مرحبا بكم،،، › المنتديات › منتدى قسم العلوم الرياضية النظرية › التدريب الرياضي › الأداء الرياضي في ظروف الحر القاهرة
- هذا الموضوع فارغ.
-
الكاتبالمشاركات
-
2012-04-11 الساعة 5:36 مساءً #3100
سيباستين راسينايس / ترجمة د. أثير محمد صبري الجميلي
Sports Medicine Journal ASPETAR (8-11) April 2012في تاريخ الثاني من ديسمبر من عام 2010 , وفي مقر الإتحاد الدولي لكرة القدم في مدينة زيوريخ السويسرية (FIFA) , كان الإحتفال الرسمي بقرار إستضافة قطر لحق تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022م . لذا فازت قطر بحق إستضافة نهائيات هذه البطولة العالمية الكبيرة فعلاً , ولأول مرة تفوز دولة عربية بفرصة تنظيم مثل هذا المحفل الرياضي العالمي المهم .
لقد أبدت بعض الدول قلقها حول تأثيرات حرارة الجو على مستوى أداء اللاعبين بهذه البطولة . وبخصوص هذه المشكلة وجدنا ضرورة طرح هذا الموضوع الذي سوف نتناول فيه تأثير الظروف الجوية على وظائف جسم الرياضي . أن جسم الإنسان يتعرض إلى مديات واسعة من تغيرات الظروف الجوية المحتملة خلال السنة, وأن هذا المدى الأقصى قد يتراوح بين درجة حرارة ( -89,2°C Vostok Station Russia, 1983 ) إلى ( +57,8°C Al-Aziziyah,Libya,1922 ). مع ذلك نعلم بأن عمل وظائف الجسم المثالية تتم بدرجة حرارة حوالي 37°C مئوية , إلا أنها سوف تتأثر في حالة تغير حرارة الجو الخارجية , وفي حالتي الإنخفاض أو الإرتفاع العالي , حيث تتأثر درجة حرارة الجسم والبناء الخليوي وينخفض الأداء الوظيفي . وإذا ما أخذنا هذه المعلومات وطبقناها على الرياضيين أثناء المنافسة , فأن هذا الموضوع سوف يشمل العمل الفسيولوجي للجسم وسوف يتضمن الأمور التالية:
- الظروف الجوية والبيئية ( درجة الحرارة , الوقت من اليوم , درجة الرطوبة)
- الخصائص التدريبية المستخدمة ( شدة وحجم ومدة الحمل التدريبي ) .
- وخصائص الرياضي الفردية (قابلية جسم الرياضي على تحمل الحرارة والتأقلم لها ) . وهنا سوف نركز أكثر على خصاص التدريب وعلى خصائص الرياضي الفردية.
شدة وحجم ومدة التدريب الرياضي
بالنسبة للفعاليات والسباقات القصيرة الزمن والمرتفعة الشدة والتي سوف تستغرق بضع ثوان ( الوثب الطويل , سباق عدوا 100م ) , أن إرتفاع درجة الحرارة ذات فائدة للعمل العضلي الأقصى فيها . أن تحسن الأداء الحركي والإنجاز العضلي بعد عملية أحماء جيدة وكاملة يمكننا الشعور بها دائماً .
أما بالنسبة للفعاليات والسباقات الطويلة الزمن والقليلة الشدة وكما في سباق الماراثون , يمكن لظروف الحر القاهرة أن تؤثر سلباً وترفع درجة حرارة الجسم عالياً وينخفض الإنجاز الرياضي كثيراً , وهذه الحالة ترتبط ايضاً بحقيقة أن الإنقباضات العضلية نفسها سوف تقوم بزيادة درجة حرارة الجسم أيضاً , أن درجة حرارة العضلات أثناء الراحة اقل من درجة حرارة الجسم قليلاً ( 34°C > 37°C ) , وتزداد درجة حرارة العضلات أثناء التدريب أكثر وتصل إلى درجة حرارة الجسم أو أعلى منها بزمن 10-20 دقيقة . كما أننا ذكرنا سابقاً بأن درجة حرارة الجسم تصل إلى 40°C ( مع إختلافات فردية بحدود 0.5°C ) ودرجة حرارة العضلات بحدود 42°C , وتمثل الحدود التي يعمل بها جسم الإنسان طبيعياً . وقد يشابه عمل الجسم هنا السيارة المزودة بمروحة وجهاز تبريد , حيث يقوم الجسم بعمله بشكل مثالي بالرغم من إرتفاع درجة الحرارة أكثر من الطبيعي .
