مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1363

    الإصابة الرياضية الذاتية وطرق تجنبها
    الأستاذ الدكتور أثير محمد صبري الجميلي

    الإصابات الرياضية كثيرة ومتنوعة ومختلفة, لقد تناولتها زميلتنا الدكتورة سميعة مشكورة وبصورة موسعة في موضوعها (لماذا تحدث الإصابات الرياضية ؟) في منتدى المواضيع الطبية والفسلجية في موقع الأكاديمية الرياضية العراقية سابقاً, حيث أصبحت الإصابات الرياضية ضريبة ممارسة الرياضة اليومية, إذا لايمكن لأي رياضي اليوم أن يمنع نفسه من أي نوع من تلك الإصابات المحتملة عندما يمارس الرياضة ضمن الفرق وبصورة منفردة وذلك لأن أسبابها متعددة منها الخارجية والداخلية التي لها علاقة بالرياضي نفسه . ونظراً لتعدد أسباب الإصابة الرياضية, ونظراً لصعوبة تجنب الإصابات الخارجية للرياضيين أثناء التدريبات أو المباريات, نحاول تركيز مداخلتنا هذه على تلك الإصابات الداخلية التي قد يتعرض لها الرياضي في التدريب أو السباق, وكيفية إحتمال أو تقليل فرص حدوثها أو تفاديها, هذا من وجهة نظرنا العلمية في ميدان التدريب الرياضي وخبرتنا الرياضية كرياضي وبطل سابق بألعاب المضمار والميدان وفي أكثر من لعبة أو فعالية رياضية شاركنا في فرقها ولسنوات عديدية وتعرضنا فيها لمختلف أنواع الإصابات من تشنجات وتمزقات وكدمات وخلع مفصلي وإلتهابات وحتى مرض فقر الدم وغيرها.

    الإهتمام بالصحة والتغذية :
    من أهم المواضيع التي تجنب الرياضي التعرض لمختلف الإصابات الرياضية الذاتية, حيث أن للصحة العامة للفرد علاقة قوية مع إنخفاض التعرض للإصابات ومنها الأمراض السريرية كسرعة التعرض للإلتهابات المختلفة في الأعضاء الوظيفية للجسم بسبب هبوط مناعة الجسم ومقاومته للأمراض, الإصابة بمرض فقر الدم نتيجة هبوط مستوى هيموغلوبين الدم بسبب التعرض التدريب المفرط (Over training), هبوط الكفاءة الوظيفية الكاملة في إستعادة حالة الشفاء بعد التدريبات المتعبة …إلخ , ونتيجة هذا الهبوط يفقد الرياضي مرحلة التعويض المثالي التي تتبع مرحلة الإستشفاء, أي يصبح التدريب اليومي غير مؤثراً إيجابياً في تطوير الأداء الحركي أو حتى مستوى اللياقة البدنية. أما زيادة حجم وشدة الوحدات التدريبية قد يقود إلى تعرض الرياضي لمرض فقر الدم, وهو مرض شائع بين الرياضيين سببه عدم الإهتمام بالصحة العامة والتغذية المناسبة لنوع مستوى الأحمال التدريبية اليومية. أي أن تأثيرات التدريب سوف تكون سلبية على مركبات الدم وخاصة كريات الدم الحمراء ومحتوى الهيموغلوبين فيها.

    الإهتمام بالإعداد البدني:
    الإعداد البدني الجيد يجنب الرياضي كثير من الإصابات, أن الإحصائيات الطبية الرياضية تشير إلى أن أكثر من 80% من الإصابات الرياضية الذاتية تحدث بسبب عدم حصول الرياضي على فترة ومستوى إعداد بدني جيد. قصر فترات الإعداد البدني تعرض أجهزة جسم الرياضي الوظيفية والحركية للإصابات المختلفة. وهذا يعني الإهتمام بالتخطيط السنوي والمرحلي للتدريب الرياضي بمختلف الألعاب والأنشطة الرياضية, حيث أن مرحلة الإعداد العام ثم الخاص ثم مرحلة السباقات تستغرق فترات زمنية لا تقل عن 10 أسابيع لكل مرحلة حتى يكتمل الإعداد البدني والمهاري للرياضي وذلك حسب نوع اللعبة أو الفعالية الرياضية. أما في حالة زج الرياضي في تدريبات أو مباريات ذات شدة وقوة عالية, تزداد فرص الإصابات فيها. بألعاب المضمار والميدان يجب تنظيم السباقات والبطولات بعد فترات إعداد طويلة نسبياً, أي لا تقل عن 6 اشهر بعد المرحلة الإنتقالية من الموسم السابق وهكذا.

