مستمر للمحافظه على مستواها في الدم

[الكاتب]

المشاركات