خصائص الرياضي الفردية
التخلص من الحرارة وفقدانها هي الوسيلة الإبتدائية المستخدمة في محيط العمل الحار وذلك بواسطة قدرة أجسامنا على التعرق والتبخر المصاحب لها , حيث يعمل على تبريد سطح البشرة ويوفر الإحساس والشعور المريح للجلد , والأبعد من ذلك يعمل على تفعيل فقدان حرارة الجسم . من المهم جداً بقاء الجسم رطباً لأجل تبريده بإستمرار , ومع أن هذه الأنظمة محدودة خاصة في حالة كون درجة حرارة المحيط أعلى من درجة حرارة الجسم , أو في حالة إرتفاع درجة الرطوبة وإنخفاض مستوى التبخر . وهذا يعني أن حرارة ورطوبة الجو ( الجو الإستوائي ) يمكن أن يكون عاملاً قاسياً على الأداء ومخرباً للإنجاز الرياضي أكثر من الجو الحار والجاف . أن إرتفاع درجة رطوبة الجو كما في المناطق الإستوائية لا يعرقل عملية تبخر العرق فقط , وإنما يؤثر سلباً على نشاط الجسم ولا يساعد على تقليل حرارة الجسم . وهذا قد يقود مبدئياً إلى فقدان شديد بالسوائل والضربة الحرارية , لذا من الأسهل التدريب في الأقطار والمناطق الحارة والجافة أفضل من التدريب في المناطق الدافئة والرطبة .
كذلك هناك إعتبارات أخرى يجب مراعاتها لأجل مجابهة الظروف الجوية الحارة وتأثيراتها السلبية بالألعاب الرياضية المختلفة . فعلى سبيل المثال بالألعاب التي تتطلب السرعة العالية ( مثل سباق الدراجات ) سوف لن تتأثر بنفس القدر كما في الألعاب الأقل سرعة في الأداء ( سباق المشي والجري ) حتى ولوكانت في نفس درجة الحرارة . والسبب الأول في ذلك أن سرعة فقدان الحرارة سوف تزداد بزيادة سرعة الريح على الجسم أكثر من زيادة حركة الريح نفسها وفي الحالتين سوف يتبخر العرق من سطح الجلد ويساعد على فقدان الحرارة . أما السبب الثاني فهو أن الزيادة في ظروف الحر القاهرة تقود إلى تقليل كثافة الهواء , وبذلك تقلل مقاومة الهواء الحركية في فعاليات وسباقات السرعة كما في الدراجات الهوائية (reducing the aerodynamic resistance).
أن تأثير درجة حرارة الجو على الإنجاز الرياضي هو من المواضيع المعقدة إذا راعينا فيه الألعاب الرياضية الفرقية والتي يعتمد فيها الإنجاز على جميع أعضاء ذلك الفريق . قمنا حالياً بمقارنة عينة من لاعبي كرة القدم الإسكندنافيين عندما لعبوا في درجة حرارة جو ( ~43°C) وعندما لعبوا في جو طبيعي لهم درجة حرارته (~21°C) . كنتيجة للعبهم بالجو الحار لقد إنخفض حجم مسافة حركة اللعب عندهم 7% , ومسافة اللعب بالسرعة العالية إلى 26% . هذا بالرغم من عدم ظهور فروق معنوية في مسافة اللعب السريعة والقصيرة بل بلغت أعلى بنسبة 4% . كما أظهرت الدراسة نسب نجاح أعلى في مهارات التمرير والتحويل في ظروف الجو الحار أفضل . لذلك فأن الإنجاز القاري للأداء البدني بلعبة كرة القدم في الجو الحار كان متحولاً وليس قاهراً.