    الإهتمام بالإعداد المهاري :
    للإعداد المهاري أو الفني علاقة بالإعداد البدني الخاص للرياضي بأي لعبة أو فعالية رياضية. وكما يجب علينا أن نهتم بالإعداد البدني العام في بداية الموسم, علينا أن نتبعه بإعداد بدني خاص له علاقة وربط بالمهارات والفعاليات والحركات الرياضية التي يستخدمها الرياضي أو الفريق في سباقاته, حيث أن قلة الإهتمام بالإعداد الخاص يشكل صعوبة تدريبية كبيرة ويعرض الرياضي للإصابات أثناء السباقات والمباريات القادمة . على سبيل المثال يتعرض معظم أبطال العدوا القصير والحواجز بألعاب المضمار والميدان إلى الإصابات العضلية في أولى سباقاتهم في الموسم إذا لم يحصلون على فترة إعداد خاصة جيدة تستخدم فيها شدة التدريب العالية في تدريبات السرعة.
    يتعرض كثير من لاعبي الألعاب الفرقية إلى إصابات الجهاز الحركي (العضلات , الأوتار , الغضاريف , المفاصل , العظام) في حالة عدم حصولهم على الأداء الحركي المهاري الجيد في فترة الإعداد المهاري والبدني الخاص الذي سوف يضمن لهم سهولة ودقة وتوافق الأداء الحركي السريع والقوي أثناء اللعب.

    الإهتمام بالوضع النفسي :
    للحالة أو الوضع النفسي السلبي للرياضي علاقة بالإصابات الذاتية المحتملة أثناء التدريب أو أثناء السباق وبغض النظر عن مستوى اللياقة والإعداد البدني أو المهاري, لذلك على المدرب مراقبة الوضع أو الحالة النفسية للرياضي بشكل دائم لضمان تفادي كثير من الإصابات. أن تراجع الحالة النفسية بسبب ظروف الحياة اليومية يجب تشخيصها يومياً من قبل المدرب لأجل تفادي الإصابات ولأجل ضمان الإستفادة من حمل التدريب أو السباق. هناك وسائل وطرائق متعددة يستطيع المدرب بواسطتها أن يبدل الحالة السلبية إلى إيجابية أو يخفف من درجة تلك الحالات النفسية المؤثرة على مستوى الأداء أو الإنجاز الرياضي لكي يضمن لذلك الرياضي مشاركة سليمة ناجحة!

    الإعتماد على الذات:
    أن تعلم الرياضي طريقة الإعتماد على الذات في السلوك اليومي المطلوب أثناء التدريب وأثناء السباق أو المباراة وبعيداً عن أنظار المدرب أو المشرف, من الأمور التي تجنب الرياضي التعرض للإصابات. حيث يجب أن يتعلم طريقة الإحماء الصحيحة والمناسبة للتدريب أو المباراة وفي مختلف الظروف الجوية وخاصة أثناء الأجواء الباردة, كما يجب أن يتعلم كيفية التعامل مع الجو الممطر أو مع إتجاه الريح أثناء التدريب أو السباق في الملاعب الخارجية. كما يجب أن يتعلم إستخدام الإجهزة والمعدات بالطرق الصحيحة التي قد تجنبه كثير من الإصابات بالتدريب أو السباق بعيداً عن أنظار المدرب. كما يجب أن يتعلم طريقة اللعب على نوعيات من الملاعب المختلفة الأسطح كالملاعب الحشيشية أو الترابية أو الصناعية وغيرها, ويتعلم إرتداء الأحذية المناسبة لكل نوع من تلك الأسطح. كما على الرياضي المتقدم البطل اليوم أن يقلل من إعتماده على مدربه إعتماداً كاملاً, بل يحاول تطوير سلوكه وتطوير إمكاناته وثقافته الذاتية التي سوف تساعد بشكل أو آخر على المحافظة على صحته البدنية والنفسية, وتساعد على تطوير مستواه الرياضي بشكل كامل كما في تعلمه الضروري إستخدام مهارات الحاسوب لأجل الحصول على كل ما يحتاجه من معلومات علمية ضرورية لحياته الرياضية وتطوير مستواه الرياضي العام.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.