مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1246

    يلعب التصور العقلي للتصور العقلي دوراً كبيراً في الأداء الحركي كون إن التصور العقلي مهارة عقلية و نفسية تساعد في رفع مستوى الأداء وذلك من خلال بناء وتحسين التصور الحركي لدى اللاعبين وإتقان المهارات الحركية وخطط اللعب وتطبيقها في المواقف المتغيرة والمتعددة فضلا عن إعداد اللاعب ذهنيا من الناحية العقلية للأداء الفعلي للمباراة .
    فالتصور العقلي هو خبرة معينة مشابهة للخبرات الحسية ، تحدث فقط عند غياب المؤثرات الخارجية المتعارف عليها، ويعرف بأنه الممارسة أو العملية التي تشبه العملية الإدراكية ولكنها تحدث في غياب الحافز المنافس لتلك العملية الإدراكية، و يعرف التصور بأنه صور الأشياء والظواهر التي يعاد إنتاجها من الذاكرة محاولة استرجاع الإحداث أو الخبرات السابقة أو بناء صورة جديدة لحدث جديد. فهو أكثر من مجرد الرؤية وهو خبرة في عيون العقل ولب عملية التفكير الناجحة من خلال انعكاس الأشياء والمظاهر التي سبق للفرد إدراكها وعليه فالتصور العقلي يدخل فيه جميع الحواس كالسمع والشعور فضلا عن جانب حاسة البصر الذي يشكل جانباً أساسياً في عمليه التصور، التي تعكس من خلال هذه الحواس جميعاً وضع إستراتيجية كاملة الصورة للعقل من خلال تخزين المدخلات الحسية والمعلومات وإعادة تنظيمها ووضع نقاط عقلية لها تمكنه من الاستجابة للصورة أو الموقف. زيادة على ذلك يعمل على إنشاء وإحداث أفكار وخبرات جديدة في الذهن أو العقل للخبرات القديمة فقط، وإنما يعمل على تعديل وتغير وإنتاج صور وأفكار جديدة وليس فقط استرجاعياً وإنما قد يكون توقعياً أي تصور أشياء أو مظاهر أو أحداث مستقبلية وتكوين أفكار أو صور لها معنى ويمكن أن تتحقق وتصبح واقعية.
    و يتضح لنا أهمية التصور العقلي في حياة الرياضي الذي يلعب دوراً مهماً في الحركات الرياضية والمواقف التنافسية وكيفيه الترابط بين الأفكار وتكوين صوراً واقعياً تساعده في التخطيط وتكوين منهج واقعي قابل للتغير والتعديل حسب الظروف بالإضافة عن إعطاء صوراً واضحة للمواقف غير المتوقعة في المنافسة. وهنالك نوعان من التصور العقلي هما:
    – التصور العقلي الخارجي: تستند فكرة التصور العقلي الخارجي على قدرة الفرد استحضار الصورة الذهنية لأداء شخص آخر لاعب متميز أو بطل رياضي، كما لو يشاهد فيلماً سينمائياً ويسترجع الجوانب المرتبطة بالأداء وإيجاد العلاقات لتوظيفها في طريقة الأداء المناسبة والتعرف على الأخطاء ووضع الخطط للتنافس في المستقبل.
    – التصور العقلي الداخلي: تستند فكرة التصور العقلي الداخلي على استحضار اللاعب الصورة الذهنية لأداء المهارات أو أحداث معينة سبق اكتسابها أو مشاهدتها أو تعلمها هي عادة نابعة من داخله، وليست نتيجة لمشاهدته لأشياء خارجية أي عكس التصور الخارجي ويسترجع الصور بهدف ممارسة خبرة الموقف والتعرف على جميع العمليات المصاحبة من شعور وإحساس وانفعالات وإجراء تقييم حتى يتمكن من اتخاذ الاستجابات المناسبة للمستقبل.

    نظريات التصور العقلي:
    نتناول بعض النظريات التي تفسر التصور العقلي ومنها : –
    النظرية الافتراضية: ويطلق عليها الشبكة الافتراضية أيضاً ، وتقوم هذه النظرية على أساس أن المعلومات تتضمن تصورات مبنية على معلومات سابقة تم وضع رموز لها في الذاكرة على شكل ملخص، وقد أشار بعضهم الى أنها برنامج حركي، ويطلق عليها آخرون تسمية المخطط العام او إعادة العرض. وعلى الرغم من أن هذه النظرية من أكثر النظريات شيوعاً ألا انه تم توجيه بعض النقد إليها وهو هل أن الذاكرة الإنسانية افتراضية بحتة أو توجد في شكل ثلاثة رموز متصلة (افتراضية- لفظية- مرئية).
    – نظرية الرمز الثنائي: تقوم هذه النظرية على أساس أن التصور العقلي هو إعادة عرض المعلومات في الذاكرة سواء كان بصرياً أو لفظياً، تعد هذه النظرية الرموز اللفظية والمرئية من أهم العوامل المؤثرة في التصور العقلي، فنظام الذاكرة اللفظية يقوم على تجزئة المعلومات ذات الرموز من الأصل السمعي أو المنطوق مثل وحدات اللغات، أما نظام الذاكرة المرئية فيقوم على تخزين المعلومات المرتبطة بالتكوين أو العلاقات المكانية.
    – نظرية الرموز الثلاثة لاسين: تعد هذه النظرية التي وضعها (Ahsen) (1984) لتفسير عملية التصور العقلي، إذ ادرج بعداً جديداً وهو معنى الصورة لدى الفرد الذي وضعه (لانج) (1977). ويتضمن هذا الأنموذج الرموز الثلاثة الاتية: 1. الصورة (Image). 2. استجابة حسية (Somatic Response). 3. المعنى (Meaning). فالجزء الأول يشمل الصورة وهي استثارة حسية مركبة تحتوي على جميع الجوانب الحسية وهي تعكس الجوانب الداخلية الحسية مع كيفية التعامل مع الواقع الخارجي وهي الانتباه الأول. ويتضمن الجزء الثاني الاستجابة الحسية وهي أن عملية التصور تحدث تغيرات نفس فسيولوجية في الجسم مثلما وصفها (لانج)، أما الجزء الثالث فهو معنى الصورة أن لكل صورة معنى لها عند الفرد وتختلف من فرد إلى آخر حسب خبراته الخاصة في عملية التصور العقلي.
    – نظرية معالجة المعلومات الفسيولوجية: وضع هذه النظرية (بيتر لأنج:Lang peter) (1977) وتبدأ النظرية بالفرض القائل أن الصورة ما هي ألا تنظيم وظيفي لمجموعة محددة من الافتراضات المختزنة في العقل وتتضمن وصف الصورة في خاصيتين أساسيتين هما:
    أ‌- مثيرات افتراضية (Stimuli’s proposition).
    ب‌- استجابات افتراضية (Response proposition). فالأولى تشير إلى وصف المحتوى المراد تصوره من المعلومات الكاملة للصورة، والثانية تشير إلى وصف الاستجابة لهذه المحتوى من المعلومات الكاملة للصورة.

    المراجع: – أسامة كامل راتب؛ علم النفس الرياضة (المفاهيم- التطبيقات). ط3: (القاهرة، دار الفكر العربي، 2000). -محمد حسن علاوي؛ علم النفس التدريب والمنافسة الرياضية: (القاهرة، دار الفكر العربي، 2002).

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.