التأقلم على الحرارة
أن عملية الحماية من الضربة الحرارية تعتمد بشكل رئيس على شدة التمرين , وأن عملية إطلاق الحرارة تعتمد مبدئياً على الظروف المحيطية ( درجة الحرارة والرطوبة ) وتعتمد بشكل خاص على أيضاً على ( نوعية الملابس وسرعة الأداء الحركي ) وعلى جميع الظروف القاهرة التي تحيط بالرياضي . وعندما ترتفع درجة إنتاج الحرارة فوق مستوى ودرجة إطلاقها , سوف تزداد معها درجة حرارة الجسم . وعلى الرغم من ذلك فهذا لا يعني من المستحيل إجراء التدريب الرياضي , ولكن علينا أن نخفض من شدة التدريب أو الأداء , حتى نستطيع أن نعادل درجة إنتاج الحرارة مع قابلية جسم الرياضي على التخلص منها . وأفضل مثال على قابلية الجسم على التدريب بالأجواء الحارة هو البطولة العالمية للرجل الحديدي في هاواي , عندما يشارك ويتنافس فيها المحترفين والهواة من الرياضيين وتستغرق حوالي 8 ساعات بإستخدام الرياضيين فيها قدراتهم البدنية القصوى في أجواء حارة ورطبة في آن واحد .
كما يمكن للرياضيين أن يحسنوا من قابلية أجسامهم على تحمل الحرارة جرّاء عمليات التأقلم . ومن العلامات الطبية للتأقلم الحراري هي إنخفاض درجة حرارة الجسم في حالة الراحة أو عند التدريب في الجو الحار عن المستوى الطبيعي , كما ينخفض معدل القلب أيضاً ( عدد الضربات بالدقيقة الواحدة ) . أن التكيفات الفسيولوجية المسببة لعلامات للتأقلم هذه سوف تشمل زيادة في معدل التعرق والمرتبطة أيضاً بإنخفاض في تركيز الصوديوم إلى أقل درجة بسبب فقدان هذا العنصر لدى التعرق الكثير . كذلك أن عملية التأقلم الحراري سوف تزيد من حجم بلازما الدم في وضع الراحة , وبذلك يقل تركيب مكونات الدم عند التدريب بالجو الحار . لاحظنا إرتباطاً قوياً بين الإستجابة التأقلمية ( زيادة حجم لبلازما ) لدى عينة اللاعبين الإسكندنافيين الذي جاء ذكرهم سابقاً , وقابليتهم على المحافظة على مستوى نشاطهم الحركي عند اللعب بالجو الحار . كما أن اللاعبين الذين لم يكتمل تأقلمهم الحراري جيداً , كان عليهم تقليل كمية نشاطهم الحركي أثناء اللعب , بينما اللاعبين الذين تاقلموا جيداً , إستطاعوا أن يحافظوا على نفس الكمية من النشاط الحركي عند لعبهم بالجو الحار , وأفضل من اللعب في جو ومحيط معتدل الحرارة .
الملخص
أن تأثير ظروف الحر القاهرة على الإنجاز الرياضي يعتمد على نوع الفعالية الرياضية , حيث يفيد الألعاب والفعاليات الرياضية القصيرة مثل ألعاب المضمار والميدان أكثر من الجو الدافيء. أما الرياضيين الذين يشاركون في ألعاب وفعاليات ومسابقات رياضية طويلة الزمن , عليهم التقليل من مستوى شدة التدريب, ولكن المحافظة عليها أثناء السباقات . أما الفعاليات الرياضية المختلطة كما في الألعاب الفرقية يمكن تنعكس فيها الإستجابات المختلفة ويتم تعديل نموذج لتلك الفعالية ( تقليل المسافات المقطوعة مع زيادة السرعة مع تمريرات ناجحة أكثر). وأخيراً يمكن للرياضيين التأقلم لحرارة الجو , ولكن مع إختلافات داخلية فردية في معدلات التأقلم . أن الأطباء الفسيولوجيين والمعالجين والمدربين للمنتخبات الرياضية , يجب أن يعملوا سوية لأجل توحيد عملية التدريب التأقلمي في المعسكرات لرياضيي المنتخبات طبقاً لمستوى قابلياتهم التأقلمية.
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.